أسطورة عَبَدَة الشيطان: صراع "الفرافير" و"المعيز".. ميلاد الأسطورة

منشور الأربعاء 27 يناير 2016

ماكنتش من كبار المتابعين للتلفيزيون بشكل كبير، بس غصب عنى بقيت متسمر قدام التلفزيون عشان أتابع وأشوف اللى بيحصل في اصحابي وناس تانية أعرفها، وناس جت رجلها في القصة دي وأنا معرفهاش، وأفكر بقى أهرب عند قرايبى في الصعيد ولا بره مصر أصلاً ولا أستنى في بيتي وأنا مرعوب.

من أكبر الناس اللى زاطت، زي ما قلت قبل كده، كان مفيد فوزي وجمال الشاعر، مش فاكر في أنهى برنامج فيهم كان المعد صايع وقرر يجيب فيديو كليبات بتبين الانحراف وجو الرعب وكل شوية يجيب منهم حتة قبل الفاصل وبعد الفاصل، كانوا جايبين حتت من فيديو كليب بتاع أغنية أهل الملامة بتاعة محمد محيى.

https://www.youtube.com/embed/QkQ4EvCvxZ8

وائل عباس كتب عن الهرتلة بتاعة الشخصيات البارزة اللي جابوها بتتكلم عن حاجات هي مش فاهماها أصلاً، وباسم يوسف كتب إن أي حد قال كلمة منطقية في البرنامج بتاع مفيد فوزي حذفوا كلمته، ما هو لا صوت يعلو فوق صوت المعجنة!

 أسطورة عَبَدَة الشيطان: 19 عاما على مطاردة "المَتّيلة"

المشاهير وغسيل الإيدين

                                          

عبدالمنعم الصاوي -هالة حشيش وأسامة كمال 

طب ما تيجى نتكلم عن مين العالم الحلوة اللي كانت في القصة ونشوف. نبتدي بالإعلامى البارز أسامة كمال؛ الراجل الطيب ده كان عنده برنامج راديو في إذاعة البرنامج الأوروبي اسمه Monsters of Rock Master of Metal، كان بييجى كل يوم خميس الساعة 11 مساء ولمدة ساعة. الراجل كتر خيره، لما لقى إنه في فرق ميتال مصرية اتشكلت ونجحت وليها جمهور مش قليل، نظم أول 3 أو 4 حفلات لموسيقى الميتال عن طريق شركته O.K Trust. أولها كانت سنة 94 في ستاد التنس في ستاد القاهرة، والتانية كانت في باركنج فندق سياج بيراميدز، والثالثة في أرض المعارض بمدينة نصر، والرابعة مش فاكر فين الصراحة.

باسم حافظ: لماذا أكتب الآن 

الحفلات نجحت وبقى ليها رعاة من الشركات الكبيرة، ومن الحفلة الثالثة شركة سجائر Marlboro اللى كانت راعية لأغلب الحفلات؛ ابتدت تسمى الحفل باسمها فكانت تالت حفلة اسمها Marlboro Rock In  وهلم جرا.

بعدها تسلم محمد عبدالمنعم الصاوي الراية من أسامة كمال، وكانت شركة عالمية للدعاية والإعلان هي المنظم للحفلات، وعملوا مسابقة ما بين الفرق، وجابوا مين لجنة تحكيم؟ المايسترو أحمد الصعيدي، والمذيعة هالة حشيش اللي كانت بتذيع أغاني الميتال في برنامجها الإذاعي "ما يطلبه المستمعون" بالإنجليزي at your request، في البرنامج الأوروبي الرسمي، اللي بيتذاع من جوا مبنى ماسبيرو، زي برنامج أسامة كمال بالظبط.  وكمان كان في لجنة التحكيم يحيى خليل. سيبك إن مالهمش حاجة في المزيكا دي، ولا جذورها ولا فنيّاتها بس ياللا. هي جت على دول؟ بالتوازي مع الكلام ده ابتدت الحفلات الأصغر من منظمي الحفلات المستقلين.

وائل عباس: إكويلبيريوم 1997

خطبة الجمعة بالماسكات

                                                  

غلاف ترويجي لفيلم ميتال هيد للمخرج راجنر براجسون

الطبقية زي ماهي متجذرة في كل نواحي حياتنا في مصر، دخلت كمان في المزيكا. كان في فئتين من الفرق، الناس اللى ظهرت في الأول ولهم اتصالات وأساميهم معروفة؛ ودول كانوا بينزلوا الحفلات الكبيرة، الناس اللي جت بعد كده ماكانش حد بيعبرهم، خصوصًا لو مايعرفوش حد في الشركات الراعية أو المنظمة. وعشان كده ظهر عدد من منظمي الحفلات المستقلين. بشكل رئيسي الناس دي كانت بتعمل الحفلات في الفنادق والنايت كلابز والعائمات، ومنها كانت فنادق مملوكة للحكومة شخصيًا.

عزت أمين: من "أوضة سامي" إلى ميدان التحرير

المشهد الموازي والأصغر ده كبر جدًا بسرعة جدًا وأغلبنا مش واخد باله، وكان أغلبه فرق الاكستريم ميتال، وجمهور الاكستريم ميتال كانوا عادة أصغر سناً وبيحبوا يطولوا شعرهم ويعملوا ماسكات زي الفرق اللى بيحبوها. في قصة سمعتها إن كان في شباب حاضرين حفلة في فندق في مصر الجديدة ولما جه وقت صلاة الجمعة الناس راحت تصلي الجمعة بمناظرها دي وكانوا في الصفوف الأولى، الإمام لما شافهم استعاذ بالله من الشيطان وقال الحديث بتاع "لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء".

دخول المعيز

أنا باسمع ميتال من وأنا في إعدادي، يعني نص التمانينات كده، وكانت شرايط الهيفي ميتال بتتطبع في مصر عادي من شركات زي الدولية، وصوت الحب (كنا بنسميها شرايط مطبوعة). وكانت الصحافة العادية أحيانا بتكتب عن الموسيقى دي أصلاً، وإن كان الأمر ماخليش من لمسة الجهل زي لما جرنان الجمهورية كتب عن ألبوم ميتاليكا And Justice for All  كتبوا اسمه And Justic for Ali ومجلة الشباب كتبت عن فرقة كيس Kiss وكونها "ضد الأناقة" مش فاهم إزاي، وطبعاً فرقة داير سترايتس Dire Straits  بقت داير ستريتش (زي البنطلون كده).

                                      

فريق الهارد روك الامريكي كيس Kiss

المهم، كان المتِّيلَة في مصر أغلبهم في مدارس لغات وجامعة أمريكية  وكده. كلنا كنا بنسافر بره وبنتكلم لغات في بيوتنا وكنا معروفين دي شلة الألمانية ودي الـAUC ودي الـCAC. وكلنا تقريبًا عارفين بعض، اللى كان يشوف حد لابس تى شرت أيرون مايدن Iron Maiden كان بياخده بالحضن.

نادر صادق: مجتمع خايف 

سنة 91 نزل ألبومين واحد لميتاليكا، وواحد لنرفانا، وسعوا قاعدة الناس اللى بتسمع روك وميتال بشكل مش طبيعى في العالم كله ومصر، بطبيعة الحال. ابتدينا نشوف ناس أكتر وأكتر بتتكلم في الميتال وبتلبس تي شرتات ميتال، بس بصراحة مناظرهم وكلامهم كان بيئة شويتين، يعنى واحد لابس بنطلون رجل فيل وتي شرت نرفانا، وواحد ملزق شعره فازلين، وناس مننا سموهم "المعيز". بطبيعة الحال، كرفنا الناس دى تمامًا (رفضنا التعامل معاهم) وبقوا بيحسوا إننا مستبئينهم ( شايفينهم بيئة- من مستوى متواضع) وده كان الوضع الفعلي.

الأكيد إننا كرفنا الناس دي كرفة سودة، والأكيد كمان إن الناس دي كان لها رد فعل ضد الناس "اللى شايفة نفسها" اللي هم إحنا. كان الطبيعي إنهم يتجمعوا زي ماحنا متجمعين، وكان الطبيعى برضه إنهم يحاولوا يتغلبوا على فارق الموارد اللى بيننا وبينهم، على سبيل المثال كان لو حد فيهم قدر يجيب كتالوج بتاع شركة تسجيلات زي Nuclear Blast، كان بيحفظ أسامي الفرق وألبوماتها وسنين الألبومات دي أحسن من اسمه. ده كان رد فعلهم وردهم على حد مننا بيتكلم إنجليزي أحسن منه، أو بيصلح له نطق اسم فرقة. الرد التانى على الفارق في الموارد - خاصة المالية- كان إنهم يجمعوا من بعض فلوس ويشتروا الحاجات اللى احنا بنتنطط عليهم بيها، ويقعدوا يمرروها بينهم.

السي دي كان اختراع عزيز شويتين، كانوا يلموا من بعض ويبعتوا يجيبوا سي ديهات إما زي اللى عندنا أو اللى مش عندنا. وأخيراً كان إنهم يبقى لهم طابع تانى في المزيكا، إنتم بتسمعوا تقيل؟ طب احنا هانسمع أتقل، بتسمعوا حاجات فيها تجديف على خفيف؟ طب هانجيب الأنيل. جو زي ده يبخلق زعامات بطبيعة الحال وبقى لهم كبارات، هم الواجهة في مواجهة الفرافير الطبقيين اللي هم إحنا. الخطوة اللى بعد كده إن تبقى عندهم فرقهم وحفلاتهم الخاصة، وكل ما يزيد عددهم خير وبركة. وده نفسه كان من الأسباب اللى خلتهم مستهدفين، جماعة ولها زعيم Sitting duck (من السهل استهدافهم دون خسائر) زي ما الكتاب بيقول.

 فريد كروجر: جلسة ودية مع عبدالله كمال 

الشئ الألطف؛ هو إن الناس دى بقى عندها الفرق بتاعتها المحلية، ودول كانوا أبطال حفلات المنظمين المستقلين اللي هم الزعماء. أنا فاكر إننا كنا بنتريق على مغني فرقة من الفرق دي على إنه حتى مش عارف ينطق اسم مطعم مشهور صح، وإنه بيقول أى كلام في الميكروفون، طالما مش مفهوم ماحدش هايعرف إنه بينطق صح ولا بيتكلم إنجليزي أصلاً ولا ألماني.

ردود أفعالهم على طبقيتنا، خلانا إحنا كمان نصعّد بشكل أعنف؛ بعد ما كنا بنسميهم "المعيز"، طلع عليهم اسم "السحتجية"، وواحد صاحبنا بيرسم كاريكاتير عمل منشورات كاريكاتورية سماها "سحتجيات"، كانت مميتة في التريقة عليهم لدرجة إنهم كانوا متوعدينه إنهم يضربوه والواد قعد خايف. ومرة واحد فيهم قرر يكتب كلمات أغنية، اتطبعت واتصورت وكانت نكتة الموسم للفرافير من أمثالى.

أحمد بلال: الميتال صخب عمال المصانع

كل المشاكل والطبقية دي أدت في الآخر لإن مجموعة تبلغ عن الباقيين وأهدت روزاليوسف وعبدالله كمال والأمن هدية البلاغ اللي وصل روزاليوسف واتعملت بسببه كل القصة بتاعة عبادة الشيطان.

* استخدم كاتب هذه الشهادة اسمًا مستعارًا للحفاظ على خصوصيته