كل ما تحتاج أن تعرفه عن انهيار الليرة التركية

منشور الاثنين 13 أغسطس 2018

 

 

ترجمة عن جارديان البريطانية

تمر الليرة التركية بحالة من السقوط الحر، فصادرات الدولة العضو في حلف الناتو تواجه عقوبات أمريكية. التضخم يتصاعد، والرئيس أردوغان متحفز. فما الذي يحدث في تركيا؟

ما الذي يحدث لـ الليرة التركية؟

الأسبوع الماضي تحديدًا يوم الإثنين، خسرت الليرة خُمس قيمتها السوقية (20%) أمام الدولار. ولكن حتى قبل الأزمة الحالية، كانت الليرة أسوأ العملات أداءً في العالم، حيث انخفضت بما يقارب 50% مقابل الدولار خلال العام الماضي.

لماذا تنهار الليرة التركية سريعًا؟       

يواجه الاقتصاد التركي بعض المشكلات الصعبة للغاية، يأتي على رأسها عجز الموازنة المقترن بمستويات عالية من الديون في القطاع الخاص والتمويل الأجنبي في النظام المصرفي. 

في شهر يوليو/ تموز بلغ معدل التضخم السنوي 15.9% - أي أكثر من خمسة أضعاف المعدل المتوسط ​​للدول الغنية-. كما وصل معدل اقتراض الحكومة للنقد الأجنبي إلى معدلات خطرة. وهناك تخوفات من انهيار في قطاع التشييد والبناء بعد سنوات من النمو الفوضوي غير المنظم، ما قد يغرق البنوك في ديون متراكمة.

وتواجه الشركات التركية ديونًا متراكمة بالدولار واليورو، وسيكون على المؤسسات غير المالية الخاصة أن تسدد أكثر من 66 مليار دولار من الديون بالعملات الأجنبية. وهذا خلال العام القادم فقط. 

ما أسباب هذه الفوضى؟

الجمعة الماضية، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن مضاعفة تعريفة الاستيراد الأمريكية على الصلب والألومنيوم التركي. ومن المرجح أن احتجاز تركيا للقس المسيحي الإنجيلي "أندرو برونسون" هو الشرارة الأولى لإشعال هذا النزاع التجاري بين الدولتين.

ويواجه هذا القس اتهامات بالتجسس والارهاب في أعقاب الانقلاب الفاشل في تركيا عام 2016. واهتم المتدينون المحافظون في الولايات المتحدة بقضية هذا القس. وتشير تقارير تركية إلى أن الولايات المتحدة قد حددت لتركيا موعدًا أقصاه الأسبوع الجاري لإطلاق سراح برونسون، إلا أن واشنطن لم تؤكد ذلك.

هل هي مجرد مشكلة محلية لتركيا أم مشكلة للجميع؟

يمكنا الإجابة عبر دراسة رد فعل الأسواق العالمية، فقد شهدت الأسواق الأوروبية انخفاضًا حادًا بسبب تخوفات المستثمرين من أن تكون الهزة التركية قادرة على الامتداد. فيوم الجمعة الماضي فقط، انخفض مؤشر FTSE  البريطاني (واحد من أكبر مؤشرات الأسهم البريطانية) 75 نقطة، بينما أنهى مؤشر Dax الألماني اليوم بانخفاض 2%. 

هل يحتاج الوضع إلى خطة إنقاذ من صندوق النقد الدولي؟

يرى صندوق النقد الدولي أن تركيا لديها أقل مستوى من الاحتياطيات النقدية الأجنبية الكافية بين الأسواق الناشئة ذات الإمكانات الاقتصادية الكبيرة، مما يجعلها هشة أمام المضاربات. لكن أردوغان أبدى رفض شديد لرفع أسعار الفائدة من أجل السيطرة على التضخم وتحقيق استقرار للعملة التركية، لكن من المرجح أنه سوف يطلب الحصول على مساعدات من المجتمع الدولي.

بالإضافة أن هناك مخاوف من تدخل الدولة في عمل البنك المركزي التركي 'المستقل' ، خاصةً أن الرئيس عين صهره وزيرًا للمالية. 

حتى الآن، أردوغان ليس مقتنعا بالحاجة إلى "إعادة التوازن" للاقتصاد. وقد اتخذت حكومته تدابير - بما في ذلك الإعفاءات الضريبية- للحفاظ على النمو بعد الانقلاب الفاشل في عام 2016، وكان مترددًا منذ ذلك الحين في إبطاء الأمور. كما إنه طالما انتقد أسعار الفائدة المرتفعة -والتي وصفها هذا العام بأنها "أم وأب كل الشرور"- باعتبارها عبئا غير معقول على روح المبادرة التركية.

هل هذا يعني أسعار رحلات سياحية أرخص؟

نعم. فوفقا لموقع نومبيو لتكاليف المعيشة، انخفض سعر البيرة في مدينة بودروم التركية من 2.60 جنيه استرليني إلى 1.60 جنيه استرليني. كما يمكن الآن، لرفيقين أن يستمتعا بتناول وجبة عشاء مكونة من ثلاثة أطباق في مطعم متوسط ​​المستوى بأقل من 10 جنيه استرليني. وأصبح الآن باستطاعة المصطافين البريطانيين الذين كانوا يحصلون على 6.4 ليرات فقط مقابل الجنيه الاسترليني قبل أسبوعين، الحصول على 8.1 ليرات لكل جنيه إسترليني.


المصادر: المقاطع الإضافية التي لم ترد في تقرير جارديان منقولة عن تقرير آخر من صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية