الطلاب المحررون في صحيفة بوستر ريدكس المدرسية أثناء اجراء مقابلة هاتفية مع مشرفة المدرسة الجديدة آيمي روبنستونImage Courtesy: Twitter.com/Emilysmith41 

صحافة التلامذة تُجبِر مديرة مدرسة على الاستقالة

منشور الخميس 6 أبريل 2017

كشف مجموعة من طلاب مدرسة بيتسبرج الثانوية، في ولاية نورث كارولينا الأمريكية، زيف ادعاء إيمي روبرتسون، مشرفة المدرسة الجديدة، بأنها حصلت على شهادات ودرجات علمية من جامعات مختلفة، وذلك عقب مقابلة هاتفية أجراها معها خمسة طلاب يقومون بتحرير صحيفة مدرسية تحمل اسم"بوستر ريدكس" تهتم بشؤون المدرسة الداخلية. والذي قام على إثرها الطلاب الخمسة بإجراء بحث معمق عبر الإنترنت للتأكد من صحة كافة الشهادات الجامعية والدرجات العلمية التي حصلت عليها المشرفة الجديدة.

بدأت قصة الطلاب الخمسة أثناء إعدادهم للمادة التحريرية للعدد القادم من صحيفتهم المدرسية "بوستر ريدكس"، ومن المعتاد أن تنشر الجريدة تعريفًا بأي مدير جديد للمدرسة. 

 

جانب من التحقيق الاستقصائي الذي أجراه طلاب مدرسة بترسبرغ الثانوية

عقد الطلاب الخمس مقابلة صحفية مع المديرة الجديدة إيمي روبرتسون، وبعد المقابلة تشكك الطلبة في مزاعم روبرتسون. مما دفع الطلاب إلى عرض تلك المخاوف لديستري براون، المشرف العام عن مدرسة بيتسبرج المجتمعية، الذي شجع الصحفيين الصغار على الاستمرار في البحث.

على هذا الأساس عَقَد الطلاب الصحفيون مكالمة هاتفية جماعية مع المديرة الجديدة في 16 مارس/ آذار بحضور إميلي سميث مستشارة الصحيفة المدرسية، وديستري براون مدير المدرسة.

قدمت روبرتسون خلال المكالمة إجابات غير مكتملة، وكان هناك تضارب في تواريخ حصولها على الشهادات الجامعية، ما دفع الطلاب المحررين للصحيفة المدرسية بعد إنهاء المكالمة إلى إجراء المزيد من البحث عبر الإنترنت، وإجراء مكالمات هاتفية مع مسؤولي الجامعات للتأكد من أوراق اعتمادها.

ذكرت المديرة الجديدة خلال المكالمة أنها حصلت على درجة الماجستير في الأدب المقارن، وشهادة الدكتوراه من جامعة كورلينز. وهو الأمر الذي تحقق منه الطلاب من خلال موقع "The Better Business Bureau"، وهو موقع متخصص في التأكد من قانونية ومصداقية واعتماد المؤسسات والجامعات، ووجد الطلاب مقالًا يعود لعام 2010 يتحدث عن أن العنوان الفعلي للجامعة غير معروف. إلى جانب التقارير الاعلامية في الصحافة بأن جامعة كورلينز تتعرض لانتقادات لعدم قانونيتها. 

وطبقًا لما تم سرده في التحقيق الاستقصائي للطلاب الخمسة الذين لا تتجاوز أعمارهم 17 ربيعًا، قالت روبرتسون خلال المقابلة الهاتفية مع الطلاب إنها حصلت على كافة الشهادات العلمية من جامعة كورلينز عبر الإنترنت، ولكنها سافرت أيضًا في بعض الأحيان إلى الحرم الجامعي في مدينة ستوكتون بولاية كاليفورنيا. وهو الأمر الذي تم على إثره قيام الطلاب بالتحقق والبحث في سجلات إدارة التنمية المجتمعية في مدينة ستوكتون ليتوصلوا إلى أنه لا توجد رخصة تجارية أو رخصة بناء موجودة لجامعة كورلينز في هذه المدينة.

توصل الطلاب إلى نتائج مؤكدة بأن "جامعة كورلينز" غير معتمدة من قبل وزارة التعليم في الولايات المتحدة. ولم تؤد نتائج البحث في قاعدة البيانات الإلكترونية الخاصة بكل من الكليات والجامعات المعترف بها على الإنترنت أي سجل سابق أو حالي لجامعة كورلينز.  وهو الأمر الذي يُضعف صحة أوراق اعتماد المشرفة الجديدة التي أرفقتها عند التحاقها بالمدرسة. 

ولم يقتصر الأمر على ذلك إذ تحقق الطلاب الصحفيين من مسؤول شئون الطلبة بجامعة بيتسبورج الوطنية، عما إذا كان سيتم قبول أوراق طلاب حاصلين على شهادة جامعية من جامعة كورلينز، فأجاب المسؤول بالنفي لأنها جامعة غير معتمدة

واكتشف الطلاب في تحقيقهم الاستقصائي الذي نُشِرَت نسخة منه في صحيفة "بوستر ريدكس" المدرسية، عقب البحث المعمق على شبكة الإنترنت، أن جامعة كورلينز تعتبر مكانًا يشيع فيه بيع الشهادات المزورة والدرجات الجامعية الوهمية. 

رحلة تحقق الطلاب المحررين للصحفية المدرسية دفعت وسائل الإعلام المحلية والأمريكية إلى التساؤل عن إجراءات التحقق والمصداقية التي تلجأ إليه المؤسسات التعليمية عند توظيف الإداريين الجدد.

 

ودفع التحقيق مجلس إدارة مجمع مدارس بيترسبرج الوطنية إلى إصدار بيان أعلنت فيه قبول استقالة المشرفة الجديدة للمدرسة إيمي روبرتسون من منصبها، وإعادة فتح باب التقدم للوظيفة من جديد.

شكرت الإدارة العليا لمجمع المدارس الطلاب الصحفيين على تحقيقهم، وأثنت على رحلة التحقق التي قاموا بها. وعلق الصحفي تود والاك، الصحفي بجريدة بوسطن جلوب وأحد أعضاء فريق  Spotlight للتحقيقات الاستقصائية، على التحقيق قائلًا: "عمل استقصائي عظيم من صحفيين طلاب بالمدرسة الثانوية".