صلاح بقميص المنتخب في إحدى الحملات الإعلانية

ما بعد الفوز على الكونغو.. ملاحظات حول منتخب "باصي لصلاح"

منشور الاثنين 10 أكتوبر 2016

كسبنا الكونغو في أول مشوار التصفيات لكأس العالم، بس في إحساس عام كده منتشر أن "المنتخب وحش" وأننا ما بقيناش نلعب كورتنا وبقينا منتخب محمد صلاح بس، وشوية كلام كتير كده سمعته امبارح وأنا بشوف الماتش على القهوة واتردد طول اليوم!

يمكن أكتر حاجة بتستفزني بشكل عام، وفي أيام ماتشات المنتخب بالتحديد، هي فكرة أننا أزاي نعتمد في الهجوم على لاعب واحد، وأزاي نبقى منتخب "باصي لصلاح" زي ما بيتقال، والكلام اللي بيتردد كتير جدًا عن أننا معندناش أي خطط هجومية!

والحقيقة، أنا هفترض فعلاً أن معندناش حلول هجومية غير صلاح، أيه المشكلة، وأيه الأزمة أن فريق بالكامل يعتمد على لاعب عشان يجيب أجوال ويخلص الماتشات!

الإكليشيه المنتشر بتاع "مفيش فريق بيعتمد على لاعيب" ده ملوش أي أساس من الصحة، لأ، في فرق بتعتمد على لاعب واحد، وكل اللي حواليه بيبقوا "سنّيده" ليه، مهنتهم أنهم يخدّموا عليه، وفي فرق كبيرة اوي لما بيغيب لاعب بتفقد أغلب قوتها الهجومية!

لما يكون عندي لاعب زي صلاح، متصنف أنه من أسرع لاعيبة العالم، فلازم اعتمد عليه، كل الفرق بتبقى نازلة وعاملة حساب لصلاح وقافلين عليه بلاعب واتنين ورغم كده بيقدر يعدي وبيروح الجول، فمفيش أي مشكلة أني ألعب عليه!

الأزمة من وجهة نظري لما ما يبقاش عندك حل تاني، هي دي الأزمة الكبيرة اللي ممكن نقول إنها كارثة، لما صلاح يتصاب زي ماتش الكونغو لما اتعرض لإصابة جامدة في الشوط الثاني ولعب الدقايق الأخيرة وهو مش قادر يجري ساعتها كان في مشكلة، أو لما يبقى مش يومه ومش عارف يعدي ويوصل للجول فدي بردو مشكلة كبيرة.

كوبر لازم يبقى عنده بدائل، وأظن أنها موجودة، سواءً بالاعتماد على لاعيبة بعينها زي كوكا الطويل جدًا والمميز في كل الكرات العالية، أو تريزيجيه اللي مميز جدًا في انطلاقاته أو أي حل فردي تاني، وممكن الحل يبقى جماعي يعتمد على تحركات ونقل الكرة في مساحات معينة أكثر ما بيعتمد على أشخاص.. المهم يبقى في خطة بديلة للخطة الأصلية اللي هي باصي لصلاح.

الحاجة التانية المستفزة بردو، واللي بتتكرر بشكل كوميدي هي أزمة اللاعيبة المحترفين. احنا في مصر عندنا تصور منتشر ان اللاعب المحترف هو سوبر مان أو إنسان خارق ما بيغلطش، أي غلطة بيغلطها لاعب محترف بيتقال "بص اللي بيلعب في أوروبا" وأي تراخي أو تراجع في المستوى بنسمع شوية جمل بايخة زي "أصله خايف على رجله" و"يقدر بره يعمل كده".

الكلام ده بقوله بمناسبة محمد النني، اللي هو واحد من أهم لاعيبة الجيل الحالي في المنتخب، واللي كان أداؤه في ماتش الكونغو سلبي جدًا.

النني عنده مشكلة فنيّة فعلاً، مع المنتخب ومع آرسنال، وده موضوع يطول شرحه، لكن باختصار هو مش لاعب وسط ارتكاز تقليدي، مش حسام عاشور يعني مع الاعتذار عن التشبيه ده، ومش لاعب وسط بيزيد لقدام زي حسني عبد ربه أو حسام غالي، هو حاجة ما بينهم كده، فتوظيفه لازم يكون بشكل مختلف وليه حسابات كتير في مين هيلعب جنبه ومين هيلعب قدامه، ودي مشكله لازم هو قبل أي حد يلاقيلها حل.

والماتش شغال وبعد الماتش سمعت كلام كتير عن أن حسام غالي، اللي خلّص كورة تقريبًا، وإبراهيم صلاح اللي بيعمل نفس شغل طارق حامد بجودة أقل طبعًا لازم يلعبوا مكان النني الماتشات الجاية، وشوية كلام تاني عن أنه عمر ما لعب حلو مع المنتخب!

النني عمل ماتش وحش، وكان في قبل كده ماتش وحش بردو، بس لما نقيم لاعب بقاله 4 سنين مع المنتخب الأول، لازم نبص على كل ماتشاته، ونشوف ممكن نحقق ممكن أقصى استفادة ازاي خاصة لو كان لاعب بيلعب في مستوى نادرًا لما حد عندنا بيوصله!

في كمان أزمة مرتبطة بالمحترفين، وهي أزمة بايخة أوي الحقيقة، ليها ارتباط بفكرة أن اللي جي من برّه هيبقى أحسن أو أجمد أو لا مؤاخذة "أنضف" كرويًا من اللاعيبة اللي عندنا، أو العكس، في ناس بتهاجم المحترفين لأنهم على حد قولهم "شايفين نفسهم علينا"!

طه إسماعيل مثلاً، اللي بيقولوا عليه شيخ المحللين الكرويين، كان أيام بوب برادلي، الله يمسيه بالخير، بيقول "أزاي نجيب لاعب من بره زي أحمد المحمدي ونقعده على الدكة ما ينفعش لازم يلعب".

الحقيقة اللي جي من بره مصر مش بالضرورة أحسن، ولا أسوأ، والخناقة بتاعت أننا نلّعب المحترفين ولا ما نلعبهمش، خناقة ملهاش معنى، وكتير أوي الصحافة الرياضية والإخوة النقاد بياخدونا في سكك ملهاش أي لازمة.

أنا فاكر  بعد ما خسرنا مع شوقي غريب من تونس في القاهرة، طلعت هوجه أننا لازم نستبعد المحترفين زي علي غزال، اللي أساسًا بيلعب في نص الملعب مش قلب دفاع زي ما شوقي غريب عمل، وزي أحمد حسن كوكا اللي كان لعب ساعتها ربع ساعة بس، وكل ده ومحدش اتكلم على المدرب الفاشل.

في حاجة كمان بتتكرر، وهي مهمة الحقيقة، موضوع أننا ما بقيناش نلعب كورتنا، وأن المنتخب بيلعب كورة دفاعية جدًا مع كوبر وأننا بنكسب بالعافية والكلام ده.

الحقيقة أحنا فعلاً مش بنلعب كورة حلوة، وحلوة أقصد بيها كورة فيها فنيات وجُمل واستحواذ وهجمات كتير وفيها مهارات فردية، بس احنا بنعرف نكسب، وكوبر لحد دلوقتي بيعرف يكسب وده أهم من اي حاجة!

كمان احنا بنقيس قياس غلط، اللي بيقول مش بنلعب كورة حلوة هو غالبًا بيبص على جيل أبو تريكه وحسني عبد ربه وأحمد حسن وزيدان ومتعب، والجيل ده خلص ومش هييجي زيه بالساهل، أو ممكن ميجيش خالص، الله اعلم يعني، لكن في كل الأحوال، احنا مش هنلعب الكورة دي تاني وده أحسن لينا حاليًا!

الحاجة الوحشة اللي الناس شايفاها في كوبر، أنه بيدافع وأن اللاعيبة بتترص ورا الكورة، أنا شايفها ميزة كبيرة، كوبر قادر يسيطر على اللاعبين، لو ساب المجال لهم، زي ما حسن شحاته كده كان بيقول للاعيبة قبل الماتش "انزلوا العبوا لعبكم" فاحنا هنشيل كتير وهنخسر من أي فرقة لأن عندنا مشاكل كتير في الدفاع حتى في وجود حجازي وربيعه وهما أكيد أفضل من علي جبر وإسلام جمال!

آه، ممكن نلعب أحسن، ونستحوذ أكتر ونروح على الجون أكتر، بس ممكن بردو نشيل كتير، وذكرى "6-1" من غانا مش بعيدة، فخلينا ماشيين باللي يكسبنا حتى لو بأداء باهت وممل.

وعلى ذكر كوبر، فالحقيقة أنا مبسوط أن الراجل ما بيرضخش لجماهير الأهلي ولا الزمالك، وقادر يخرج نفسه بنسبة كبيرة بره المعادلة، وقادر بردو لحد دلوقتي يفصل نفسه عن الكلام اللي بيجيله من ناحية اتحاد الكورة والتسريبات بتاعت حسن شحاتة وأنهم هيجيبولوا حد مكان أسامة نبيه يبقى عين ليهم جوه الجهاز والكلام الكتير اللي بنقراه كل يوم.

لحد دلوقتي احنا بنحقق اللي احنا عايزينه، والكلام اننا لو لاعبنا فرقة كبيرة هنخسر ونشيل غلط لأننا لسه كسبانين نيجيريا في تصفيات كأس الأمم.

بنأدي ولا مبنأديش مش دي القصة، المهم أننا نوصل كأس العالم أيًا كانت النتايج.

مقالات الرأي تعكس آراء وتوجهات كتابها، وليس بالضرورة رأي المنصة.