الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي

"هآرتس" تكشف تفاصيل جديدة حول "لقاء العقبة السري"

منشور الاثنين 6 مارس 2017

 

ذكرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أرسل وثيقة لزعيم المُعارضة إسحاق هرتزوج منذ ستة أشهر، تحتوي على معلومات هامة عن مبادرة لتحفيز عملية السلام الإقليمية، وترسيخ وحدة الحكومة الإسرائيلية، قبل أن يتراجع عنها بعد عدة أسابيع. ووردت بتلك الوثيقة إشارات هامة للدور الذي كان منتظرًا أن يلعبه الرئيس عبد الفتاح السيسي في عودة مباحثات السلام في المنطقة.

وأوضحت هآرتس في تقرير نُشر على موقعها الإلكتروني، الإثنين، تضمن وثائق التي تُنشر لأول مرة، أن نتنياهو أرسل تلك الوثيقة لهرتزوج بعد سبعة أشهر من قمّة السلام السرية التي عُقدت في العقبة الأردنية العام الماضي، والتي كشفت عنها الصحيفة الإسرائيلية قبل أسبوعين، وضمت القمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبد الله ووزير الخارجية الأمريكي في ذلك الوقت جون كيري.

وتشير الصحيفة إلى أن الوثيقة التي تلقاها زعيم المعارضة الإسرائيلية، عكست استعداد نتنياهو وقتها لتقديم تنازلات بشأن حل الدولتين مع الفلسطينيين، والتوقف عن بناء المستوطنات.

وبعد ثلاثة أسابيع من إرسال الوثيقة، وإنهاء الاتفاق من حيث المبدأ، تراجع نتنياهو عن موقفه لحدوث أزمة سياسية مُتعلقة بمستوطنة "عمونة" غير الشرعية في الضفة الغربية، مما تسبب في قطع الاتصالات بين الجانبين في نهاية أكتوبر/ تشرين أول الماضي.

الوثيقة التي أرسلها نتنياهو لهرتزوج في 13 سبتمبر / أيلول الماضي- بعد يومين من محادثات العقبة، هي مسودة للاتفاق بين أطراف لقاء العقبة، وكان من المنتظر أن تجري مناقشتها في مؤتمر يُعقد بالقاهرة أو شرم الشيخ، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، وربما العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني.

وكان من المتوقع إطلاق مبادرة سلام إقليمية في المؤتمر، يليها إعلان تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة في إسرائيل يتفق عليها نتنياهو وهيرتزوج، فور عودتهم إلى إسرائيل.

وتقول الصحيفة إن عددًا من قادة العالم شاركوا في هذه إعداد هذا الاتفاق منهم "شخصيات مصرية وأردنية بارزة"، بالإضافة إلى رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، الذي شارك في عملية الاتصالات، ووزير الخارجية السابق جون كيري ومستشاريه.

وأصدر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بيانًا للرد على ما نشرته هآرتس، وأكد في بيانه أن ما يتردد حول "عملية السلام الإقليمية المُحتملة" خطأ تماما. مشيرا إلى أن المسألة لا علاقة لها بمستوطنة "عمونة"، وأن نتنياهو مُهتم بالدفع تجاه مُبادرة إقليمية. وأكد البيان أن هذه المعلومات إما ناتجة عن جهل، أو تزوير.

الوثيقة

ومن جانبه، رفض مكتب هرتزوج التعليق على الوثيقة المسربة، التي جاء في نصها:"نود أن نشكر الرئيس السيسي، على استعداده للعب دور فعّال في دفع عجلة السلام والأمن في المنطقة، وإعادة إطلاق عملية السلام. ونجدد التزامنا بتنفيذ بحل الدولتين، يعيش فيهما شعبين".

وجاء في نص الوثيقة أن إسرائيل تسعى لإنهاء الصراع، والاعتراف المتبادل بقومية الدولتين "الفلسطينية العربية - والإسرائيلية اليهودية"، من خلال ترتيبات أمنية، وتقسيم الأراضي. وأن إسرائيل "تمد إسرائيل يدها للفلسطينيين لبدء مرحلة جديدة من المفاوضات، دون شروط مُسبقة". وأن إسرائيل "تعي.. جيدا الجانب الإيجابي من المبادرة العربية الإسلامية، وتُرحِّب بالحوار مع الدول العربية بشأنها، لتعكس التغيرات الهائلة في المنطقة في السنوات الأخيرة، والعمل معا لتحقيق حل الدولتين، ولكي يعم سلام أوسع في المنطقة".

وتعهدت إسرائيل بالتوقف عن بناء المستوطنات في "يهودا والسامرة" وهي منطقة الضفة الغربية لنهر الأردن، من أجل تسهيل الحوار الإقليمي لتحقيق السلام، وإقامة دولتين. وأن تعمل مع السلطات الفلسطينية على تحسين الأوضاع الاقتصادية، وتعزيز التنسيق الأمني.   

كيري والسيسي

ولفتت الصحيفة لحضور كيري، والسيسي، وعبد الله قمة فبراير 2016 في العقبة، والتي شكلت الأرضية الأساسية لاتصالات نتنياهو-هرتزوج في مارس/ أذار ومايو/ أيار من نفس العام، لتشكيل حكومة وحدة وطنية. ثم تعثرت الاتصالات بينهم قبل استئناف المحادثات في نهاية أغسطس من العام نفسه.

وتقول الصحيفة إن نتنياهو التقى كيري في 26 من يونيو/ حزيران، وتناولا معا طعام العشاء لست ساعات في مطعم بييرلويجي في روما. ونقلت هآرتس عن من أسمته مصدرًا أمريكيا كبيرا إن نتنياهو وكيري "تناولا أفخر الأطعمة واحتسيا الخمور ثم دخن رئيس الوزراء الإسرائيلي سيجارا كوبيا فاخرا". وقال المصدر ذاته إن كيري سأل نتنياهو عن خططه بشأن الفلسطينيين، وماذا يريد أن يفعل بالضبط، فرد عليه الأخير  بأنه يعمل على الدفع بمبادرة إقليمية مع الدول العربية على أساس خمس نقاط أساسية، قدمها في العقبة قبل أربعة أشهر من تاريخ لقائهما.

وقال المسؤول الأمريكي إن الخطة التي عرضها نتنياهو لقت صدى إيجابيا لدى كيري، لكنه وجدها غير كافية "لجلب العرب إلى طازلة المفاوضات". 

وخلال اللقاء الذي جمع بين نتنياهو وكيري، قال الأخير إن مبادرته لتحقيق السلام قد تحل محل المبادرة الفرنسية التي فشلت قاطعتها إسرائيل. ففي مطلع يونيو/ حزيران 2016، سافر 30 وزير أجنبي ، بينهم كيري، إلى باريس ليشاركوا في مبادرة السلام الفرنسية. إلا أن نتنياهو رفض المشاركة. وتقول هآرتس إنه احتقر هذه الخطوة.

وتضمن اقتراح كيري إقامة مؤتمر سلام في المنطقة، تحضره إسرائيل، وفلسطين والدول السنية العربية مثل السعودية والإمارات، وروسيا، والصين، والإتحاد الأوروبي. واقترح  أن ينعقد المؤتمر على المبادئ الستة ذاتها التي قدمها وزير الخارجية الأمريكية في مؤتمر العقبة، والتي تتضمن الاعتراف بدولة إسرائيل.

زيارة الوزير المصري المفاجئة

ذكر مسؤول أمريكي سابق أن نتنياهو لم يوافق على مقترح كيري أو يرفضه؛ بل قال إنه سيفكر فيه. لكن بعد يومين من اللقاء مع نتنياهو في روما، اتصل كيري بهيرتزوج والوزيرة السابقة تسيبي ليفني، زعيمة المشاركة لتحالف "الاتحاد الصهيوني"،  وأبلغهم بمحادثاته مع نتنياهو وحول المبادرة التي اقترحها، واستفسر منهما بدقة عما إذا كان الانضمام إلى ائتلاف حاكم يمثل خيارا أمامهما أم لا.

وصعدت المبادرة الفرنسية، مع مقترح كيري، من الضغط على نتنياهو ودفعته إلى تجديد اتصالاته مع السيسي وبلير. واقترح مرة أخرى عملية سلام إقليمية من شأنها أن تتجاوز إدارة أوباما، ولا تتطلب التزام إسرائيل بمبادئ كيري الست.

وفي 10 يوليو/ تموز، بعد أسبوعين من اجتماع روما مع كيري، زار وزير الخارجية المصري سامح شكري القدس بشكل مفاجئ. كانت تلك أول زيارة يقوم بها وزير خارجية مصر إلى إسرائيل في عشر سنوات، وسبقها زيارات من مبعوث نتنياهو لعملية السلام، إسحاق مولخو، إلى القاهرة. والتقى شكري مع هيرتزوج فضلا عن نتنياهو خلال زيارته.

وقال مسؤول إسرائيلي بارز  مطلع على تلك الاتصالات، إن شكري جاء بهدف التحقق مما إن كان نتنياهو لا يزال ملتزما بما أبلغ به السيسي – بأنه يريد من مصر أن تبادر لدفع المحادثات بين إسرائيل والفلسطينيين، بدعم من الدول العربية.

ووفقا للصحيفة، قال شكري لنتنياهو إن مصر تريد أن تعلم ما هي الخطوات التي يرى رئيس الوزراء الإسرائيلي نفسه مستعدًا لتقديمها من أجل تفعيل السلام. مؤكدا أن السيسي لا يزال يعتقد أن جلب الاتحاد الصهيوني إلى الائتلاف سوف يظهر جدية نتنياهو. وأبلغ شكري نفس الرسالة إلى هيرتزوج.

وقالت الصحيفة إن الاتصالات الدولية تراجعت في الأسابيع التالية، في منتصف الصيف. بيد أن كيري استمر في عقد محادثات أسبوعية مع نتنياهو وكثيرين من الزعماء الآخرين في المنطقة.

وقال دبلوماسي أمريكي سابق إن كيري رفض الاستسلام، حتى رغم أن مساعديه والبيت الأبيض كانوا يخبرونه بأن نتنياهو ليس جادا وأن كيري يرتكب خطأً. وقال الدبلوماسي الأمريكي البارز: "البيت الأبيض أبلغ كيري بأن الرئيس أوباما يريد أن يدع نتنياهو و(الرئيس الفلسطيني محمود) عباس يعانيان وحدهما، غير أن كيري ثابر لأن القضية كانت مهمة جدا بالنسبة له".

في 21 أغسطس/ آب 2016، اتصل كيري بهيرتزوج وليفني مرة أخرى. وأبلغهما بأنه يخطط لزيارة مصر والسعودية في غضون أسابيع في محاولة أخيرة للضغط من أجل مؤتمر إقليمي للسلام، قائم على المبادئ التي قدمها إلى نتنياهو في العقبة وفي روما.

ووصل كيري إلى الهدف الأساسي من مكالمته، بالقول: "لا أريد التدخّل في السياسات الإسرائيلية، ولكن تحت هذه الضغوط، هل يُمكن أن تعيد النظر للانضمام في الائتلاف؟ هذا من شانه أن يُحدث تغييرًا كبيرًا". وبحسب المصدرين، لم تعارض "ليفني" ملاحظات كيري، ولكنّها بدت متشككة للغاية حيال نوايا نتنياهو.

كما انتاب هيرتزوج شعورًا بالشك هو الآخر، في الوقت الذي أعرب خلاله عن استعداده لدراسة العرض، إذا وصلته أية ردود فِعل من جانب دول المنطقة، تشير إلى أن المؤتمر كان بمثابة خطوة جادة. 

في هذا الأسبوع، تحدّث هيرتزوج إلى مسؤولين كبار من مصر والأردن ودول عربية لا تجمعها علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، للتعرّف على ما إذا كان يوجد سبيل لتمرير عملية إحلال السلام الإقليمية. وخلال بعض تلك المحادثات، نما إلى علمه وجود استعداد لدى بعض القادة العرب للتعاون مع مبادرة كيري، بينما تخوّف البعض الآخر من قبولها. وفي تلك الأثناء، أدرك هيرتزوج أن هناك اقتراحين رئيسين متعارضين: أولهما تخُص كيري، وتشمل مباديء الوصول إلى اتفاق دائم وعقد مؤتمر كبير، والثانية يقودها توني بلير ومصر، وتنطوي على تدابير أقل محدودية وقمة أصغر وأكثر تواضعًا.

في الأسبوع الأخير من أغسطس الماضي، وصلت المحادثات الدولية إلى أوجّها، وحينئذٍ تلقّى هيرتزوج مكالمة هاتفية من نتنياهو، أبلغه خلالها رئيس الوزراء الإسرائيلي برغبته في إعادة المحاولة مُجددًا، لتعزيز إجراء عملية سلام إقليمية مع الرئيس السيسي، وحثّ هيرتزوج على إعادة النظر في إمكانية انضمامه مُجددًا إلى حكومة الوحدة.

بدوره، ربط هيرتزوج- الذي كان متشككًا وحذرًا- موافقته بتحقيق أمرين: أولهما أن يسمع بشأن عن الموضوع من المسؤولين في مصر والأردن، وثانيهما أن يتلقّى اقتراح نتنياهو بشأن السلام كتابيًا.

وبالفعل، شهدت الأيام التالية تلبية لطلبيّ هيرتزوج. في البداية، أخبره المبعوث المصري الذي سافر لإسرائيل، بأن "السيسي بدا مهتمًا حقًا بعملية السلام الإقليمية"، كما بعث مسؤولون كبار بالأردن بذات الرسالة في مكالمة هاتفية. وثانيًا، في 13 سبتمبر، أرسل نتنياهو إلى هيرتزوج وثيقة مبادرة سلام، مع مسودة إعلان مشترك.

على مدى الأسبوعين التاليين، عقد نتنياهو وهيرتزوج اتصالات مكثّفة، تخلّلها جدل وخلافات مستمرة. وطلب قائد المعارضة بإجراء عدد التغييرات في الوثيقة. أولًا، رفض هيرتزوغ مُقترح نتنياهو باستخدام مصطلح "بنايات الحكومة" في الإشارة إلى المستوطنات في الإعلان، وطالبه بالكشف عن مرجعيات عند الإشارة إلى بنايات.

إضافة إلى ذلك، طالب هيرتزوج بعدم اعتماد تعليق البناء في المستوطنات المعزولة خارج الكتل الاستيطانية، على إجراء محادثات مع الفلسطينيين، وأن تُضبط معايير السياسة- بدلًا من ذلك- من خلاله ونتنياهو باعتبارها "سياسة حكومية" حتى وإذا لم يُعلن عنها على الملأ. ولقيت كافة الطلبات قبولًا من جانب نتنياهو، وأعيدت كتابة الإعلان لتعكس الاتفاقية.

وفي الوقت نفسه، طالب نتنياهو بإضافة مصطلح "دولة فلسطينية ذات اتصال جغرافي" إلى الوثيقة، وهو ما رفضه نتنياهو، لتواصل الأطراف على إثر ذلك الرفض مواصلة مفاوضاتها حول هذا الشأن.

خطط لمؤتمر صحفي كبير

 

قبل وقت قصير من مغادرة نتنياهو البلاد لحضور مفوضيّة الجمعية العامة للأمم المتحدة في أواخر سبتمبر، تم التوصّل إلى شبه اتفاق سلام كامل على أساس صيغة الإعلان. وهُنا وضع "مولخو" نُصب عينيه زيارة القاهرة لإبرام الاتفاق مع مصر بمجرد عودة نتنياهو من نيويورك.

كما طرح "مولخو" أن يقوم نتنياهو وهيرتزوج بزيارة سرية في أوائل أكتوبر/ تشرين أول إلى القاهرة، لعقد مؤتمر صحفي كبير، يُحتمل أن يشاركهما فيه الرئيس السيسي والملك عبد الله، وربما يُكشف خلاله عن الإعلان المشترك الخاص بمبادرة سلام تقودها مصر والأردن بمشاركة دول عربية أخرى.

وبحسب الخطة الموضوعة، فبمجرد عودتهما من القاهرة، كان ينتظر ان يعقد نتنياهو وهيرتزوج مؤتمرًا صحفيًا في مطار بن جوريون، في حضور وزير الدفاع الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان ووزير المالية الإسرائيلي موشيه يعلون. على ألا يزاح الستار عن حكومة الوحدة.

في 20 سبتمبر/ أيلول، وصل نتنياهو إلى نيويورك بالفعل للمشاركة في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة. وتضمّن خطابه الذي ألقاه هناك تلميحًا لمبادرة السلام الإقليمية التي تُجرى مناشقشتها في الخفاء. وقال نتنياهو: "لم أتخلَ عن تحقيق السلام. ما أزال ملتزمًا برؤية نظر مفادها أن السلام يقوم على دولتين لشعبين. أعتقد أكثر من أي وقت مضى أن التغييرات التي تحدث في العالم العربي اليوم تقدم فرصة مُميّزة لتعزيز السلام."

وأضاف: "أُشد بجهود الرئيس السيسي لتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة. وإسرائيل ترحب بروح مبادرة السلام العربية وترحب بالحوار مع دول عربية لتحقيق السلام. وأعتقد أنه من أجل تحقيق ذلك الأمر بشكل كامل، ينبغي على الفلسطينيين أن يكونوا جزءًا منه. وأنا على استعداد لبدء المفاوضات لبلوغ ذلك الهدف- اليوم وليس غدًا أو الأسبوع المقبل- فقط اليوم."

بعد يومين، قالت الصحيفة، التقى نتنياهو مع كيري في نيويوك، وأبلغه بنيته عقد لقاء لوزراء خارجية اللجنة الرباعية الدولية، قبل أيام قليلة من انعقاد الاجتماع، الذي كان سيحضره أيضا وزير الخارجية السعودية عادل الجبير.

ووفقا لدبلوماسي أمريكي بارز في إدارة أوباما، قال كيري لنتنياهو إن الجبير أوضح له أنه إذا وافق الإسرائيليون والفلسطينيون على مبادئ المفاوضات وتم إحراز تقدم، فإن السعودية والدول العربية السنية الأخرى سوف تبدأ في اتخاذ خطوات لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل.

ونقل الدبلوماسي الأمريكي السابق عن كيري قوله لنتنياهو: الجبير أوضح أن السعوديين لن يفعلوا هذا فقط في مقابل عدة تصاريح عمل إسرائيلية تصدر للفلسطينيين". ومرة أخرى طالب كيري نتنياهو بقبول مقترحه بمؤتمر دولي لتحقيق اتفاق دائم وقال إن السعوديين سوف يحضروا مثل هذا الاجتماع.

وقال مصدر دبلوماسي أمريكي كبير إن نتنياهو أخبر كيري بأنه كان حريصًا على إجراء العملية مع مصر وهيرتزوج: "سيكون من الأسهل بالنسبة لي المُضي قدُمًا مع هيرتسوغ في الائتلاف"، بحسب ما نقله المصدر عن نتنياهو. 

وأشار الدبلوماسي إلى رغبة نتنياهو في التحكّم في العملية ككل، وأوضح قائلًا: "لقد أراد توسيع الائتلاف، وعقد مؤتمر صغير بدون وقوع تدخّل دولي كبير، والأكثر أهمية من كل هذا، أنه لم يوافق على تضمين الاتفاق في صورته النهائية لمباديء كيري، فقد أراد تخفيف الاقتراح بأي وسيلة ممكنة".

بيد أنه بعد 12 ساعة، وما إن هبط نتنياهو في إسرائيل، لم يوجه تعليماته إلى مولخو للذهاب إلى القاهرة للمضي في الخطة، وفقا للصحيفة. وبعد يومين توفي الرئيس السابق شيمون بيريز، ولم تكن هناك أية اتصالات بين نتنياهو وهيرتزوج لعدة أيام حول هذه القضية. وبعد رأس السنة استأنفت الاتصالات لكن طرف نتنياهو بدأ يغير من نهجه.

وقالت هآرتس إن مولخو، كبير موظفي نتنياهو، ويوآف هورويتز، ونتنياهو، أبلغوا هيرتزوج بأنهم يريدون الانتظار حتى حل أزمة عمونة، الذي كان يتوقع إخلائها في ذلك الوقت في نهاية ديسمبر/ كانون أول.

من ذلك الحين، بات واضحا لهيرتزوج ومساعديه أن نتنياهو بات خائفا، وأن فرصة مبادرة إقليمية وحكومة وحدة ضاعت، بحسب الصحيفة.

وقال مصدر في حزب العمل كان منخرطا في المحادثات، "نتنياهو بدأ ينسحب تدريجيا من إعلانه السياسي. ورويدا رويدا حاول التنصل مما اتفق عليه بالفعل وحاول تأجيل كل شيء بسبب عمونة وضغوط حزب البيت اليهودي" شريكه في الائتلاف الحكومي.

وقالت الصحيفة إن المحادثات استمرت لعدة أيام وضمت لقاءات صعبة وفاشلة بين نتنياهو وهيرتزوغ في الصباح الذي سبق ذكرى حرب يوم كيبور (السادس من أكتوبر). وبعد انتهاء الصوم اليهودي، كان كل ما تبقى هو أن يعلن الجانبين أن مفاوضتهما انقضت.