من كلمة السيسي أمام مؤتمر الاستثمار في أفريقيا. الصورة: المتحدث باسم الرئاسة- فيسبوك

نص كلمة السيسي خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الاستثمار في أفريقيا 22/11/2019

منشور السبت 23 نوفمبر 2019

 

بسم الله الرحمن الرحيم،

 أصحاب السعادة والمعالي رؤساء الوفود،

السادة ممثلي المؤسسات الدولية والإقليمية، وبنوك الاستثمار والمستثمرون،

السيدات والسادة،

أرحب بكم مجددًا في مصر، في العاصمة الجديدة، ذلك المكان الذي يؤكد إمكانية تحويل الحلم إلى واقع وحقيقة، حينما تتوافر الرغبة والإرادة السياسية لتوجيه جهود التنمية، فما يعود بالنفع على شعوب القارة، فيما يعود بالنفع على شعوب القارة.

نلتقي اليوم في مؤتمر إفريقيا 2019، الاستثمار من أجل إفريقيا، لنبحث سويًا ما بدأناه قبل سنوات من جهد وعمل مشترك نتطلع من خلاله أن نحقق لشعوبنا ولدولنا التنمية المنشودة، تنمية تتجاوز تحديات نعلمها جيدًا، وفي ظل عالم مملوء، مليء بالصعوبات والتحديات، لنسطر معًا واقعًا جديدًا، عنوانه الأفضل لكل مواطني القارة.

السيدات والسادة ضيوف مصر الكرام،

عملت مصر خلال رئاستها للاتحاد الإفريقي على تجاوز هذه الصعوبات، عن طريق التنسيق والتعاون والبناء، مع أشقائها الأفارقة لتنفيذ طموحاتنا نحو التكامل الإفريقي.

وكان دخول اتفاقية التجارة الحرة القارية الإفريقية حيز التنفيذ في 30 مايو 2019 علامة فارقة على طريق التكامل القاري، وهي إحدى أكبر مناطق التجارة في العالم، حيث تضم ما يقرب من 1.2 مليار نسمة، وناتج محلي إجمالي يقدر بحوالي 2.5 تريليون دولار، وستمثل الاتفاقية فرصة حقيقية لبلدان القارة لتحرير أكثر من 90% من التعريفات الجمركية، بما يسهم في تحقيق نمو أعلى ودخل أفضل للمواطن الإفريقي، وهو إنجاز يتطلب البناء عليه، لزيادة معدل التجارة الإفريقية البينية، والتي لا تتجاوز 15% في الوقت الحالي.

إن إنجاز وتفعيل منطقة التجارة الحرة الإفريقية، سيساهم في زيادة تدفقات التجارة والاستثمار بين دول القارة، ويساعد الدول الإفريقية على تجاوز صعوبات الاقتصاد العالمي، وهذه الظروف وتلك التوقعات، تحتم علينا أن نجد حلولًا تبنى على التكامل الإقليمي، بهدف تحويل القارة إلى مركز تصنيع عالمي، يساعد على توفير الملايين من فرص العمل الجديدة، وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة، والزيادة الإنتاجية ورفع معدلات النمو، مما يسهم في تحقيق الازدهار لشعوبنا.

السيدات والسادة،

إن نجاح إفريقيا في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، يتطلب تسريع وتيرة العمل لانجاز مشروعات تطوير البنية التحتية، من خلال المشروعات العابرة للحدود، وهي مشروعات مدرجة ضمن أولويات الاتحاد الافريقي، ومنها مشروع ربط القاهرة بريًا بكيب تاون، ومشروع الربط الكهربائي بين الشمال والجنوب، وربط البحر المتوسط ببحيرة فكتوريا.

وإنني من هنا، أدعو المؤسسات الإقليمية والدولية وبنوك الاستثمار وجميع شركاء إفريقيا في التنمية، للمشاركة معنا في المضي قدمًا نحو تحقيق طموحاتنا، من خلال تمويل التنمية والاحتياجات الضرورية للبنية الأساسية، وهو تمويل نسعى بأن يكون بأفضل الشروط، ويتوافق مع برامجنا لامحلية وأولوياتنا، كما ندعو مؤسسات القطاع الخاص، وبنوك الاستثمار والشركات متعددة الجنسيات، للاستثمار في إفريقيا الغنية بالفرص، وأسواق ضخمة وموارد متنوعة.

ومجددًا نؤكد، إن التنمية في إفريقيا، ليست مسؤولية الحكومات وحدها، ولكنها تتطلب مشاركة واسعة مع القطاع الخاص، على أن تستمر الحكومات في دورها في توفير المناخ الاستثماري الجيد، عن طريق إصلاح التشريعات القانونية والإدارية، وتهيئة البيئة الاستثمارية مما يساعد المستثمرين على العمل وضخ استثماراتهم.

وفي هذا الإطار، تتزامن الإصلاحات الاقتصادية في مصر مع تبني العديد من الدول الإفريقية الشقيقة لبرامج إصلاحية تتشابه في هدفها لتحقيق التنمية الشاملة ورخاء الشعوب، وهو ما يدعونا لمزيد من التنسيق والتعاون، كي تؤتي هذه الإصلاحات ثمارها على كل مواطني القارة الإفريقية.

السيدات والسادة،

آمل أن يكون حوارنا بناءً، وأن تكون جلسات هذا المؤتمر مثمرة، وأن نصل سويًا إلى توصيات تبنى على ما تحقق من إنجاز، تبني، لا سيما وأن المحاور المطروحة للنقاش تتركز على موضوعات ذات، ذات صلة بتحقيق أجندتنا للتنمية الشاملة المستدامة، وهى محاور الاستثمار في البنية التحتية، والاستثمار في التحول الرقمي، والطاقة الجديدة والمتجددة، والاستثمار في رأس المال البشري.

وإن شعوبنا الإفريقية، تتابع دومًا وعن كثب، كل تجمع لقارة دولها يحدوها الأمل أن يأتي بنتائج تعكس، تنعكس إيجابًا على حياتهم ومستقبل أبنائهم، وهو ما نسعى إليه، وسنعمل معًا على تحقيقه، لكي نفتح بابًا مشرقًا على المستقبل، بابًا للأمل والتنمية والرخاء، ولنعبر معًا من التحديات إلى الإنجازات.

وأقول لشركائنا في تنمية إفريقيا، إلى صناع القرار والمستثمرين، والمؤسسات الدولية، وصناديق الاستثمار: إن التنمية خيار حتمي لشعوبنا المتطلعة للأفضل، ولشباب متحمس يمثل ثروتنا الحقيقية، ويبحث عن مستقبل يلبي طموحاته، ويسعى جاهدًا لينال فرصة، فرصة عمل تتيح له الانطلاق.

لقد جئنا إلى هنا من أجل استكمال ما بدأناه من إصلاحات، بحثًا عن التنمية المنشودة، والبناء على ما حققناه من تقدم، في سبيل تعزيز التعاون المشترك، وعلينا أن نبذل مزيدًا من الجهد لعرض كل ما لدينا من فرص استثمارية واعدة على كل مستثمري العالم، كى تتحول إفريقيا إلى أرض المشروعاتا لكبرى، ونحن في مصر، بدأنا مشوار البناء، وهذا المكان الذي نلتقي فيه، أحد الشواهد الكبرى على عمل لا يتوقف من أجل مستقبل مشرق للأجيال القادمة، في مصر وفي إفريقيا. تحيا مصر، وتحيا إفريقيا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


ألقيت الكلمة في العاصمة الإدارية الجديدة بحضور عدد من رؤساء دول وحكومات ووزراء الدول الأفريقية ونحو 2000 شخص من ممثلي شركاء مصر فى التنمية ورجال الأعمال والمستثمرين.


خدمة الخطابات الكاملة للسيسي تجدونها في هذا الرابط