جانب من المؤتمر الصحفي لوزارة الداخلية القطرية - مصدر الصورة: تلفزيون قطر

اختراق "الوكالة القطرية".. أدلة ناقصة وتراشق على تويتر

منشور الخميس 20 يوليو 2017

 

عقدت وزارة الداخلية القطرية عصر اليوم، الخميس، مؤتمرًا صحفيًا أعلنت فيه نتائج التحقيقات فيما يتعلق باختراق الموقع الإلكتروني لوكالة الأنباء القطرية وكافة الحسابات الخاصة بالوكالة الرسمية للدولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، الذي جرى في الأسبوع الأخير من مايو/ أيار الماضي. وقام المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية القطرية بعرض فيلم تسجيلي قصير يشرح كيف تمت عملية الاختراق، وفق ما توصلت إليه أجهزة التحقيقات القطرية بمعاونة خبراء رسميين من الولايات المتحدة.  

وسرد التقرير الذي عرضته وزارة الداخلية القطرية التسلسل الزمني لوقائع الـ"اختراق" الذي حدث لخوادم وموقع وكالة الأنباء الرسمية للدولة "قنا" في الرابع والعشرين من مايو الماضي، لنشر تصريحات منسوبة لأمير قطر حذر فيها من المواجهة مع إيران، ودافع عن حركة حماس المرتبطة بجماعة الإخوان المسلمين، وجماعة حزب الله الشيعية في لبنان.   

وسرد المتحدث باسم الداخلية القطرية أن وقائع اختراق الموقع بدأت في التاسع عشر من أبريل/ نيسان،   وذلك عقب تسلل المخترق باستخدام برامج للتخفي - VPN  - وأجرى كشفًا كاملاً على الموقع بعملية استطلاع، وعقب ذلك قام بتثبيت البرمجيات الخبيثة في الثاني والعشرين من أبريل، مستغلاً ثغرة في الشبكة الداخلية لموقع وكالة الأنباء. وشارك المخترق تلك الثغرة عن طريق برنامج المحادثات "Skype" مع حساب مرتبط بجهاز آيفون، أظهر عنوان بروتوكول الإنترنت التفصيلي "IP Adress" وجوده في "أحد دول الحصار" على حد قول المتحدث القطري.  وأضاف الفيلم القصير الذي عرضته وزارة الداخلية القطرية أن المخترق قام بتطوير البرمجيات الخبيثة لتمكنه من التحكم الكامل في الشبكة، قبل اختبار مدى فاعلية الثغرة الإلكترونية للموقع، من خلال التوصل إلى كافة عناوين البريد الإلكتروني للعاملين بوكالة الأنباء.  إلا أن الفيلم القصير استند في استنتاجه إلى عرض مبسط  لعدد الزيارات، مظهرًا وجود 45 زيارة من "إحدى دول الحصار" وهي السعودية والإمارات والبحرين ومعهم مصر، ولم تحدد جهات التحقيق القطرية اسم الدولة المسؤولة عن تنفيذ عملية الاختراق تلك.  

ولكن يُظهر الرسم البياني المعروض في الفيلم اسم دولة الإمارات بجانب السعودية، وذلك أثناء عرض التسلسل الزمني لوقائع الاختراق المزعوم.

تلك الزيارات القليلة كانت قبل لحظات من نشر التصريحات المنسوبة لأمير قطر، والتي أثارت حفيظة عدد من الدول الخليجية على رأسها السعودية والإمارات إلى جانب مصر، ودفعتها لاتخاذ قرار بقطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة قطر. وهي الأزمة المستمرة حتى لحظة نشر هذا التقرير.

ويأتي المؤتمر الصحفي عقب أيام من نشر صحيفة واشنطن بوست تقريرًا، نقلت فيه عن مصادر مطلعة في الاستخبارات الأمريكية أن الإمارات تقف وراء وقائع اختراق وكالة الأنباء الرسمية القطرية.  تقرير واشنطن بوست تشابه مع ما نشره الموقع الإلكتروني لوكالة "CNN" الأمريكية الشهر الماضي، نقلاً عن مصادر مطلعة داخل مكتب ااتحقيقات الفيدرالية، بأن مجموعة من القراصنة الروس وراء اندلاع الأزمة القطرية الخليجية بتحريض من إحدى دول الحصار، وهي المزاعم التي قامت بنفيها موسكو على الفور.  وبالعودة إلى المؤتمر الصحفي القطري، والذي عرض دلائل تشير إلى وقوع 45 زيارة إلى موقع وكالة الأنباء القطرية أثناء نشر "التصريحات المفبركة"، في إشارة لكون الزيارات مرتبة قبل نشر التصريحات. إلا أن طبيعة النشر وزيارة القراء لوكالات الأنباء تجعل من وجود زيارات متعددة من دولة معينة عقب نشر أخبار مهمة أمرًا طبيعيًا، لا يعبر بالضرورة عن وجود محاولة للاختراق من قبل هذه الدولة أو مواطنيها الزائرين، كما ألمح التقرير الذي عُرض اليوم في المؤتمر الصحفي لوزارة الداخلية القطرية. وعلى صعيد شبكات التواصل الاجتماعي ظهرت على خارطة الترند عبر تويتر في منطقة الخليج عدة وسوم بلغت حد التراشق بين مؤيدي قطر من جهة، ومؤيدي السعودية والإمارات من جهة أخرى، تزامنًا مع عقد المؤتمر الصحفي. إذ ظهر هاشتاج بعنوان "الإمارات وراء اختراق الوكالة" غرد من خلاله مواطن إماراتي ليعرض خطوات مبسطة لتغيير عنوان بروتوكول الإنترنت - IP Address -  من خلال بحث مبسط عبر محرك بحث جوجل، في محاولة لدحض الأدلة التي عُرضت في المؤتمر الصحفي القطري.

https://twitter.com/yassinlondon/status/888093111603384320

بينما تربع على قائمة الترند في قطر وسم آخر بعنوان "حقيقة الاختراق"، وثلاث وسوم أخرى على مدار ست ساعات تلت المؤتمر الصحفي، جميعها مضادة لدولة الإمارات، من بينها وسم بعنوان " #الامارات_مركز_مالي_للإرهاب" و#دبي_غير_آمنه_للاستثمار.

واتسمت تلك الوسوم بأنها صادرة عن حسابات قطرية تتشابه طرق عملها ونشر التغريدات فيها مع عمل أوركسترا اللجان الإلكترونية المؤيدة للأنظمة الحاكمة في المنطقة العربية. ومن جهة أخرى تربع أيضا على خارطة الترند في دولة الإمارات وسوم مضادة لدولة قطر عقب المؤتمر الصحفي، من بينها وسم بعنوان " تنظيم_القاعده_قطري" و" #الاتراك_يتحرشون_بنساء_قطر".