ملكة جمال تركيا السابقة وعارضة الأزياء مرفي بيوسكاراك والرئيس التركي رجب طيب إردوغان

ملكة جمال سابقة.. أحدث المدانين بـ"إهانة إردوغان"

منشور الخميس 2 يونيو 2016

انضمت ملكة جمال تركيا السابقة ميرفي بيوكساراك أمس الأول، إلى طابور طويل من الملاحقين قضائيًا في تركيا وخارجها بتهمة إهانة رأس الدولة. فحكم القضاء التركي عليها بالسجن لمدة 14 شهرا مع وقف التنفيذ بتهمة إهانة رجب طيب إردوغان.

قصيدة ساخرة على موقع انستجرام، تسببت في اعتقال بيوكساراك البالغة من العمر 27 عاما، لفترة وجيزة العام الماضي قبل الإفراج عنها بانتظار المحاكمة. القصيدة التى نشرت لأول مرة في عام 2014، عبارة عن نسخة معدلة من النشيد الوطني التركي، وأعيد نشرها بصيغتها الساخرة آلاف المرات على وسائل التواصل الاجتماعي، ورأت فيها النيابة العامة التركية إهانة لإردوغان، الذي كان يشغل منصب رئيس الوزراء آنذاك.

ونفت عارضة الأزياء التي فازت بلقب ملكة جمال تركيا عام 2006 إهانتها للرئيس التركي، وقال محاميها إنه سيتقدم باعتراض رسمي على الحكم، ويحيل القضية إلى محكمة أعلى. مضيفًا: "لقد حوكمت بتهمة نشر نص لم تكتبه هي، وأدينت بكلمات لم تتفوه بها". وأصدرت المحكمة حكمها مع وقف التنفيذ، شريطة ألا تكرر ملكة الجمال السابقة فعل الإساءة مرة أخرى في غضون السنوات الخمسة المقبلة.

بيوكساراك هي اسم جديد في قائمة تضم 98 شخصًا حوكموا وصدرت ضدهم أحكامًا قضائية في الأشهر العشرة الاخيرة، بتهمة توجيه الإهانة لإردوغان خلال العامين الماضين. فمنذ وصول إردوغان إلى منصب رئيس البلاد في عام 2014، بلغت الدعاوي القضائية ضد الصحفيين والكتاب والفنانين وعدد من المراهقين نحو 1845 قضية، اتهموا جميعهم بإهانة الرئيس التركي. 

ويحاكم هؤلاء الأشخاص بموجب المادة 299 من القانون الجزائي، التي تفرض على كل شخص "يسيء إلى صورة" رئيس الدولة، عقوبة بالسجن، أقصاها 4 سنوات.  

خلال الفترة الماضية، انشغلت المنظمات الدولية والمعارضة المحلية بوضع حرية التعبير في تركيا، وخاصة تكرار السلطات اللجوء للقانون الخاص بإهانة الرئيس.

وفي مطلع شهر مايو/ آيار الماضي، انتقد الروائي التركي أورهان باموق (64 عاما) الفائز بجائزة نوبل إردوغان باستغلال تهمة إهانة الرئيس لتخويف المعارضة وإسكاتها. داعيا  قادة أوروبا لاتخاذ موقف حازم مع أنقرة بشأن حرية التعبير، خاصة بعد توقيع اتفاقية تتعلّق بالهجرة وسفر الأتراك إلى أوروبا بدون تأشيرة.

جاءت تصريحات باموق للصحفيين عقب انعقاد جلسة لمحاكمة زميله الكاتب والأكاديمي مراد بيلج، المتهم بإهانة إردوغان في عموده الصحفي. وقال باموق: "إن أوروبا لا بدّ أن تولي المزيد من الاهتمام بسجّل حرية التعبير في تركيا". بيلج الذي تنعقد جلسة أخرى لمحاكمته في يوم 20 سبتمبر/أيلول المقبل، قال بعد خروجه من مقر محاكمته في أسطنبول: "الرئيس صمم بشدة على خلق مجتمع جديد، حيث لا مكان لمبدأ الفصل بين السلطات".

من بين من وجه لهم اتهام بإهانة الرئيس التركي، طالب يبلغ من العمر 16 عاما، اعتقلته الشرطة، في ديسمبر/كانون الأول 2014، بعدما اتهم الرئيس التركي ونظامه بـ''الفساد'' في كلمة ألقاها في تجمع دراسي.  

يأتي صدور حكم السجن ضد ملكة الجمال التركية بعد أسابيع من واقعة مطالبة إردوغان للقضاء والحكومة الالمانيين بمحاسبة مذيع ألماني سخر منه، حيث وكل الرئيس التركي شركة للمحاماة لرفع قضية ضد الكوميديان "يان بومرمان"، الذي يعمل مع القناة الألمانية الثانية ZDF، بعد إلقائه قصيدة ساخرة تتناول قمع الأقليات في تركيا، وتضمنت سخرية ذات إيحاءات جنسية من إردوغان ونظام حكمه. 

الدعوى أثارت جدلا كبير حول حرية التعبير في ألمانيا، حيث تسمح المادة 103 في قانون العقوبات الألماني لرؤساء الدول والشخصيات الدبلوماسية باختصام مواطنين ألمان بتهمة إهانتهم، وإن كان ذلك يستوجب الحصول أولا على موافقة الحكومة الألمانية قبل النيابة العامة على الطلب. ووافقت المستشارة الالمانية أنجيلا ميركل على الطلب التركي بمقاضاة مواطنها في الرابع عشر من إبريل/نيسان الماضي. 

ورغم تأكيداته على ترحيبه بالنقد واحترامه لحرية الرأي والتعبير؛ هدد الرئيس التركي بمواصلة رفع الدعاوى القضائية ضد "كل من يوجه له الإهانة". في الوقت الذي ينفي فيه مساعدوه أن تكون الدعاوى القضائية موجهة لإسكات المعارضة، بحجة "تخطي تلك الانتقادات مساحة الرأي السياسي إلى توجيه الإهانة لشخص الرئيس".

بينما دافع وزير العدل التركي "بكير بوزداج" عن لجوء إردوغان إلى القضاء، قائلاً: "أنا غير قادر على قراءة الإهانات التى وجهت إلى رئيسنا، فهذا يدفعني إلى الخجل".