جروب اتحاد مؤيدي الدولة

اتحاد "الدولجية": نحن حركة مقاومة شعبية

منشور الاثنين 7 نوفمبر 2016

"لا يعيب أحد إنه يكون بيحاول ينظم عمل لأصدقاء ليه على فيسبوك ضد ناس بتطلق شائعات بتحاول تهدم البلد.. الفكرة اللي إحنا شغالين فيها بآليات أفضل من اللجان".  إيهاب عمر، أدمن جروب "اتحاد مؤيدي الدولة".

"إحنا بنتعرض لغزو إلكتروني على فيسبوك، وللأسف من مصريين، فواجبنا أيًا كان مسمى الحرب- جيل رابع أو خامس- أن تنشأ تلقائيًا حركة مقاومة شعبية ينظم فيها الشعب نفسه، وهو ما حدث حرفيًا في ظاهرة الدولجي". بهذا التفسير رد الكاتب الصحفي بالأهرام إيهاب عمر، أحد مديري جروب "اتحاد مؤيدي الدولة"، على سؤال المنصة حول طبيعة الجروب، الذي كُشف الستار عنه أمس وسط هجوم لاذع من مرتادي شبكتي فيسبوك وتويتر.

تصريحات "عمر"، أتت ردًا على تهمة انضمامه ورفاقة بالمجموعة إلى "اللجان الإلكترونية"، والتي وجهها لهم الباحث خالد رفعت رئيس مركز طيبة للدراسات السياسية، في منشور حظى بمشاركات واسعة عبر فيسبوك.    

 

   وبينما يترقب الشارع المصري، نتيجة الأحاديث الإعلامية عن دعوات لاحتجاجات قد تنطلق الجمعة المُقبلة؛ تابع مرتادو فيسبوك المعركة التي اندلعت بين مؤيدي النظام وبعضهم البعض، إذ شن "رفعت" -الذي قدّم نفسه لـ"المنصّة" باعتباره كان مسؤولاً في منطقة القناة عن حملة ترشيح السيسي للرئاسة، ومن قبلها حملة "تمرد-، هجومًا على أعضاء جروب "اتحاد مؤيدي الدولة"، وخص فيه بالذكر، الإعلامي إبراهيم الجارحي، الذي لم يفوت على نفسه فرصة الرد.

نيران صديقة

يعلق خالد رفعت في تصريحاته: "أنا مستعجب، أنت عامل جروب بتقول إنك بتدعم الدولة، وبتهاجم واحد من أشد أنصار الدولة. ليه؟".

بدأت المعركة تخرج للعلن بعدما قرر "رفعت" الرد على دعوة طُرحت في الجروب للهجوم عليه، باعتباره ضد النظام. يُعلق رئيس مركز طيبة للدراسات السياسية: "حاجة عجيبة جدًا. وماعرفش ليه فجأة كده؟ كان لازم أرد لهم الصاع عشرة، وده بداية الرد، علشان لو صعّدوا هصعّد أكتر من كده، وأنا لسه عندي كروت كتير ماحرقتهاش".

 

منشورات ينسبها رفعت لجروب الدولجية

في المقابل، أكد إيهاب عمر أحد مديري الجروب لـ"المنصّة"، أن "رفعت" صديق لكثيرين من أعضاء جروب "اتحاد مؤيدي الدولة"، بل وكان أحد الأسماء المطروحة للمشاركة في إدارته، لولا أنه "لم يحرز أصواتًا تُذكر في الانتخابات الداخلية".

ووفقًا لـ"رفعت"، كان سبب هجوم زملائه عليه، منشورًا طالب فيه رئيس الجمهورية بمخاطبة الشعب "الغاضب المُحبط"، وشرح الأزمة من أجل تهدئته. وأضاف أنهم قرروا التخطيط لحملة تهاجمه: "كل مشكلتهم إني إزاي أقول للرئيس يطلع؟ المفروض إني احترمه وماقولوش يطلع لأنه مش شغال عندي. أنا اعتقد إنهم حاولوا يكسبوا بنط على حسابي، وماكانوش متوقعين إن رد فعلي يكون بالقوة دي".

لكن إيهاب عمر أكد أن مَن تعرضّ لـ"رفعت" كان عضوًا واحدًا فقط، ولم يكن لاقتراحه صدى بين بقية الأعضاء، والذين يناهز عددهم 17 ألفًا، "وهو الرقم الكبير نسبيًا، بالنظر لعمر الجروب الذي لم يزد عن شهر واحد، منذ أطلقته طبيبة تدعى شيماء رأفت".

عدد الأعضاء كان أحد أسانيد عمر للدفع بعدم صحة تهمة "اللجان الإلكترونية"، قائلاً إن جروب اللجان يكون عدد أعضائه قليل، واصفًا ما يحدث في "اتحاد مؤيدي الدولة" بأنه نقاش فقط، وقال إن جروب اللجان لا يعرف انتخاب "أدمنز"، ولا يكون متاح ومعروف ومأخوذ منه "برنت سكرين".

دللّ "رفعت" على صحة اتهامه لرفاقه في الجروب بأنهم لجان إلكترونية؛ عن طريق صور "تحذيرات وتوجيهات" نشرها "الجارحي" وآخرون، على الجروب المغلق، بشأن التعامل مع الأزمات الحالية، أو بالهجوم على صفحات وشخصيات بعينها.

 

منشورات ينسبها خالد رفعت لـ"الجارحي"

لكن "عمر" قال إن هذه المنشورات، ليست إلا استجابة من "الناس المشهورة دولجيًا"- خاصًا بالذكر إبراهيم الجارحي ومحمد نجم- على أسئلة الأعضاء حول كيفية التعامل والحديث عن الأوضاع الراهنة.

جزء من النظام

على العكس من "عمر"، الذي تحدث عن "رفعت"، باعتباره يتحد معهم على "حب الوطن" وإن اختلفت الآراء، وأعلن تبنيه وجهة نظر رافضة للتعرض لأي "دولجي" ولو رآه أعضاء الجروب "لم يعد كذلك"، كان الرد مختلفًا من "الجارحي".

فبعد ساعات قليلة من منشور "رفعت"، نشر إبراهيم الجارحي بيانًا عبر صفحته على فيسبوك، أكد فيه تأييده للنظام الحالي، ووصف نفسه بأنه "جزء من هذا النظام"، مطالبًا رفاقه في المعسكر نفسه بالثبات، مجددًا هجومه على من يراهم "أعداء الوطن".

https://www.facebook.com/plugins/post.php?href=https%3A%2F%2Fwww.facebook.com%2FGarhiOfficialPage%2Fposts%2F10154528473298046&width=500

لكن المتخاصمان "الجارحي" و"رفعت"، خلال معركتهما الدائرة الآن، اتفقا في نقطة الاستمرار في موالاة ومساندة نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي. وقال رفعت معلقًا لـ"المنصة" على بيان الجارحي: "أنا خدمت الدولة دي طول عمري، والإخوان قفلوا حسابي 3 مرات، وكان بيني وبينهم حروب دايمًا، وحطوني على قايمة الاغتيالات، وعلى قايمة امسك فلول، بس أنا كنت متفهم رد فعلهم إننا بنهاجم بعض. لكن دول؟ أنا مستغرب، لأننا في مركب واحد ولينا هدف واحد".

وفي منشور لاحق على الذي هاجم فيه "اللجان"، قرر الأكاديمي، الذي يزدحم موقعه الإلكتروني الخاص، بمقالات عن "الطابور الخامس" و"الإخوان" و"مخططات برنارد لويس"، تجديد إعلان مواقفه المعادية لثورة 25 يناير، والرافضة لمظاهرات 11/11.

وبالسؤال عن علّة وجود "اتحاد مؤيدي الدولة"، قال إيهاب عمر" في الأول كان الهدف إن مؤيد البلد واللي بيحب وطنه يحس إنه مش لوحده على فيسبوك، لأن هما [المعسكر المقابل] بيمارسوا علينا نوع من الاغتيال المعنوي، فكان لازم يكون فيه نوع من الملتقى أو المنتدى".

لكن تطور الأوضاع في مصر- والحديث لـعُمر- دفع الأعضاء لطرح أسئلة عن كيفية الرد على تعليقات البعض على القرارات الرسمية. معقبًا بقوله: "دي قعدة إلكترونية للعصف الذهني، لأن التيارات الأخرى والعصابات اللي بنواجهها بتعمل أكثر من ذلك، وحتى بتجد تمويل ورعاية". وتلك الأخيرة يأسف "عمر" لعدم التفات الدولة لها قائلاً: "لم نتواصل مع أحد أجهزة الدولة، للأسف، لأنه كان من المفترض أن يكون لدى الدولة ظهير إلكتروني ترعاه".

مقاومة شعبية إلكترونية

يفضّل "عمر" أن يُسمي ما يفعله أعضاء الجروب، من قبيل طرح أفكار لمهاجمة شخصيات بعينها، أو تبني وجهة نظر واحدة مؤيدة للقرارات الاقتصادية، بـ"المقاومة الشعبية الإلكترونية الجديدة".

ولا ينكر "عمر" ما أنجزه شباب "الدولجية" في فترة قصيرة، من تأييد جماعي لفريق "بلاك تيما" الغنائي، في مواجهة ما لاقاه من "تطاول" الإخوان والثوار، بسبب مشاركتهم في مؤتمر الشباب، ومهاجمتهم الجماعية أيضًا لشركة المياه الغازية نشرت إعلانًا "يهين الجيش المصري".

 

تعليقات داعمة لفريق بلاك تيما بعد مؤتمر الشباب

وعلى الرغم من الخلافات الحالية بين "رفعت" وأعضاء جروب اتحاد مؤيدي الدولة؛ إلا أنه يشهد لهم بأنهم هاجموا الأمين العام السابق لمنظمة التعاون الإسلامي، السعودي إياد مدني، بسبب تصريحاته الساخرة عن "تلاجة السيسي"، إذ وصفه بـ"المنطقي".

ودشن عدد من المصريين هاشتاج، للهجوم على "مدني"، في أعقاب تصريحاته خلال القمة التي عقدتها المنظمة في تونس.

ضد البرادعي ومع أماني

وصار من المعتاد بالنسبة لمستخدمي فيسبوك وتويتر، رؤية تكتلات تُقدر بمئات الأشخاص، يحددون هدفًا للتدوين حوله، ولو للترفيه فقط، لينتشر عبر آلاف متابعيه كالنار في الهشيم.

لكن "اللجنة الإلكترونية" كمصطلح، ظهر عقب الثورة في 2011، للإشارة إلى أصحاب حسابات على فيسبوك وتويتر، يعملون- غالبًا بمقابل مادي أو بحكم موالاة جهة أو فكر ما- لصالح الدفاع الدائم عن شخص أو كيان اعتباري وتحسين صورته، واستهداف خصومه أو منتقديه. مستخدمين في ذلك منشورات- غالبًا ما تكون محددة وموّحدة- على فيسبوك وتويتر.

ومع حدة الاستقطاب، بمرور 5 أعوام من الحراك السياسي، صار لبعض الشخصيات العامة جماعات متابعة، بين الموالين والمهاجمين، عبر صفحة أو جروب، ومنها مثالاً "حملة مليون مصري ضد البرادعي"، و"الـ23 مليون اللي انتخبوا السيسي"، و"الظهير الشعبي للإعلامية أماني الخياط". وإن لم تعلن تلك المجموعات عن خطط بعينها للدعم أو الهجوم.