الإعلامي السعودي عثمان العمير

عثمان العُمير.. صحفي الملوك والأمراء

منشور الأحد 19 نوفمبر 2017

عاد اسم الإعلامي ورجل الأعمال السعودي المقيم في لندن عثمان العمير مجددًا إلى ساحة المشهد الصحفي السعودي ومنصات الشبكات الاجتماعية، وذلك عقب نشر  صحيفة "إيلاف" الإلكترونية المملوكة للعمير، أول حوار صحفي أجرته صحيفة سعودية مع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال جادي إيزنكوت. الحوار الذي أجراه الصحفي اللبناني مجدي حلبي في مكتب جادي إيزنكوت، احتوى على ما اعتبره مراقبون في الشأن السعودي إشارات تأكيدية للتقارب المعلن والمتصاعد في العلاقات الدبلوماسية بين المملكة العربية السعودية وإسرائيل، وهو ما بدا من تأكيدات إيزنكوت في حواره للصحيفة السعودية بأن هناك توافقًا تامًا بين تل أبيب والرياض  في عدد من الملفات الإقليمية والتي تحكمها "المصلحة المشتركة" وعلى رأسها  "سوريا وإيران ولبنان".  حظى الحوار بصدى واسع وتناقلته كافة وكالات الأنباء العالمية، الأمر الذي دفع صحيفة إيلاف إلى رصد أصداء الحوار وتداعياته في تقرير صحفي منفصل نُشر أمس السبت عبر الموقع الإلكتروني، إلى جانب الإعلان عن توالي طلبات الصحف العالمية لإجراء حوار منفصل مع  مجدي حلبي -  صحفي إيلاف - الذي أجرى المقابلة مع رئيس الأركان الإسرائيلي. وانتقد التقرير أيضًا ما وصفه بـ "وسائل الإعلام غير المحايدة في عملها أوّلت المقابلة وفق أجندتها السياسية"، وحددت تلك الوسائل بـ  "جريدة الأخبار وقناة المنار وقناة الميادين".

 

جاء حوار إيلاف كإشارة جديدة على التقارب السعودي الإسرائيلي، وبعد أسابيع من إعلان هيئة البث الإسرائيلية خبرًا جاء فيه عن قيام أمير سعودي بزيارة سرية إلى إسرائيل بحث خلالها دفع عملية السلام الإقليمي مع مسؤولين إسرائيليين، رغم نفي مصدر في وزارة الخارجية السعودية لهذا الخبر. ولكن إجراء موقع إيلاف تحديدًا للحوار يرجح احتمالية هذا التقارب، نظرًا لما هو معروف من صلات الإعلامي عثمان العمير بالعائلة المالكة السعودية. بدأ العمير مسيرته الصحفية كمراسل رياضي في عدد من الصحف السعودية، قبل أن يُصبح أحد أهم رجال الأعمال السعوديين المُبشِّرين بالصحافة الإلكترونية واندثار الصحف الورقية،  وهو ما انعكس بتأسيسه موقع "إيلاف" في مايو/آيار 2001 ليصبح من أوائل المواقع الإلكترونية الإخبارية في العالم العربي.

اقرأ أيضًا: تركة هيكل الصحفية.. سُنَنْ تستحق المساءلة

 يظهر اسم العُمير على ساحة التغييرات السياسية والاجتماعية التي تشهدها المملكة منذ تولي الملك سلمان بن عبد العزيز مقاليد الحكم في المملكة والسلطات الواسعة الممنوحة لابنه الأمير محمد بن سلمان. يصف العمير نفسه بأنه "مؤمن بالنهج الملكي أيًا كان" إلا أنه تحديدًا يتمتع بعلاقات وطيدة مع الفرع "السلماني" في العائلة المالكة السعودية، منذ منتصف الثمانينيات عندما كان الملك سلمان بن عبد العزيز أميرًا للرياض. ويدل على ذلك تولي العمير رئاسة تحرير مجلة "المجلة" السعودية عام 1984، ثم رئاسة تحرير صحيفة الشرق الأوسط اللندنية عام 1987، وهما مملوكتان إلى المجموعة السعودية للأبحاث والنشر، والتي أعاد تأسيسها الأمير أحمد بن سلمان بن عبد العزيز. إلا أن صحيفته الإلكترونية "إيلاف" كانت قد تعرضت للحجب في السعودية في عهد الملك عبد الله وتحديدًا عام 2010 إثر نشر الصحيفة مجموعة من وثائق  ويكيليكس تحت عنوان "الخليج بعد عاصفة ويكيليكس: الرياض تتحدث والبقية صامتة"، رغم أن وزارة الإعلام السعودية نفت تلقيها طلبًا بحجب الصحيفة.  علاقات مع البلاط "الوصول إلى مفاتيح السلطة هو وصول إلى النجاح، ليست تهمة أن تكون صديقًا لملك أو رئيس أو عائلة مالكة، التهمة أن لا تكون صديقًا وأنت تعمل بالصحافة" بهذه الكلمات يشرح الإعلامي ورجل الأعمال السعودي عثمان العمير علاقة الصحفي بالسلطة من وجهة نظره، وذلك في برنامج "في المشهد" على شاشة "بي بي سي" في يوليو/تموز 2012. في مقابلاته التلفزيونية يعرف العمير نفسه أنه "ليبرالي سلفي" يؤمن  بالنهج الملكي. وبالإضافة إلى المملكة العربية السعودية ودول الخليج، يتفاخر العمير بعلاقاته مع العائلة المالكة في المغرب، الذي استحوذ العمير على واحدة من أكبر الشركات الإعلامية فيه، وهي شركة "ماروك سوار" بعد شراءها من رجل الأعمال المغربي عثمان بن جلون عام 2004.

كتب العُمير مقالًا يمتدح فيه  الأمير سلمان بن عبد العزيز وزير الدفاع آنذاك وملك المغرب الراحل الحسن الثاني ووصفهما بأنهما"قارئان ليسا كغيرهما" لصحيفة الشرق اﻷوسط.  في لقاء مُتلفز في برنامج "نقطة نظام" الذي يقدمه الإعلامي الفلسطيني حسن معوض عام 2015. يقول عثمان العمير إن بعض الصحفيين هم أبناء شرعيون للمخابرات. ويجيز العمير المبدأ الذي يشرع التقاء الصحفيين مع رجال المخابرات، ويعتبر أن تبادل الصحفي المعلومات مع رجال المخابرات "عمل جيد" للصحفيين.

مدرسة العمير في الصحافة تميل إلى فكرة اقتراب الصحفي من مصادره الصحفية الرسمية، في حين يلقى هذا الاتجاه نقدًا وجدلًا من المهتمين بالمهنة.