حَقِّقْ| السيسي يسأل والمنصة تجيب.. هل تحتاج بورسعيد متحفًا لتوثيق النضال؟

منشور الأحد 1 يناير 2017

بورسعيد ناضلت نضال كبير أوي في تاريخها، يا ترى تم توثيق دا بشكل يليق بالأحداث بتاعت بورسعيد؟ ... فاحنا محتاجين نشكل مجموعة عمل.. لجنة، توثق العمل والنضال إللي قامت بيه بورسعيد في تاريخها الحديث. اللي هو الفترة بتاعة 56 و 67 كمان، ثم هل يا ترى فيه فرصة إن احنا نفكر إن احنا برضو يبقى يتعمل متحف قومي يسجل دا لبورسعيد. الرئيس عبد الفتاح السيسي

طالب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في كلمته الأخيرة التي ألقاها في افتتاح المجمع الثقافي الترفيهي ببورسعيد، بتشكيل لجنة للعمل على مشروع متحف قومي لتوثيق نضال شعب بورسعيد ضد العدوان الثلاثي على مصر في 1956.

تحدث السيسي في كلمته عن نضال شعب بورسعيد، وتساءل: "يا ترى تم توثيق دا بشكل يليق بالأحداث بتاعت بورسعيد؟"، ليطالب بعد سؤاله بتشكيل لجنة للعمل على مشروع متحف قومي لتوثيق "العمل والنضال إللي قامت بيه بورسعيد في تاريخها الحديث. اللي هو الفترة بتاعة 56"

أخذت المنصة على عاتقها عبء الإجابة على سؤال السيسي، خاصة أن هذا المشروع سيقوم أهل بورسعيد بتحمل نفقاته كما أوضح السيسي في كلمته "أنا بحب الناس تدفع يا عادل".

ما هي فترة 56 التي تحدث عنها السيسي؟

بعد أن قام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بتأميم شركة قناة السويس في يوليو 1956، بدأت القوات الإسرائيلية بالاتفاق مع إنجلترا وفرنسا بمهاجمة الحدود المصرية في سيناء، بينما هاجمت القوات الفرنسية والإنجليزية المشتركة منطقة قناة السويس وقامت بحصار الجيش المصري في سيناء.

انسحب الجيش المصري من سيناء لتحتلها إسرائيل، وهاجمت القوات الفرنسية والإنجليزية المطارات المصرية، وقطعت الطرق عن بورسعيد، وتم تعيين المحافظ محمد رياض حاكمًا عسكريًا على بورسعيد، ووزعت الحكومة المصرية الأسلحة على المواطنين في بورسعيد للمقاومة.

قاومت المدينة القوات الفرنسية والإنجليزية بمساعدة بعض قوات الصاعقة المصرية، وعناصر المخابرات التي استطاعت دخول المدينة. وتحولت شوارع بورسعيد وميادينها إلى ساحات لحرب العصابات التي شنتها قوات المقاومة الشعبية ضد القوات النظامية لفرنسا وإنجلترا. وانتهى الصراع الذي خاضه مواطنو بورسعيد المدنيين ضد قوات الاحتلال بهزيمتها وانسحابها بعد قرارات أممية وإدانات دولية.

 

ما هي المتاحف في مدينة بورسعيد؟

تضم مدينة بورسعيد ثلاثة متاحف وهم: المتحف الحربي، والمتحف القومي، ومتحف النصر للفن الحديث.

هل تحتاج بورسعيد إلى متحف قومي للمقاومة الشعبية؟

توجهت المنصة إلى المؤرخ محمد بيوض المتخصص في تاريخ بورسعيد، ومحرر موقع تاريخ بورسعيد، للبحث عن إجابات حول توثيق تاريخ النضال الشعبي لأهالي بورسعيد.

وعند سؤاله عن حاجة بورسعيد لمتحف للمقاومة الشعبية، جاوب بالنفي وقال "لا مش محتاجين متحف للمقاومة الشعبية". وأكد بيوض إن هناك قسم خاص بالمقاومة الشعبية في متحف بورسعيد الحربي، يخلد بعض البطولات التي قام بها أبناء بورسعيد في مواجهة العدوان من 56 إلى حرب أكتوبر 73.

وقال بيوض للمنصة "الجزء الخاص بالمقاومة الشعبية في المتحف الحربي ممكن يتطور"، لكن ما تحتاجه بورسعيد هو متحف جديد يوثق تاريخ مدينة بورسعيد منذ إنشائها، وليس متحف لتوثيق التاريخ الحربي فقط. وطالب بيوض بإعادة بناء المتحف القومي وقال "المتحف القومي ده المفروض انه يتبني ويتعمل متحف كبير يضم تاريخ بورسعيد" وأضاف أن بورسعيد بحاجة إلى "حاجة سياحية".

وأكد الكاتب والباحث محمد الأقطش للمنصة أن الجزء الخاص بالمقاومة في المتحف الحربي "كافي وممكن يتطور ويتم دعمه".

اقرأ ايضًا: نص كلمة السيسي في افتتاح المجمع الثقافي الترفيهي ببورسعيد 28/12/2016

ما هو المتحف القومي ببورسعيد؟

يقول الكاتب والباحث البورسعيدي محمد الأقطش: إنه تم إنشاء المتحف القومي عام 1963 على مدخل قناة السويس مواجها لحجر ديليسبس "موقع تمثال ديليسبس المُزال في مدخل القناة"، ويعرض المتحف قطع ومقتنيات من تاريخ مصر.

وتم إغلاق المتحف عام 2008، ونقلت محتوياته إلى مخازن وزارة الأثار في 2009، قبل أن يتم هدمه بحجة عدم جدوى مشروعات الترميم، ومنذ ذلك الحين تعطل مشروع بناء المتحف بسبب تعثُّر وزارة الأثار في تمويل المشروع.

 

ولا أحد يعرف مصير مقتنيات المتحف التي نُقلت إلى مخازن وزارة الأثار. يحكي الأقطش للمنصة " سور المتحف كان مُصَمَّمًا بشكل فني رائع. وعند إزالة المتحف نُقل السور مع المقتنيات إلى مخازن وزارة الآثار. ومن سنتين تقريبًا، احتاجت الوزارة لعمل أسوار للقصور التي تحولت إلى متاحف، وفكر مسؤولي الوزارة في الاستعانة بسور متحف بورسعيد عوضًا عن عمل أسوار جديدة، وعندما عادوا للمخازن فوجئوا باختفاء السور، وأن والموجود مجرد أسياخ حديدية صدئة لا تتمتع بأي جمال، لمجرد مطابقة المسجل على الورق. ومحدش عارف السور دا راح فين ولا البورسعيدية عارفين حاجة عن مصير الآثار"

ومنذ أن تم هدم المتحف تتردد شائعات حول بيع أرض المتحف. وقال الأطقش "أرض المتحف بقى عليها نزاع، وهناك محاولات من المحافظة لتمرير بيع الأرض ويتكرر هذا منذ عهد المحافظ مصطفى كامل ". مضيفًا أن لديهم شكوك حول تعمُّد جهات في المحافظة الإبطاء في السير في إجراءات بناء المتحف من جديد. 

وأنهى الأقطش حديثه للمنصة بأن "المتحف القومي كان موجود والدولة هي اللي شالته وهي اللي بتتباطأ في إعادة بناؤه".

اقرأ أيضًا: نصوص كلمات الرئيس عبد الفتاح السيسي