مسؤول الإعلام بالمعبر وائل أبو عمر
الشاحنات المصرية في الجانب الفلسطيني من معبر رفح البري- 22 أكتوبر 2023

مصر تفند "أكاذيب إسرائيل" عن حصارها الفلسطينيين

قسم الأخبار
منشور السبت 13 يناير 2024

نفت مصر "مزاعم وأكاذيب" إسرائيل، حول مسؤوليتها عن منع دخول المساعدات إلى الفلسطينيين عبر معبر رفح، مفندة في بيان من 9 نقاط لرئيس الهيئة العامة للاستعلامات ضياء رشوان، عدم صحة الادعاء الذي ساقه فريق الدفاع الإسرائيلي أمام محكمة العدل الدولية أمس، في وقت أكد رشوان خلال مداخلة تليفزيونية أن مصر تجهز ورقة لتقديمها إلى المحكمة حول هذه الادعاءات. 

ومثُلت إسرائيل أمس أمام محكمة العدل الدولية، في ثاني جلسات الدعوى التي أقامتها جنوب إفريقيا تتهمها فيها بالإبادة الجماعية للفلسطينيين في غزة.

وخلال الجلسة، نفت إسرائيل ارتكابها تلك الجريمة، ودفعت بحقها في الدفاع عن نفسها أمام "جرائم حماس"، ثم زعمت أن مصر هي المسؤولة عن عدم تدفق المساعدات، وقال فريق الدفاع إن "الوصول إلى قطاع غزة من خلال مصر تسيطر عليه مصر، وإسرائيل ليس عليها أي التزام بموجب القانون الدولي بالسماح بالوصول إلى غزة عبر أراضيها".

وفي غضون ذلك، قال رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، في بيان عبر صفحة الهيئة على فيسبوك، إن كل المسؤولين الإسرائيليين، وفي مقدمتهم رئيس الوزراء ووزير الدفاع ووزير الطاقة، أكدوا عشرات المرات في تصريحات علنية منذ بدء العدوان على غزة، أنهم لن يسمحوا بدخول المساعدات لقطاع غزة وخاصة الوقود، لأن هذا جزء من الحرب التي تشنها دولتهم على القطاع.

وأضاف رشوان "بعد كل هذه التصريحات، والتي لم تكن تعتبر هذا المنع والحصار جرائم حرب وإبادة جماعية بموجب القانون الدولي، وعندما وجدت دولة الاحتلال نفسها أمام محكمة العدل الدولية متهمة بأدلة موثقة بهذه الجرائم، لجأت إلى إلقاء الاتهامات على مصر في محاولة للهروب من إدانتها المرجحة من جانب المحكمة".

وتابع "من المعروف أن سيادة مصر تمتد فقط على الجانب المصري من معبر رفح، بينما يخضع الجانب الآخر منه في غزة لسلطة الاحتلال الفعلية، وهو ما تجلى فعليًا في آلية دخول المساعدات من الجانب المصري إلى معبر كرم أبو سالم الذي يربط القطاع بالأراضي الإسرائيلية، حيث يتم تفتيشها من جانب الجيش الإسرائيلي، قبل السماح لها بدخول أراضي القطاع".

وأكد مراسل المنصة في غزة أمس، عقب كلمة إسرائيل أمام محكمة العدل، أن جيش الاحتلال استهدف معبر رفح من الجانب الفلسطيني أكثر من مرة. وسبق ونشرت المنصة في 10 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عقب 3 أيام فقط من بدء العدوان، أن "الطائرات الحربية الإسرائيلية، قصفت معبر رفح للمرة الثانية خلال 24 ساعة".

واستطرد رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، أن مصر أعلنت عشرات المرات، في تصريحات رسمية بدءًا من رئيس الجمهورية ووزارة الخارجية وكل الجهات المعنية، بأن معبر رفح من الجانب المصري مفتوح بلا انقطاع، مطالبين الجانب الإسرائيلي بعدم منع تدفق المساعدات الإنسانية للقطاع والتوقف عن تعمد تعطيل أو تأخير دخول المساعدات بحجة تفتيشها.

واستدل رشوان أيضًا على كذب الادعاء الإسرائيلي، بزيارة العديد من كبار مسؤولي العالم وفي مقدمتهم الأمين العام للأمم المتحدة معبر رفح من الجانب المصري، "ولم يتمكن واحد منهم من عبوره لقطاع غزة، نظرًا لمنع الجيش الإسرائيلي لهم، أو تخوفهم على حياتهم بسبب القصف الإسرائيلي المستمر على القطاع".

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش أمام معبر رفح- 20 أكتوبر 2023

كما تطرق رشوان إلى مفاوضات الهدنة التي كانت مصر طرفًا فيها إلى جانب قطر والولايات المتحدة الأمريكية، قائلًا "المفاوضات التي جرت حول الهدن الإنسانية التي استمرت لأسبوع في قطاع غزة (...) شهدت تعنتًا شديدًا من الجانب الإسرائيلي في تحديد حجم المساعدات التي ستسمح قوات الاحتلال بدخولها للقطاع، باعتبارها المسيطرة عليه عسكريًا، وهو ما أسفر في النهاية عن دخول الكميات التي أعلن عنها في حينها.

وبدأت هدنة بين إسرائيل وحماس في 24 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، استمرت لمدة أيام، ثم مُدت فترتين أخريين، حتى نهاية الشهر، قبل أن يُستأنف القتال في مطلع ديسمبر/كانون الأول 2023. ودخلت خلال الهدنة 200 شاحنة مساعدات يوميًا.

وتأكيدًا على دور مصر في إغاثة الشعب الفلسطيني، لفت رشوان، خلال البيان، إلى أنه "في ظل التعمد الإسرائيلي المستمر لتعطيل دخول المساعدات في معبر كرم أبو سالم، لجأت مصر إلى تكليف الشاحنات المصرية بسائقيها المصريين بالدخول، بعد التفتيش، مباشرة إلى أراضي القطاع لتوزيع المساعدات على سكانه، بدلًا من نقلها إلى شاحنات فلسطينية للقيام بهذا".

واستشهد رشوان أيضًا بمطالبة الرئيس الأمريكي جو بايدن، إسرائيل، بفتح معبر كرم أبو سالم لتسهيل دخول المساعدات، وهو ما أعلن عنه مستشاره للأمن القومي جيك سوليفان يوم 13 ديسمبر الماضي، باعتباره بشرى سارة.

وتساءل رشوان في ختام بيانه "إذا ما كانت السلطات الإسرائيلية ترغب حقيقة في دخول المواد الغذائية والطبية والوقود للقطاع، فإن لها مع القطاع ستة معابر من أراضيها، عليها بفتحها فورًا للتجارة وليس لدخول المساعدات، خاصة أن هذه التجارة كانت قد بلغت مع قطاع غزة عام 2022 أكثر من 4.7 مليار دولار لصالح القطاع التجاري والصناعي الإسرائيلي".

في سياق متصل، قال رشوان خلال مداخلة هاتفية مع برنامج الحكاية، الذي يُقدمه الإعلامي عمرو أديب على قناة mbc مصر 2، مساء الجمعة، إن مصر تجهّز للرد على المزاعم الإسرائيلية التي قيلت أمام محكمة العدل الدولية.

وأضاف، وفق ما نقله موقع الشروق، أن السلطات المصرية سترسل تعليقًا إلى محكمة العدل الدولية بخصوص المزاعم الإسرائيلية للتأكيد على أن مصر لم تغلق معبر رفح وكذلك بخصوص عملها على إدخال المساعدات. وأشار إلى أنّ السلطات المصرية متحمسة أكثر منه لاتخاذ هذه الخطوة ردًا على المزاعم الإسرائيلية.