من تغطية قناة سي بي سي نيوز. الصورة: شادي سراج الدين

تعليمات "صالات التحرير": لا مظاهرات معارضة.. والتركيز على أخطاء "الجزيرة"

منشور الجمعة 27 سبتمبر 2019

قررت مؤسسات إعلامية التعامل بحذر مع دعوات التظاهر اليوم الجمعة ضد الرئيس عبد الفتاح السيسي، فيما قرر بعض منها التركيز فقط على المظاهرات التي حشد لها مؤيدون في المنصة بحي مدينة نصر، مع التجاهل التام ﻷي فعاليات معارضة، في وقت لم تسجل نقابة الصحفيين حالات انتهاك لافتة ضد الصحفيين.

وعلمت المنصّة من مصادر داخل عدد من هذه المؤسسات، التي اختلفت بين الصحفية والتليفزيونية اختارت عدم إيفاد مراسلين للميادين المتوقع انطلاق مظاهرات فيها، "حفاظًا على سلامتهم"، وفق ما ذكره مصدر بصحيفة "الشروق" الخاصة.

بالمثل، قررت إدارة التحرير في صحيفة "المصري اليوم" عدم إرسال أي من صحفييها للشوارع "وعدم المجازفة، خوفًا من احتمالية القبض عليهم، خصوصًا في ميدان التحرير والشوارع المحيطة به".

وبحسب المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، اكتفت المصري اليوم بعمل الصحفيين في غرفة الأخبار،  وأوفدت مراسلين لها يحملون عضوية نقابة الصحفيين إلى المظاهرات المؤيدة للرئيس السيسي أمام المنصّة بحي مدينة نصر، كما اتفق رؤساء الأقسام والصحفيون على عدم الاقتراب من ميدان التحرير ومنطقة وسط البلد "خصوصًا مع إغلاقها بكردونات أمنية مشددة".

وتابع المصدر "ونحن أيضًا كصحفيين اتخذنا القرار بصورة جماعية، عندما وجدنا زملاء يعملون في قنوات مؤيدة للدولة يلقى القبض عليهم، ولا تستطيع النقابة التدخل لصالحهم".


اقرأ أيضًا| صحف مصرية تستبق دعوات التظاهر بالتحريض ضد المعارضة والإشادة بإنجازات الرئيس


معلومات المصادر أكدها تصفح الموقعين، والذي بيّن عدم وجود أخبار عن أية احتجاجات وذلك منذ الصباح وحتى الخامسة من مساء اليوم، إذ اقتصرت الأخبار فقط على المعتاد تقديمه.

في مقابل قرار الصحف، كان للفضائيات المؤيدة للرئيس والنظام، سواء التابعة للمجموعة المتحدة للإعلام مثل Dmc و cbc أو التي لا تتبعها مثل صدى البلد و Ten، قرار آخر بناءً على تعليمات وردت إليهم.

ووفقًا لمصدر في واحدة من هذه القنوات، طلب عدم الكشف عن هويته، "وصلت تعليمات من جهات سيادية لهذه القنوات بنقل تطورات المظاهرات المؤيدة للرئيس السيسي وفعاليات المنصّة فقط".

وأضاف المصدر "بناءً على ذلك؛ أُرسلت وحدة بث واحدة تشرف عليها الشؤون المعنوية تنقل منها جميع القنوات، فيما سمح لبعضهم بإرسال مراسلين من أجل إجراء لقاءات مع المواطنين المؤيدين".

وكشف المصدر أن "النقطة الثانية من التعليمات أن تركز البرامج مع قناة الجزيرة ومحاولة دحض الصور التي تنقلها، والنقطة الثالثة هي التركيز على مداخلات مع معلقين للمناقشة حول أمرين فقط هما؛ وصول الرئيس صباحًا واستقباله من قبل المواطنين، وخروج المؤيدين للرئيس لتأييده أمام المنصة".

واستبقت عدّة جهات، بين الحقوقية والنقابية، فعاليات اليوم الجمعة باستعداد للتعامل مع أي عنف محتمل أو انتهاكات، عبر تشكيل غرف عمليات لتلقي الشكاوى، وتخصيص أرقام هاتفية لذلك.

وكان من بين هذه الجهات نقابة الصحفيين، التي شكّلت غرفة عمليات لمتابعة أي أزمات أو تضييقات قد يتعرّض لها الصحفيون خلال مشاركاتهم في تغطية فعاليات اليوم.

وكشف رئيس لجنة الحريات بنقابة الصحفيين عمرو بدر، عضو غرفة العمليات، إنها لم تتلق منذ الساعة العاشرة صباحًا حين بدأت عملها وحتى الرابعة والنصف عصر اليوم، إلاّ بلاغًا واحدًا من مراسل.

وقال بدر للمنصّة، إن البلاغ كان من مراسل وكالة الأنباء الفرنسية تم احتجازه وزميله من قبل اﻷمن لمدة ساعتين تقريبًا، بسبب عدم حمله للتصريح الخاص بالتغطية، الذي تمنحه الهيئة العامة للاستعلامات لمراسلين الأجانب حل مشاركتهم في تغطية أحداث بالقاهرة.

وتابع عضو غرفة عمليات نقابة الصحفيين أن المراسلين أُطلق سراحهما بعد تدخل من النقيب ضياء رشوان، وأن التصريح الخاص به كان صادرًا بالفعل من الهيئة قبل تلك الواقعة، لكنه لم يتمكن من استلامه قبل مشاركته في التغطية، موضحًا أنها اقتصرت على التصوير فقط.

وفسّر بدر اقتصار ما ورد للغرفة من شكاوى على بلاغ واحد فقط، بالرغم من رصده لوجود عدد من الصحفيين يشاركون بالفعل في التغطية، بقوله "هذا ﻷنه لا يوجد أحداث كثيفة على اﻷرض تستدعي اشتباك أو حالات اعتقال، والموجود بالفعل فقط هو الانتشار الأمني"، مختتمًا بالإشارة إلى استمرار انعقاد غرفة العمليات طوال اليوم، ولو وقعت مستجدات؛ فمن المقرر أن يستمر عملها حتى الغد.