#هاش_ديسك| مغردون ضد إلغاء الدروس الخصوصية

منشور السبت 20 أغسطس 2016

تحاول وزارة التربية والتعليم المصرية بقيادة الوزير الهلالي الشربيني مواجهة ظاهرة الدروس الخصوصية المتغلغلة في النظام التعليمي المصري منذ عشرات السنوات، وفي سياق تلك المحاولات أطلقت الوزارة مبادرة "محافظة بلا دروس خصوصية"، المبادرة التي تبناها عدد من المحافظين الذين أسرعوا بشن حملات لإغلاق مراكز الدروس الخصوصية في المحافظات.

وتم إغلاق كل مراكز الدروس الخصوصية تقريبًا في محافظة بورسعيد، ليتوجه الهلالي بالشكر لمحافظ بورسعيد اللواء عادل غضبان لتبنيه للمبادرة وسرعة استجابته لها، وتسلط وسائل الإعلام المختلفة الضوء على المبادرة، لتستمر الحملات على مراكز الدروس الخصوصية في المحافظات المختلفة كالقليوبية والشرقية وبني سويف.

ومع استمرار الحملة، تفاعل عدد من رواد  "تويتر" مع هاشتاج #ضد_إلغاء_الدروس_الخصوصية، الذي احتل المركز الثاني في قائمة الأكثر تداولًا في مصر. وجاءت الكثير من التدوينات لتطالب بإصلاح المنظومة التعليمية وتطويرها قبل إلغاء الدروس الخصوصية.

 

وقال مغرد يستخدم اسم باسم أنه لا يوجد بديل للدروس الخصوصية، الأمر الذي أكدته عدد من التدوينات، فبحسب وجهة نظر المغردين أن الدروس الخصوصية هي الطريق الوحيد للنجاح، وفهم المناهج غير المتطورة.

صعوبة القضاء على الدروس

تحولت الدروس الخصوصية إلى نظام تعليم موازٍ في مصر يسد حاجة الطلاب في فهم المناهج، وتحول هذا النظام الموازي إلى سوق اقتصادي يدر أرباحًا بالمليارات على المعلمين ومراكزهم، فبحسب ما نشره موقع بوابة الوطن في سبتمبر/ أيلول 2015 فإن الأسرة المصرية تنفق 42% من دخلها على الدروس الخصوصية، أي ما يعادل 17 مليار سنويًا.

وبحسب كتاب "التعليم الموازي: الدروس الخصوصية واقتصاديات السوق" للدكتور شبل بدران، عميد كلية التربية بجامعة الإسكندرية السابق، فإن التعليم في مصر أصبح موضوعًا رأسماليًا قائما على الربح والتسويق والاستهلاك، ليتحول لأداة للتمايز الاجتماعي والطبقي.

وبحسب الكتاب الذي نشرته دار المصرية اللبنانية في مارس/آذار 2016، فإن تردي مستوى التعليم، وتحديد أعداد المقبولين في الكليات، إلى جانب التراجع في مستوى الدخول الحقيقية للمعلمين تعد من أهم الأسباب التي أدت لانتشار الدروس الخصوصية في مصر.

ولم يبتعد مغردو تويتر عن الأسباب التي ذكرها بدران في كتابه، إذ أرجعت مغردة تستخدم حساب باسم هدى سبب انتشار ظاهرة الدروس الخصوصية واستمرارها لمرتبات المدرسين الضعيفة، وقال مستخدم باسم إسلام مصطفى أن معاناة المعلمين المادية ستضطرهم لترك التعليم إذا ما تم إلغاء الدروس الخصوصية.

وقالت مستخدمة باسم سميرة محمد أن المدارس غير مهيأة للعملية التعليمية، في حين ذكرت مستخدمة أخرى أن إلغاء الدروس الخصوصية لن يغير من واقع فشل المنظومة التعليمية.

ويبدو أن الكثير من المغردين على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" لا يجدون جدوى من إلغاء الدروس قبل عمل إصلاحات في المنظومة التعليمية وتطويرها. لأنه بخلاف ذلك فحرمان الطلاب من البديل الخاص لن يساعدهم على فهم المناهج واجتياز الاختبارات.