محمد أبو حامد يلقي بيانًا مصورًا داعيًا المصريين للتظاهر ضد الرئيس الأسبق محمد مرسي والإخوان المسلمين

بروفايل| تحولات محمد أبو حامد.. من رفض "العسكر" لعداوة "أبلة فاهيتا"

منشور الأربعاء 20 أبريل 2016

في بداية 2012، ومن بين نواب معدودين برز صوتهم الرافض لسياسات التيار الديني المسيطر على البرلمان والحياةالسياسية، كان محمد أبو حامد المنتخب على المقعد الفردي لدائرة قصر النيل وقتها، هو الصوت الحاد الرافض لمركزي القوة المسيطرين على الحكم: الإخوان والمجلس العسكري. ووصلت معارضته إلى ترديد هتاف "يسقط حكم العسكر" تحت قبة البرلمان. 

الآن وبعد أعوام أربعة من ذاك التاريخ البعيد، يبدو كأن محمد أبو حامد عضو مجلس النواب ضمن ائتلاف دعم مصر، يواصل طريق التكفير عن مواقفه السابقة، الذي بدأه عقب وصول الإخوان المسلمين لقمة الحكم. حين تراجع عن هتافه الثائر تحت قبة البرلمان وأعلن تأييده للواء عمر سليمان الذى رأى الثورة مؤامرة من التيار الديني وأصحاب الأجندات الغربية.

أمس انتفض أبو حامد ليشتبك مع رفيق الثورة القديم "خالد يوسف"، محتجًا على رفض الأخير لبيان حكومة المهندس شريف اسماعيل، واعتبار خالد يوسف أن البرنامج "لا يتسق مع الدستور".

أصبح محمد أبو حامد الآن رأس حربة ائتلاف دعم مصر المؤيد يس عبدالفتاح السيسي وحكومته، ونائبًا شرسًا في الدفاع عن الحكومة والرئيس، داعيًا لتطبيق القانون ضد عروسة التحريك "أبلة فاهيتا". وبعدما أطلق عليه الإخوان المسلمون وزملائهم من السلفيين ونواب الجماعة الإسلامية في برلمان 2012، لقب "نائب الخرطوش" بعدما أظهر طلقات الخرطوش تحت قبة البرلمان متهمًا قوات الأمن بإطلاقها على متظاهري محمد محمود، صارت مواقفه تتطابق اليوم مع فئة من أعداء الأمس، وهم السلفيون المؤيدون دون قيد أو شرط للرئيس عبد الفتاح السيسي وحكومته.

                                 

أبو حامد في زيارة مع "جبهة مؤيدي السيسي" لإعلان تأييده للتعديلات الدستورية

تاريخ أبو حامد السياسي مثير للتساؤلات. فقبل ثورة الخامس والعشرين من يناير، كانت علاقة أبو حامد بالسياسة تقتصر على نشاطه في جمعية "جيل المستقبل"، التي مثلت واجهة لتقديم جمال مبارك نجل الرئيس الأسبق للحياة العامة. وتزامن ذلك مع انشاء أبو حامد لشركته الخاصة لاستشارات نظم المعلومات.

ملامح أبو حامد  الذي ولد في عام 1973، يبدو أنها تغيرت مع مرور السنوات الستة، ربما تأثرًا بالتحول في اتجاهاته، التي بدأت باستقالته من حزب المصريين الأحرار في مارس 2011، ومحاولته التي لم تكتمل لتأسيس حزب سياسي بعد انفصاله عن المصريين الأحرار. ومع خريف 2012 أعلن دعمه لترشيح للواء عمر سليمان على مقعد الرئاسة، قبل أن يتحول مع مؤيدي سليمان لتأييد الفريق أحمد شفيق، الذي رآه المرشح الوحيد القادر على مواجهة وتحجيم الإخوان المسلمين.

نائب 2016 صاحب الوجه العابس، كان يرأس في 2011 لجنة الحريات في حزب المصريين الأحرار، ومهتم بحقوق الإنسان. ويقف اليوم ليحذر من الإحباط القومي وإهانة مؤسسات الدولة، ويدعو لمقاضاة أبلة فاهيتا، ترشح مستقلاً بعد الثورة لعضوية البرلمان عن دائرة قصر النيل، وفاز لينضم إلى كتلة من النواب المعارضين في البرلمان.

كي يصل لمقعده في البرلمان الحالي، غيّر أبو حامد دائرته إلى "الشرابية والوايلي"، وواجه نائبًا قديمًا عن الحزب الوطني هو "شيرين أحمد فؤاد"، وفاز وأصبح عضوًا بكتلة ائتلاف دعم مصر بالبرلمان. ليبدأ في ممارسة أداء مغاير تمامًا لأدائه في البرلمان السابق، حيث تصب جميع مداخلاته وتصرفاته في اتجاه دعم "السلطة" والدفاع عنها.

 مشاجرة أمس مع خالد يوسف ليست الأولى لمحمد أبو حامد، فسبق أن وقعت مشادة بينه وبين نواب ائتلاف (25-30) بدون سبب واضح، ويظهر النائب الحاصل على إجازة في قراءة القرآن وعلومه، وكأنه يفتعل المشاجرات مع هذه المجموعة التي تختلف معه سياسيا.

ويولي أبو حامد تركيزًا خاصة لزميله النائب خالد يوسف، فخلافهما حول بيان الحكومة ليس الأول، إذ وقعت مشادة بينهما من قبل، خلال مناقشة دور مجلس الدولة في مراجعة التشريعات الصادرة عن البرلمان. وقتها وجّه أبو حامد كلامه ليوسف الرافض لتحويل التشريعات لمجلس الدولة والذي كان عضوا في لجنة وضع الدستور، وقال له: "الدستور وتفسيره ينفصل عن واضعه". واشتبك أبو حامد مع نواب من كتلة حزب المصريين الأحرار للسبب نفسه، وانتهى الخلاف وقتها بقرار لرئيس المجلس على عبد العال برفع الجلسة. 

يتخذ أبو حامد لنفسه مقعدًا ثابتًا تحت القبة لا يتغير. يحرص على الحضور مبكرًا قبل موعد الجلسة. لا يجلس في البهو الفرعوني – مكان استراحة النواب- في أوقات الاستراحة، ويبقى في مقعده الذي اختاره في منتصف اليمين، في مواجهة مقاعد اليسار التي يجلس عليها نواب (25-30)، وحزب النور ومحمد أنور السادات وأكمل قرطام، وأخرون ممن لديهم تحفظات على أداء السلطة والمجلس بصفة عامة. متحفزًا ومنتظرًا لأي انتقاد منهم للرئيس والحكومة، كي يهب مدافعًا ومهددًا كحارس مخلص لمؤسسات الدولة.