يوميات صحفية برلمانية | البحث عن مُرشّح

منشور الخميس 25 يناير 2018

 

تتزامن الذكرى السابعة لثورة 25 يناير مع الإعداد لانتخابات رئاسية لم يترشح لها أحد سوى الرئيس عبد الفتاح السيسي؛ في مشهد يعيدنا إلى عهد الاستفتاءات ما قبل 2005، خاصة بعد انسحاب المرشحين المحتملين خالد علي وأحمد شفيق، واحتجاز رئيس الأركان الأسبق الفريق سامي عنان بعد إعلان نيته للترشح.

في البرلمان، وباستثناء 49 نائبًا، فقد انضم النواب إلى مترو أنفاق القاهرة وشركة البشارة للأزياء في قاعدة مؤيدي السيسي، الجميع "يؤيد" و"يبايع" و"يزكي" الرئيس، وينتظر منافسًا ما لكي "ينتخبه".

أما النواب الـ 49 الذين غردوا خارج السرب، فمنهم 16 نائبًا هم أعضاء تكتل 25/30 المحسوب على المعارضة، أما الـ 33 الآخرين فهم نواب مستقلون وقلة من نواب الأحزاب التي وقعت على استمارات تزكية للرئيس منذ اليوم الأول لجمع التزكيات.

في الوقت نفسه يقود ائتلاف الأغلبية-دعم مصر- تنظيم مؤتمرات جماهيرية لدعم الرئيس في الانتخابات، في المحافظات وبحضور المحافظين، فيما أعلن المتحدث الرسمي باسم مجلس النواب، صلاح حسب الله في مؤتمر صحفي الأحد الماضي أن البرلمان يقف على الحياد من جميع المرشحين، مع الاحتفاظ بحق النواب في تأييد أي مرشح.

أين المنافس؟

رغم أن المشهد "استفتائي" لكن مازالت الرغبة قوية لدى النظام في دخول مرشح يظهر في شكل المنافس أمام الرئيس ويستكمل الشكل الانتخابي، وهو ما ينعكس في تغريدات النائب مصطفى بكري على تويتر، التي تحدث خلالها عن أن الرئيس لن يكون المرشح الوحيد.

تغريدات بكري تسائلت عن وجود مرشح من حزب الوفد، وهو الأمر الذي أكدت مصادر في الحزب أنه وارد وبدأ الحديث عنه بالفعل خلال الساعات الماضية، وبحسب المصادر يلعب النائب بهاء أبو شقة، دور الوسيط الذي يقنع رئيس الحزب السيد البدوي، بالترشح في الانتخابات.

حزب الوفد سيعقد الاجتماع الدوري لهيئته العليا السبت المقبل، ومن المتوقع أن يشهد الموافقة على ترشح البدوي، رغم أن الهيئة ذاتها في وقت سابق كانت اتخذت قرار بعدم الدفع بمرشح رئاسي ودعم وتأييد الرئيس عبد الفتاح السيسي.

تريّث المعارضة

نواب تكتل 25/30 في مأزق كبير منذ اليوم الأول لبدء جمع التوكيلات والتزكيات، فالقابضون على الجمر من نواب التكتل الذين رفضوا مبايعة وتزكية الرئيس السيسي، لم يتمكنوا من الاستقرار على موقف واضح معلن حتى الآن واكتفوا في تصريحاتهم بـ "سنقرر في النهاية، سنحدد موقفنا بعد غلق باب الترشح".

عدد نواب التكتل الـ 16 لم يكن كافيًا بالفعل لتوقيع استمارات تزكية خالد علي، لتغنيه عن معركة جمع التوكيلات التي اعتبرها البعض "تعجيزية"، لكن في الوقت نفسه تركيبة التكتل تنفي توافق جميع نوابه على دعم علي..

في النهاية فإن حملة خالد في وقت سابق أعلنت أنها اتخذت قرارًا استراتيجيًا بأن تعتمد على التوكيلات الشعبية لا تزكيات البرلمان، قبل أن يعلن المرشح السابق يوم أمس الأربعاء عدم خوض المعركة الانتخابية.

التحركات في الشارع

من يتحرك الشارع الآن؟ هم مؤيدوا الرئيس عبد الفتاح السيسي، ويقود ائتلاف الأغلبية ونوابه ف بالمحافظات قاطرة التحرك وعقد مؤتمرات جماهيرية بدأت منذ أسبوع.

البداية كانت مع توقيع جميع نواب الائتلاف استمارات تزكية السيسي، عقبها بيان تأييد يوم 20 يناير عقب إعلان الرئيس ترشحه في مؤتمر حكاية وطن، واستند البيان إلى "أن الرئيس السيسي قاد مصر إلى بر الأمان بعد أحداث عاصفة، واستطاع إعادة الاستقرار إلى الوطن، وفترة ولايته الأولى شهدت إنجازات كبرى..".

في اليوم التالي 21 يناير كان زعيم الأغلبية، النائب محمد السويدي، يفتتح مقر للائتلاف في محافظة كفر الشيخ وخلال وجوده هناك عقد أول مؤتمر جماهيري لدعم السيسي في الانتخابات، مستعرضا دور الرئيس خلال السنوات الماضية، وقال "إن السيسي هو الرئيس الوحيد الذي تحمل عبء توصيل الدعم لمستحقيه".

قيادات الائتلاف انتقلت في 22 يناير إلى محافظة المنوفية التي شهدت مؤتمر جماهيري بحضور المحافظ لدعم السيسي، وقال إن الرئيس السيسي خلصنا من الإرهاب، ليس الإرهاب فقط الذي كان في صورة الإخوان المسلمين، ولكن أيضا الإهاب الاقتصادي الذي كانت مصر تتعرض له".

أما المؤتمر الثالث فكان في محافظة الفيوم وبمشاركة المحافظ أيضا، وفي اليوم نفسه أصدر الائتلاف بيانا يؤيد بيان القوات المسلحة بشان الفريق سامي عنان.

وبالأمس وصل رئيس الائتلاف دمياط للمشاركة في مؤتمر جماهيري آخر لدعم الرئيس في الانتخابات، وكان أيضا بحضور المحافظ، وفي اليوم نفسه عقد مؤتمر جماهيري آخر في بورسعيد بمشاركة المحافظ أيضا.