تصنيف اقتصادي: مصر في مركز متأخر بقائمة أفضل وجهات المغتربين

منشور السبت 24 سبتمبر 2016

مصر واحدة من أسوأ الدول التي يمكنك أن تعيش فيها كمغترب وتكوّن أسرة.. إلى تلك النتيجة خلص تقرير أعده بنك "HSBC" بناءً على تصنيف يجريه وفقًا لاستطلاع رأي سنوي يجريه بين المغتربين والعمالات الوافدة في عدد من دول العالم.

واحتلت مصر المركز 44، وكادت تتذيل القائمة، لولا أنها سبقت البرازيل، صاحبة المركز 45 والأخير، بينما تفوقت على مصر دولًا عربية وأفريقية، منها البحرين التي حلّت في المركز 9، والإمارات صاحبة المركز 12، وكينيا في المركز 40.

وتراجعت مصر هذا العام 8 مراكز مقارنة بعام 2015 الذي احتلت فيه المركز 36 وفقًا للتصنيف نفسه، الذي تصدرته الدول الأوروبية، بينما كانت دول أمريكا اللاتينية ضمن القطاع الأسوأ.

ويُعنى تصنيف "HSBC" بالتعرف على مدى ملائمة الدول لعيش الأسر فيها، ويحدد مراكزه وفقًا للإجابات التي يتلقاها من المغتربين في إطار استطلاع بأسئلة عن الدول التي يقيمون فيها، تتعلق بأمور أبرزها "الحياة الاجتماعية، والقُرب من الشريك، والتسامح، وجودة الرعاية بالأطفال، ومستوى المدارس، والصحة، وجودة المعيشة".

مستويات متدنية

يدور تقرير "HSBC" حول محاور ثلاثة، هي "الاقتصاد، والخبرة، والعائلة"، ويشكل كل واحد منها عنوانًا عريضًا يندرج تحته محاور فرعية أخرى، تحدد درجة جودتها على مقياس من 1 إلى 45.

وأفاد التقرير، بناءً على ما جمعه من نتائج، بتدني وسوء مستوى الحياة في مصر، خاصة فيما يتعلق بأمور مثل الأمان الوظيفي الذي حصلت فيه مصر على الترتيب 35 من 45، والصحة التي حصلت فيها مصر على 43 من 45، بينما كان ترتيب مصر على المؤشر متقدمًا نسبيًا في نقاط أخرى، منها زيادة الأجور بـ26 من 45، والحياة الاجتماعية بـ18 من 45.

ووفقًا للموقع الرسمي للبنك، فإن استطلاع رأي المغتربين الذي يجريه في 2016 للسنة التاسعة على التوالي، وتنقله عنه وسائل إعلام عالمية، واحد من استطلاعات أخرى مُستقلة على مستوى دولي، للمقارنة بين مختلف الدول، بناءً على عينة تقدر بـ26 ألف و871 شخصًا.

وقد يكون هذا الاستطلاع، وفقًا للبنك، ذا فائدة للراغبين في السفر دون أن يكونوا حسموا اختيار وجهتهم، أو لمن يختارون بين دول مختلفة، وكذلك لغير المسافرين من المهتمين بمقارنة الأوضاع المعيشية في بلدانهم بدول أخرى وبصورة تفصيلية.

كلام "مغلوط"

قابل الخبير الاقتصادي محسن خضير، التقرير الصادر عن البنك بانتقاد النتائج التي خلص إليها، ووصفه بأنه "مغلوط ولا يعبر عن الواقع".

ودلل "خضير" على صحة وجهة نظره بقوله، لـ"المنصّة"، إن مصر تستضيف حوالي 12.5 مليون مغترب من مختلف الجنسيات، يقيمون فيها مع ذويهم، ويعملون، فمن غير المعقول في ظل هذا الرقم أن يصدر  مثل هذا التقرير عن البنك.

وقال الخبير الاقتصادي إن البلد "في أحسن ظروفها الاقتصادية والاجتماعية حتى الآن"، واعتبر التقرير "لا يعبر عن الحقيقة والواقع الاجتماعي" الذي تعيشه البلاد، وقال إنه أقرب ما يكون للتعبير عن اتجاه سياسي وليس اجتماعي ضد دول بعينها، كما اتهمه بأنه "أغفل أمر مهم" ولم يأخذه في اعتباره، وهو الترابط الأسري والعلاقات الاجتماعية القوية التي تربط الأسر المصرية ببعضها البعض.

وضرب "خضير" مثلاً على إمكانية الحياة في مصر بصورة جيدة بالنسبة للمغتربين، بمقارنتها بالولايات المتحدة الأمريكية، قائلًا "إنها كبلد لا تتمتع على سبيل المثال بالترابط الأسري، فهل جعل هذا منها دولة غير صالحة للاستقرار؟، بل على العكس هناك قطاع واسع يرغب في الهجرة إليها".

واختتم الخبير الاقتصادي بقوله، في المقابل نجد الترابط الأسري هنا أقوى كثيرًا، لكن البعض للأسف يلعب بأمور مثل الوظائف والأمان الوظيفي واستقرار الدخل، وغيرها من العوامل التي قد يؤدي التركيز على التشكيك فيها إلى تداعيات سلبية على الاقتصاد.