هنا مانشستر.. "بابا نويل" يقاطع الشياطين الحمر

منشور الثلاثاء 27 ديسمبر 2016

في مانشستر ومع قدوم أعياد الميلاد، كان الجميع يترقب قدوم "بابا نويل" ليمحنهم هداياه. مانشستر يونايتد الفريق الأحمر للمدينة كان يترقب هدية من نوع مختلف ظلّت ثابتة طوال أعوام.

في تلك الأيام اعتاد "الشياطين الحمر" التسلل خطوات نحو قمة الدوري الإنجليزي الممتاز. اعتادوا هذا الأمر مع كبيرهم الذي علّمهم السحر السير أليكس فيرجسون.

تمر سنوات وعقود، ولا يحرم "بابا نويل" مانشستر من هدايا عيد الميلاد. يتبدل المتنافسون على اللقب وتختلف وجوههم ويتمسك يونايتد بعادته .

اختفى ليفربول من ساحة المنافسه على اللقب، وظهرت فرق تبحث عن الزعامة مثل ليدز ونيوكاسل، وأخرى أخذت من اللعب لإمتاع الجمهور سبيلا لها كآرسنال؛ لكن واقعية فيرجسون كانت تفاجئ الجميع في كل مرة، حتى مع تقدمه في السن ومع ظهور أموال تشيلسي ومانشستر سيتي كان السير قادرًا على حصد اللقب.

لن تنسى جماهير مانشستر فترة الأعياد قبل 21 عامًا في موسم (1995-1996)؛ حينها كان الفارق بين يونايتد والمتصدر نيوكاسل 10 نقاط كاملة. هذا الفارق يدفع الفرق الكبرى في الأغلب لإقالة مدربيها لكن مانشستر تمسك بفيرجسون الذي لم يفقد الأمل.

جاءت الهدية هذا الموسم حين واجه "الشياطين الحمر" فريق نيوكاسل المتصدر، انتصر فيرجسون وقلّص الفريق الفارق إلى 7 نقاط، وكان الفوز نقطة تحوّل مهمة في مسيرة مانشستر الذي حصد لقب الدوري في نهاية الموسم.

في مواسم لاحقة، لم ينتظر مانشستر يونايتد قدوم "بابا نويل" ليمنحه هداياه مثلما حدث أمام نيوكاسل يونايتد لكنّه سعى لاقتناصها بنفسه. وهو ما تكرر في 3 مواسم متتالية (2006-2007) و(2007-2008) و(2008-2009) كان اللقب فيها من نصيب الشياطين الحُمر، وكان الفوز في مباريات عيد الميلاد مفتاح الفريق للوصول لمنصة التتويج.

 

تعثر وإخفاق متكرر

واقعية فيرجسون لن تُبرأه من مسؤولية تعثر مانشستر يونايتد في السنوات الأخيرة. لم يكن السير واقعيًا في اختيار خليفته. ربما لم يكن الأمر مخططًا له.

وبعد رحيله عن الفريق، رشّح فيرجسون ديفيد مويس لخلافته في قيادة مانشستر لكنّ المدرب حقق نتائج سلبية دفعت إدارة النادي لإقالته قبل أن يكمل موسمًا مع الفريق.

بعد رحيل مويس، تعاقد النادي مع لويس فان خال عقب مونديال البرازيل 2014. قضي الهولندي المخضرم موسمين مع الفريق عجز خلالهما عن إعادته لمنصة التتويج. وأخيرًا، تعاقد مانشستر مع خوزيه مورينيو وضم الفرنسي بول بوجبا في صفقة قياسية والسويدي زلاتان إبراهيموفيتش لدعم وسط وهجوم "الشياطين الحمر".

ويدخل مانشستر فترة الأعياد، للمرة الثانية منذ استقالة أليكس فيرجسون صيف 2013، وهو بعيد عن رباعي المقدمة.

ويحتل الفريق قبل انطلاق منافسات الجولة 19 من الدوري المركز السادس في الترتيب برصيد 33 نقطة، وبفارق 13 نقطة عن المتصدر تشيلسي.

واقعية فيرجسون يتحلى بها أيضًا جوزيه مورينيو المدير الفني الحالي للفريق الذي قال إن مانشستر يونايتد لن يفوز بالدوري هذا الموسم.

حصْد أكبر عدد من النقاظ هو المحفزّ للاعبين الآن، أمّا الفوز بالبطولات فهو مؤجل حتى فبراير/شباط المقبل حين يأتي موعد المباريات الحاسمة في الدوري الأوروبي وكأس رابطة المحترفين.

واجتاز مانشستر مرحلة المجموعات بالدوري الأوروبي بعد بداية متعثرة خسر فيها أمام فينورد (1-0). وأنهى "الشياطين الحمر" المجموعة في المركز الثاني برصيد 12 نقطة في المركز الثاني من الترتيب خلف المتصدر فناربخشه.

وفي كأس رابطة المحترفين، تفوق الفريق على وست هام في ربع النهائي (4-1). ويواجه في نصف النهائي فريق هال سيتي الذي يعاني منذ انطلاق الموسم.

اعتاد "سانتا" رؤية رجلاً اسكتلنديًا في مانشستر حين يطرق أبواب المدينة. استضافه فيرجسون أكثر من ربع قرن، وكان سانتا كريمًا معه لكن بعد رحيل المدرب تغيّر الأمر.

عام مع مويس وعامان مع فان خال، لم يمنح "بابا نويل" مانشستر خلالهم هديته المعتادة بالتسلل إلى القمة، وهو أمر سيتكرر هذا الموسم في ظل ابتعاد الفريق عن المنافسة حتى الآن.