صفحة المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية
جانب من اللقاء

نص كلمة السيسي في المؤتمر الصحفي المشترك مع رئيسي وزراء بلجيكا وإسبانيا 24/11/2023

منشور الجمعة 24 نوفمبر 2023

 


بسم الله الرحمن الرحيم،

دولة رئيس حكومة مملكة أسبانيا، بيدرو سانشيز،

دولة رئيس حكومة مملكة بلجيكا، ألكسندر دي كرو،

السيدات والسادة،

اسمحوا لي في البداية أن أرحب بكم في زيارتكما إلى مصر، سعيد جدًا بوجودكم، أقدر جدًا هذه الزيارة، دولة رئيس الوزراء بيدرو، ودولة رئيس الوزراء ألكسندر، برحب بيكو أهلا وسهلا.

 أشكركم أيضا على حضوركم، وأشكركم على مواقفكم الحقيقة اللي بسجل بتقدير واحترام تجاه التطورات اللي بتحدث في قطاع غزة.

تناولت مباحثاتنا خلال هذا اليوم الحقيقة مرحلتين: المرحلة الأولى بتتعلق بالتطورات اللي بتتم خلال هذه الفترة في القطاع، من مواجهات عسكرية موجودة، والنتيجة اللي بتتم على الأرض فيها، والإجراءات اللي إحنا محتاجين نتحرك فيها بفاعلية أكتر.

وإحنا هنا بنتكلم على آه إحنا النهارده بنتكلم على هدنة يعني مؤقتة لمدة 4 - 5 أيام ونتمنى إنها تزيد من خلال تسليم مزيد من الـ.. الرهائن والأسرى اللي موجودين لدى حماس.. وأيضًا إدخال المزيد من المساعدات.

وهنا أنا بتكلم على إن إحنا محتاجين ندخل مساعدات، وإدخال مساعدات لإعاشة 2.3 مليون إنسان. 2.3 مليون إنسان محتاجين كل شيء، من الميه للأغذية للمواد الطبية لكل شيء، عشان تقدر نتيجة الحصار المفروض منذ 7 أكتوبر وحتى الآن إحنا بنتكلم على ناس بتعاني في القطاع من عدم وجود مياه، مياه شرب صالحة، ما فيش أغذيا، ما فيش مواد طبية، وطبعا تحت القصف اللي أفرز سقوط حتى الآن ما يقرب من 15 ألف. 15 ألف من المدنيين، منهم أكتر من 5500 من الأطفال، وأكتر من 2000 من السيدات. إحنا بنتكلم على 60 - 70% من الضحايا المدنيين من الأطفال والنساء، وده أمر لا بد من وضعه في الاعتبار.

إذن إحنا محتاجين خلال اللي إحنا في حديثنا مع دولة رئيس وزراء بلجيكا ودولة رئيس وزراء أسبانيا على أهمية إن المجتمع الدولي يقوم بتقديم مساعدات تكفي، تكفي إعاشة المدنيين أو المواطنين اللي موجودين اللي بيعانوا من القطاع، دي نقطة.

النقطة التانية، تكلمنا أيضا على أهمية إن يبقى في مناطق آمنة، والمناطق الآمنة اللي بنتكلم عليها مش في جنوب القطاع، إحنا بنتكلم على مناطق آمنة موجودة في وسط القطاع وشمال القطاع وجنوب القطاع، تسمح بتواجد الناس التي فقدت منازلها، وإحنا هنا بنتكلم على تدمير مش أقل من 40 إلى 50 ألف منزل تدميرا كاملا، وأكتر من 70 ألف 100 ألف منزل تضرروا بشكل أو بآخر، وبالتالي إحنا بنتكلم على مناطق آمنة تسمح بإعاشة وتواجد هذه المواطنين.

الهدف من كدا إيه؟ ده كلامنا اللي إحنا تحدثنا فيه، إن إحنا نساعد القطاع على إن فكرة تهجير الفلسطينيين، مش بالتصريحات، لأن اللي بيتم دلوقتي هو عمليا، هو عمليا يجعل البيئة، بيئة الحياة في القطاع مستحيلة، وبالتالي ده دفع أو تهجير قسري بشكل أو بآخر إلى خارج قطاع غزة.

وأنا أكدت، وفي توافق الحقيقة سواء كان في حديثي مع الرئيس بايدن في هذا الأمر، إن أنا قلت له إن هذا الأمر خطير، وهو أكد لي إن هو لن يسمح أيضا بتهجير قسري خارج القطاع، وهنا أيضا هذا الأمر تم تجديده مع أصدقاءنا المسؤولين، رئيس دولة أسبانيا، ورئيس دولة بلجيكا، على أهمية عدم التهجير القسري إلى خارج القطاع.

وأنا من جانبي في مصر، أنا أكدت ده إمبارح وبقوله النهار ده، إن إحنا في مصر لن نسمح بذلك. إحنا استقبلنا 9 ملايين، وده أمر كان نتيجة ظروف مختلفة عن الظروف اللي موجودة في قطاع غزة. اللي استقبلناهم عندهم مشاكل في بلادهم، مشاكل أمنية، زي سوريا، ليبيا، اليمن، العراق، السودان.. لكن بلادهم موجودة، ما حدش ها ياخدها.. لكن القطاع حاجة أمر مختلف خالص، وبالتالي ده أمر إحنا قلنا إن ده بالنسبة لنا أمر لن نسمح بيه ولن نقبله، أولا للتهجير القسري أو لتصفية القضية الفلسطينية. وده في توافق دولي، و.. وجدت تفهم حقيقي من الأصدقاء تجاه هذا الموضوع المهم أيضا.

إذن المرحلة الآنية أو المرحلة العاجلة اللي إحنا بنتكلم فيها، هي مرحلة احتواء التصعيد اللي موجود، ومحاولة تهيئة بيئة مناسبة، وتوفير مساعدات، وأنا بقول مرة تانية، مصر بكل تواضع، قدمت حتى الآن ما يقرب من 70، 75% من المساعدات التي قُدمت إلى القطاع رغم ظروفنا الاقتصادية.

لكن هنا بنتكلم على إن المجتمع الدولي خلال هذه المرحلة مهم جدا إنه يدخل مساعدات تكفي لإعاشة 2.3 مليون. معبر رفح لم يغلق، ولن يغلق، عشان نسمح بدخول المساعدات وخروج آآ أيضا الرهائن والأسرى، وأيضا الجنسيات اللي إحنا خلال الفترة اللي فاتت عملنا على إنها تخرج من كل الدول الصديقة، وكل الدول اللي كان ليها رعايا مزدوجي الجنسية أو رعايا داخل القطاع، إحنا بنتكلم على أكتر من 30 دولة. ومن جانبنا، إحنا ما عطلناش أبدا خروج الرعايا ديت لأن كان الأمر مرتبط بموافقة الجانب الإسرائيلي على خروج هذه الرعايا، والقوائم اللي بتصدق عليها بهذا الإطار. ده الجزء الأولاني اللي إحنا اتكلمنا فيه.

اتكلمنا أيضا على مرحلة ما بعد الحرب، وأهمية إن.. أنا بقى مش ها أقول إحياء مسار حل الدولتين، لأ، إحياء المسار ده فكرة على مدى 30 سنة، استنفذت ولم تحقق الكثير. إحنا كمان عايزين نكون واقعيين وموضوعيين في الحل لهذه القضية التي تتسبب في آلام، إحنا النهارده بنتكلم على 5 جولات صراع تمت خلال ال 17 - 20 سنة اللي فاتو. سقط فيهم من الإسرائيليين آآ من الفلسطينيين ما يقرب من 27 ألف مدني، أغلبهم من النساء والأطفال. 27 الف مدني سقطوا خلال ال 5 جولات صراع.

أرجو إن إحنا، يعني، لا نغفل ذلك، وإن أسبابه هو إن الأفق السياسي لحل القضية الفلسطينية كان دايما ما بيصلش إلى تحقيق المأمول، بإن يبقى في دولة فلسطينية على حدود الرابع من يونيو وعاصمتها القدس الشرقية، جنبا مع جـ.. حنبا إلى جنب مع الدولة الإسرائيلية، وقلنا إن إحنا، مستعدين يبقى هذه الدولة منزوعة السلاح، وأيضا في ضمانات بقوات، سواء هذه القوات من الناتو أو قوات من الأمم المتحدة، أو قوات عربية، أمريكية.. زي ما إنتو عايزين.. حتى نحقق الأمن لكلا الدولتين، الدولة الفلسطينية الوليدة، والدولة الإسرائيلية.

هنا بنتكلم على إن إحياء المسار قد لا يكون هو الأمر المطلوب بعد اللي إحنا شوفناه نتايج تعثر هذا المسار على مدى 30 سنة بيقول من هنا إن إحنا لا بد أن نتحرك بشكل مختلف عما كنا عليه، وهو الاعتراف بالدولة الفلسطينية، الاعتراف بدولة فلسطينية من جانب المجتمع الدولي، وإدخالها الأمم المتحدة.

أنا أتصور إن إحنا لو تحركنا في هذا الأمر ها نبقى ده بيعكس مسؤولية حقيقية، وجدية حقيقية من جانب المجتمع الدولي والمهتمين بتحقيق السلام في منطقتنا، اللي كل 4، 5 سنين تتعرض لمسألة زي اللي إحنا بنتعرض ليها دي، وينتج عنها ضحايا، ثم نتكلم عن إحياء المسار وإن يبقى في حل الدولتين، ثم مع الوقت يتآكل، تتآكل الفكرة قدام التفاصيل المختلفة لهذا الأمر.مرة تانية أنا بشكر دولة رئيس الوزراء سانشيز، شكرا جزيلا على وجودك معانا في مصر، شكرا جزيلا على مواقفكم الإيجابية وتفهمكو لما يحدث في المنطقة. وأيضا بشكر دولة رئيس الوزراء ألكسندر على وجودكم في مصر، أهلا بيكم، سعداء بصداقتكم، وسعداء بشراكتكم، واسمحوا لي إن أنا أعطي الفرصة لدولة رئيس الوزراء بيدرو سانشيز، اتفضل.


ألقيت الكلمة في قصر الاتحادية بالقاهرة، حيث التقى الرئيس برئيس الوزراء الأسباني، بيدرو سانشيز، ورئيس الوزراء البلجيكي، ألكسندر دي كرو، وعقد معهما مؤتمرًا صحفيًا لبحث التطورات في قطاع غزة.