صفحة المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية

نص كلمة السيسي في المؤتمر الصحفي مع رئيس جمهورية أرمينا 29/1/2022

منشور الأحد 5 فبراير 2023 - آخر تحديث الثلاثاء 14 فبراير 2023

 

 السادة الوزراء، السيدات والسادة الحضور،

بداية، أود أن أعرب عن سعادتي بتواجدي اليوم في العاصمة الأرمينية بيريفان، كأول رئيس مصري يزور هذه المدينة الرائعة منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين التي شهدت (كلمة غير واضحة) ثلاثين عامًا على إنشائها في عام 1922.. 2022.

وهي الزيارة التي تعكس مدى الاهتمام والتقدير التي تكنه مصر علاقاتها مع أرمينيا، واهتمامها بتطويرها في مختلف المجالات، امتدادًا لعلاقات تاريخية لها، لها خصوصيتها المتفردة على المستوى الشعبي، تعود إلى استضافة مصر تاريخيًا لعشرات الآلاف من الأرمن الذين سكنوا مصر وأسهموا إسهامات مقدرة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادي والثقافية والفنية. وكان لدورهم الطيب الأثر في إثراء حياة المجتمع المصري.

كما يطيب لي أن أتوجه بخالص الشكر وعميق التقدير، على كرم الضيافة وحسن الاستقبال الذي حظينا به منذ وصولنا إلى أرض أرمينيا الصديقة. إذ انعكس هذا المناخ الودي على أجواء المباحثات التي عقدتها، التي عقدتها اليوم مع فخامة الرئيس فاهاجن.

وقد تم التطرق خلال المباحثات إلى الطفرة التي حققتها مصر في مجال إنتاج الطاقة، وذلك ليس فقط اتصالا بمجال الغاز، ولكن أيضا ارتباطًا بإطلاق الاستراتيجية الوطنية للهيدروجين الأخضر، بما يجعلها مقصدًا استثماريًا واعدًا في ضوء توافر موارد الطاقة اللازمة للصناعة، وما ترتبط به من اتفاقيات للتجارة الحرة والتفضيلية مع الدول العربية والإفريقية بما يكثر من المنتجات المصنعة في مصر بمميزات تنافسية كبرى.

كما أعربت في هذا السياق عن تقدر مصر لمشاركة فخامة الرئيس فاهاجن في القمة العالمية للمناخ COP 27 التي عقدت مؤخرًا بشرم الشيخ في نوفمبر 2022، والتي عكست مدى الاهتمام الذي توليه أرمينيا لقضية المناخ.

وعلى الجانب الاقتصادي، تم تأكيد أهمية العمل المشترك على زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين، بحيث يتناسب مع الإمكانات الواعدة لكليهما، وكذا مع العلاقات السياسية المتميزة بينهما، بما لها من خصوصية شعبية، الأمر الذي يتطلب تفعيل وتنشيط الآليات الاقتصادية القائمة بين البلدين، لتحقيق الاستفادة القصوى منها، وفي مقدتمها اللجنة المشتركة للتعاون الاقتصادي والعلمي والفني ومنتدى رجال الأعمال.

كما شهدت المباحثات استعراضًا للجهود التي تبذلها مصر لتذليل العقبات أمام المستثمرين الأجانب، والمشروعات القومية الكبرى التي شهدتها مصر على امتداد رقعتها لتحقيق التنمية للنهوض بالاقتصاد الوطني، خاصة المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وما توفره من مزايا للمستثمر الأجنبي ونفاذ لمنتجاته إلى عدد كبير من أسواق الدول المجاورة العربية والأفريقية، فضلا عن إصدار رخصة الاستثمار الذهبية.

استعرضنا كذلك الطفرة التي شهدتها مصر في مجال البنية التحتية والنقل، والخبرة التي تتمتع بها الشركات المصرية في هذا القطاع، وقدرتها على تنفيذ المشروعات المطابقة للمعايير العالمية في وقت قياسي، حيث أعربت لفخامة الرئيس فاهاجن عن استعداد القاهرة لتبادل ما لديها من خبرات مع بريفيان في هذا القطاع، سواء على الصعيد التقني أو للمشاركة في تنفيذ مشروعات البنية التحتية في أرمينيا.

وتم أيضا خلال مباحثاتي مع فخامة الرئيس التطرق إلى عدد من القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، سواء في منطقة الشرق الأوسط أو جنوب القوقاز، حيث تم تأكيد أهمية الحوار والتفاوض والعمل الدؤوب لتحقيق السلام الدائم والشامل والعادل، ولاستكمال مسار السلام وتحقيق واقع أفضل وحياة كريمة للشعوب، لا سيما في المرحلة الراهنة التي تتكبد فيها الشعوب معاناة مضاعفة على الصعيد الاقتصادي في ضوء تداعيات أزمة جائحة كورونا والأزمة الروسية الأوكرانية.

مرة أخرى، أتمنى لفخامة الرئيس فاهاجن كل التوفيق والسداد في قيادته لدولة أرمينيا الصديقة وشعبها القريب من قلوب المصريين، وإنني على ثقة في أن هذه الزيارة ستمثل نقطة انطلاق حقيقية لما نتج عنها من زخم سياسي، وما شهدته من تفاهم على مستوى القمة لتعزيز العلاقات المصرية الأرمينية في مختلف المجالات، لا سيما على الصعيد الاقتصادي والاستثماري، خاصة في ضوء ما تمتلكه مصر من خبرات في عدد من القطاعات الصناعية ذات الأولوية للسوق الأرميني.

ختامًا، أرجو لدولة أرمينيا وشعبها الصديق كل التوفيق والتقدم والازدهار، شكرًا لكم مع خالص تمنياتي بالنجاح.


ألقيت الكلمة في العاصمة الأرمينية بيريفيان، حيث شارك الرئيس في مؤتمر صحفي على مستوى القمة مع نظيره الأرميني.