برخصة المشاع الإبداعي- ويكيبيديا

كلمات أبو الفتوح الأخيرة: على الجيش والإخوان الابتعاد عن السياسة

منشور الخميس 15 فبراير 2018

الجيش والإخوان يجب أن يبتعدا عن السياسة. الدكتور عبد المنعم أبوالفتوح، رئيس حزب مصر القوية، في حوار لقناة "العربي".

بعد إعلان القبض على رئيس حزب مصر القوية عبد المنعم أبو الفتوح مساء أمس الأربعاء، غيّر تلفزيون "العربي" خريطة برامجه وبدأ بث حوار متلفز أجراه مع السياسي المعتقل، كان مقررًا له أن يذاع يوم السبت المقبل، أكد فيه أن على كلٍ من الجيش وجماعة الإخوان المسلمين الابتعاد عن السياسة، وأن خلط الدين بالسياسة يسيء للاثنين، وأن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يمارس "قمعًا غير مسبوق". 

وتطرق أبو الفتوح خلال الحوار أيضًا إلى ملفات شائكة تتعلق بالانتخابات الرئاسية والنظام السياسي الحالي، وأزمة ترشح رئيس الأركان الأسبق سامي عنان للانتخابات الرئاسية. 


اقرأ أيضًا: القبض على عبد المنعم أبوالفتوح بعد عودته من لندن


وألقت الشُرطة القبض على أبوالفتوح عقب عودته من العاصمة البريطانية لندن، ولكن تضاربت الأنباء حول التهم الموجهة إليه، فبينما ذكر مصدر قضائي لصحيفة الشروق أن القبض على المرشح السابق في انتخابات رئاسة الجمهورية عام 2012 يأتي للتحقيق معه في بلاغات تتهمه بما سمّوه "التحريض ضد الدولة وإثارة البلبلة من خلال وسائل إعلام معادية للدولة المصرية"، فإن وكالة أنباء الشرق الأوسط ذكرت أن القبض عليه جاء لاتصاله بأعضاء من جماعة الإخوان المسلمين التي تحظر السلطات المصرية نشاطها. 

كان المحامي سمير صبري تقدم الاثنين الماضي ببلاغ إلى النائب العام طالب فيه بالقبض على أبو الفتوح ومُحاكمته، لظهوره على قناة الجزيرة، واتهمه بـ"تعمُّد الإساءة للدولة ورئيسها ومجلس النواب، ونشر أخبار كاذبة".

https://www.facebook.com/plugins/video.php?href=https%3A%2F%2Fwww.facebook.com%2FAlarabyTelevision%2Fvideos%2F2094587157493096%2F&show_text=1&width=560

الجيش والإخوان

أكد أبو الفتوح ضرورة فصل الحياة العسكرية عن السياسية كما بدا في تصريحاته، وكان أبرزها التي طالب فيها بابتعاد كل من جماعة الإخوان المسلمين والجيش عن السياسة، قائلًا "الجيش والإخوان يجب أن يبتعدوا عن السياسة".

وخصَّ أبو الفتوح، وهو قيادي سابق في جماعة الإخوان المسلمين انشق عنها عام 2012، جماعته السابقة بالذكر مرة حين قال "أنصح جماعة الإخوان المسلمين وكل التنظيمات الدينية الشعبية أن يقصروا نشاطهم على العمل الدعوي الديني، ولا يدخلون في منافسة على السلطة، وأنا أتكلم للتنظيم وليس الأشخاص"، موضحًا أن أعضاء الجماعة الراغبين في ممارسة العمل السياسي عليهم أولًا أن "يبتعدوا عن التنظيم الديني".

وأردف أن "هذا سبب فشل الإخوان المسلمين، كل التنظيمات الدينية التي تمارس السلطة تشكل خطرًا على السياسة والدين، وإذا كان الدين هو مرجعيتهم الأيدلوجية والفكرية عليهم أن ينشئوا حزبًا أو يحولوا الجماعة إلى حزب بالكامل". 

وأعرب أبو الفتوح عن اعتقاده بعدم وجود أحزاب دينية في مصر، ولم ينسّ حزب النور المُنبثق عن الدعوة السلفية والمؤيد للسيسي، إذ قال عنه إنه "من الناحية القانونية والدستورية ليس حزبًا دينيًا".

وأضاف "نحن ضد تسمية الحزب إسلاميًا، هذه تسمية خاطئة، لكن حزب بمرجعية إسلامية، حقه، منذ 2007 ناديت بانفصال التنظيمات الدينية عن السلطة".

وفيما يتعلَّق بالجيش، قال رئيس حزب مصر القوية "الجيش هيئة نظامية، والبعض الذي يطالب بدور عنيف في مواجهة السلطة؛ يربك الدولة".

أزمة عنان

وتطرق أبوالفتوح لأزمة رئيس الأركان السابق سامي عنان، إذ وصف بيانه الذي أعلن فيه نيته الترشح للرئاسه بأنه "يكتسب الرصانة"، وانتقد بيان القيادة العامة للجيش الذي عقب على ترشحه بتوجيه بعض التهم إليه من بينها "التزوير"، واستبعد أن تؤدي أزمة عنان إلى أي انقسام في الجيش المصري. 

وعلَّق رئيس حزب مصر القوية على بيان الجيش الذي اتهم عنان بالتزوير وذكر أن لا حق له بممارسة العمل السياسي؛ بالقول إن عنان ليس "ضابطًا عاملًا في الجيش (هو) مارس حقه المدني والسياسي عندما ذهب للتصويت لعبد الفتاح السيسي (في انتخابات الرئاسة 2014)، وللتصويت على الدستور الذي تم في وقت عبد الفتاح السيسي، وأسماؤهم (العسكريون المتقاعدون) موجودة في قوائم الممارسة السياسية".

ولكن في المقابل قلل أبو الفتوح من تأثير ترشح عنان للرئاسة على تماسك المؤسسة العسكرية بقوله "لا يمكن الجيش المصري ينقسم بترشح عنان، عنان مواطن مصري ومنذ أن أقيل أصبح شخصية مدنية، حتى لو تعاطف معه البعض فهو شعور إنساني، والحديث عن الانقسام نوع من الجدل".

وبصورة مُشابهة لما تحدث به عن الإخوان والجيش، ذكر أبوالفتوح الكنيسة، قائلًا "الكنيسة المصرية دورها الارتقاء بأرواح الإخواة المسيحيين. مش ممكن رئيس الدولة والكنيسة تصدر تعليماتها أن يخرجوا (المسيحيين) لمظاهرة، دعوهم يخرجوا كمصريين ليس كمسيحيين".

.. وممارسات الرئيس

ووجه أبو الفتوح، خلال حواره مع "العربي" انتقادات للنظام السياسي الحالي، ووصف الممارسات السياسية للرئيس عبد الفتاح السيسي بـ"السيئة"، وقال عنه إنه "يُمارس قمعًا لم يُسبَق في تاريخ مصر".

قال رئيس حزب مصر القوية "العصر الحالي، ما يمارسه النظام من قمع في حق المصريين في التعبير عن أنفسهم مثل قوانين التظاهر والإجراءات الجنائية وفي ظل الانتخابات الرئاسية، أسوأ كثير مما حدث وقت جمال عبد الناصر".

وأضاف أبو الفتوح "غابت الديمقراطية، وما مارسه السيسي أشد من عبد الناصر ومبارك. نظام السيسي صانع للإرهاب، عندما ازداد القمع السياسي وأطلق الرصاص الحي على المتظاهرين".

وتحدّث رئيس "مصر القوية" عن قضية إعادة ترسيم الحدود البحرية المصرية السعودية، إذ انتقد النظام المصري بقوله "حكم نهائي من أكبر محكمة إدارية يؤكد مصرية الجزيرتين، ثم يضرب الرئيس بالدستور والقانون عرض الحائط".

وأضاف "لم نر نظامًا سياسيًا يقدم أرض الدولة للآخرين".

وتطرق المرشح الرئاسي الخاسر في انتخابات 2012 إلى الأوضاع الرهنة في المنطقة، قائلًا "منطقتنا العربية لن تنمو ولن تتقدم إلا في ظل الديمقراطية والحرية الشعوب المقهورة والمستعبدة من نظمها لا يمكن أن تنتج تنمية"، مستطردًا "هناك تحديان. تدخل التنظيمات العسكرية في المنافسة على السلطة، والدينية. يجب أن يبتعدوا عن العمل السياسي".