مشادات بين النواب خلال الجلسة الثالثة "جلسة السحور" لمناقشة اتفاقية التنازل عن تيران وصنافير - خاص المنصة - صفاء عصام

يوميات صحفية برلمانية| مهرجان "الجزر سعودية" في جلسة السحور

منشور الثلاثاء 13 يونيو 2017

بعد ضغوط ومفاوضات كثيرة، وافق رئيس مجلس النواب علي عبد العال أخيرًا على دعوة الطرف الثاني، والاستماع لخبير يقر بمصرية جزيرتي تيران وصنافير. بعد جلستين عقدتا في يومين متتاليين أصر فيهما رئيس المجلس على الاستماع للخبراء المؤيدين لوجهة نظر الحكومة وحدهم دون غيرهم. 

وتراجع عبد العال عن قراره السابق باقتصار الاجتماع الثالث للجنة التشريعية على أعضائها فقط دون غيرهم، الذي كان قد اتخذ في الجلسة الصباحية. ليحضر نواب المعارضة، وكذلك  النواب المؤيدين من خارج لجنة الشؤون التشريعية والدستورية، اجتماع اللجنة الثاني في نفس اليوم، والذي بدأ في العاشرة والنصف من مساء الإثنين، وامتد حتى الثانية صباحًا، قبل حلول فجر الثلاثاء. 

الرأي الآخر يتكلم 

استضاف اجتماع اللجنة التشريعية خبيرة الحدود والتحكيم الدولي هايدي فاروق، وهي الخبير الذي طالب نواب تكتل 25/30 بحضوره للحديث بالوثائق عن مصرية الجزر.

عملت المستشارة هايدى فاروق ، في مكتب الوزير عمر سليمان رئيس جهاز المخابرات العامة الأسبق، وكانت تعمل خبيرة في ملف الحدود والثروات. وكلفها عمر سليمان في الفترة من 2006 وحتى 2010 بالتحقق من مصرية تيران وصنافير.

اقرأ أيضًا: إخراج سيء لجلسة"تيران وصنافير" الأولى

أقرت فاروق خلال كلمتها أمام النواب بمصرية الجزيرتين. وأشارت إلى وجود 75 مستند سري، عبارة عن مراسلات بين الإدارة الأمريكية والملك فيصل.

فقد خاطب الملك السعودي الأسبق الإدارة الامريكية في أعقاب هزيمة 1967، مطالبًا بتسلم السعودية للجزيرتين باعتبارهما تابعتان للمملكة، واستندت السعودية في مطالبتها إلى كونها مارست أعمال السيادة على الجزيرتين في عامي 1950/1951.

وكان رد الإدارة الأمريكية في مستند رسمي "سري" أن مصر هي صاحبة السيادة وأن الجزيرتين مصريتان.

                                    

خبيرة التحكيم الدولي هايدي فاروق تدلي بشهادتها حول مصرية تيران وصنافير أمام لجنة الشؤون التشريعية

وأوضحت الخبيرة الدولية أن عدة أرشيفات حول العالم،  أكدت وثائقها تبعية الجزيرتين لسيناء وليس لأرض الحجاز. مشيرة إلى أن الخديو إسماعيل مؤسس الجمعية الجغرافية، كان قد كلف بعثة علمية لبلاد الحجاز برئاسة "ريتشارد بارتون " باكتشاف الثروات المعدنية الخاصة، وقالت البعثة وفقا لإحدى المستندات : "غادرنا تيران وصنافير .. وبذلك غادرنا آخر نقطة في حدود مصر".

ولفتت  فاروق إلى أن هناك ملفا آخر في الأرشيف البريطاني، صدر في 4 أكتوبر عام 1934عن سكرتير عام وزارة الخارجية البريطاني يستفسر فيه رسميا عن تبعية الجزيرتين، وجاء رد الخارجية البريطانية أنهم لم يجدوا بين الأوراق ما يثبت تبعيتها لأي من الدولتين، إلى جانب ورقة صدرت في 23 يونيو عام 1934 من جانب الجمعية الجغرافية المصرية، تتضمن أبحاثا جيولوجية في جزيرتي تيران وصنافير تؤكد تبعيتهما لمصر.

 فاروق التي تحدثت بطلاقة وثقة ودون القراءة من الأوراق، تعرضت للمقاطعة كثيرا خاصة بعد طلبها إخراج الإعلام لتتمكن من الحديث عن معلومات سرية.

لكن رئيس المجلس رفض وقال: "ليس لدينا ما نخفيه"، كما حذرها من الإدلاء بأية معلومات سرية حصلت عليها بحكم وظيفتها، لكن الخبيرة أوضحت أن المعلومات مصدرها أرشيف الإدارة الأمريكية.  وبعد انتهاء كلمة هايدي فاروق التي لاقت استحسان النواب المعارضين، رفض عبد العال طلب النواب بتوجيه أسئلة لها. 

وبعدها تحدث النائب مرتضى منصور الذي شن هجوم عليها وقال لها " هل أنتِ مصرية أبًا عن جد؟" " ومين قال إنك شغالة في مكتب عمر سليمان؟ ومين قال إن كلامك صح".

هجوم منصور على فاروق تبعه مشادات كبيرة في القاعة  بين النواب وبعضهم البعض. وغادرت هايدي باكية وخرجت برفقة زوجها وقالت "أنا جيت في المكان الغلط".

 ردوا الأمانة

 

بدأ النائب علاء عابد كلمته مستشهدا بالأية الكريمة "إن الله يامركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها".

رئيس ائتلاف دعم مصر

وأعلن رئيس الكتلة البرلمانية لحزب المصريين الأحرار موقفه المؤيد لاتفاقية ترسيم الحدود، مشددا على أن جزيرتي تيران وصنافير سعوديتان.

وأضاف: "قبل ما تتحدث المستشارة هايدي فاروق  لم أكون عقيدة،  لكن بعدما تحدثت عن مستندات وخطابات من الإدارة الأمريكية التي  أقرت مستنداتها أن ارض فلسطين أرض إسرائيلية...".

وتابع  "أستند لوثائق الجيش المصري [التي] تقول أنهما سعودتيان، مش ممكن يكونوا مصريين زي ما تقول الإدارة الأمريكية. أقول الجزيرتين سعوديتين، وأقول ذلك أمام الله وأمام الشعب".

وعقب رئيس المجلس علي عبد العال قائلا: " أريد أن أؤكد على حقيقتين أقرتهما المحاكم، أن ما يرد في الوثائق الأجنبية ليس حجة". وأضاف أنه خلال قضية التنازع على تبعية منطقة طابا الحدودية، "جلب الجانب الاسرائيلي بعض  المستندات من الإدارة الأمريكية لم تعتد بها هيئة التحكيم".

اللافت أن حديث عبد العال عن حجية الوثائق الأجنبية أمام المحاكم، لم ينسه أن يكرر أنه لا يعتد بأحكام القضاء بشأن الجزيرتين، وأن أحكام القضاء لا حجية لها على المجلس. 

اقرأ أيضًا: الفوضى سيدة الموقف في الاجتماع الثاني لـ"تيران وصنافير"

لا شهداء على الجزيرة

قال اللواء مجد بركات، نائب رئيس هيئة القضاء العسكري، وممثل القوات المسلحة بالمجلس، إن القوات المسلحة لم تتدخل في هذه الاتفاقية، إلا في الجزء الفني، وأنها "لم ولن تفرط في ذرة من تراب مصر".

وقاطعه  أعضاء مجلس النواب كافة، المؤيدين والمعارضين هاتفين: "يحيا جيش مصر- يحيا جيش مصر"،  وصفقوا ووقفوا تحية للجيش المصري.

وأضاف بركات في كلمته "مافيش نقطة دم واحدة سالت [على الجزيرتين] اللي عنده حد استشهد يقول عليه". فقاطعه النائب مصطفى كمال حسين قائلا: "ضباط شرطة استشهدوا على الجزيرة".

المشادات مستمرة

لم تغب الخلافات والمشاجرات عن الاجتماع الثالث لمناقشة الاتفاقية. وتطورت، وأصبحت السمة السائدة في الاجتماع هي توجيه تهديدات أو سباب من جانب النواب لبعضهم البعض.