توفيق عكاشة خلال التظاهرات الممهدة لـ30 يونيو

يوميات صحفية برلمانية| القرض الفرنسي الضائع في "زحمة عكاشة"

منشور الأربعاء 2 مارس 2016

 

صديقي القارئ أعرف أنك ترغب في معرفة كواليس إسقاط عضوية توفيق عكاشة، ولكن أريد أن ألفت انتباهك أولاً لما هو أهم، وأعدك بجرعة معلومات مشبعة بخصوص عكاشة. 

1- باختصار شديد وافق مجلس النواب اليوم على قرار رئيس الجمهورية بشأن اتفاقية قروض بين وزارة الدفاع وبنوك فرنسية، وتصل القروض لأكثر من 3 مليار يورو.

مهم أن نعرف كيف تعامل النواب مع هذا الأمر؛ طبعا الجميع أكد الدعم والتأييد للقوات المسلحة، وكل الكتل البرلمانية تكلمت والجميع أبدى استعداده التام للتوقيع على بياض بمجرد ذكر اسم القوات المسلحة.. 

إحنا في حالة حرب يا جماعة.

2- إسقاط عضوية عكاشة واضح أنها جزء من حالة الحرب، لأن النائب الشاب محمود بدر طالب بإعدام عكاشة لأنه "تعامل مع سفير إسرائيل والبلد في حالة حرب".

3- اللجنة الخاصة للتحقيق مع عكاشة كانت برئاسة المستشار حسن بسيوني وفي عضويتها" ليبراليين"، منهم علاء عابد ممثلاً عن كتلة نواب حزب "المصريين الأحرار"، ومارجريت عازر العضوة في ائتلاف "دعم مصر".

4- لأن اللجنة لا تملك التوصيةباسقاط العضوية؛ اكتفت بالتوصية بمنع عكاشة عن حضور الجلسات لدور انعقاد كامل (يعني لمدة عام). وحاولت اللجنة أن تجد مخرجًا من التورط في تجاوز  اتفاقية السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل، وفي نفس الوقت إيجاد حجة لإدانة عكاشة؛ فاتهمته بالحديث في أمور تمس الأمن القومي والسيادة مع سفير دولة أجنبية، واستندت في ذلك لتصريحات عكاشة عن تناوله قضية سد النهضة ومياه النيل مع السفير الإسرائيلي.

5- توصية اللجنة لم تأت على هوى النواب الذين تباروا في إلقاء خطب حماسية عن الوطنية ودماء الشهداء وأطفال بحر البقر، وكلما ارتفع صوت نائب نافسه زميله في رفع صوته أكثر وأكثر. 

6- عبد العال كان في مأزق؛ فهو لا يكف عن تأكيد التزام المجلس بالمعاهدة واحترامه للخيار الاستراتيجي ومطالبة النواب باحترام ذلك؛ لكنه في الوقت نفسه مضطر للمضي في مناقشة إسقاط عضوية عكاشة بسبب اتصال الأخير بالسفير الإسرائيلي.

7- خالد يوسف كرر موقفه المبدئي الرافض للمعاهدة، فثارت القاعه ضده. رئيس المجلس طلب في البداية احترام رأي يوسف؛ لكن استجاب بعدها لطلب أحد النواب بحذف جملة خالد يوسف من المضبطة.

8- بناء على مطالب عشرات النواب؛ طرح عبد العال سحب الثقة من عكاشة للتصويت بطريقة علنية، من خلال النداء على اسم كل نائب ليبدي موافقته أو رفضه علنًا، وهي الطريقة المعمول بها وفقا للائحة القديمة.

9- عكاشة حضر البرلمان وحاول الدخول لكن الأمن منعه لأنه محروم من حضور 10 جلسات لـ"إهانة رئيس المجلس".

10- مرتضى منصور توجه ناحية المنصة ومعه اللائحة والدستور - كعادته- وتحدث مع عبد العال مستخدمًا إصبع السبابة وكأنه يوجه له تحذير، لكن الصوت لم يكن مسموعًا.

مرتضى فعلا دار في طرقات البرلمان يحذر من عدم قانونية ما يحدث، مؤكدًا أنه لا يتفق مع اللائحة ولا الدستور. ورفض مرتضى المشاركة في التصويت، ويرى أن عكاشة لن يكون الأخير، وأن ائتلاف دعم مصر وراء هذا القرار وقال: "أرى أحمد عز الجديد".

11- مرتضى منصور لم يكن العضو الوحيد الذي ارتأى هذا الرأي، فالنائب محمد السادات رفض إسقاط عضوية عكاشة "لأن الإجراء مخالف للائحة". وعبد العال قال له: "توقف عن اعطائي دروس في الدستور". 

12- مصطفى بكري لم يفوت الفرصة وطالب الأجهزة الأمنية بالكشف عن تسجيلات لقاء عكاشة مع السفير الإسرائيلي.  وهو  ما علق عليه مرتضى بقوله: "ده كلام خطير! الأمن يسجل لنائب في منزله؟ أمال بيعمل إيه مع المواطن العادي".

13- من أبرز النواب الرافضين لقرار إسقاط العضوية: السادات ودينا عبد العزيز التي قالت إن عكاشة لم يفعل شئ مخالف للدستور أو القانون.

14- نواب المصريين الأحرار وافقوا على إسقاط العضوية، بما فيهم أحمد مرتضى الذي خالف رأي والده والتزم بالموقف الحزبي، بل زاد عليه بكلمة قال فيها: إنه "يرفض التطبيع الرسمي"، وعندما قاطعه النواب مصححين "الشعبي"، قال لهم: "أنا أعني ما أقوله".

15- عكاشة كان في حالة انهيار، ويحاول إقناع النواب بالتراجع، بعضهم كان يستمع، بينما انفض من حوله آخرون. وجلس في نهاية اليوم بجانبه مساعده والصحفيين، يحصي ويعد الأصوات حتى اكتمل النصاب القانوني للموافقة على إسقاط العضوية -ثلثي الأعضاء-فغادر المجلس.

16- عبد العال كرر خمس مرات احترام معاهدة السلام. وأوضح أكثر من مرة أن خطأ عكاشة الذي يجري إسقاط عضويته بسببته هو: "حديثه في أمور تمس الأمن القومي".

17- بالطبع لم تخل الجلسة من "إفيهات" مثل قول أحد النواب: "أوافق على إسقاط العضوية عن توفيق عكاشة الشهير بالعكش"، ونائبة طالبت بالتحقيق مع لجنة الكشف الطبي التي أعطت عكاشة تقريرًا يشهد بسلامة قواه العقلية.

18- كان هناك نوابٌ معدودون رأوا أن عكاشة كان "بطل وساعد النظام" وليس من اللائق أن تكون هذه نهايته.

على أبواب المجلس

أثناء دخولي المجلس؛ كان بجانبي نائب المصريين الأحرار أيمن أبو العلا، الذي نادت عليه سيدة من خارج البوابة "يا سيادة النائب عايزاك يا سيادة النائب " فنظر لها مبتسما وتركها ودخل.