ديناصور كايروكى يواجه الخوف

منشور الاثنين 31 يوليو 2017

أصدر فريق كايروكي أغنيته المصوّرة "الديناصور" على موقع يوتيوب بعد أيام من إعلانهم عنها خلال الألبوم الذي أصدروه رغم منعه من قبل الهيئة العامة للرقابة علي المصنفات الفنية، ليصدر الألبوم على يوتيوب كاملاً بدلاً من إصداره على أسطوانات في الأسواق، وتم تصوير جميع الأغنيات حيّة من داخل غرفة جمعت جميع أعضاء الفريق.

قرر كايروكي الانحياز التام للثورة، فكانت فى أغنيتهم الديناصور رسالة قوية موجهة بطريقة ساخرة تحتك بالعديد من القضايا التي تثير محبي الأمن والاستقرار حين يتساءلون عن البلد هل "يا ترى دخلت في باد تريب ولا البلد دي قلبت سيرك" ثم يسخرون من حال البلد التي وصل إليها، معتبرين أنها عادت إلى العصور الحجرية، ولن يتعجبوا إذا شاهدوا ديناصورًا أو بطريقًا يسير في الطرقات.

ولم يجد كايروكي من يشكو إليه سوى أبو الهول وأصحاب الحضارة المصرية لكنهم وجدوا أبو الهول مصابًا "جات له جلطة وضغط وكوليسترول وشلل رعاش، من الأوباش، اللي خلوها متسواش".

ومن خلال الرسوم المتحركة "إنيميشن" في الكليب تجدهم يستخدمون السخرية التي تكسر الحواجز والثوابت مثل ردود فعل الفراعنة على ما يحدث أو للتعبير عمّا وصل إليه حال المصريين ثم يوجه كايروكي ضربته الأخيرة في الأغنية بالكوبليه سبب المنع وهو "بيجيبو اللي فيهم فينا بعدما باعوا أراضينا قال ايه بيقولوا علينا شباب معندوش انتماء والمذيع بيقول ماء هو نفس الإستكش بيتعاد والكفتة يا ناس بقت علاج... وتحيا مصر تلات مرات". 

لجأ كايروكي إلى التشويش على ثلاث كلمات، هي أراضينا والكفتة ومصر، ربما في مسعىً ليصدر الكليب دون أن حذف، أو ربما التماسًا للأمان كما تصور بعض من جمهورهم، لكن هناك بعض التسجيلات الأخرى للأغنية كاملة دون التشويش، وما هو ما ينفي احتمال التماس الأمن، لكنهم ربما أرادوا إيصال الكلمات التى تسعى "الجهات" إلى حذفها، كذلك عند تركهم هذه الكلمات مشوشة فستتردد أكثر على لسان الجمهور كما تقول نظرية الممنوع مرغوب.

اقرأ أيضًا: كايروكي.. التكرار كنز لا يفنى

 

نصف ألبوم غير ممنوع

وجه أمير عيد مطرب الفريق ومؤسسه رسائل خاصة في الألبوم فغنى لزوجته ليلى وغنى "كنت فاكر" للأم وقص لنا عن "عم غريب" الذي لا تشغله الدنيا في دويتو مع وائل الفشني بينما وضع أغنية "اضحك" في الألبوم ربما للإشارة إلى بعض الأمل، لأن الضحك مقسوم مهما حدث.

أيضًا يواصل كايروكي اهتمامه بالغناء الشعبي كما فعل سابقاً فى غريب فى بلاد غريبة حيث استطاع كسب أُذن مستمعي الفن الشعبي بنجاح، وفى هذه المرة كان الجذب عن طريق الفنان طارق الشيخ وكانت الأغنية عن "الكيف" وتأثيره.

نصف البوم ممنوع

 

خلال أغنيات الالبوم حاول كايروكي التعبير عن كل ما بداخلهم نحو الثورة والحال الذي وصلت إليه، وأن الثورة مستمرة ولو داخل الأفراد مكتومة فكانت أغنياتهم "نقطة بيضا" 1 و2، و"هدنة" و"السكة شمال في شمال" و"آخر أغنية"، هي الديناصور الذى يواجه النظام والمجتمع. 

خرجت الأغانى مكتوبة بجمل طويلة وأحياناً قصيرة لكنها كثيرة ومتلاحقة مما جعل الإيقاع سريع في كثير منها حتى كادت تقترب من أداء الراب مما جعل بعض كلماتها بصوت أمير صعبة التمييز أحيانًا.

يبحث أمير في "نقطة بيضا" داخل نفسه المكبوتة يعاني الصراع النفسى من تأثير ما يدعو به قلبه وعقله ولكنه يسير فى الدنيا بشكل مغاير لهم كما تأخذه الدنيا وظلت هذه النقطة تراوده داخل الألبوم حتى أنه قرر انهاء الألبوم بها مرة أخرى مع وضع خاتمة مضافة عن انجرافه مع الزمن حيث يعتب على هذا الزمان بصوت آخر هو صوت عبد الرحمن رشدي.

 تلت النقطة البيضا أغنية الهدنة التى يعيشها الإنسان رغم الصراع السابق الذكر فى الأغنية السابقة ليحدد أكثر فى هذه الاغنية أسباب ما أدى للصراع الداخلي من تربية المجتمع المريض وتناقضاته وجرائمه.

يعطى أمير المثال الأشهر عن التفرقة بين الجنسين الذى نعانيه داخل مجتمعنا والذى لم نستطع تغييره فأصبحنا مستسلمين معه نتعايش بسلام، ثم يتطرق إلى الصراع الايمانى والأسئلة الوجودية التي تدور بخواطرنا. 

فى نهاية الهدنة ينفجر أمير معبرًا عن غضبه وانحيازه للثورة وتوجيه الاتهام واللوم فى المشاركة الشعبية للجرائم ضد الوطن عدا الثوار الذين ظلوا صامدين يحيون الثورة فى قلوبهم رغم وجودهم في حياة بين قطيع

بعد اصدار السكة شمال فى 2014  وجد أمير أن السكة أصبحت شمالًا في شمال، حيث اختفى اليمين (السكة المعتدلة) وأن التوجيه والدعوات للاتجاه إلى الإلهاء بعيداً عن السياسة ونحو المشي جنب الحيط ولأن الكلمات بها روح شعبية خرجت موسيقى الأغنية في هذا الاتجاه الجاذب.

(أخر أغنية) التى خرجت منذ عام بشكل فيديو كليب للفريق كأنه فى مسيرة أو مظاهرة فى الشوارع تنادى بالحرية ايضا كتب بها كايروكي فى بداية الكليب (لا حرية مع الخوف) وسجلوا بها كل اعتراضاتهم على السجون سواء كان سجن خوف أو السجن الحقيقي الذي يوجد به الثوار. 

ويغنى كايروكي بصوت عالٍ ليعلن أنها لو ستكون أخر أغنية له فسيغني عن الحرية ولن يمنعه الخوف من قول الحق والانتماء للثورة والفخر بالثوار المظلومين داخل السجون.

تأسس كايروكى عام 2003 من مجموعة من الأصدقاء من سكان المعادى يحبون موسيقى الروك وأصدروا بعمل بعض الأغنيات وأحيوا بعض الحفلات لكن ظهورهم الحقيقي كان بعد الثورة فاشتهرت أغنياتهم وقتها "صوت الحرية" و"يا الميدان" مع عايدة الأيوبي و"إثبت مكانك"، لتكون من أشهر أغنيات الثورة، وبعد هذا النجاح استطاع الفريق إنتاج أربع البومات كان ألبوم "نقطة بيضا" الإلكتروني خامسهم. 

رغم معاناه كايروكى من التضييقات الأمنية من قبل منذ بداياتهم فى الالبوم الأول ومنع أغنية مطلوب زعيم لأنها تحتوى على كلمة (دكر) قبل أن تكون صفة مرغوبة توجه لزعيم اليوم كمدح، وتزايد هذه المضايقات مع "أخر أغنية"، إذ ألغيت العديد من حفلاتهم لدواعٍ أمنية، فإنهم تمسكوا بموقفهم بتضمين الأغنية في الالبوم كما هي تأكيدًا على إصرارهم على الحرية ورفضهم لأي كبتٍ أو قمع.