إثيوبيا تبدأ تعلية سد النهضة تمهيدا للتخزين الرابع

محمد سليمان
منشور السبت 11 مارس 2023 - آخر تحديث السبت 11 مارس 2023

قال أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة عباس شراقي، إن إثيوبيا بدأت تعلية الممر الأوسط في جسم سد النهضة، وفق صور حديثة التقطتها الأقمار الصناعية؛ تمهيدًا للتخزين الرابع، الذي وصفه بأنه "الأكثر تأثيرًا على مصر حتى الآن"، وفق حجمه مقارنة بالسنوات الثلاث الماضية.

وأوضح شراقي، في تصريحات للمنصة، اليوم السبت، أن إثيوبيا لم تعلن عن حجم التخزين المستهدف بوضوح، وإن كان متوقعًا الوصول من ارتفاع 600 متر حاليًا إلى 620 مترًا، بإجمالي تخزين يقارب 30 مليار متر مكعب.

وأشار إلى أن كمية التخزين هذا العام تعادل ما جرى تخزينه في السنوات الثلاث الماضية، موضحا أن كمية المياه عند قمة الممر الأوسط في نهاية موسم التخزين الماضي عادلت 13 مليار متر مكعب تقريبًا.

وأضاف أن أديس أبابا فرّغت 5 مليارات متر مكعب لتجفيف الممر الأوسط لبدء أعمال الخرسانة والتعلية، ومتوقع أن تفرغ 5 مليارات أخرى، مع استمرار فتح إحدى بوابتي تصريف المياه، بقدرة 50 مليون متر مكعب يوميًا.

ولا يتفق شراقي مع ما تردد عن كون ملء سد النهضة لم يؤثر على مصر حتى الآن، مؤكدا أن هناك تكلفة اقتصادية مرتفعة تكبدتها مصر في مشروعات لترشيد الاستهلاك وكذلك خفض مساحة زراعة الأرز، لما يعادل 1.1 مليون فدان، بدلًا من 1.3 مليون فدان في مواسم سابقة.

وطالب أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة بتحرك عاجل من الخارجية المصرية بمخاطبة الاتحاد الإفريقي، بقيادته الجديدة دولة جزر القمر، أو التوجه مجددا إلى مجلس الأمن، باعتبار سد النهضة "قنبلة مائية" مع الوضع في الاعتبار مخاوف وقوع زلازل وما تعرضت له تركيا مؤخرا وكون إثيوبيا تقع أيضًا في منطقة نشاط زلزالي.

وقبل أيام، أعلن وزير الخارجية سامح شكري اعتماد الجامعة العربية قرارًا بطرح قضية سد النهضة "بندًا دائمًا على جدول اعمال مجلس وزراء الخارجية العرب"، ما عدّه "تأكيدًا للالتزام العربي بحماية حقوق دول المصب لنهر النيل".

وأوضح أن الهدف من القرار "إظهار أن تكون هناك رؤية عربية مشتركة، وأن يراعى الجانب الإثيوبي هذا الأمر في علاقته مع الجانب العربي"، مؤكدًا أن القرار يدعو إثيوبيا لإبداء مرونة فى قضية سد النهضة باعتبارها قضية متصلة بالأمن القومي العربي.

وفي مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الكيني، عبر شكري، يوم الخميس، عن شكوك مصر بتوفر إرادة سياسية لدى إثيوبيا للوصول إلى اتفاق، وإنما الاستمرار في مفاوضات دون نتيجة وليس لها طائل، داعيا أديس أبابا لمراعاة مصالح دولتي المصب، بألا يكون هناك أي ضرر بالغ أو جسيم عليهما.

وتابع "وإذا لم يتم ذلك ستدافع الدولة المصرية عن مصالح شعبها، وتتخذ من الإجراءات ما يقود إلى ذلك، لكن دائما ما نسعى للتوافق والتفاهم والعمل"

وأعربت إثيوبيا عن استيائها من قرار جامعة الدول العربية، مؤكدة أنها ماضية في الملء ومتمسكة بحل إفريقي للأزمة.

وذكر بيان صادر عن الخارجية الإثيوبية، أمس، أن "إدارة واستخدام نهر النيل بما في ذلك ملء وتشغيل سد النهضة، يجب أن يترك للجهات المعنية في إفريقيا، ولا ينبغي علينا تذكير جامعة الدول العربية بأن نهر النيل وجميع البلدان الشاطئية توجد في إفريقيا".

ووسط مفاوضات مجمدة منذ أكثر من عام، تتمسك القاهرة والخرطوم بالتوصل أولاً إلى اتفاق ثلاثي بشأن الملء والتشغيل، لضمان استمرار تدفق حصّتيهما السنوية من مياه نهر النيل، فيما ترفض أديس أبابا وتؤكد أن السد الذي بدأت تشييده منذ 2011 لا يستهدف الإضرار بأحد.