حمزة علاء الدين: من قال "أنا" ولم يمت

منشور الأحد 22 أبريل 2018

أعجبتني تلك الحياة رغم قسوتها، لكنها لم تعجب بوليس روما.. فلم يتركني أنعم بالنوم فوق الأريكة الخشبية. حمزة علاء الدين- نيويورك تايمز، ديسمبر 1965

قبل مقابلته الأولى مع صحيفة نيويورك تايمز في شتاء 1965، رن عود حمزة علاء الدين بالولايات المتحدة للمرة الأولى، خلال مهرجان نيوبورت للموسيقى الفلكلورية، ظهر بجلبابه وعمامته البيضاء منشدًا مقطوعته النوبية "ديزي باراما" أو "سلام"، لتعرف الولايات المتحدة الموسيقى القادمة من ضفاف النيل.

 

جذبت ألحانه وموسيقاه مطربين عالميين من ضمنهم بوب ديلان وفرقة (Grateful Dead) والمطربة جوان بيز، واستقر حمزة في الولايات المتحدة الأمريكية بعد توقيعه عقدًا مع شركة "Vanguard Records"، وفي 1964 سجل أول ألبوم له وهو موسيقى النوبة (Music of Nubia)، وقدم أول حفلة موسيقية له على مسرح بالولايات المتحدة الأمريكية في مهرجان نيوبورت. 

وقتها، مرت تسع سنوات منذ ترك حمزة دراسة الهندسة و كذلك بلاده عام 1955، وذهب ليبحث عن الفن بإيطاليا، وعاش حياته فيها بالطول والعرض. أحيانًا ينام فوق جذع شجرة، يبحث عن الموت بالنوم على قضبان سكك حديد روما، لكن موهبته بالنهاية أهلته لافتراش سرير وثير بحجرة فاخرة يطل على نهر هدسون الشهير عندما انتقل لمنهاتن بأمريكا.  

هو أول فنان من العالم الثالث يغنى بقاعة الأمم المتحدة في أوائل ستينيات القرن العشرين، إذ أصر على مقابلة أمين عام الأمم المتحدة وقتذاك وقال له: إنَّ الأمم المتحدة لكل العالم وليس لأمريكا وأوروبا فقط. فقال له الأمين العام: ماذا تريد؟ فقال حمزة: أريد أن أغنى على مسرح الأمم المتحدة مثل فنانى أمريكا وأوروبا. فسمح له بذلك ومن بعده توالى فنانى كل القارات على الغناء بالاحتفالية. من موقع نوبة أدول 2012.

ظهر الشاب الأسمر وداعب العود بعد أن غمس أصابعه في كوب النبيذ (الأكانسو) المُعتق كما يفضل قبل الصعود للمسرح، استمرت تلك العادة لمدة 40 عامًا، التهبت الكفوف كلها بالتصفيق، وصعد يوثانت (سكرتير عام الأمم المتحدة) خصيصًا لمصافحته على المسرح مخالفًا كل أنواع البروتوكولات، وسلّمه ميدالية الأمم المتحدة. من مجلة آخر ساعة عام 1966.

 

في اليوم التالي قالت جميع صحف نيويورك على وتيرة واحدة: "حمزة علاء الدين يصل إليكم ليسمعكم كونشيرتو العود".

كان يرى أن السواد الأعظم فى مصر يفتقد التذوق والحس الفني، ومن الجُمل التى كان يرددها دائمًا: «الفنان هو الذى يخرج من "نحن" ليقول "أنا"، فإن تقبله الناس فهو ناجح»، كما كان يرى أن لغة الكلام هى أضعف أنواع الاتصال وأنه لا بد من اللجوء للتخاطب الذهنى والروحى بحُكم أنه الأفضل، وكان يقول أيضًا إن الموسيقى مخلوقة من مخلوقات الكون، وإن ما يقوم به البشر هو إزاحة الغبار عنها واكتشافها، وإن الموسيقي المميز هو من يترك الآلة تعزف له.

"وضعت رأسي في حجر أم صالح، إحدى قريباتي، وأنا أحبس دموعي، تلك اللحظة التي حطم أبي فيها العود من أجل أن أهجر الفن.. كنت في الرابعة عشر وأحاول أكوّن فرقة موسيقية من أبناء قريتي (توشكا غرب)، لكن أبي كان يثنيني عن ذلك لأجل دراستي الثانوية".

"اشتروا لي أصدقائي عودًا جديدًا أخفيته عند "أم صالح" أول من أعجبت بألحاني، وبتشجيعها لي أحييت أنا وفرقتي حفلات في كل قرى النوبة حتى (أدندان).. وفي أسوان والقاهرة أيضًا.

"أقمت أنا وأسرتي في القاهرة بحي المنيرة من أجل دراسة الهندسة، وعندما نويت التقدم للإذاعة المصرية عقدت لي اختبارًا وقرروا أن صوتي يصلح لأداء الألحان الدينية، وكانت صدمة عمري". هكذا يخبر حمزة علاء الدين نيويورك تايمز 1966.

خرج من الإذاعة باتجاه حديقة ميدان الأوبرا المجاور للحي السوداني في القاهرة، احتضن عوده وجلس عند سور الأزبكية حزينًا على اختيارات اللجنة، لم يكن قد تعلم اللعب على العود بعد، رأى أمامه شيخًا يرتدى جلبابًا ويمسك أيضًا بعود ويقترب تجاهه، فوجه الرجل أسئلته لحمزة: "بتعرف تعزف عليه؟ طيب أظبطه؟" وكان رد حمزة عليه بأن أشار برأسه بالنفى فقط، فأمسك الرجل بالعود منه، وضبطه، ثم أعاده له وقال: "لازم تتعلم.. أنت هتفضل طول عمرك تظبط فيه؟".

بعدها بفترة عَلِم حمزة أن ذلك الرجل هو الشيخ "زكريا أحمد" الملحن.

 

"ثم سافرت للسودان سنة 54، غنيت بإذاعة الخرطوم. بقيت عام ونصف، حتى استطعت الحصول على منحة من الحكومتين السودانية و الإيطالية لدراسة الموسيقى بمعهد (سانتا سيشيليا) بروما على نفقة الحكومتين".

روما.. حين تقارع إليفس بريسلي بغسيل أطباق الحانة

كان معهد ليونارد دافنشي بالقاهرة (المركز الثقافي الإيطالي حاليّاً) أول جهة أجنبيّة يتواصل معها الفنان حمزة علاء الدين، وذلك بعد أن ترك دراسة الهندسة في جامعة فؤاد بالقاهرة وتخصص بآلة العود في معهد الملك فؤاد للموسيقى الشرقيّة، وذلك بعد أن درس علم الموشّحات الأندلسيّة وأتقن فنونها.

أثمر هذا التواصل مع المعهد الإيطالي عام1959 عن منحة حكومية إيطاليّة للالتحاق بمعاهدها الموسيقيّة لدراسة الموسيقى الغربيّة من خلال آلة القيثار.

انتظم حمزة ست أشهر في الدراسة بإيطاليا بعد حصوله على المنحة، ثم قطعت الحكومة الإيطالية فجأة المنحة فأصبح مطالبًا بالعودة للبلاد، وقتها كان يسكن في شقة مع امرأة إيطالية عجوز أخبرته في نفس اليوم أن عروسين إيطاليين قد دفعا الإيجار لقضاء شهر العسل.. يعني هذا أنه مطالب الآن بجمع حقائبه والذهاب للمجهول، فالمصائب لا تأتي فرادى.

سعى حمزة للاحتكاك، ثم التعامل والتفاعل مع الوسط الفني العالمي منذ وصوله إلى إيطاليا، حتى أنّه شارك ككومبارس في تصوير فيلم "كليوباترا" الشهير (1963) بروما. وأتاح له التحامه بالوسط الفني العالمي التعرّف على العديد من الموسيقيين المشاهير، كما حكى عبد المجيد حسن لمنتدى سودانيز. "اكتشفت أن الحدائق العامة مكانًا أكثر رحابة، لم يتركني اللصوص في حالي ولم ترحمني الشرطة كذلك، في مرة أمسك بي لص طالبًا كل الليرات في جيبي، انفجرت بالبكاء والغضب معًا، وقولت له إنني أكل "السوباليه" منذ ست شهور، فتركني وانصرف".

"في اليوم التالي للحادثة التقطتني سيدة إيطالية رقيقة سمعتني أعزف وأبكي، منحتني حجرة قضيت فيها أجمل أيام عمري. كل صباح إفطار مكون من القهوة والساندويتش مع عشر سجائر وعملات لأجل طيلة اليوم بعد العودة لسانت سيشيليا. زوجها لاحظني أتوضأ وأصلي. اسمه ثورمان، قضت بيننا مناقشات دينية انتهت بإسلامه وأسمى نفسه "الحاج". من مجلة آخر ساعة عام 1966. 

حصل حمزة على شهادة الأكاديمية الإيطالية في الفن الشعبي، وتعلم التحدث بالإنجليزية، والفرنسية، والإيطالية، والنوبية، والعربية بلهجتيها المصرية والسودانية.

"بعد أن حصلت على الشهادة، توسط لي "الحاج" لإحدى شركات الإسطوانات بنيويورك Vanguard، وأرسلت لي الشركة ألف دولار لأستطيع السفر إليها". عند وصوله إلى أميركا عام 1963، كانت موهبته الفنيّة قد اكتملت، وتشكّلت شخصيّته الموسيقيّة من خلال الأداء والممارسة مع تمام تأهّله الأكاديمي. ليبدأ مرحلة التدريس الأكاديميّ في الجامعات الأميركيّة. ومنها شارك بالعزف مع فرقة ثيلومونس مونك وجاب معهم أغلب المدن الأمريكية الشهيرة.

تولى حمزة الدين العديد من مناصب التدريس كمؤلف موسيقى وأستاذ للموسيقى العرقية فى جامعة «أوهايو، واشنطن، تكساس»، ومنها استنبط علاقته الفلسفية الأهم نحو كيف تتحكم الموسيقى وتجعل الإنسان مسير لا مخير.. القضية الجدلية الأهم بحياتنا.

أمريكا.. العالم قرية صغيرة جدًا

عندما توفى عام 2006 قالت كاثرين براسلافيسكي إحدى طالباته لموقع سودانيز التي درست معه:

"قابلته أول مرة في خريف عام 1971. كنت أعيش قبل لقائه في كاليفورنيا، ومهتمة بالموسيقى الكلاسيكية العربية والأساليب العثمانية، ولدي رغبة لتعلم العزف على آلة العود. وذات يوم كنت استمع لراديو باسفيكا في بيريكلي عندما رنت مختارات من تسجيل (العود) ذات نوعية لم اسمع مثلها من قبل، وعندما أصغيت أسرتني بالكامل وكانت بالنسبة لي مثل عرس للسود والعرب الأفارقة بحنين ملهوف حد الألم وغامر الفرح. فمن كان هذا الشخص؟ قال المذيع بإيجاز "موسيقى من بلاد النوبة لحمزة الدين".

نُقش الإسم في ذاكرتي. وبعد مدة قصيرة دهشت عندما علمت من صديق موسيقي بأن حمزة الدين يعيش في الولايات المتحدة يدّرس الموسيقي في جامعة تكساس في أوستن. يالله في مدينتنا!. كانت تلك مصادفة أخرى بعد شهور من العمل في وظيفة لسد الرمق في بيريكلي، وكنت أفكر وقتها في إمكانية العودة لموطني أوستن لنيل درجة البكالوريوس (في الرياضيات وليس في الموسيقى). فأحقبت أمتعتي وعدت إلى بلدتي أوستن.

تقول كاثرين إن ذكرى ذلك اليوم الدراسي الأول في سبتمبر من ذاك العام لا تزال حية في ذاكرتها. دق الجرس، ومازالوا الطلاب  يتسللون إلى داخل الفصل في هدوء، وليس من بينهم من هو في عجلة من أمره. ويبدو ظاهريًا أن الأستاذ متأخرًا. نظرت حولي كان الجو النفسي يحمل الكثير من ملامح الستينيات. بعض من الطلاب يدخنون في زاوية الفصل. كانت مجموعة متنوعة جدًا. قوس قزح يتجمع بمعاني الإنتماء العرقي ولون البشرة. كثير منهم من دول البحر الأبيض المتوسط. رجال ونساء متفاوتي الأعمار. وتبدو غالبيتهن من إيران. كانت المجموعة عنقودًا صغيرًا مرتبك المظهر كنا نطلق عليهم الهيبيز.

 

جذب انتباهي شخص أسود يجلس إلى يميني. يبدو هيبيًا جدًا، يدخن في استرخاء، ويرتدي زيًا زاهيًا، قميصًا أنيقا شديد البياض وينتعل صندلًا لامعًا. شعره أجعد وطويل، وكث اللحية، لكن مختلف من السحنة الأفريقية العادية. صعب تحديد عمره، أكبر مني بقليل (كنت وقتها في الثامنة والعشرين)، ربما يتراوح عمره مابين الخامسة والثلاثين والأربعين.

ربما يكون من فنانين الجاز الظرفاء، قلت ذلك بقناعة تامة. وعندما حضر كل الطلاب نهض ذلك الشخص من مكانه وسار بهدوء نحو الباب وأغلقه، ثم رّحب بنا، وقدّم نفسه بلكنة إيقاعية مرحة وجلس خلف منضدة المعلم. نظرت لأول مرة بعمق في عينيه. لم أرى عيونًا مثلها من قبل. كأنها شبابيك تطل على نفق من ضياء وظلال في مسافة ماضيها بعيد عن التصور.

غريبة، ومروعة الألفة. شعرت بقوة عظيمة، وأذكر أني تمنيت لو كنت رسامة حتى يمكنني أن أحاول رسم صورة جانبية له.

كانت مقدمة حمزة لتدريس الموسيقى هي خليط من كل شئ عدا الرسمية. وجدتها في البدء مرتبكة وغير منظمة. للدرجة التي يصعب التكهن بما سيقوله بعد ذلك، يكتب يومًا بالطباشير على السبورة المصطلحات والأساليب الموسيقية. ويوما آخر يقرر إنفاق كل زمن الحصة في الحديث عن حياة القرية في بلاد النوبة، قبل الطوفان: الكارثة الثقافية والبيئية لخزان أسوان.

تشكلت تحت تأثير حكاياته صداقات بيننا كانت ستكون بعيدة الاحتمال. وبفضل حمزة قابلت رفيق حياتي الدائم جيوفري، عالم كلاسيكي، ومؤلف موسيقي، وصانع آلات موسيقية، وهو الذي صنع العود الفخم الذي ما زلت أعزف عليه حتى اليوم، وهو أعظم وأقدس ممتلكاتي المادية.

أذكر كيف تأثرت بحكاياته عن معالجة النوبيين لمشكلة السرقة نادرة الحدوث في قريته. فالناس لا يوصدون أبواب منازلهم في النوبة أبدًا. ولا توجد لديهم أقفال، كما أن ليس لديهم سجن في القرية. أحيانًا يعود أهل الدار بعد غياب ويجدوا أن جوال قمح اختفى. لكن لا يثير هذا حفيظة أحد، لأن في اليوم التالي ربما يظهر الشخص الذي أخذه، ويبرر حاجته التي دعته لأخذه، ويعدُ بإرجاعه.

في حالات نادرة حينما يتضح بأن شخصًا ما قد سرق شيئا فعلاً، وأيضا يكون واضحًا للجميع من كان اللص وبطريقة ما تعرفه كل القرية. ويعرف اللص بأنهم قد عرفوه، وتكون العقوبة بأن لا يتكلم أي أحد في القرية معه، ويتحاشونه عمدًا، لا تستغرق هذه العقوبة زمنًا حتى يتضح مفعولها فإما يترك اللص القرية إلى الأبد، أو غالبًا ما ينهار من الدموع ويطلب الصفح عنه. شريطة أن يعتبر ما سرقه دين ويقابل ذلك باحترام.

التحقت مثل كل الطلاب في المجموعة بفصل خاص لتعلم العزف على آلة العود. رسميًا درست معه لمدة سنتين وتعلمت فيها العزف والإرتجال في مقامات الموسيقى العربية الكلاسيكية. الشئ الثمين الذي منحني إياه حمزة هو مدخلًا للتعامل مع الموسيقى مختلف بصورة جذرية. كيف اختزلها في داخلي؟ أصبح ذلك نمطًا (روحيا). أوصاني أن أرجع دائمًا إلى قلبي، وإلى قلب الموسيقى. لأجد الاسترخاء العميق في كل أنحاء جسدي. "أنا مجرد آلة والله هو الموسيقار الحقيقي". كان يصعب علي هضم كل ماقاله.

منذ لقائنا الأول قبل عدة عقود، صارت صداقتنا مثل جوهرة في حياتي.وليس ذلك فحسب بل يجب عليّ أن أراها كثيرا، غير أن السنوات تمر أحيانا بدون اي اتصال بيننا، أو أي أخبار منه. وهو نادرًا ما كتب لي. ولكن مرة كنت صدفة في سان فرانسيسكو في نهاية السبعينيات ورن جرس الهاتف فإذا به على الطرف الآخر يدعوني للإنصمام إلى فرقته على المسرح مع صديقة جريتفل ديد، نصفق في دورة الأربعة والعشرين (للنقرسند) النوبي، وهو يغني، ومايكي هارت ينقر على الطار. كانت تلك آخر حفلة لجريتفل ديد في قصر ونترلاند القديم. ثم لم أره لمدة طويلة، وسمعت بعد فترة أنه قد رحل إلى اليابان.

في كل مرة تكلمنا فيها على التليفون أو التقينا فيها (في أوستن، أو كاليفورنيا أو باريس، حيث أقيم أنا الآن مع زوجي، يهتف باسمي كاثرين براسلافسكي) كانت تسبقه دائما بسمتة الساحرة ويحتويك دفئ عناقه، وقفشاته الساخرة تشعرك بأنك لم تفارقه أبدًا. وأخيرًا التقينا في باريس عندما كان يعزف في مسرحية (البيرشينز) التي أخرجها بيتر سيللر، وكانت أول مرة أقابل فيها زوجته اليابانية.

تعلمت أيضًا من حمزة شيئًا نفيسًا لا استطيع التعبير عنه حول التصوف والطريق الصوفي. لا يتظاهر حمزة بكونه معلمًا صوفيًا لكنه كان جسد الصوفية بأفعاله أكثر مما يقول. مرة قال لي: "إذا سمعت شخصًا يقول عن نفسه صوفيًا هذا يعني إنه ليس كما يقول". وبعد سنوات، فتنت بكتابات إدريس شاه وذكرت لحمزة بأني علمت من كتب شاه بأن كلمة (فقير) أصلها عربي، وتعني ببساطة الشخص الفقير وقد حرّف هذا المفهوم في الهند والحقت به كل التصرفات الغريبة. فوافقني بأن النسخة الهندية محرّفة بصور غريبة، وضحك كثيرًا لدهشتي حول أصل الكلمات.

قال لي حمزة "هل تعرفين يا كاثرين، بأن فقير هو من أسماء الأسر عندنا. الناس في بلادي لاينادوني بحمزة بل بحمزة فقير"، والفقير المثالي هو الذي لا يتطلع لمن هو في وضع اجتماعي أفضل منه، ولا ينظر باستعلاء لمن وضعه الاجتماعي أدنى منه.

وحمزة يتنفس ويعيش هذا الفكرة.