من مباراة مصر وهولندا بمونديال 1990

ضربة جزاء مجدي عبدالغني.. والتهرب من تمثيل المنتخب

منشور الاثنين 3 أكتوبر 2016

يشهد الوسط الكروي في مصر جدلًا مع كل تجمع للمنتخب الأول استعدادًا لمباراة رسمية أو ودية؛ بسبب اختيارات الجهاز الفني للاعبين، واستدعاء البعض وتجاهل البعض الآخر.

وبالتزامن مع الجدل حول الاختيارات، يلاحق  العديد من النجوم اتهام بالتهرب من تمثيل المنتخب، وتفضيل اللعب مع الأندية على الظهور الدولي.

ويعد أيمن حفني لاعب الزمالك أبرز من يوجه له هذا الاتهام حاليًا لغيابه المتكرر عن المنتخب بسبب "الإصابة". واستبعد هيكتور كوبر المدير الفني للمنتخب اللاعب من المعسكر الحالي، الذي يستعد لمواجهة الكونغو في تصفيات المونديال بعدما "أحضر حفني تقرير طبيًا من الزمالك يفيد بتعرضه للإصابة".

تهرُّب أي لاعب من تمثيل بلاده أمر سلبي، دون شك، خاصة إذا كان نجمًا لامعًا يؤثر غيابه على أداء المنتخب ككل. كما أنه سيحرم مدربه من عدد من الحلول التكتيكية أثناء المباريات. لكنّ الخاسر الأكبر من هذا التهرب، من وجهة نظري، هو اللاعب نفسه ولا أحد غيره.

لست بحاجة لأن أعيد حديثًا مكررًا سمعناه كثيرًا عن شرف تمثيل المنتخبات، وترديد النشيد الوطني في المحافل الدولية، وغيرها من الأمور التي تدغدغ المشاعر وهي، دون شك، حقيقية لكن بشكل أكثر واقعية أرى أن اللاعب الذي يرفض أو يتعلل بأي سبب كي لا يمثل بلاده هو المتضرر الأول؛ لأنه يبتعد باختياره ودون إجبار  عن دائرة المجد الكروي.

مباريات المنتخبات هي ما يسطره التاريخ. تستطيع أن تحصل على بطولة دوري أو كأس أو حتى بطولة إفريقية مع ناديك لكن ما يظل عالقًا في الأذهان بشكل أكبر هو مواجهات المنتخبات الوطنية.

هل تعرف مجدي عبدالغني؟ أتخيلُ، الآن، ردة فعلك على هذا السؤال، ربما توقفت عن قراءة المقال ولم تكمله، لكن إن قررت البقاء فلتعرف الآتي: حصل عبد الغني أو "البلدوزر" كما يُلقب على 17 بطولة مختلفة مع الأهلي محليًا وقاريًا. لكن ما يتفاخر به دومًا هو هدفه مع المنتخب في كأس العالم 1990. هذا هو الفارق.

إذا أجريتَ حوارًا صحفيًا أوتلفزيونيًا مع حسام حسن، وتحدث عن مشواره في كرة القدم؛ ستجد الحديث مختلفًا حين يسترجع ذكريات هدفه في الجزائر والتأهل لكأس العالم 1990، أو مباريات أمم إفريقيا 1998.

المنتخب هو من قاد محمد أبو تريكة ووائل جمعة وعصام الحضري وغيرهم لمقارعة أكبر نجوم العالم واكتساب احترامهم وإشادتهم؛ أمر ما كان ليحدث إلا من بوابة المنتخب فقط، رغم كل ما حققه هذا الثلاثي مع الأهلي من انتصارات وبطولات محلية وقارية.

المنتخب أيضًا هو من حفر أسم محمد حمص بحروف من نور في تاريخ الكرة المصرية؛ بعد هدفه في إيطاليا بكأس القارات.

الأمثلة كثيرة محليًا وعالميًا، مهما بلغت نجومية اللاعبين في أنديتهم وحصلوا على العديد من الجوائز وتوجوا بالألقاب تبقى مكانة الإنجاز الوطني مختلفة، وليس أدلّ على ذلك من ليونيل ميسي، أفضل لاعب في العالم في السنوات الأخيرة، الذي ما زال الجميع ينتظر منه لقبًا مع منتخب الأرجنتين رغم إنجازاته المتعددة مع برشلونة.

الأمر لا يحتاج كل هذا الجدل والاتهامات بالتخوين، يجب أن يعرف كل لاعب أن الانضمام للمنتخب سيقوده إلى مجد وشرف لن يحققه مطلقًا مع ناديه، وأنه فقط من سيندم إذا تخلف عن المشاركات الدولية.

مقالات الرأي تعكس آراء وتوجهات كتابها، وليس بالضرورة رأي المنصة.