صورة تعبيرية

فرق "الأندرجراوند": الخروج من الهامش والعودة إليه

منشور الخميس 12 أكتوبر 2017

مرت صناعة الموسيقى والأغاني في مصر بمراحل مختلفة من الازدهار والتراجع. لكن النقطة الفاصلة كانت بداية الألفية الجديدة بنهاية عصر المنتج الذي يكتشف الموهبة الغنائية ويقدمها تجاريًا بإنتاج شرائط الكاسيت أو الاسطوانات المدمجة CD، إلى أن وصلنا مع التسارع في تقدم التكنولوجيا والإنترنت إلى قيام الفنانين أنفسهم بطرح أعمالهم التي سجلوها لأنفسهم بلا تكلفة تقريبًا على الإنترنت لتنتشر وتنجح وتصنع أسماءهم، وأسهم هذا في تدمير الشكل التقليدي لهذه الصناعة، كما طال الإفلاس الفني عددًا غير قليل من الباقين من جيل فناني الكاسيت.

لم يأت هذا التحوُّل مفاجئًا، ففي الأعوام الأولى من القرن الجديد، افتتح المنتج محسن جابر صاحب واحدة من أكبر شركات إنتاج الألبومات الموسيقية قناته "مزيكا" - صار اسمها الآن مزازيك- المتخصصة في عرض الأغاني والفيديو كليب. لتأتي القناة بظاهرة جديدة هي "مطرب الأغنية الواحدة والكليب الواحد". 

اقرأ أيضًا: الشارع بيتنا وغنوتنا.. والشارع أعظمها مغني

وبعيدًا عن الإنتاج الرسمي للمطربين ممن يتعاونون مع منتج معروف؛ كانت الفرق الموسيقية في السبعينات والثمانينيات تصنع الموسيقى، لا سعيًا لإنتاج ألبوم كاسيت؛ وإنما حبًا في الموسيقى وإقامة الحفلات الحية في الفنادق والنوادي. ولكن جاءت الفرص لبعض الفرق لإنتاج الألبومات مثل فرق الجيتس والفور إم والمصريين، فسجلوا أغنياتهم التي حاولوا فيها التعبير عن أنفسهم وإثبات اختلافهم.

لكن بنهاية التسعينات؛ ظهرت فرق موسيقية جديدة تمردت على المنتِج الموسيقي وصنعت نفسها بجهد أفرادها سعيًا لتقديم الأغنيات التي يتمنونها دون قيود الرقابة على المصنفات المفروضة على الألبومات المُسجّلة، أو قيود الإنتاج عبر الشركات التي تضع ضوابط واختيارات "شكلية" معينة لإنتاج الألبومات الموسيقية. ومن هذه الفرق تَخَلَّق مشهد جديد أُطلق عليه "موسيقى الأندر جراوند" المصرية.

 

تحت الأرض 

مصطلح فنون الأندرجراوند بدأ يكتسب صيتًا في الستينات، لارتباط الطرق تحت الأرض بحركات المقاومة وخلق البدائل، ومع ظهور الحركات الفنية الجديدة في الستينات كجزء من الثقافة البديلة التي كان يخلقها الشباب في ذلك الوقت؛ بدأت الفرق الموسيقية تتشكل في الغرب لتقدم فنونها في الشوارع الخلفية ومحطات مترو الأنفاق، وتولد ثقافة بديلة للتيار السائد Mainstream.

لموسيقى وأغنيات تلك الفرق في مصر والعالم العربي محددات واضحة يمكن الإمساك بها. فكلماتها تخرج عن إطار الأغنية العاطفية السائدة المسيطرة على الساحة الموسيقية المُحتفى بها إعلاميًا، وظهر ذلك منذ بدايات الفرق المستقلة في السبعينات والثمانينات. 

 

هذه الأغنيات غالبًا ما تشتبك مع وقائع الحياة اليومية ومشكلاتها وقضاياها. كذلك يظهر استقلالها في الابتعاد عن التورط في الاشتباك مع البيروقراطية الحكومية، بدءًا من البحث عن إجازة للكلمات المُغناة والحصول على تصريح بالتسجيل والغناء، والقبول بشروط الإنتاج من أجل الحصول على فرصة للتوزيع بالأسواق.

لكن من المحددات المهمة أيضًا: الارتكان في تأسيس الصوت الموسيقي على جذور الأغنية المصرية الحديثة في أعمال سيد درويش ومن بعده الشيخ إمام باعتبار أن كلًا منهما كان على هامش الأغنية الرسمية، وأنهما قدما موسيقى وغناء يحملان مفاهيم لا تريد لها السلطة -في وقتهما- أن تنتشر، بالإضافة طبعًا للموروث والإنتاج الموسيقي العالمي. 

 

 

استعادت الفرق المستقلة هذين الاسمين فأخرجت أولهما من بين جدران حفلات الموسيقى العربية بالأوبرا، واستعادت الثاني من الشرائط المسجلة يدويًا في جلسات تيار اليسار القديمة التي كان يغني فيها الشيخ إمام؛ ليعيدان تقديم موسيقاهما لشرائح جديدة من الشباب الذين جرى تغييب أغنيات سيد درويش -غير العاطفية- وأغاني الشيخ إمام عنهم عمدًا بقرارات من يتحكمون في المشهد الإعلامي. واتسق هذا مع تقديم الفرق الموسيقية البديلة لأغنيات تتناول أمورًا سياسية واجتماعية لم يكن معتادًا الحديث عنها.

وبمرور الوقت وبروز تلك الموسيقى من تحت الأرض لتحتل المشهد العام mainstream، دخل العديد من فنانيها فى صراع بين ظهور منتجهم الفني عبر طرق الذيوع التي تمر بكل مراحل البيروقراطية والضغوط الإنتاجية؛ أو الإبقاء على استقلالهم مغامرين بفرص الذيوع والانتشار، خاصة وأن الانتشار هو ما يحقق النجاح المادي.

تحت الأرض أم فوق أجنحة الشهرة؟

بعض الفنانين المستقلين الذين جربوا الطريق المعتاد للإنتاج الموسيقي تراجعوا سريعًا وقرروا شق طريق جديد مع الاستقلال أو عادوا إليه بقرار حاسم. ومنهم يحيى غنّام الذي أنتجت له شركة صوت الحب AMI العربية ألبوم وحيد هو "تراحيل".

كان يحيى شابًا، واستطاع أن يُضمِّن ألبومه الكثير من الأغنيات التي تعبر عنه، لكن الرقابة رفضت تمرير العديد من الأغنيات الأخرى، ما جعله يقرر أن تكون محاولته الأولى مع اختراق التيار السائد هي المحاولة الأخيرة، وصار يقدم حفلات منتظمة بدار الأوبرا قبل أن تنهض الساحات المستقلة مثل ساقية الصاوي وغيرها من المساحات التي فتحت أبوابها للفن المستقل. 

 

لكن بعد سنوات من تحقيق جماهيرية ونجاح معقولين، وجد غنام نفسه فى دائرة السؤال عن الجدوى، ولمن تصل موسيقاه وكلماته، فقرر العودة للتيار السائد للمشاركة كعازف بيز جيتار ضمن أعضاء فريق صديقه عمرو دياب، يلعب الموسيقى مكتفيًا بها وناسيًا ما كان يحب غناءه، وغارقًا في الأغنيات العاطفية لدياب مشاركًا إياه في التسجيلات والحفلات كعازف أساسي في الفريق. وابتعد حتى عن التلحين والغناء.

 

ممن خاضوا تجربة الجمع بين السائد والبديل كذلك، الملحن -والمطرب أحيانًا- وجيه عزيز الذي بدأ عبر الطريق التقليدي مقدمًا ألبوم "لو بإيدي" عام 1990. لكنه لم يستمر في هذا الطريق ووجه جهوده للتلحين؛ ينتقي ما يعجبه من كلمات ويلحنها للمطربين، فلحن لسيمون مش نظرة وابتسامة ولمحمد منير عصفور وقلبك الشاطر وهيه، ولما لم يجد ما يلحنه قلت أعماله تدريجيًا ثم قرر العودة للغناء، فأصدر ألبوم بالليل من إنتاج صندوق التنمية الثقافية، وبعده أصدر ألبومين مستقلين واقام العديد من الحفلات بشكل منفرد أو بصحبة عازف آخر أحيانًا. وحاول فى مرات أن يكوِّن فريقًا، لكن فى النهاية لم يجد جدوى من الاستمرار فتوقف وأصبح بعيدًا عن ساحتي الغناء والتلحين، الرسمي منهما والبديل.

 

أما رائد الموسيقى البديلة فتحي سلامة، فهو شاهد على المشهد الموسيقي المستقل منذ السبعينات، وساهم في التحولات التي شهدتها الساحة الموسيقية البديلة منذ مشاركته في فريق بلو إنجلز عام 1974 كعازف للكيبورد، ثم مشاركته وتأريخه للعديد من الفرق الأخرى. انتقل سلامة إلى عالم الألبومات في بداية الثمانينات مع فرقة يحيى خليل التي جمعت العديد من العازفين والموسيقيين المتميزين وعملوا مع العديد من المطربين على رأسهم محمد منير. وخلال هذه الفترة ظهرت نجومية سلامة في مجال التوزيع الموسيقي إلى جانب وضع بعض الألحان ومن أشهر أعماله مع منير يا ليلة عودي تاني وساح يا بداح وغيرهما وقام بتوزيع ألبوم خالصين كاملًا لعمرو دياب 1987.

أثبت فتحي وجوده كموزع موسيقي، لكن مع بداية التسعينات وجد أن المنتجين يفضلون اللجوء للتكرار والتمسك بتوزيعات معينة دون تجديد، فقرر الابتعاد عن التوزيع وبدأ مشروعه الموسيقي المستقل وهو فرقة شرقيات التي أسسها 1989، وقلت توزيعاته تدريجيًا، مقابل تقديم العديد من الحفلات الموسيقية مع فرقته التي اعتمد صوتها على مزج الإيقاعات الشرقية بأطياف الموسيقى الغربية كالروك والجاز فيوچن وغيرها. 

 

أصبح رصيده تسعة ألبومات منها تجربته مع Youssou N’Dour وحصل معه على جائزة جرامي في 2004. كذلك تعاون لفترة مع المطربة الجزائرية كريمة نايت وقاما بالعديد من الجولات بأوروبا.   

يعد فتحى سلامة من قادة التحول للموسيقى البديلة، فمن خلال فرقته أتاح الفرصة لظهور العديد من الفنانين، أيضا أسهمت ورشه الموسيقية المجانية أو التي يعقدها بأسعار زهيدة في ظهور العديد من المواهب الموسيقية المستقلة كدينا الوديدي وفرقة مسار إجباري وأحمد بهاء من فرقة شارموفرز وغالية بن علي وغيرهم. 

الظهور على السطح

فرضت ثورة 25 يناير لفترة واقعًا جديدًا، إذ انتزعت الثورة الشابة مساحة لفنون الأندرجراوند المعبرة بشكل أكبر عن رؤى وطموحات الشباب أصحاب الإسهام الأكبر فيها، فأصبحت لفرق مثل كايروكي جماهيرية كبيرة اجتذبت نجوم التيار السائد الراغبين في العودة للساحة مثل عايدة الأيوبي لتغني معهم. وكذلك انتشرت فرق وسط البلد ومسار إجباري في مساحات جديدة من الجمهور الباحث عن فن مختلف عن المعتاد والسائد الذي كان ملتحمًا بالدولة.

ظهرت تلك الفرق من تحت الأرض وصارت جزءًا من المشهد الفني السائد بعدما أصبح لها جماهيرية ملحوظة فاستعانت بهم الشركات في الترويج لمنتجاتها مثل كوكاكولا وفودافون وموبينيل، بعدما كانت الإعلانات تعتمد على كبار نجوم الفن السائد كعمرو دياب وإليسا ونانسي عجرم. 

وغير عايدة الأيوبي وجد فنانو التيار السائد في التعاون مع تلك الفرق فرصة لاستعادة بريق مفقود أو الوصول لأجيال جديدة من الشباب الأصغر سنًا، كأصالة في غنائها مع وسط البلد وبساطة. يأتي هذا التحول بعد سنوات من محاولات هذه الفرق دخول مجال الموسيقى عبر الطرق التقليدية لكن المنتجين كانوا يواجهونهم بالرفض بحجة أنهم لا يصلحون للغناء، أو أن كلماتهم وموسيقاهم لن يقبلها الجمهور.

 

زاد انتشار الفرق وازداد عددها مع الإقبال المتزايد من الجمهور على أماكن تقديم موسيقاهم في الأوبرا أو الساقية أو مسرح الجنينة. أتى هذا الانتشار بفرص جديدة لإنتاج الألبومات ليستفيد منتجو التيار السائد من نجاح هذه الفرق، فأنتجت ستار جيت لوسط البلد ألبوم قربيلي، وأُنتج لبلاك تيما في ألبوم بحار وغيرها. لكن ما زال العديد منهم ينتج لنفسه ليستطيع الظهور خاصة مع استمرار قيود الرقابة والشركات. هذه الحرية في الانتاج هي ما جعلت كايروكي قادر على طرح ألبومه الأخير على يوتيوب بعد رفض الرقابة لإصداره بالشكل التقليدي. 

أصبحت الحفلات المقامة في الساحل والعين السخنة وغيرها من المناطق الترفيهية تضم فرقة من فرق الأندرجراوند فأقيمت حفلات جمعت بين كارول سماحة ومسار إجباري، وأخرى للفريق نفسه مع محمد حماقي، كذلك شاركت سميرة سعيد بحفلة مع شارموفرز. تلك الحفلات تُبيِّن مدى وصول تلك الفرق إلى الجماهيرية التي كانت بعيدة، وأنها أصبحت "مطلوبة" في ظل تراجع فناني التيار السائد، وقلة أو فقر إنتاجهم الذي يجعلهم يجترون أغانيهم ومجدهم القديم في هذه الحفلات.

 

اختراق النجوم

بعض أعضاء فرق الأندرجراوند استطاعوا من خلال نجاحهم مع فرقهم المستقلة أن يلفتوا نظر فناني التيار السائد وينضموا لفرقهم مثل أوسو لاعب الجيتار الذي حجز مكانًا أساسيًا في حفلات منير، كما يقوم بالعزف في تسجيلات الاستديو لمطربين آخرين. محمد منير متنبه للمواهب اللافتة في الفرق المستقلة، فضم ميزو لاعب بيركشن فرقة وسط البلد ونور عاشور لاعب الساكس الذى بدأ مع فرقة سلالم، كلاهما صار أساسيًا في فرقته. 

مع تطور تلك الفرق وانتشارها وجرأتها على التجريب صارت حاضرة بقوة في التيار السائد وصارت شركات كبرى ترعى حفلاتهم في مراكز التسوق الكبرى، وصارت تقام حفلات "الساوند كلاش" التي تجمع بين فريقين بارزين من هذه الفرق، ويكون نجوم التيار السائد فيها هم ضيوف الشرف الحاضرين -أحيانًا-على الهامش ففي كلاش مسار إجبارى مع شارموفرز ظهر كل من الشاب خالد وأحمد شيبة على المسرح كضيوف للفرق يشاركانها في أداء أغنية وحيدة. 

شريط سينما

كان للفرق نصيب من الظهور السينمائي أيضا خاصة فرقة وسط البلد التي ظهرت في أفلام منها ملاكي اسكندرية وعودة الندلة. لكن الحضور الأكبر جاء على يد صناع سينما قادمين من عالم الأندرجراوند وأبرزهم المخرج أحمد عبد الله في فيلم ميكروفون الذي عُرض في السينمات قبل أشهر من ثورة يناير، وكذلك فيلم حاوي لإبراهيم البطوط. لكن الانتشار الأكبر جاء حينما أصبحت بعض الفرق تقدم الأغان الدعائية للأفلام كشارموفرز في فيلمي بنك الحظ وهيبتا والقرد بيتكلم.

 

استطاعت هذه الفرق كسر العديد من الحواجز بين عالمي الأندرجراوند والتيار السائد من خلال تقديم صوت مختلف يبتعد عن موسيقى البوب العربي السائدة، وتشق رافدًا شرقيًا في عوالم الروك والجاز والهيب هوب، وكذلك التمرد من خلال الكلمات التي خرجت أخيرًا عن موضوعات الحب والقصص العاطفية والاستعانة بكلمات شعراء تتطرق لقضايا تتعلق بالسياسة والمشكلات الاجتماعية، أو حتى طرح الموضوعات العاطفية من خلال منظور أكثر واقعية يشتبك مع رؤية جمهورهم للعلاقات العاطفية ومشاكلها.  

هذا التغيير على مستوى الفن المقدم أظهر هذه الفرق أكثر جرأة على مواجهة المجتمع وكسر كثيرًا من محاذيره في السياسة كما في أغنيات كايروكي وفي الجنس والدين كما في أغنيات مشروع ليلى.

 

 

هذه المتغيرات في السنوات الأخيرة أخرجت بعض الفرق خارج تصنيف موسيقى الأندرجراوند المستقلة، وزجّت بها في تيار الموسيقى السائدة لتحدث تغييرًا في هذا التيار عينه، يشبه ما صنعته مسيقى الروك في الغرب في بدايتها وموجاتها المتتالية التي ظل تدفع بعضها بعضًا للتطور، كلما خرجت واحدة منها من تحت الأرض لتصير تيارًا سائدًا، لتتولد لدى فرق جديدة الرغبة في صنع موسيقى أكثر تمردًا تكسر غلبة سابقتها. وما يجري الآن في ساحة الأندر جراوند المصرية والعربية يمكن أن نعده نجاحًا سيسهم مستقبلاً في تطوير الموسيقى أكثر.

ثمن الماينستريم

ربما اجتهدت بعض الفرق لخلق انفتاح بين التيارين، واستطاعوا اجتذاب بعض منتجي الموسيقى والمسؤولين عن الساحات التي تُقام فيها الحفلات للاستعانة بهم. لكن هذا لا يعني أن النجاح في اختراق التيار السائد لم يمر بلا خسائر، ففريقي وسط البلد وبلاك تيما خسرا قدرًا من جمهورهما الأساسي المهتم بمشهد الأندرجراوند؛ خاصة بعدما أثّر اندماجهما في التيار السائد على نوعية الأغنيات والموسيقى التي يقدمونها سعيًا لأن تكون أغانيهم الجديدة أكثر قبولا لدى الجمهور العام، ما جعل بلاك تيما يتخللى عن شعرائه وملحنيه الذين اعتاد التعامل معهم بالتدريج لصالح شعراء وملحني ومخرجي التيار السائد، هذا التخللي عن الطعم الخاص لأغانيهم كان مقابله عقود حفلات خاصة بمؤتمرات الدولة.

بعض الفرق الأخرى صممت على الحفاظ على نفسها داخل جزيرة الأندرجراوند، حيث مكسبها الذى تراه فى عدم التنازل عن المحتوى المقدم، وألا تخضع لضغوط إنتاجية أو جماهيرية قد تحيد بهم عن طريقهم، فظلوا في نفس المساحة كفرق اسكندريلا ونغم مصري والدور الأول.

هناك تيار ثالث من الفرق يقف في منطقة المنتصف الخطرة مثل كايروكي ومسار إجباري، فالفرقتين ما زالتا تحافظان على هويتهما ومنهجهما الخاص في الغناء؛ لكنهما انفتحتا على التيار السائد الذي يحاول جذبهما نحو المنطقة الجماهيرية الآمنة التي قد تدفعهما للتخلي عن هذه الهوية للاستمرار، وإن كانت الفرقتان ناجحتان في المقاومة حتى الآن.