تصوير سالم الريس للمنصة
تصاعد الأدخنة في محيط مجمع ناصر الطبي بخانيونس، الأحد 21 يناير 2024

دبابات إسرائيل تتوغل في خانيونس.. وشهود: نحفر القبور داخل مستشفى ناصر

سالم الريس
منشور الاثنين 22 يناير 2024

هاجمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء الأحد، وسط وغرب خانيونس، حيث توغلت الدبابات والآليات العسكرية في المنطقة الغربية للمدينة، وأطلقت قذائف باتجاه منازل المواطنين ومراكز النزوح، وفق مراسل المنصة.

وقال شهود عيان لـ المنصة، من داخل مركز إيواء جامعة الأقصى، غرب خانيونس، إن الدبابات والآليات الإسرائيلية تقدمت نحو الجامعة دون سابق إنذار، وحاصرتها، إثر اشتباكات مسلحة "كثيفة" بين جيش الاحتلال وفصائل المقاومة الفلسطينية، ما خلف عددًا من القتلى والجرحى داخل الجامعة ومحيطها، مع عدم تمكنهم من الوصول إلى مجمع ناصر الطبي لإسعافهم.

وفي مجمع ناصر الطبي وسط خانيونس، أطلق جنود الاحتلال قذائف الدبابات على منطقة البطن السمين والحي النمساوي المجاور للمجمع، مخلفًا العديد من القتلى والإصابات، بعضهم استطاع المواطنون نقلهم إلى المستشفى، فيما بقي العشرات منهم في الشوارع وتحت أنقاض المنازل وفق مراسل المنصة.

وقال شاهد عيان لـ المنصة، إن قوات الاحتلال تحاصر منذ ساعات الفجر المناطق المحيطة بمجمع ناصر ما تسبب بحالة "إرباك شديدة" بين النازحين والطواقم الطبية والصحفيين داخل المجمع الطبي، مضيفًا "الدبابات تمركزت في عدة مناطق ومحاور جنوب وشرق خانيونس حتى منطقة المواصي، وتجري عمليات تمشيط واشتباكات مع فصائل المقاومة".

وأفاد مصدر طبي من داخل مجمع ناصر لـ المنصة بأن 50 قتيلًا وأكثر من 100 إصابة وصلوا إلى المجمع خلال ساعات الليل وحتى منتصف اليوم الاثنين، مشيرًا إلى "نقص حاد في المستلزمات الطبية والأدوات التي يستخدمونها لإسعاف الجرحى".

وأكد شاهد العيان من داخل المستشفى اضطرارهم إلى حفر القبور داخل ساحة مستشفى ناصر لدفن القتلى، بسبب عدم قدرة ثلاجات الموتى على استيعاب الأعداد الكبيرة، وعدم قدرتهم على الوصول إلى المقابر القريبة بسبب الحصار.

فيما أبدى المصدر الطبي تخوفه من اقتحام الجيش للمستشفى على غرار اقتحام المستشفيات في غزة وشمال القطاع في وقت سابق من العدوان الإسرائيلي المستمر منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وأكد المتحدث باسم وزارة الصحة بغزة الدكتور أشرف القدرة، في بيان، اقتحام جيش الاحتلال مستشفى الخير غرب مدينة خانيونس، والقريب من جامعة الأقصى، مؤكدًا "احتجاز الاحتلال للطواقم الطبية داخل المستشفى".

وأكدت وزارة الصحة في بيان "ارتكاب الاحتلال 20 مجزرة ضد العائلات والمواطنين، راح ضحيتها 190 قتيلًا وإصابة 340 آخرين خلال الـ24 ساعة الماضية، لترتفع حصيلة الحرب الإسرائيلية إلى 25 ألفًا و295 قتيلًا، و63 ألف إصابة منذ بداية العدوان".

وفي رفح، وصل مصابون من جنوب خانيونس إلى المستشفى الكويتي التخصصي، كما نزح عدد من المواطنين من داخل مراكز الإيواء إلى المناطق الجنوبية الحدودية لمدينة رفح، حيث يفترش النازحون الأرض وتتزايد أعدادهم، بعد توسيع العملية العسكرية البرية الإسرائيلية في خانيونس واضطرارهم إلى النزوح.

وقال الهلال الأحمر الفلسطيني، في بيان على واتساب، إن أحزمة نارية مكثفة طالت منطقة مستشفى الأمل التابع للجمعية وسط خانيونس، ما أدى إلى مقتل العديد من المواطنين في المنطقة وإصابة آخرين، مؤكدة تقدم الآليات والدبابات الإسرائيلية باتجاه المستشفى اليوم الاثنين.

وأصدرت حركة حماس، أمس الأحد، وثيقة تحدثت فيها عن معركة طوفان الأقصى وأحداث الهجوم الذي شنته كتائب القسام الجناح العسكري للحركة، وفصائل المقاومة يوم 7 أكتوبر الماضي على مستوطنات غلاف قطاع غزة.

وفي وثيقة هذه روايتنا... لماذا طوفان الأقصى أوضحت حماس أن عملية الاقتحام كانت "خطوة ضرورية واستجابة طبيعية"، لمواجهة المخططات الإسرائيلية التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، والسيطرة على الأرض وتهويدها، وحسم السيادة على المسجد الأقصى والمقدسات، وإنهاء الحصار على قطاع غزة.

وقالت حماس إن "خطوتها استهدفت التخلص من الاحتلال، واستعادة الحقوق الوطنية، وإنجاز الاستقلال والحرية كباقي شعوب العالم، وحق الفلسطينيين في تقرير المصير، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس".

كما دعت إلى وقف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بشكل فوري، والعمل على وقف الجرائم والإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال بحق الفلسطينيين، وفك الحصار وفتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية العاجلة للغزيين.

ونفت الحركة التقارير الإسرائيلية التي أشارت سابقًا إلى استهداف مدنيين إسرائيليين خلال هجوم السابع من أكتوبر، مشددةً على أنها "هاجمت المواقع العسكرية فقط"، وطالبت بالعمل على معاقبة إسرائيل قانونيًا على احتلالها فلسطين، وكل ما ترتب عليه من معاناة وتدمير للمنازل والمستشفيات والمدارس والجامعات والمدارس والبنية التحتية.

وأكدت حماس أن معركة الشعب الفلسطيني مع الاحتلال الإسرائيلي بدأت منذ أكثر من قرن ماضٍ، وأنها ليست معركة حديثة وليدة الحرب الحالية، داعية إلى مواصلة الضغوط الشعبية عربيًا وإسلاميًا لإنهاء الاحتلال.