"في قلب البحر".. قليل من الحبكة وكثير من المؤثرات

منشور الاثنين 15 فبراير 2016

المخرج رون هاورد نجح أكثر من مرة في إدارة أفلامه بحبكة شديدة.. ولكن يبدو أن الحظ خالفه في هذا المشروع

يعود من جديد المخرج الأمريكي رون هاورد بفيلم In The Heart Of The Sea (في قلب البحر) ليصوّر الصراع الأزلي بين الطبيعة والإنسان إذ يقدم رؤية جديدة للرواية الكلاسيكية "موبي ديك"، بقليل من الحبكة وكثير من المؤثرات.

تبدأ أحداث الفيلم بدراما واضحة لبحار يرفض في البداية سرد قصة نجاته من هجوم حوت ضخم لكاتب ما مقابل الكثير من المال، ولكنه يروي القصة لزوجته لتبدأ الأحداث الحقيقية للفيلم بأسلوب الـ"فلاش باك"، دون أن تحفل بذات الزخم الذي كان في القصة الأصلية. 

ينتقل بنا رون بعد ذلك لمحور القصة  -جزء المغامرة. طاقم سفينة "إيسيكس" تحت قيادة الكابتن جورج بولارد والقائد المساعد وبطل القصة أوين تشايس (كريس هيسموورث)، والمطلوب من الطاقم تحميل السفينة بزيت الحوت المستخدم في إنارة شوارع المدن في تلك الحقبة، وينجح الطاقم بالفعل في قتل أحد الحيتان والحصول على الزيت منه.

كنا نتجه نحو حافة الجنون كما لو كنا أشباحًا. قادتنا الثقة إلى الشك، والأمل إلى الخرافة.

تنطلق السفينة بعد ذلك إلى قلب البحار لحصد المزيد من الحيتان، لكنها تصارع بطاقمها احد الحيتان الهائلة (موبي ديك) الذي يحطم السفينة ويقتل بعضًا من أفراد طاقمها، فيما يفر الآخرون في قوارب النجاة ليعانوا من التيه 90 يوماً مع قلة المؤن، وهنا نجد خطأ كبيرًا في القصة حيث يستعرضها الفيلم في مشاهد قليلة على الرغم من أنها الجزء الأهم في مشروع الفيلم بأكمله.

ورغم روعة الفيلم من حيث مبدأ السرد والدراما، ولكنه يفتقر إلى مقاطع حبس الأنفاس، ولكن عوّض ذلك نجاح الموسيقى والمؤثرات الخاصة اللذين ملآ بعض فراغات القصة لكنهما لم يُحسّنا الجزء الذي كان من المفترض أن يكون الأقوى.

نجح الفيلم في حصد ما يقرب من 24 مليون دولارًا في صالات العرض الأمريكية فقط، وانتزع هيمسوورث جائزة أحسن ممثل لفيلم حركة في حفل People's Choice Award لجوائز  اختيار الجمهور من كريس برات بطل جوراسيك وورلد ولم يتم ترشيح الفيلم لأي جوائز اخري.

يُذكر ان كريس وباقي طاقم الفيلم تعرضوا لنظام غذائي قاسٍ لانقاص الوزن، تحت إشراف طبي، خلال فترة قصيرة لتصوير لقطات الفيلم. 

وبحسب هاورد فإن الطاقم كان يستهلك ما يقارب من 500 سعر حراري فقط يوميًا للوصول إلى وزن يصوّر الحالة الجسدية لأفراد السفينة وتلك الحقبة من التاريخ الأمريكي.

والمخرج رون هاورد نجح أكثر من مرة في إدارة أفلامه بحبكة شديدة، فنجد من أعماله السابقة رائعته الخالدة A Beautiful Mind، قصة الدكتور المتوهم الحائز على نوبل، بالإضافة إلى ثنائية The Da Vinci Code (شفرة دافنشي) وAngels & Demons (ملائكة وشياطين)، وهما مقتبستان عن روايتي دان براون اللتين تحملان نفس الاسمين.

ولكن يبدو أن الحظ خالفه في هذا المشروع.

وهذا الفيلم ليس أول تعاون بين هاورد وهيسموورث حيث سبق لكليهما العمل معا في فيلم Rush والذي يصور صراعًا من نوع آخر بين سائقي  فورميولا وان، وفي ذلك المشروع نجح هاورد في إضافة الحبكة الجيدة والصراع الذي نفقده هنا.

يقوم هاورد في هذه الأثناء بإخراج فيلم Inferno (الجحيم) من بطولة توم هانكس لرواية بنفس الاسم لدان براون أيضًا.