نص رد السيسي على السؤال "لو عاد بك الزمن، هل كنت ستحفر قناة السويس؟" 19/1/2018

منشور الثلاثاء 23 يناير 2018

 

المحاورة:

السؤال: سيدي الرئيس، هل لو عاد بك الزمن للوراء 4 سنوات كنت ستتخذ قرار حفر قناة السويس الجديدة؟ أم كنتم وضعتم تلك الأموال في استثمارات أخرى؟ وما هي درجة أولوياتكم في الفترة الجديدة للتعليم؟

السيسي:

طيب كويس،

بسم الله الرحمن الرحيم.

طبعًا، أنا يسعدني إن أنا، أرحب بيكم وأحييكم جميعًا، اللي موجودين هنا في القاعة واللي بيسمعونا النهارده في، على شاشات التلفزيون.

بس خلونا نقول كلمة لطيفة يعني، الأربع أسماء دول، السيد وزير الداخلية، إنت خدت اسماءهم ولا؟ (يضحك الحضور والسيسي) عايز بس أغير الجو شوية.. طيب.. أنا واضح إن موضوع البنية الأساسية، وواضح إن موضوع المشروعات القومية واخد في أذهان الناس انطباع مش كامل، لكن أنا هاتكلم حتى على السؤال اللي اتسأل على حفر قناة السويس، وأقول السؤال بشكل تاني: طب إيه رأيكوا لو ماكوناش عملنا المشروع ده؟ يعني بدل مانقول إحنا عملنا المشروع ده ليه؟ نقول طب لو إحنا ماكناش قمنا بتنفيذ هذا المشروع، كان يبقى شكل الدنيا في مصر عاملة إزاي؟ أو على الأقل في الإقليم ده، كان عامل إزاي؟

طيب، هل النهارده كانت، قناة السويس كمرفق إحنا بنستفيد منه في دخولنا للعملة الحرة، كان هايبقى مؤهل للجيل الجديد من السفن، اللي المفروض ينزل الخدمة ويشتغل، ولا لأ؟ هل قناة السويس هاتبقى مستعدية لإحياء طريق الحرير، اللي هي مبادرة الرئيس الصيني، واللي هي تعتمد على مسار حركة يمتد عبر المجرى الملاحي لقناة السويس. هل النهارده الاستفادة الكاملة من قناة السويس تحققت في ظل الظروف اللي كانت قائمة قبل كدة ولا لأ؟

لو إحنا جاوبنا على الأسئلة دي، هانجد إن لأ.

1- المرفق بالطريقة ديت إحنا أعادنا تأهيله لكي يستطيع إنه، يعني، يلبي مطالب الملاحة والتجارة اللي بتمر عبر القناة، ل20، 30 سنة قادمين. 2- إحنا بنستفيد الاستفادة الكاملة من المجرى من خلال عمل كيان اقتصادي للمنطقة الاقتصادية لمنطقة قناة السويس.

فإذا كنا بنتكلم في استثمارات، وعايزين يبقى عندنا مناطق اقتصادية سواء على شرق بورسعيد، أو في منطقة السخنة، كان لا بد إن إحنا نكمل المشروع كله على بعضه.

طيب.. هل النهارده، ما يحدث في سينا، وأهمية إن إحنا نستعيد، بجد، الأرض، 60 ألف كيلو متر موجودين في سينا، والناس بتقول إن إحنا مش مهتمين بيها الاهتمام الكافي، هل إحنا كنا هانفضل ساكتين كدة؟ ده بردو بضيفه للأسئلة العكسية.

طب إحنا عملنا إيه؟ في قناة السويس، إحنا، التكلفة المالية اللي خدناها كلها، آآ، يعني، خدنا حوالي 68 مليار جنيه من المصريين. كان ممكن قوي إن إحنا مؤسسات التمويل الدولية تدينا قروض بالدولار، ونعمل بردو المشروع. لكن إحنا لما قلنا المصريين هم اللي يشاركوا فيه، كان الهدف إن المصريين يشعروا بعد فترة ضعف، وفترة صعبة مرت عليهم خلال الفترة من 2011 وحتى بدء إطلاق المشروع، إن هم قادرين على العمل، لأن إحنا إعادة إحياء الطاقة والقدرة والصلابة لدى الرأي العام ولدى الناس، لابد تكون بمشروعات تؤكد القدرة ديت، فكان ده أمر كمان مهم إن إحنا نحققه.

زي مابقول كدة، مش عايز أطول عليكوا يعني، لكن عايز أقول إن إحنا عملنا القناة، وتكلفتها كلها، أنا بتكلم كقناة سويس كتوسعة، تكلفتها كلها 18، 20 مليار جنيه. الأنفاق واخدة رقم تاني، ثم منطقة المناطق الاقتصادية والمناطق الصناعية، منطقة صناعية 40 مليون كيلو، 40 مليون متر آسف في شرق بورسعيد، و200 مليون متر في السخنة، دي المناطق دي هاتبقى مناطق موجودة على المدخل الشمالي والمدخل الجنوبي، البحر الأحمر والبحر المتوسط، وعلى المحور بتاع قناة السويس.

ثم إحنا كمان، مادام عملنا كدة، وعملنا الأنفاق، بقت حركة الدخول لسينا والخروج منها مش مرتبطة خالص بالمجرى الملاحي، إحنا بنتكلم دلوقتي في 4، وفي نفق الشهيد أحمد حمدي 5 وهانكمله بواحد 6، يبقى في نفقين في السويس، نفقين في الإسماعيلية، نفقين في بورسعيد.

هايبقى في جوة سينا من خلال 2 سحارة في شرق بورسعيد، وسحارة في سرابيوم. اللي في شرق بورسعيد هاتدخل حوالي 6 مليون مكعب ميه كانت بتترمي في بحيرة المنزلة، فيها صرف زراعي وصناعي وصحي، هاتتأهل أو تتعالج معالجة ثلاثية متطورة، طبقًا للمعايير، ويبقى الميه دي تساهم مع المية اللي هاتخش من سحارة سرابيوم حوالي مليون متر، ودول هايدخلوا سينا يضيفوا مع اللي موجود، حوالي 450 ألف فدان، مع 150 ألف دلوقتي، يعني إحنا بنتكلم في 600، 700 ألف فدان.

ثم طبعًا المدن اللي تم إقامتها بالفعل، مدينة شرق بورسعيد إحنا شغالين فيها، مدينة الإسماعيلية الجديدة 59 ألف وحدة سكنية، تقريبًا إحنا خلصنا نصهم خالص، ثم المزارع السمكية اللي إحنا بنتكلم عليها.

طيب، هل الكلام ده هايفتح آفاق شغل وعمل ولا لأ؟ طب هل دخل قناة السويس دلوقتي يغطيلنا التكلفة المالية اللي صرفناها ولا لأ؟ إذا كنا بنقول قناة السويس زادت دخلها 5% عما كان عليه، في ظل ظروف التشغيل اللي إحنا بنتكلم عليها دلوقتي. 5% من ال5 مليار يبقوا كام؟ 250 مليون دولار، مش كدة؟ مش كدة ولا.. طيب، في 18، ولا في 20، يعني 5 مليار جنيه.

يعني إذا كنا إحنا بنتكلم عالرقم ده، في خلال عشر سنين، ده لو إحنا إيه، لم يتطور الدخل، إحنا بنتكلم بس كحسابات فلوس، تخلوا بالكم، إحنا استطاعنا من خلال اللي إحنا عملناه ده، إن حركة المرور على مدار اليوم ذهابًا وإيابًا دون توقف، تتحقق في قناة السويس.

إحنا باللي اتعمل ده، بصراحة، مافيش سفن عملاقة تعدي بمحددات، كان قبل كدة مانقدرش نعدي أكتر من 8 سفن، النهارده نقدر نعدي أي حجم من السفن على مدار ال24 ساعة.

النقطة التانية، هو إحنا لما جينا نعمل الأنفاق، إدينا، مش إحنا بنعلم شركاتنا تكنولوجيا وأعمال هندسية ماكانتش متاحة ليها قبل كدة؟ يعني، النهارده أوراسكوم وبتروجيت والمقاولين، كل الشركات الأربعة دول شغالين دلوقتي وخدوا الخبرة، ولو أنا قلتلهم تعالوا نشتغل نعمل متروا أنفاق في مصر، يقدروا يعملوه، دون تدخل شركات أجنبية. امتلاك القدرة دي يساوي بفلوس ولا مايساوييش؟

ثم بقى، النهاية خالص، أنا كنت بعمل الشغل ده، المشروعات بقى مش موضوع قناة السويس بس.. مشروعات البنية التحتية، وإحنا اتكلمنا كتير في اليومين اللي فاتوا دول، هل المشروعات ديت ساهمت في إعادة تأهيل مصر عشان تكون على أعتاب امتلاك بنية متطور للـ 50 سنة الجايين، عشان نقول في استثمارات، وفي اقتصاد حقيقي ممكن يتحقق؟

فكان لابد إن إحنا، أنا ماتكلمتش على قناة السويس إلا كمثال، لكن المشروعات القومية كلها، سواء شبكة الطرق، أو الكهربا أو الغاز أو البوتاجاز، أو مشروعات الصرف الصحي، يعني هو هنا بيقول: ولا أولوياتكم كانت التعليم؟

أنا عايز أتوقف، وأرجع بيكم يا مصريين لأربع سنين فاتوا. إنتوا بتسألوا في المشروع دلوقتي، أو عالبنية الأساسية دلوقتي، بعد ما إنتوا ما استقريتوا، وبقيتوا بشكل أو بآخر مستعدين لمرحلة جديدة. ما مرحلة تثبيت الدولة ديت، اللي إحنا بدأنا فيها، كانت مرحلة تستمر أربع سنين، اللي هي امتصاص حالة الثورة، حالة الانتفاضة، حالة الحركة الزايدة اللي موجودة عند المصريين، عشان ينتقلوا بقى في المرحلة الجاية، اللي هي إن شاء الله بعد 4 سنين، مرحلة البناء، يبقى إحنا كان عندنا مرحلتين، مرحلة تثبيت الدولة المصرية والحفاظ عليها، وده كان الأولويات فيها مانقدرش نقول إيه، اثبتوا، وزير التربية والتعليم، خد الأرقام ديت، اصرف، والناس مابتشتغلش، والناس مش عارفة تتحرك، ومافيش كهربا، والدولة مش مؤهلة، والشعب لسة مابقاش مستعد يتحمل تكاليف أكتر من اللي اتحملها قبل كدة.

فكان لا بد الأول، إننا نخلي الشعب المصري، دي رؤيتنا على  كل حال، يعني ده كان تصورنا على كل حال، إن إحنا نثبته الأول، ثم ننطلق في عملية الإصلاح.

وبالمناسبة، بين الاتنين على بعض 8 سنين، إصلاح التعليم ياخد 14.. إصلاح التعليم، ياخد 14 سنة، عقبال مايخش، يدخل أول طفل أو طفلة، ويبقى بعد كدة يتخرج بعد مايخلص المراحل كلها، تقريبًا 14 سنة، ده على فرضية إن إحنا نجحنا نعمل برنامج للإصلاح.

لابد الأول الدولة تبقى دولة، ثم تبدأ عملية بناء، ببرامج لبقية مؤسسات الدولة، التعليم والصحة، ومش بس كدة، وحتى مؤسسات الدولة اللي هي عايزة تتعاد هيكلتها، مش هيكلتها عشان نمشي الناس منها، لأ، عشان تتعاد هيكلتها وتتحرك.

هل كنا نقدر النهارده، أنا هاطول في السؤال شوية معلش، كان ممكن النهاردة في دولة بتزيد، 2030، مش بعيد قوي يعني، 12 سنة من دلوقتي، تبقى 150 مليون، هل ماكانش ممكن إن إحنا نجهز مدن تكفي الناس دي؟ ولا هاتفضل مصر بتتطور عشوائيًا، أنا آسف في التعبير، على كل، من أول أسوان لغاية إسكندرية، انزلوا وشوفوا، تجدوا إنه، لن يكون هناك مدن حقيقية متطورة بجد طبقًا للجيل الجديد من المدن، من غير ماحد يزعل، إلا المدن اللي إحنا بنعملها، إلا المدن اللي إحنا بنعملها، فقط، تروح العاصمة، تروح العلمين، تروح غرب إلمنيا، تروح ملوي، تروح نصر الجديدة، شرق بورسعيد، الجلالة، الإسماعيلية، هي دي المدن اللي هاتبص تلاقيها معمولة طبقًا للمعايير العالمية الجديدة.

ماكناش نقدر نسكت، وبصراحة مصر كبيرة قوي على إنها تسكت، وتبقى أي حاجة كدة، ماينفعش، ده رأيي.

(تصفيق)

-- 

ألقى السيسي بهذه الكلمة خلال رده على تساؤلات المواطنين التي وجهّت إليه من خلال مبادرة "اسأل الرئيس" خلال شهر يناير/كانون الثاني 2018.