حشد الناخبين في العبور.. مائتا جنيه مقابل الصوت الانتخابي

منشور الثلاثاء 27 مارس 2018

قالت إحدى الناخبات -رفضت ذكر اسمها- إن هناك جمعية تستغل حاجة محدودي الدخل والفقراء بالمنطقة وتجمع بطاقات تحقيق الشخصية بعد إتمام التصويت مقابل 100 أو 200 جنيه "الناس هنا غلابة وهما بيستغلوا حاجة الناس".

اصطفت الاتوبيسات بشكل منتظم أمام مدرسة (مهربان عليفا التجريبية) – إحدى المقار الانتخابية المخصصة لتصويت الرجال والنساء بمنطقة الشباب في ضاحية العبور، لتوصيل ناخبين أغلبهم يرتدي ملابس عليها شعارات شركاتهم، وتابعت عملية الحشد سيارات فاخرة يبدو على ركابها أنهم مسؤولون في الشركات الكبرى بالعبور.

ساهمت المصانع والشركات الموجودة بالعبور في عملية "الحشد" بأعداد كبيرة من خلال توفير حافلات عليها شعارات "تحيا مصر" وصور أحد المرشحين لنقل عمالها إلى اللجان الانتخابية، بالإضافة إلى تجهيز كل لجنة باستراحات مجاورة للمقر الانتخابي، وتكليف عدد العاملين في هذه الشركات بتنظيم الطوابير أمام اللجنة الانتخابية مرتدين تيشرتات مكتوب عليها "انزل شارك" و توزيع أعلام مصر علي الناخبين، بالإضافة إلى استجار "دي جي" لإذاعة عدد من الأغاني لإعادة الأجواء الاحتفالية التى شهدتها اليوم الأول من الانتخابات الرئاسية.

داخل مدرسة مهربان عليفا أربع لجان فرعية، شهدت مشاركة مرتفعة وطوابير في الداخل والخارج حيث انشغل المستشارون بتنظيم الناخبين في طوابير لدخول اللجان الفرعية بانتظام، وأكد المستشارون أن الشباب من عمال المصانع والشركات هم الأعلى في نسب المشاركة خلال يومي التصويت.

لم تتوقف آليات الحشد عند ذلك بل إن طلاب مدرسة مهريبان عليفا وقفوا أمام اللجان مرتدين سترات فسفورية عليها شعار "انزل شارك" لدعوة الناخبين إلى المشاركة والرقص امام الدي جي.

 

تصوير: علاء القمحاوي

رغم ما شهده اليوم الأول للانتخابات الرئاسية من أجواء احتفالية ساهمت في جذب الناخبين وخاصة من كبار السن والسيدات بحيث وصلت نسبة إقبال الناخبين في نهاية اليوم وفق لتقديرات عدد من رؤساء اللجان الفرعية إلى 10 بالمئة، إلا أن هذا المشهد لم يمتد إلى اليوم الثاني للتصويت، حيث تواجدت أمام اللجان أعداد قليلة من الناخبين، خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة في الصباح، مما دعا بعض رجال الأعمال ومندوبي الجمعيات الخيرية إلى "الحشد" الذى تعددت مظاهره واختلفت وقفا لكل منطقة.

في الحي الاول بمدينة العبور شهدت اللجنة الواقعة في مدرسة معاذ بن جبل بجوار قسم شرطة العبور نوعًا أخر من "الحشد"، حيث جمع مندوب عن إحدى الجمعيات الأهلية بطاقات تحقيق الشخصية الخاصة بالناخبين وسجلوا أعداد الناخبين وأعطى لكل ناخب ورقة مكتوب عليها كود خاص، وأوصاهم بتسليم هذا الكود ليلا لمقر الجمعية لاستلام مبلغ نقدي، الجمعية ساهمت في نقل الناخبين عبر مكروباصات خاصة.

قالت إحدى الناخبات -رفضت ذكر اسمها- إن هناك جمعية تستغل حاجة محدودي الدخل والفقراء بالمنطقة وتجمع بطاقات تحقيق الشخصية بعد إتمام التصويت مقابل 100 أو 200 جنيه "الناس هنا غلابة وهما بيستغلوا حاجة الناس".

دعا المسؤول عن جمع البطاقات الناخبات إلى الغناء والرقص أمام اللجان ودعوة أقاربهم وجيرانهم للتصويت، وأكد الناخبون أن احد السكان جهز استراحة ووضع داخلها طاولة وكراسي ودي جي استخدمه مندوبو الجمعيات الأهلية للجلوس وتسجيل أسماء الناخبين وأعطاءهم الاكواد.

مدرسة معاذ بن جبل بها لجنة فرعية واحدة أكد رئيسها أن نسبة التصويت بها وصلت إلى 15% في اليوم الاول ومنتصف اليوم الثاني. 

يذكر أن اللجان خلت من مندوبي المرشح الرئاسي موسي مصطفي موسي في مقابل تواجد كثيف لمندوبي حملة الرئيس عبد الفتاح السيسي.