الأمم المتحدة
مجلس الأمن الدولي، 18 أكتوبر 2023

فيتو من روسيا والصين ضد مشروع أمريكي لوقف النار في غزة

قسم الأخبار
منشور السبت 23 مارس 2024

عرقلت روسيا والصين أمس، إصدار مشروع قرار أمريكي لوقف النار في غزة والإفراج عن جميع المحتجزين لدى حماس والفصائل الأخرى، وذلك بعدما أشهرتا حق الفيتو، وهو السلاح  نفس الذي سبق واستخدمته الولايات المتحدة 3 مرات ضد مشاريع مختلفة لوقف الحرب، كان آخرها مقدمًا من الجزائر في فبراير/شباط الماضي. 

وبينما أرجعت روسيا والصين قرارهما برفض المشروع الأمريكي إلى كونه لا ينص على الوقف الفوري لإطلاق النار في القطاع، اعتبرت الولايات المتحدة أن الرفض موجه إليها. وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد، "أنهما تفضلان رؤيتنا نفشل بدلًا من رؤية هذا المجلس ناجحًا".

المشروع الأمريكي المجهض كان ينص على "الضرورة القصوى للتوصل إلى وقف فوري ومستديم لإطلاق النار" لحماية المدنيين من جميع الأطراف، والسماح بتوصيل المساعدات الإنسانية الأساسية إلى غزة، وفق الموقع  الرسمي للأمم المتحدة.

من جانبه قال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، إن الولايات المتحدة تحاول "بيع منتج" للمجلس باستخدام كلمة "ضروري" في قرارها، مشيرًا إلى أن "هذا لا يكفي" ويجب على المجلس أن "يطالب بوقف إطلاق النار".

وأضاف أن النص لم يتضمن أي دعوة لوقف إطلاق النار، واتهم القيادة الأمريكية "بتضليل المجتمع الدولي عمدًا"، معتبرًا أن الهدف هو التلاعب بالناخبين الأمريكيين "ورمي طعم لهم" لن يؤدي إلى شيء.

وتجري الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، ويتنافس فيها الرئيس الحالي جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب. 

وقال الممثل الدائم للصين لدى الأمم المتحدة السفير جانج جون، إن مشروع القرار الأمريكي خضع الشهر الماضي لعدة تعديلات ويتضمن نقاط تستجيب للمجتمع الدولي، لكنه يتجنب دائما القضية الأكثر مركزية وهي وقف إطلاق النار.

وأضاف أن نص مشروع القرار النهائي، الذي استخدم الفيتو ضده، "يظل غامضًا، ولا يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار. كما أنه لا يقدم حتى إجابة على سؤال وقف إطلاق النار على المدى القصير"، مؤكدًا أن هذا "انحراف واضح عن إجماع أعضاء المجلس، وأقل بكثير من توقعات المجتمع الدولي". 

وأوضح أن مشروع القرار الذي قدمته الولايات المتحدة يضع شروطًا مسبقة لوقف إطلاق النار، في إشارة إلى الإفراج عن المحتجزين، "وهو عمليًا أمر لا يختلف عن إعطاء الضوء الأخضر لاستمرار عمليات القتل، وهو أمر غير مقبول".

فيما استعرضت الولايات المتحدة جهودها لوقف النار في غزة، منتقدة الدور السلبي للدولتين صاحبتي الفيتو. وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة،"نعلم جميعًا أن روسيا والصين لا تقومان بأي جهد دبلوماسي لتعزيز السلام الدائم أو المساهمة بشكل هادف في جهود الاستجابة الإنسانية".

واختتم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن جولة سادسة له في المنطقة الجمعة، تضمنت زيارة السعودية ومصر وإسرائيل، لبحث وقف النار وصفقة الإفراج عن المحتجزين. 

وأشارت ليندا إلى أنه ربما يكون هناك مشروع قرار آخر "يرغب بعضكم في النظر فيه، ولكن في شكله الحالي، يفشل ذلك النص في دعم الدبلوماسية الحساسة في المنطقة. والأسوأ من ذلك أنه يمكن أن يمنح حماس ذريعة للانسحاب من الصفقة المطروحة على الطاولة".

ويصوت مجلس الأمن الاثنين على مشروع قرار قدمته الدول الـ10 غير الأعضاء الدائمين في المجلس، بعدما كان مقررًا التصويت عليه اليوم. ولم تُنشر تفاصيل هذا المشروع حتى الآن، غير أن تقارير إعلامية تشير إلى أنه يطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار في القطاع.

وكانت 11 دولة وافقت على مشروع القرار الأمريكي بينما عارضته ثلاث، فإلى جانب روسيا والصين رفضته الجزائر.

وقال السفير الجزائري عمار بن جامع، إن النص الأمريكي لم يتناول الاهتمام الأساسي لبلاده، وهو الدعوة الواضحة إلى وقف فوري لإطلاق النار. الأمر الذي يطالب به الملايين من الناس، وشدد على أن "المَشاهد الحية للدمار والقتل لم تعُد تُحتمل".

وتابع "المثير للقلق أن نص مشروع القرار تجنب ذكر مسؤولية قوة الاحتلال الإسرائيلي. لم يقض هؤلاء الأفراد بسبب فعل إيذاء النفس. لقد قُتلوا، ويجب محاسبة المرتكبين. بالنسبة لنا في العالم العربي، وفي الأمة الإسلامية، وفي العالم أجمع، فإن حياة الفلسطينيين ذات أهمية لا يمكن إنكارها".

من جانبها، انتقدت إسرائيل عدم تمرير المشروع الأمريكي الذي كان يدين هجوم حماس في 7 أكتوبر الماضي. وقال السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان، إن مشروع القرار كان سيصبح "المرة الأولى التي تُدين فيها أي هيئة تابعة للأمم المتحدة هجوم حماس" على بلاده. ووصف عدم تمريره بـ "وصمة عار لن تُنسى أبدا".

فيما وصف المراقب الدائم لفلسطين لدى الأمم المتحدة السفير رياض منصور مشروع القرار الأمريكي بأنه "أحادي الجانب". وأضاف "نرفض تأطير ما يحدث على أنه قضية إرهاب. إنها إبادة جماعية ضد الشعب الفلسطيني كافة في قطاع غزة".

وعول منصور على القرار الآخر، الذي قُدم مساء الخميس الماضي والذي يُنتظر التصويت عليه، قائلًا "هو ما نؤيده لأننا نريد إنقاذ أرواح الشعب الفلسطيني في قطاع غزة"، مبينًا أنه يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار خلال شهر رمضان.

وهذه هي المرة التاسعة التي يجتمع فيها مجلس الأمن للتصويت على مشاريع قرارات بشأن الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة. واعتمد المجلس قرارين بشأن الوضع؛ هما القرار رقم 2712، والقرار رقم 2720.