الصفحة الرسمية للمتحدث باسم الرئاسة
السيسي في إحدى جلسات مؤتمر الشباب.

نص كلمة السيسي خلال جلسة "مواقع التواصل الاجتماعي.. تنقذ أم تستعبد مستخدميها" 5/11/2018

منشور الأحد 25 نوفمبر 2018

 

بسم الله الرحمن الرحيم،

(مبتسمًا) أنا بشكرك الأول لأنك إنت قدمت الموضوع بشكل رائع في تقديري إن إحنا بقى في فريقين، فريقين بيتكلم عن النقاط الإيجابية للموضوع، والفريق التاني بيتكلم عن النقاط السلبية للموضوع.

(مبتسمًا) واسمحولي إن أنا أقولكم، يعني، التطور الإنساني أمر لا قِبَل لنا به، ونقبله. والتطور الإنساني بيتم هضمه بواسطة البشر، وأفتكر أنا من الجيل إللي شاف، كنا في وقت عايش فيه، ماكانش في تلفزيون خالص في مصر. 

أنا شوفت ده، والناس كانت عايشة، وبعدين جه التلفزيون كوسيلة آآ كوسيلة من وسائل الاتصال والإعلام، وال، ابتدت حياتنا تتغير، وكانت الناس بردو آآ خايفة وقلقانة إن التقارب الشديد إللي كان موجود ابتدى يتحلل، يتراجع، في الوقت ده.

أنا عايز بس أقول إن إللي إحنا فيه ده، إللي هو التطور بتاع شبكات التواصل، أو شبكة التواصل إللي وُلدت زي ما اتقال كدة من 12 سنة، ده تطور إنساني قائم وهانتعامل معاه. وبقول للناس إن المستقبل هايتم هضمه، هضمه بواسطة البشر، لأن التطور الإنساني إللي بيحدث ده، ده جزء من صناعة ربنا سبحانه وتعالى في الوجود بتاعه، مش خارج عن السياق ال.. لأ ده سياق ماشي بيه الوجود هايتحرك من هنا لهنا لهنا، وإحنا هانقدر نتفاعل معاه. 

والدليل على كدة إن إحنا قاعدين دلوقتي بناقش إزاي نعظم من الإيجابيات إللي موجودة ونستفيد منها، وإزاي نقلل من السلبيات إللي ممكن تكون آآ موجودة فيه.

وخلونا نقول إن إحنا بردو، النقطة التانية إللي هقولها، يبقى إحنا محتاجين في التوصية بتاعتنا للمؤتمر، إن إحنا نحط تشكيل لجنة قومية، أو مجموعة بحثية قومية، تناقش الموضوع من كافة الاتجاهات، ومن كافة الجوانب، وتحط لنا استراتيجية للتعامل معاه، نعظّم من خلالها النقاط، إزاي نستفيد ما أمكن من الشبكة ومالتواصل، إللي أنا بقول إن أي محاولة مننا في رأيي لمجابهتها، أو لمنعها، مش هاتنجح، مش هاتنجح، مش كدة ولا إيه؟

فـ، وإنتوا لازم تتعاملوا مع الواقع ده و آآآ وتنجحوا في الاستفادة منه زي ما اتقال، إن إحنا النهاردة لما جينا نتكلم عشان نجيب المجموعة من كل العالم، أي وسائل اتصال كنا هانعملها تقليدية تخلينا نتواصل مع 160 ألف ونقدر نتعامل معاهم، ونبعتلهم الدعوات، ويبعتولنا ردودهم، ونتكلم معاهم، ثم يقع الاختيار على5  آلاف منهم يكونوا موجودين معانا دلوقتي.

ده كله، في كلام كتير إيجابي، طب الاستخدام السلبي؟ طبعًا، زي مابيبقى في، أي استخدام، أي اختراع بنعمله، ممكن يبقى أداة للبناء، وأداة للتدمير. إزاي إحنا بقى نخليه، يعني نعظم ونـ، يعني، نجهز مجتمعنا، عشان هو يبقى، تبقى أداة للبناء، أداة للتعليم، اداة للتواصل الصحي بينا وبين بعضنا، مافيش كلام.

وإنتوا بتقولوا، يعني إيه، إن نخلي بالنا من الأطفال، ونخلي بالنا من المراهقين وكدة، (يبتسم) طب ده الأمهات بيبقوا قاعدين، ماهو الولاد بيتعلموا بالمشاهدة يعني، بيبقوا قاعدين ماسكين الـ (يضحك) التليفون، والأطفال ماشيين حوالين منهم، طب ماهم هاياخدوا إيه غير إن هم لازم هاتتنقل لهم الصورة ديت وهاتنطبع عندهم، ده كدة يعني.

أنا بس عايز أقول إللي يهمني أنا هنا في مصر، وحتى للدول إللي هي آآ مش متقدمة زينا، عشان بس يبقى الأمور واضحة.. التقدم الكبير إللي بيحصل، الدول المتقدمة وشعوبها بتقدمها وبمعارفها، وبأنماط حياتها وثقافتها، تستطيع أن تتعايش معاه بشكل يقلل كتير من مخاطره، والعكس بالنسبة لنا آآ، آآ، العكس يعني، لا إحنا بالعكس، هو بيؤثر فينا بشكل كبير.

في 2010 كان ليا محاضرة وأنا مدير للاستخبارات، وقلت إن إحنا التطور الحادث في وسائل الاتصال ستؤدي إلى خطر شديد على مصر والمنطقة العربية. 2010، ودي محاضرة متسجلة وموجودة في ال، كنت بقولها قدام ال، آآ، يعني، ال، مجموعة من الجيش، وحتى من المصريين آآ، آآ، في الوقت ده.

وإللي حصل إن فعلًا، اتعمل تصوير انطباع عن شكل وحالة الدولة وأهمية التغيير من خلال الاستخدام اللي إحنا ماكناش كدولة وكشعب مستعدين وماستوعبناهوش إلا بعد ما حصلنا على الأحداث بتاعة الـ 7 سنين إللي فاتوا.

ده مش، مش عيب الشبكة، ده كان عيبنا إحنا إن إحنا ماكناش قادرين ومش مستعدين لهذا التطور، والاستخدام إللي ممكن يستخدم ضدنا، في إنه يؤدي إن تشكيل انطباع غير حقيقي عن واقعنا، ويحرك الجماهير، ويؤدي في النهاية إلى مشكلة كبيرة جدًا في منطقتنا العربية.

أنا بقولكوا تاني، ال، هايبقى في تطوير تاني في الاستخدام، إذا ماكناش إحنا نبقى جاهزين ومستعدين ليه، وفاهمينه، هانجد نفسينا بردو مرة تانية بنتعرض ل، ال، لمشكلة نتيجة إن إحنا ماكناش مستعدين ومتطورين كفاية للتعامل مع التطور إللي بيحدث آآ في استخدام أدوات التواصل الاجتماعي وغيرها في الصراع.

وزي ما اتقال كلام كتير، ويمكن في أكتر من كدة كمان بيتقال، أو معمول بيه يعني، إزاي أجهزة الاستخبارات بتستخدم هذه الشبكات، والعناصر الإرهابية بتستخدم ده، إزاي عشان تحقق، ماهو ده، طالما اتوجدت وسايل جديدة تستتطيع بها التأثير في الصراع، فلابد من استخدامها.

إحنا إللي يهمنا في الموضوع دوت إيه؟ إحنا يهمنا إن يبقى مجتمعنا، وبتكلم على المجتمع مش المجتمع المصري، المجتمع المصري والمجتمع الأفريقي والعربي والعالمي، ويبقى متوقع إن هو لابد يكون في استخدام، وده التطور بتاع الصراع. مش هايبقى الكلام ال، ما الاشاعات كلها كانت موجودة على مدى التاريخ الإنساني، ولكن أسلوب استخدام ونقل الشائعات، تطور بشكل، زي ما قال الصديق من أمريكا، هي وسيلة، هي وسيلة نقل، تستخدمها هنا أو تستخدمها هنا.

مش عايز أطيل عليكم، لكن عايز أقول إن، كل ما هانتطور، ونعيد ونبني ونصيغ الشخصية الإنسانية، مش هقول الشخصية المصرية، بشكل مناسب، هانستطيع أن نتعامل بتوازن مع التطور إلي بيحدث في العالم، في كل شيء.

ما إنت ممكن النهاردة تستخدم، تاكل بشكل مفرط يعني، طب ماهو ده استخدام غير متوازن لموضوع طبيعي، إنك تاكل. آآ. فيعني عايز أقول للنقطة دي عشان، مش مانزعجش الناس بيها، لأ، عشان نضعها في مسارها المناسب في رأيي، آآ، إن إحنا لابد إن إحنا نصيغ شخصيتنا، الشخصية الإنسانية، مش بتكلم عن الشخصية المصرية بشكل متوازن، مش فقط عشان تتعامل مع ال، مواقع التواصل الإجتماعي، لأ، عشان تتعامل مع الواقع مع الحياة مع التطور، بشكل متوازن، متشكرين جدًا.

(تصفيق)


ألقيت الكلمة في شرم الشيخ، ضمن فعاليات منتدى شباب العالم.


خدمة الخطابات الكاملة للسيسي تجدونها في هذا الرابط