توابع زلزال Me Too.. التحرش يُسقط مزيدًا من "النجوم"

منشور الخميس 2 نوفمبر 2017

الممثلان داستن هوفمان وكيفين سبيسي مع المنتج هارفي واينستين والمخرج بريت راتنر. لم يجمع بين هذه الأسماء فيلم جديد، بل قائمة تضم مشاهير مُتهمين بالتحرش؛ أثارت ضجّة واسعة منذ بدأت منذ شهر مضى، وحتى هذه اللحظة التي ما زالت القائمة فيها تتمدد لتضم أسماء جديدة حتى من خارج هوليوود.

بدأ الحديث عن المتحرشين بصورة صريحة وعلى نطاق واسع تلبية لدعوة وجهتها الممثلة الأمريكية آليسا ميلانو، عبر تويتر، للنساء اللاتي تعرضن للتحرش، تطالبهن بتسجيل تجربتهن بكتابة عبارة me too "أنا أيضًا"، وذلك للتوعية ضد الاعتداءات الجنسية؛ لتتحول تلك العبارة إلى هاشتاج عالمي وينتشر كالنار في الهشيم كاشفًا عن آلاف من وقائع التحرش.

وأما الذي دفع "ميلانو" لتدشين حملتها، منتصف أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، فكان تقرير نشرته جريدة "نيويورك تايمز" الأمريكية أوائل الشهر نفسه، عن ارتكاب المنتج هارفي واينستين جرائم تحرش واغتصاب ضد ممثلات في هوليود، بلغ عددهن مع اتساع نطاق فضيحة المنتج حوالي خمسين ممثلة.

عوقب واينستين مجتمعيًا على الفور، فعلى المستوى الأُسري أعلنت زوجته أنها ستهجره  بسبب أفعاله التي "لا تُغتفر"، وعلى المستوى المهني قررت شركة الإنتاج التي أسسها وكان يُديرها فصله من العمل.

بصورة مُشابهة على مدار الأسبوع الجاري، طال الأمران- التهمة والعقاب- مشاهير آخرين سواء كانت ضحاياهم سيدات أو رجال، بعد أن نجح الحديث عن التحرش في تخطي حدود كثيرة، بين جغرافية وعمرية وجندرية.

انتشرت "me too" في مناطق مختلفة من العالم سواء باﻹنجليزية أو بترجمتها للغات محلية على يد المتضررات من حوادث التحرش. وبأي لغة، صار الضغط على العبارة التي تحمل معنى أنا أيضًا، على فيسبوك أو تويتر، يفتح بابًا لآلاف الحكايات عن التحرش سواء وقع من غرباء في الشارع أو أقارب أو زملاء عمل أو أصدقاء أو حتى مسؤولين.

اقرأ أيضًا: أنا كمان.. من هارفي واينستين إلى الشوارع المصرية

وبفضل me too صار التركيز على قضية التحرش ملحوظًا، وكذلك الضغط على مرتكبي الاعتداء لدرجة دفعت أحدهم وهو الممثل الأمريكي كيفين سبيسي للاعتذار عمّا نُسب إليه من اتهام بمحاولته التحرش الجنسي في العقد الثالث من عمره، ضد طفل كان عمره 14 عامًا.

ضحية "سبيسي" هو الممثل أنتوني راب، الذي كشف الأمر بعد فضيحة المنتج الأمريكي، وقال إن "سبيسي" ارتكب الواقعة في إحدى الحفلات تحت تأثير الخمر، وهو ما ردّ عليه الممثل الأمريكي بقوله إنه "لا يتذكر"، لكنه أيضًا قدّم اعتذاره عن الحادث، وأضاف للاعتذار إعلان ميوله المثلية.

لم يمرّ على اعتراف "سبايسي" إلا أيام، حتى خرج ممثل ثان هو روبرتو كافازوس، ليتهم "سبيسي" بالتحرش به وقت كان الممثل الأمريكي يعمل كمدير فني لأحد مسارح لندن بين عامي 2004 و2015.

ولكن سبيسي عوقب حتى من قبل الاتهام الثاني، فبعد إعلان الواقعة اﻷولى أعلنت شركتي "نتفليكس" و"ميديا رايتس كابيتال" تعليق إنتاج المسلسل الشهير "هاوس أوف كاردز" الذي يؤدي "سبيسي" فيه دور البطولة، بعد اتهامه بالتحرش الجنسي، وذلك "حتى إشعار آخر، ريثما يُدرس الوضع وتتبدد مخاوف الممثلين والطاقم".

ومع مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، وفد إلى قائمة المتهمين بالتحرش مشاهير آخرون أحدهم هو الممثل الأمريكي الشهير داستن هوفمان، الذي اتهمته الكاتبة آنا جراهام هانتر بأنه تحرّش بها جنسيًا، وقت كانت في السابعة عشرة من عمرها وتعمل كمتدربة في أحد مواقع تصوير أحد الأفلام.

وقالت "هانتر" عن الواقعة إنها تعود لأكثر من 30 عامًا، وقت كان "هوفمان" يصوّر فيلمًا تليفزيونيًا، وذكرتها في رسائل لشقيقتها. كان مما قالته إن الممثل الشهير كان يغازلها ويلقي على مسامعها عبارات بذيئة وحاول الإمساك بمناطق حساسة من جسدها.

بعد حديث "هانتر"؛ خرج "هوفمان" مُعتذرًا عن الواقعة وأكد احترامه للنساء وأن ما وقع "لا يُعبّر عنه"، وهو ردّ الفعل الذي لم يعتمده مُتهم آخر بالتحرش هو مخرج سلسلة أفلام "راش أور" بريت راتنر، الذي كشف تقرير لصحيفة "لوس أنجليس تايمز" الأمريكية أن ستة نساء اتهمنه بالتحرش أو سوء السلوك الجنسي.

بعد توجيه الاتهامات لـ"راتنر"، خرج محاميه لينفيها بشدة ويصفها بـ"المزاعم المشينة والمهينة" التي ستنقضي بمجرد انتهاء "الهيستيريا الإعلامية".

عوقب "واينستين" وكذلك "سبايسي" الذي اعتذر ومثله "هوفمان" فيما نفى "راتنر" التُهمة، لكن السقوط الأكثر دويًا بسببب التحرش الجنسي وقع حقًا في بريطانيا حيث أطاح الأمر بوزير الدفاع.

وقدّم وزير الدفاع البريطاني مايكل فالون، أمس الأربعاء، استقالته من منصبه ﻷن سلوكه في السابق "لم يرق إلى المعايير المتوقعة من الجيش البريطاني"، وذلك بعد يوم من اعترافه بأن صحفية "وبّخته" عام 2002 لأنه وضع يده على ركبتها أثناء حفل عشاء، وأنه اعتذر وقتها عن هذا الفعل.

اقتلعت عاصفة التحرش "فالون" وحده، حتى الآن، ولكن الاحتمالات مفتوحة خلال الفترة المقبلة التي قد تكشف عن أسماء جديدة سواء في بريطانيا التي طالبت رئيسة وزرائها تيريزا ماي بـ"ردّ جاد وسريع" من الأحزاب السياسية حول شكاوى من وقائع تحرش جنسي خطيرة في البرلمان، أو في هوليوود التي سقط العديد من نجومها أمام تلك التهمة، وربما في أجزاء أخرى من العالم.