السيسي ورئيس النيجر محمد إيسوفو خلال افتتاح القمة الأفريقية الاستثنائية 

نص كلمة السيسي خلال القمة الأفريقية الاستثنائية في النيجر 7/7/2019

منشور الأحد 14 يوليو 2019

بسم الله الرحمن الرحيم،

السادة رؤساء الدول والحكومات،

السادة الحضور،

أرحب بكم جميعًا، وأعلن بدء أعمال القمة الاستثنائية الثانية عشر للاتحاد الإفريقي، حول منطقة التجارة الحرة الإفريقية القارية. وأتوجه بالشكر لكم على هذه المشاركة في هذه القمة الهامة، والتي تأتي تتويجًا للجهود التي قمنا بها جميعا خلال الفترة الماضية، بهدف تعزيز التجارة البينية، والقدرة التنافسية الصناعية في إفريقيا، سعيًا لتحقيق التنمية المستدامة لصالح قارتنا الإفريقية.

اسمحوا لي أن ألقي الكلمة الافتتاحية للقمة الاستثنائية..

بسم الله الرحمن الرحيم،

أصحاب الجلالة والفخامة والمعالي،

ملوك ورؤساء الدول والحكومات الإفريقية،

السيد موسى فقيه محمد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي،

السيد أنطونيو جوتيريش سكرتير عام الأمم المتحدة،

السيد روبيرتو إيزيبيدو المدير العام لمنظمة التجارة العالمية،

السيدات والسادة رؤساء الوفود،

السادة، الحضور الكريم،

أود في البداية أن أعرب عن التقدير لأخي العزيز الرئيس محمد أوسيفو على حفاوة الضيافة، وحسن التنظيم من قبل دولة النيجر الشقيقة، فضلا عن الجهود التي يبذلها سيادته في إطار ريادته لاتفاقية التجارة الحرة القارية، ومثابرته لدفع الاتفاقية للأمام، مما أثمر عن دخولها حيز التنفيذ في 30 مايو الماضي. كما أتوجه بالشكر للسيد موسى فقيه محمد، رئيس المفوضية وأعضاء المفوضية، على ما يتم بذله من جهد في هذا الشأن.

الأخوة والأخوات،

نستحق أن نهنئ أنفسنا على هذا الإنجاز الكبير الذى تم تحقيقه بفضل إرادة الدول الإفريقية، وإيمانها برؤية الآباء المؤسسين، ومساعيها الدؤوبة لتحقيق مستقبل مشرق لقارتنا الحبيبة وشعوبها العريقة. ولقد قطعنا بالفعل شوطًا طويلا على مسار أجندة الاتحاد الإفريقي 2063، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، والنهوض بالقارة الإفريقية، وأصبحنا على الطريق الصحيح نحو حقبة جديدة واعدة تتسم بالتنمية والتقدم بدلاً من الركود الاقتصادي والنزاعات.

ويعد دخول اتفاقية التجارة الحرة القارية حيز التنفيذ علامةً فارقةً في مسيرة الاندماج الإقليمي في القارة، وامتدادًا طبيعيا للعمل الإفريقي المشترك في هذا المجال على مدى عقود من الزمن، بدءًا من تأسيس منظمة الوحدة الإفريقية عام 1963، ومرورًا بخطة عمل لاجوس عام 1980، ومعاهدة أبوجا لإنشاء الجماعة الاقتصادية الإفريقية عام 1991، وصولا إلى دخول اتفاقية التجارة الحرة القارية حيز التنفيذ في 30 مايو 2019.

السيدات والسادة،

إننا على مشارف تفعيل أحد أكبر مناطق التجارة الحرة في العالم، بحيث تضم ما يقرب من 1,2 مليار نسمة وناتج محلي إجمالي يقدر بحوالي 3.4 تريليون دولار، ومع اعتزازنا بهذا الإنجاز الكبير، علينا أن ندرك أن الطريق مازال طويلا لجني ثمار تطبيق هذه الاتفاقية الواعدة على أرض الواقع، ومن أهمها رفع معدل التجارة البينية الإفريقية والذى يقدر بحوالي  15 فقط، 15% فقط حاليًا، وتحقيق التكامل الإنتاجي والصناعي، مما يتطلب المزيد من الجهد والمثابرة لتحرير التجارة في السلع والخدمات، وتوفير الضمانات التجارية اللازمة، وخلق البيئة الاستثمارية المواتية، واستكمال مفاوضات المرحلة الثانية في هذا الإطار، قاصدين بذلك تحقيق أهداف الاتفاقية الطموحة، وتلبية التطلعات المشروعة لشعوبنا العريقة في التنمية والتقدم والرقي.

لهذا، لا يسعني إلا أن أؤكد على أهمية هذه القمة الاستثنائية، فبجانب احتفالنا اليوم بإطلاق منطقة التجارة الحرة القارية، سنعمل على بحث التصور الخاص بالمرحلة التنفيذية والتشغيلية بهدف تعزيز التجارة البينية، وإزالة الحواجز والمعوقات الجمركية وغير الجمركية، مع استعراض التقدم المحرز في المفاوضات التجارية التكميلية، بهدف إصدار التوجيهات اللازمة للتغلب على المعوقات التي تواجهنا في مسارنا نحو تحقيق أهداف الاتفاقية، وسيشهد اليوم إطلاق نظام المقاصة والمدفوعات الإلكترونية، الذى نأمل جميعا أن يحدث نقلة نوعية في معدلات التبادل التجاري البيني.

أصحاب الجلالة والفخامة والمعالي،

في ذات الإطار، يتعين علينا كذلك تعزيز التواصل مع القطاع الخاص ومجتمع رجال الأعمال والمجتمع المدني، للتعرف على تطلعاتهم والاستفادة من خبراتهم ومعالجة المعوقات التي يواجهونها، تمهيدا للخروج بتوصيات ومخرجات قابلة للتنفيذ، تمكننا، نحن رؤساء الدول والحكومات، من توفير الضمانات اللازمة لاحتضان رواد الأعمال الأفارقة ودعم الصناعات المحلية والابستراتيجية الإفريقية.

 كما لا ينبغي أن نغفل أهمية الاستثمار في أهم موارد تمتلكه القارة، وهم الشباب الإفريقي رجالا ونساء بالتساوي، والذين نعول عليهم كثيرًا لاستكمال المسيرة وتحويل حلم الجماعة الاقتصادية الإفريقية إلى واقع متزودين بحماسهم وإبداعهم وطاقاتهم الخلاقة.

كما أن الارتقاء بشبكة البنية التحتية الإفريقية أمر لابد منه لنجاح الاتفاقية باعتباره ضرورة حتمية لأية تجربة ناجحة للتكامل الإقليمي، وهو ما نبتغيه في قارتنا العظيمة، فعبرها ستنساب حركة السلع والخدمات والاتصالات والبيانات والأفراد، وتقل تكلفة التجارة والاستثمار مما يحفز المزيد من النمو ويصب بشكل مباشر في تحقيق مهمتنا الرئيسية وهي النهوض بمستوى معيشة المواطنا لإفريقي، ومن هذا المنطلق، نتطلع نحو الإسراع بمعدل تنفيذ برنامج تنمية البنية التحتية في إفريقيا بيدا بمراحله المختلفة نظرا لدوره المهم في سد الفجوات التي يحتاجها مشروع التكامل الاقتصادي الإفريقي.

الحضور الكريم،

إن إفريقيا اليوم محط أنظار العالم، ونجاح منطقة التجارة الحرة القارية هو الاختبار الحقيقي لتحقيق طفرة اقتصادية تلبي تطلعات شعوبنا في العيش الكريم الآمن، وتعزز من موقفنا التفاوضي في المحافل الاقتصادية والسياسية الدولية، ومن ثم تضمن موقعًا جديدًا للقارة الإفريقية على خريطة الاقتصاد العالمي، مما يرفع من مكانة إفريقيا، التي لطالما كافح آباؤنا المؤسسون للحفاظ عليها والارتقاء بها، ويجعل من منطقة التجارة الحرة القارية بمثابة السفينة التي تحمل معها جميع الدول الإفريقية دون استثناء نحو تحقيق المنفعة المشتركة.

ومن هذا المنطلق، أود أن أدعو جميع الدول الأعضاء للتصديق على اتفاقية التجارة الحرة القارية، فكلما زادت أعداد الدول الموقعة والمنفذة للاتفاقية زادت المنافع المتولدة عن تحرير التجارة وعائدها على شعوبنا الإفريقية.

السيدات والسادة،

أود أن أختتم كلمتي بتأكيد حرصي كرئيس للاتحاد الإفريقي على الخروج من اجتماعنا اليوم بنتائج ملموسة، تعطي دفعة حقيقية لبدء سريان اتفاقية التجارة الحرة القارية، وتنقلنا من مرحلة البناء المؤسسي إلى ميدان العمل الفعلي، كما أجدد شكري لأخي الرئيس محمد أوسيفو، وأخي السيد موسى فقيه، ولكم جميعًا أصحاب الجلالة والفخامة والمعالي، وأعلن افتتاح أعمال قمتنا الاستثنائية.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


القيت الكلمة في نيامي عاصمة النيجر، بحضور موسى فقيه محمد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، وأنطونيو جوتيريش سكرتير عام الأمم المتحدة، وروبيرتو إيزيبيدو المدير العام لمنظمة التجارة العالمية، ومحمد إيسوفو رئيس النيجر، وعدد من ملوك ورؤساء وحكومات الدول الأفريقية.


خدمة الخطابات الكاملة للسيسي تجدونها في هذا الرابط