ميكروباص الوجبات السريعة بوسط القاهرة - تصوير: أحمد فتحي

الشيف عَ الرصيف.. "ميكروباص" الوجبات السريعة يصل القاهرة

منشور الثلاثاء 31 أكتوبر 2017

وقف عز (23 عامًا) أمام مشروعه الجديد، سيارة الميكروباص التي تقف في أحد شوارع وسط القاهرة، لا تحمل الركاب بل أدوات الطهي، بالإضافة إلى التجهيزات على الطريقة الأوروبية لإعداد الوجبات والمشروبات السريعة.

تخرَّج عز في كلية التجارة، القسم الإنجليزي، وعمل في أكثر من مجال وقتما كان طالبًا وحتى إنهاء دراسته، حاول العمل في مجال دراسته ولكن لم يتوفر ذلك له أو لأصدقائه، حتى قرروا عدم الانتظار، وعملوا على مشروع خاص بهم جديد من نوعه.

 

ولدت فكرة ميكروباص الوجبات السريعة كبديل لاستئجار محل تجاري وتأسيسه وتأثيثه، ما سيكلف عشرات آلاف الجنيهات، فاستلهم عز وأصدقاؤه الفكرة الموجودة في عدة دول وعلى نطاق أوسع، فقرروا العمل على النموذج المصري.

"غلطنا كتير واتعلمنا كتير"، هكذا يقول صاحب العربة الذي اتخذ الطهي هواية قبل بدء عمله بسنوات، حتى احترفه وعمل على مشروعه.

واجهوا العديد من الصعوبات في البداية، أبرزها حصار الترخيص والتقنين، ولكنهم استطاعوا الشروع في عملهم بطرق قانونية أكثر: "عربية زي أي عربية مستنية على الرصيف من غير أي اشغالات أو مخالفات"، يقول أصحاب المشروع.

يضيف عز أنهم يقدمون بعض المأكولات الإيطالية والأوروبية البسيطة التي يحتاج تناولها إلى الذهاب لمطاعم وتكون أسعارها مرتفعة، مشيرًا إلى سهولة حصول من يريد على وجبته بأسعار بسيطة دون أي رسوم خدمات، فضلًا عن الـ"برجر" الذي أضافوا له بعض المكونات الخاصة بهم ليخرج بطعم مميز عن غيره.

 

يعمل معه بعض أصدقائه حديثي التخرج، ومنهم طلبة كذلك، اختاروا شارع الفلكي بوسط القاهرة، كونها أكثر مناطق التجمعات الشبابية على مدار اليوم، وهي الشريحة الأكثر إقبالًا على المأكولات السريعة، فضلًا عن قربهم من المقر الإداري للجامعة الأمريكية والذي ما زالت تنظم فيه بعض الدورات التدريبية.

لم تكن تلك السيارة هي اﻷولى لهم، فمشروعهم بدأ بسيارتين في منطقتين مختلفتين كانا دافعًا لهم للعمل على الثالثة بطرق أكثر أمانًا.

كلفتهم السيارة بمحتوياتها نحو مائة ألف جنيه، وعمل على تصميمها بتلك الطريقة وإخراجها بهذا الشكل، بعض زملائه من خريجي كلية الهندسة.

 

تخضع عربة الأطعمة لبعض الشروط والتراخيص المعينة، كباقي أصحاب الخدمات الغذائية الأخرى، بجانب شرط البيئة الصحية الآمنة، خاصة في طهي وتغليف وتخزين الطعام.

جميع من يعملون على الطعام يمتلكون شهادات صحية، كخطوة أولى في طريق التراخيص التي طالما سعوا إليها ولكنهم لا يعلمون آلية إتمام ذلك، خاصة أن مشروعهم "ميكروباص" على الرصيف وليس محلًا تجاريًا، أما بقية التراخيص فتعد من الصعوبات التي مازالت قائمة أمام ميكروباصهم حتى الآن.

 

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال زيارته الأخيرة لفرنسا، شهد توقيع العديد من اتفاقيات التعاون الاقتصادي بين البلدين، وكان ضمنها توقيع إعلان نوايا بين الحكومتين حول توريد فرنسا لعدد 500 عربة مأكولات متنقلة لمصر.

وفي أغسطس الماضي افتتح محافظ القاهرة، عاطف عبد الحميد، مشروع "شارع مصر" لتجميع مشروعات الشباب الصغيرة في إطار قانوني بمساحة 1000 متر تسع 14 عربة خاصة بالشباب، وأماكن لعرض المشغولات اليدوية، بمنطقة مساكن الشيرتون في النزهة.

وطالب "عبد الحميد" بمد فكرة هذا الشارع كمرحلة ثانية لاستيعاب عدد أكبر من مشروعات الشباب.

يؤكد عز لـ"المنصة" إن ضمان استمرار وانتشار مثل هذه السيارات هو عدم المخالفة أو إشغال الطرق، أو الحصول على المياه والكهرباء بطرق غير مشروعة، لافتًا إلى أن من يريد فتح مشروع كهذا فعليه التوجه إلى الجهات المعنية بالكهرباء لاستخراج ترخيص يسمح له بأخذ الكهرباء من أحد أعمدة الإنارة أو أي مصدر قريب منه، فضلًا عن اللجوء إلى طرق آمنة في حفظ وتخزين المياه.

 

لجأ عز وأصدقائه إلى استئجار محل صغير أمام العربة لضمان الحصول على المياه والكهرباء بشكل قانوني، وتخزين وتنظيف الطعام بطرق آمنة، وجلوس زبائنه فيه حتى لا يزدحم الطريق بهم.

 

يأمل أصحاب المشروع انتشار فكرتهم دون إشغال أي طريق، خاصة في المناطق الحيوية التي يتواجدون فيها، أما عن تنقل العربة من منطقة لأخرى فهو شيء أساسي بخاطرهم، ولكن يحتاج دراسة أشمل لتوفير مستلزمات تحضير الطعام، حتى يتسنى لهم زيارة معظم القاهرة بميكروباصهم، بل مصر كلها.. "طالما ماشي صح هتلاقي تشجيع وانتشار للفكرة".