نص كلمة السيسي خلال الجلسة الافتتاحية للقمة الأفريقية الروسية 23/10/2019

منشور الخميس 24 أكتوبر 2019

بسم الله الرحمن الرحيم،

السيد الرئيس فلاديمير بوتين رئيس روسيا الاتحادية،

أصحاب الجلالة والفخامة والمعالي رؤساء الدول والحكومات الإفريقية،

السيدات والسادة،

أود في البداية أن أعرب عن التقدير الخاص للرئيس فلاديمير بوتين، ولشعب روسيا الاتحادية الصديق على حفاوة الاستقبال والضيافة، والاهتمام بتعزيز التعاون بين إفريقيا وروسيا، من خلال تدشين المنتدى الاقتصادي الإفريقي الروسي، كمنصة تتيح عرض مختلف الفرص الاستثمارية والتجارية بين الجانبين، بما يعزز الترابط والتواصل بين شعوبنا، ويسهم في دفع مسيرة التنمية في القارة الإفريقية وفقًا لرؤية أجندة الاتحاد الإفريقي التنموية 2063، ويساعد على استكشاف آفاق جديدة للتعاون المشترك، تعمق من المنفعة المتبادلة بيننا، وفقًا لمبدأ الملكية الوطنية، وإثراء لمنهج الشراكة الإفريقية مع الدول الصديقة، الذي طالما أثبتت التجارب مردوده الإيجابي.

إن تطلعات شعوبنا يجب أن تدفعنا جميعًا للتكاتف لتحقيق آمالهم وطموحاتهم المشروعة نحو السلام والاستقرار والتقدم الاقتصادي والتنمية، كما تحتم علينا الاستفادة من التجارب الاقتصادية الناجحة، وعلى رأسها التجربة الروسية، التي تعكس إرادة صلبة وقدرة على العمل والإنجاز.

ومن هذا المنطلق، فإننا نؤكد أهمية تواصل أعمال المنتدى إلى نتائج تسهم في تعزيز قدرات وإمكانات الدول الإفريقية، وأولوياتها ومشروعاتها الرائدة، حيث حرصت قارتنا على وضع موضوعات تطوير البنية التحتية، ودعم مسيرة التكامل الاقتصادي والاندماج الإقليمي في طليعة أولويات العمل الإفريقي المشترك.

وقررنا كذلك إيلاء الاستثمار في رأس المال البشري في إفريقيا، أهمية قصوى، باعتباره المكون والشرط الأساسي لتحقيق التنمية المستدامة، والنهضة المنشودة في ربوع القارة، لاسيما وأن شباب قارتنا دون الخامسة والعشرين يشكلون قرابة 65% من سكانها، مما يجعلها قوة بازغة في سوق العمل مستقبلا. فضلًا عن جهودنا المستمرة لتمكين المرأة الإفريقية دعما لدورها في الدفع قدمًا لمسيرتنا التنموية.

السيدات والسادة،

إن إفريقيا مقبلة على مرحلة مهمة، تشهد فيها تغيرات إيجابية كبيرة، تتزايد فيها فرص التجارة والاستثمار وريادة الأعمال، وتتطور فيها مجالات وقدرات التصنيع والتحول الرقمي، وذلك بدفع من مجتمعات شابة طموحة، وسياسات حكومية تشجيعية جريئة ومحفزة لتحقيق تطلعات شعوبنا.

وأود في هذا السياق أن أؤكد للمشاركين في محفلنا اليوم، أننا قطعنا شوطًا طويلًا من الإصلاحات الاقتصادية والسياسية، فضلا عن اتخاذنا خطوات ملموسة ومتلاحقة لتحقيق عملية الاندماج الاقتصادي على المستوى الإقليمي والقاري، وآخرها دخول الاتفاقية القارية الإفريقية للتجارة الحرة حيز النفاذ خلال قمة الاتحاد الإفريقي بالنيجر في يوليو 2019، بما يجعل القارة مقصدًا لاهتمام شركاء التنمية الدوليين.

 وفي هذا الإطار، ترحب إفريقيا بالانفتاح على العالم، والتعاون مع شركائها بهدف تحقيق نقلة نوعية سواء في مجال بناء القدرات ونقل المعرفة، وتحديث منظومة التصنيع القارية، وتطوير البنية الأساسية والتكنولوجية، وإرساء قواعد الاقتصاد الرقمي.

كما إنني أود تجديد الدعوة لجميع مؤسسات القطاع الخاص والشركات الروسية والعالمية، ومؤسسات التمويل الدولية للتعاون والاستثمار في إفريقيا، فهذا هو التوقيت المثالي للانفتاح على دول القارة.

 ولا يفوتني هنا مطالبة مؤسسات التمويل الدولية والقارية والإقليمية، بالاضطلاع بدورها في تمويل جهود التنمية بإفريقيا، وتوفير الضمانات المالية لبناء قدرات القارة بما يسهم في تعزيز التجارة وزيادة الاستثمار، وتقديم أفضل الشروط والحوافز للمشروعات، وبرامج التنمية للدول الإفريقية، بما يحقق لشعوب القارة أحلامها باللحاق بركب التقدم والتحديث والتنمية المستدامة الذي تستحقه.

السيدات والسادة،

أود قبل اختتام حديثي تأكيد أن التعاون مع الدول الإفريقية، يجب أن يستند إلى مبادئ المصلحة المشتركة والملكية الإفريقية في إطار يهدف إلى دعم التنميةا لشاملة والمستدامة في القارة الإفريقية من خلال ثلاث ركائز، وهي الإسراع في التحول الاقتصادي وتحسين مناخ الأعمال من خلال شراكة حقيقية مع القطاع الخاص، وتحقيق العدالة الاجتماعية والمشاركة المجتمعية، وتعزيز السلم والاستقرار وفق الرؤية الإفريقية الواردة في أجندة 2063 وأهداف التنمية المستدامة الأممية 2030.

ولا يسعني في الختام إلا أن أؤكد تطلعي لأن يسهم هذا المحفل المهم في المزيد من التعاون بين الجانبين، الإفريقي والروسي، في مختلف المجالات خلال السنوات القادمة.

شكرًا لكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

...

ألقيت الكلمة في مدينة سوتشي، بحضور عشرات رؤساء الدول والحكومات.

...

خدمة الخطابات الكاملة للسيسي تجدونها في هذا الرابط