الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي

السيسي في "تثقيفية الجيش".. دعوة للتقشف ورسالة لدول الخليج

منشور الخميس 13 أكتوبر 2016

16 يومًا فصلت بين خطاب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في "غيط العنب" أواخر سبتمبر/أيلول الماضي، وخطابه اليوم الخميس، في الندوة التثقيفية للقوات المسلحة.

شهدت الأيام الفاصلة بن الخطابين، أزمات متعددة داخليًا وخارجيًا تسارعت وتيرتها في الساعات الأخيرة.

داخليًا، واصلت العملة المحلية تراجعها أمام الدولار في السوق الموازية بعد الأنباء عن "تعويم الجنيه"، وارتفعت أسعار الذهب بشكل قياسي. كما اختفى السكر من الأسواق وارتفع سعره ليتجاوز  10 جنيهات للكيلو الواحد.

وانتشر، أمس الأربعاء، مقطع فيديو لسائق توك توك ظهر في تقرير بأحد البرامج التليفزيونية؛ ينتقد بحدة الأوضاع الاقتصادية للبلاد، ويُحمّل النظام السياسي الحالي مسؤولية التدهور الاقتصادي. ودشن مستخدمو فيسبوك وتويتر هاشتاج #انا_خريج_توكتوك. أصبح الأكثر تداولاً في مصر، اليوم الخميس، دعمت أغلب تعليقاته ما قاله السائق.

اقرأ أيضًا: هاش_ديسك| #انا_خريج_توكتوك: 3 دقائق تُلخص أزمات "مصر بنت عم الصومال"

خارجيًا، توترت العلاقات بين مصر والسعودية؛ بسبب الموقف المصري من القضية السورية في اجتماع مجلس الأمن الأخير.

وانتقدت السعودية تصويت مصر للمشروع الروسي بشأن سوريا في مجلس الأمن، ووصف المندوب السعودي لدى الأمم المتحدة عبد الله المُعلمي تصويت مندوب مصر لروسيا بـ"المؤلم".

وقامت شركة أرامكو السعودية بوقف إمداد مصر بالمشتقات البترولية، قبل أن يغادر السفير السعودي أحمد بن عبد العزيز قطان القاهرة، مس الأربعاء، ويتوجه للرياض في زيارة تستغرق 3 أيام.

ودشّن إعلاميون مصريون، مقربون من النظام الحاكم، حملات تهاجم المملكة العربية السعودية، وطالب بعضهم بإيقاف رحلات العمرة لتوفير الأموال.

اقرأ أيضًا: أصدقاء الأمس.. إعلاميون مصريون ينقلبون على "المملكة"

كما وجهت إثيوبيا أيضًا اتهامًا لمصر بتقديم الدعم للمتمردين.

هجوم متجدد على الإعلام

بات انتقاد وسائل الإعلام المصرية ركيزة أساسية في خطابات السيسي، وفي الندوة التثقيفية للقوات المسلحة جدد الرئيس انتقاده لها.

طالب السيسي الإعلام بضرورة نقل المعلومات الصحيحة وتبنى القضايا الوطنية، لافتًا إلى أنه يحترم تجربة الدستور والقانون فى عدم وجود وزير إعلام .

وقال السيسى إنه عندما سأل الرئيس البشير عن قرار وقف استيراد المنتجات الزراعية المصرية، قال له:"كان هناك تقريرًا تلفزيونيًا مُرعبًا فى مصر حول استخدام المياة غير الصالحة فى الزراعة، مما أثر على القرار السودانى، بوقف استيراد الخضروات".

وأضاف السيسى أن المعالجة الخاطئة أيضا تكررت فى أزمة ريجينى والطائرة الروسية.

كان الرئيس انتقد في الندوة التثقيفية للقوات المسلحة العام الماضي أداء بعض الإعلاميين وقال "حاشتكيكم للشعب" وعقّب أيضًا قائلاً: "ميصحش كده" وتحولت الجملة الأخيرة لاحقًا إلى وسيلة للسخرية من خطاباته.

الاستقلالية.. ورسالة لدول الخليج

تعقيبًا على توتر العلاقات بين مصر والسعودية، شدد السيسي على أمرين؛ الأول قوة العلاقات بين مصر و"أشقائها في الخليج"، والثاني "استقلالية القرار المصري".

قال السيسي: "مصر تنتهج سياسة تتسم بالاعتدال والتسامح والاستقلالية فى القرار". وفصّل: "ثوابت السياسة المصرية لا تتغير، لكونها ناتجة عن دراسة تجارب الآخرين".

وتابع: "لقد تابعت تجربة محمد على ولماذا لم تكتمل، وكذلك تجربة مصر فى 1952 ولماذا لم تكتمل، ورأينا دروس دول اخرى كانت قوية ولكنها لم تكتمل نتيجة ممارساتها التى دمرت بلادها".

وقال الرئيس إنه أثناء افتتاح "غيط العنب" بالإسكندرية، وجه رسالة لدول الخليج، بأنه "لا يستطيع أحد التدخل فى العلاقة الوطيدة، بيننا وبين أشقائنا فى الخليج" واستدرك: "لكننا لدينا سياسة مستقلة فى إطار الحفاظ على الأمن القومى العربى وفقًا للرؤية المصرية".

وأكد السيسى، حرصه على العلاقات التاريخية مع الأشقاء فى الخليج، من منطلق مسئولية مصر فى حماية الأمن القومى العربى، باعتباره جزء لا يتجزأ من أمن مصر.

وقال إن هناك من يحاول "تخريب العلاقة بين مصر والأشقاء في الخليج".

وتحدث الرئيس عن الأزمة السورية، قائلا:" موقف مصر من الأزمة ثابت؛ وهو إيجاد حل سياسى لسوريا ووحدة الأراضى وإرادة الشعب السورى ونزع أسلحة الجماعات المتطرفة وإعادة إعمار سوريا، وهذا ما صوتنا عليه فى مجلس الأمن.. وتصورنا أن الأشقاء فى الخليج ليس لديهم اعتراض على ذلك".

وأكد السيسي أن تصويت مصر على القرارين الروسى والفرنسى ليس متناقضًا، لأن "القرارين يضمان فقرة للهدنة والسماح لدخول المساعدات وكان هذا هو الدافع للموافقة".

وعن توقف الإمدادات البترولية السعودية قال السيسي: "البعض تصور أن وقف شحنات البترول من السعودية كان للرد على موقف مصر في مجلس الأمن، أؤكد أن هذا ليس صحيحًا". وأوضح  "شحنات البترول تأتي وفقًا لاتفاق تجاري تم توقيعه فى إبريل الماضي، ولا نعرف ظروف الشركات، وسنتخذ المواقف المناسبة".

إثيوبيا.. ودعم المعارضة

قبل أيام اتهمت إثيوبيا، عبر وزير إعلامها، مصر وإريتريا بدعم المتمردين داخل البلاد.

وعلّق السيسي قائلاً إنه أكد للمسؤولين في إثيوبيا أن مصر "تتمني الخير للجميع وتسعي إلى تحقيق المصالح المشتركة للشعبين، ولا تقف أمام المصالح الأثيوبية، مع الحفاظ على المصالح المصرية وحقها التاريخي في مياه النيل باعتباره مسألة حيوية لمصر".

وتابع الرئيس المصري: "هناك شائعات انتشرت بدعم مصر للمعارضة الإثيوبية، وأكدنا لاشقائنا فى إثيوبيا قبل ذلك أن هناك طريقين إما التعاون او المواجهة، واخترنا التعاون"، لافتا إلى أن "مصر لم ولن تقوم بعمل تآمرى ضد إثيوبيا" ولا تدعم المعارضة فى أديس أبابا، بل تدعم خيار التعاون مع الاشقاء الإثيوبيين.

وتابع: "مصر ليس من أدبياتها وسياستها أن تقوم بدعم أفعال تآمرية فى أى دولة".

"لا تأكلوا ولا تناموا.. واحذروا المخربين"

الرسائل الداخلية التي وجهها السيسي للشعب المصري لم تحمل جديدًا. دعوة متكررة للتقشف والعمل بجدية، ومطالبة بعدم الالتفات لمن يصفهم بالمخربين.

قال السيسي: "لو عايزين يامصريين يبقى عندكم استقلالية بجد، ماتاكلوش وماتناموش"، وأضاف: "تابعت خلال الفترة الماضية على مواقع التواصل الاجتماعي التى تصلني تقارير منها؛ وجود سخط فى الشارع من بعض المواطنين من نقص من السكر والأرز".

وطالب المصريين بالتحمل لكي يكون لديهم وطن مستقل.

وأشار إلى أنه منذ 3 يوليو/حزيران (عام 2013)  لم يتآمر على أحد أو يخادع أحد. وقال"اللى عنده ثقة فى ربه يعرف كيف تسير الأمور ولا يتآمر أو يخادع". وأضاف "الدولة المستقلة فى قرارها تعانى كثيرا". 

وشدد رئيس الجمهورية، على أن الظروف الحالية التى تمر بها البلاد تتطلب تحمل كافة فئات الشعب.

وأشار إلى أن هناك شائعات ومحاولات لتخريب الداخل، وانه يتابع جيدا مواقع التواصل الاجتماعى، قائلا:" انتبهوا، هناك محاولات لتخريب مصر وعزلها".