علي المصيلحي. الصورة: صفحة منسوبة له على فيسبوك

يوميات صحفية برلمانية| "الوزير المُحتمل" علي المصيلحي يهندس انتخاب خليفته

منشور الاثنين 13 فبراير 2017

يعود علي المصيلحي إلى منصب الوزير الذي شغله في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك "وزيرًا للتضامن"،ليتولى حقيبة الاستثمار وفقًا لتأكيدات مصادر برئاسة الوزراء. وذلك ضمن التعديلات المنتظر إعلانها رسميا خلال ساعات في حكومة شريف إسماعيل. أعلن المصيلحي استقالته من رئاسة اللجنة الاقتصادية بمجلس النواب أمس، معتذرا عن الاستمرار فيها لترشحه لمنصب وزراي، فيما يستمر في أداء عمله البرلماني  حتى الإعلان عن التشكيل الرسمي، الذي ينتظر ان يتقدم بعده باستقالته للمجلس.

بعيدا عن كواليس عودة الوجوه القديمة ورجال الحقبة المباركية، وبعيدا عن كواليس  التعديل الوزاري المتعثر، كانت الساعات القليلة التي اعقبت استقالة المصيلحي حافلة بالتفاصيل.

(١) كانت استقالة المصيلحي مفاجئة للصحفيين والنواب، عدا مجموعة قليلة من النواب المطلعين  على أسرار التعديل الوزاري، وهو ما اكتشفناه اليوم بانضمام 14 نائب من ائتلاف دعم مصر إلى اللجنة الاقتصادية، تمهيدًا للسيطرة على انتخابات رئاسة اللجنة، عقب الدفع بمرشح الائتلاف النائب عمرو غلاب لرئاسة اللجنة، وهي الخطة التي نجحت وأدت لفوز غلاب بالتزكية.     استقالة المصيلحي من رئاسة اللجنة أعلنها علي عبد العال رئيس المجلس في الجلسة العامة، ودعا لإجراء الانتخابات التي تعد أسرع انتخابات جرت تحت القبة، اذ لم تمر ساعتين اثنتين على تقديم الاستقالة، حتى كان انتخاب خليفة مصيلحي قد تم بالفعل.

عبد العال أعلن في الجلسة أن المجلس لن يعتد بأصوات النواب الذين ينضمون للجنة اليوم الإثنين، وهو المأزق الذي استطاع ائتلاف دعم مصر الهروب منه، بما أن زعيم الأغلبية محمد السويدي على اتصال وعلم بكواليس التعديلات.   (٢) أسند عبد العال إدارة انتخابات لجنة الشئون الاقتصادية للنائب اللواء حسن السيد باعتباره أكبر الأعضاء سنا. لكن في الواقع كان المصيلحي مسيطرًا على الانتخابات مثلما كان ممسكًا بمقاليد واحدة من أهم اللجان النوعية على مدى أشهر طويلة تلت انتخابه رئيسًا للجنة في دور الانعقاد الأول في إبريل/ نيسان الماضي. فقد صعد المصيلحي للمنصة وأدار الانتخابات بنفسه وأعلن فوز غلاب بالتزكية، وشدد على أنه مستمر في عمله البرلماني متى موافقة مجلس النواب على التعديل الوزاري وسيقدم استقالته قبل حلف اليمين.

(٣) فوز غلاب لم يمر مرور الكرام بالنسبة لنواب اللجنة الاقتصادية الأصليين، الذين أبدوا استيائهم من طبخ الانتخابات وحشد النواب لصالح ائتلاف دعم مصر.

 انسحب  مدحت الشريف، وكيل اللجنة،  من الاجتماع بعد إعلان فوز غلاب برئاسة اللجنة، وقدم له التهنئة وسارع إلى الانصراف. أما النائب سيد عبد العال فقال "كل الاحترام والتقدير للنائب عمرو غلاب ونحن نعلم كفاءته ونقدرها، لكننى معترض على الطريقة التى أتى بها عبر انضمام 14 نائبا جدد للجنة لدعمه، وغالبا ما ينسحبون بعد ذلك". وقالت النائبة ثريا الشيخ: "بصراحة النائب عمرو غلاب راجل محترم وبنقدره، لكنه أتى رئيسا للجنة بطريقة وحشة قوى"، وأضافت "لم يكن أحد على علم بذلك إلا اليوم، وكان يجب إبلاغنا من أمس". ووجهت حديثها للدكتور على المصيلحى "وهناك اتهامات أنك اتفقت معهم على دخول أعضاء للجنة أمس دون إبلاغ أعضاء اللجنة". فيما أصدرت النائبة نادية هنري بيانًا صحفيًا قالت فيه: "هذا الأسلوب من السلق والطبخ، بحشد أعضاء ائتلاف الأغلبية من لجان أخرى للسيطرة على رئاسة اللجنة الاقتصادية، أدى إلى انتهاك حقي؛ كنائبة لي الحق فى الترشح. وأيضا سلب لحق نواب آخرين. وإن كنا نقبل أسلوب الحشد فى بداية كل دور انعقاد، فما حدث اليوم مرفوض لأنه يعد اختراق وتعدي على وضع لجنة مستقرة".

وأضافت: "كنت خارج اللجنة وقت إعلان الدكتور على المصيلحى استقالته من رئاستها، والدعوة لإجراء انتخابات، وقد علمت من جروب اللجنة على تطبيق الواتس آب، وطلبت تأخير الموعد ساعة واحدة أو إثنين، ولكن الأسلوب المتبع من ائتلاف دعم مصر، بالسطو على اللجنة وضم أعضاء جدد فى ذات الوقت والساعة، أمر مؤسف، ويحتاج من القيادة الرشيدة لائتلاف الأغلبية، والتى أثق فيها أن تراجع نفسها فى استخدام هذا الأسلوب لفوز مرشحها".

وتابعت هنري:  "من يريد منصب عليه أن يدخل حلقة المنافسة، وأن يكون مؤمنًا بمبدأ المكسب والخسارة ، وأن يتقبل الخسارة قبل أن يحتفل بالمكسب، وأن يتبع القواعد والأعراف البرلمانية"، مضيفة "ما حدث اليوم أفقد المجلس أمور كثيرة، ولا يصب فى مصلحة الدولة المصرية".

وفي بيانها علقت نادية هنري على نتيجة الانتخابات وطريقة إدارتها قائلة: "مبروك للحكومة وخسارة لمجلس النواب خروج الدكتور على المصيلحى من البرلمان، وأقول مبروك للنائب عمرو غلاب فوزه برئاسة اللجنة بالتزكية، ولكن ما تم اليوم أرجو ألا يعيق عمل اللجنة وألا يفقدها تكاملها".

(٤) 

دافع المصيلحي عن الانتخابات وإدارتها في اللجنة، وقال إن حرية الانضمام للجان النوعية مكفولة لكل النواب فى أى وقت. وقال "وأنا لم أعلم بذلك إلا بعد طلب النائب محمد السويدى رئيس ائتلاف دعم مصر مقابلتى اليوم". وأضاف "ومن حيث الإطار اللائحي يستطيع أى نائب الانضمام للجنة، والنصاب قانونى وعمرو غلاب هو المرشح الوحيد".