الصورة من موقع piop

كيف تُحَوِّل الإعجاب على فيسبوك إلى علاقة واقعية؟

منشور الثلاثاء 17 يناير 2017

 

إل هانت

ترجمة عن الجارديان


منذ سنوات قليلة، كان التعارف العاطفي على الإنترنت online dating يعتبر أمرًا محرجًا، إذ كان يعتبر اعترافًا ضمنيًا على أنك استنفدتِ خياراتِك بين أصدقائك، وأصدقاء أصدقائك، وأبناء أصدقاء أبويك في "العالم الواقعي".

اليوم صارت تطبيقات مثل تندر وهينج وهابين وبامبل سائدة في دول مثل المملكة المتحدة وأستراليا ونيوزيلاندا، وهي بلاد لا تُعتَبَر ثقافة "التعارف العاطفي" فيها ثقافة سائدة.

بشكل شخصي، أنا أدعم وجود هذه التطبيقات، أما القلق من فكرة "موت الرومانسية" الذي تسببه تلك التطبيقات فعادة ما يمكن تفسيره على أنه رهاب من التكنولوجيا وتنظير أخلاقي حول الممارسة العابرة للجنس، بينما في الحقيقة تساعد هذه التطبيقات الناس على التعارف خارج دوائرهم المباشرة. فإذا وجدتِ نفسِك وسط مجموعة أصدقاء وفزعت قليلًا عند اكتشاف أن كل الحاضرين إما حبيب سابق، أو حبيب سابق لصديقة لك، ستكتشفين أن هذه التطبيقات لا تعتبر فكرة سيئة.

بالإضافة إلى ذلك، فالخوارزميات التي تستخدمها خدمات إنترنت أخرى أكثر رسمية مثل موقع أوك كيوبيد، تمهد الطريق بشكل أكبر لتحقيق التوافق بين الطرفين، وتضع يدها على مواضع التفاهم عن طريق طرح أسئلة مثل: "هل تعتبر الزواج المثلي شرعيًا؟" و"هل العيش على مركب شراعي فكرة جيدة؟"

ولكن حتى خارج منصات التعارف العاطفي، من السهل أن تسجل الاهتمام الرومانسي وتتلقاه على الإنترنت. هناك طريقة يستخدمها المرء على مواقع التواصل الاجتماعي لتحويل الصداقة أو المعرفة الأفلاطونية أو حتى "صديق الإنترنت" إلى شيء أكبر.

وكما يتباهى عصفور الجنة بريشه ليجذب انتباه الشريك المحتمل، فالرجل المهتم بكِ يمكن أن يضغط زر الإعجاب على منشور عمره ثلاثة أسابيع على إنستجرام، أو يرسل لك رسالة مباشرة DM، أي أن يتسلل إلى صندوق رسائلِك.

كما أفعل عادة ألجأ في هذه الأحوال للمراهقين: وهم الخبراء في مجال المغازلة على الإنترنت، في دراسة لمركز بيو للأبحاث، تعود إلى أكتوبر/تشرين الأول عام 2015، نعرف إن 47% من المراهقين بين عمري 13 و17 عامًا عبروا عن انجذابهم للمعجبين بهم عن طريق المواقع الاجتماعية (55% منهم عبروا عن إعجابهم بشكل شخصي). أما الاقتباسات المأخوذة من طلبة المدارس الثانوية كانت فتشرح الموضوع بشكل أكبر:

 

"إذا كنت في هذه الحالة، فيمكنك أن تعلق على صورتهم مع إيموجي لقلب".

"عندما أعجب بشخص، وأريده أن يعرف بذلك، أتوجه إلى صفحته، وأضغط بزر الإعجاب على الكثير من صوره".

"اضغط على زر الإعجاب على كل شيء عنده، إعجاب بكل الصور".

 

العديد من علاقاتي العاطفية بدأت من المواقع الاجتماعية، وخاصة تويتر، ثم تطورت في الواقع. اسمحوا لي أن أقنعكم أن الأمر ليس بائسًا بالقدر الذي يبدو عليه. المنصات الاجتماعية تكون أشبه بالبار الضاج بالحياة، من السهل أن تقابل أناس ذوي مزاج مشابه لك، يمكنك أن تنصت إلى حوارات الآخرين وأن تنضم لهم. الجميع يبدون أكثر مرحًا وأكثر جاذبية مما هم عليه في ضوء النهار.

ومن متابعة الحوارات يمكنكم أن تلاحظوا الحوارات اللطيفة التي تتوقف فجأة، لتعرفوا أنها انتقلت إلى الرسائل الخاصة، وهو يشبه ما يحدث في الحفلات المنزلية، التي ترى فيها اثنين انفصلا عن الحفل وأخذا يتبادلان الحديث الهامس، أثق أنني لست الوحيدة التي تلاحظ ذلك.

على الأرجح ستستخدمون إنستجرام وفيسبوك لتفحصوا حياة المعجبين بهم من خارج دائرة أصدقائكم، خاصة لتتأكدوا إن كانوا في علاقة أم لا (نصيحة: انظروا إلى الصور التي يشاركها الآخرون معهم، ولا تكتفوا بالصورة التي ينشرونها بأنفسهم، واهتموا بمن يعجب باستمرار بصورهم الذاتية Selfies).

الحيلة الأساسية في ترجمة الغزل على الإنترنت إلى تعارف في الحياة الواقعية هو تجاوز "طوطم الشات" إذا اقتبسنا الجملة من مسلسل "الفتيات": "الحد الأدنى في طوطم الشات هو فيسبوك، يعلوه شات جوجل ثم الرسائل القصيرة، ثم البريد الإلكتروني، ثم التليفون، المقابلة وجهًا لوجه هي المثل الأعلى بالطبع ولكنها ليست سمة عصرنا". في حالتنا هذه يمكن أن نقول إن التدرج يبدأ من الإعجاب بصورة، ثم التعليق مع إضافة إيموجي، ثم الرسائل الخاصة، ثم تحديد زمان ومكان المقابلة.

الآن وبعد كل ذلك، عليكم أن تكتشفوا إذا كنتم معجبين بهم حقًا، خاصة إذا كنتم تقابلونهم لأول مرة. بعض الناس يكون حضورهم على الإنترنت غير معبر عن شخصيتهم، وهذا قد يكون أمرًا جيدًا أو سيئًا. في بعض الأحيان تقابلون أشخاصًا لديهم قيمة في الحياة مطابقة لما هم عليه في الإنترنت، وعليكم أن تتمسكوا بهؤلاء ولا تتركوهم.

في أوقات أخرى يكون من الواضح بشكل مؤلم أنه من الأفضل أن تظلوا أصدقاء إنترنت. فعندما تتواصلوا بشكل أفضل وبشكل أكثر حميمية عن طريق الرسائل القصيرة وليس في الواقع، ينتج عن ذلك فجوة من الصعب، وأحيانًا من المستحيل، تجاوزها.

ولكن كيف يمكن إعادة شخص ما إلى الإنترنت من حيث جاء؟

يمكنكم أن تجربوا "الاختفاء" Ghosting، أي قطع وسائل الاتصال بدون إعلان ذلك أو تفسيره. وفقًا للخبراء فهذا أمر شائع ولا يعتبر تصرفًا وقحًا، وهو أسلوب انفصال متبادل وواع، طالما فُقِد الاهتمام.

لديّ مشاعر متناقضة تجاه هذا التكتيك، لأني رأيت العديد من القلوب المنكسرة بسبب غياب التفسير، أكثر من تلك المتألمة بعد الشرح الوافي للانفصال، ولكن في النهاية لا يعتبر هذا الفعل غير مناسب إذا فشل اللقاء الأول.

أما إذا كنتم من المدرسة القديمة أو مهذبين بما يكفي لتمتنعوا عن الاختفاء التام، فيمكنكم أن تخرجوا من الموقف بالطريقة التي دخلتم بها، بأن تدفعوا الشخص الآخر وتعيدونه إلى طوطم الشات. أن تردوا على الاتصالات التليفونية بالرسائل القصيرة، وأن تردوا على الرسائل القصيرة برسائل على تويتر أو فيسبوك، وفي النهاية بالمنشورات العامة، هذا سيجعلهم يفهمون الوضع.