تصميم: المنصة

مصطفى: مهندس يكافح الكوليرا في موزمبيق

منشور الاثنين 20 مايو 2019

لا يلزم أن تكون طبيبًا لتشارك في جهود منظمة أطباء بلا حدود لمواجهة الأوبئة خاصة تلك الناتجة عن كوارث طبيعية، مثلما أثبت الشاب المصري مصطفى الغول الذي يعمل كأخصائي شؤون لوجيستية مع المنظمة، ذهب إلى موزمبيق لتوفير الدعم خلال الفيضانات الكارثية التي ضربت البلاد نتيجة إعصار إيداي، وصاحبها انتشار وباء الكوليرا.‏

بدأت رحلة مصطفى عندما عاد من الكويت، حيث نشأ، إلى مصر، عاش في محافظة شمال سيناء وأكمل تعليمه ثم ذهب إلى القاهرة للدراسة الجامعية، وحصل على بكالوريوس في الحاسبات والمعلومات.

خلال فترة الجامعة، كان شاهدًا على الحرب الأولى على غزة، عاد إلى مدينة العريش وعمل مع الصليب الأحمر هناك أثناء الحرب، تطوع في مكتب الصليب الأحمر وأداره مع شقيقه وأصدقائهما. يحكي مصطفى للمنصة "كنا مسؤولين عن استقبال الدعم من مواد غذائية وعلاج، حصلنا على تدريب الصليب الأحمر للطوارئ، وتعلمنا بناء خيام كبيرة لتخزين المعدات".

كان نجاحه في تلك الفترة متمثل في الاتفاق مع مدير استاد العريش لتخصيص مساحة كبيرة لنصب خيام وتخزين المساعدات بها، بعدها نجح في نقلها إلى الحدود الفلسطينية ثم حصل على تصريح بالدخول لنقل المساعدات الطبية مباشرة إلى المستشفيات في غزة، ونقل المصابين من المستشفيات إلى مصر.

يقول مصطفى "كنا بنعيش تحت القصف في الأمكان التي نتنقل فيها. منذ لحظتها وأحببت التطوع ومساعدة الأشخاص في الأزمات والكوارث".

في الحرب الثانية على غزة عام 2008، قرر تكوين مجموعة من الشباب للمساعدة بعدما توقف عمل الصليب الأحمر هناك، يحكي الغول للمنصة "نجحنا وقتها في إنشاء حملة تبرع وجمّعنا الأدوية والمساعدات الطبية ودخلنا للمرة الثانية إلى الحدود الفلسطينية وعشنا أسبوع في المستشفى".

في عام 2009 تخرج مصطفى من الكلية، أنهي بكالوريوس الحاسبات والمعلومات الذي أحبه أثناء الدراسة لكنه كان يفضل اكمال مسيرة العمل التطوعي، عمل مع منظمات مجتمع مدني في مشاريع تقدم مساعدات لأهالي شمال سيناء تساعدهم على تطوير الزراعة وتصنيع منتجاتهم كزيت الزيتون والأعشاب.

حتى عام 2013 لم يكن يعرف أطباء بلا حدود، عندما تلقى اتصالًا من صديقه وأخبره أنه يعمل مع المنظمة قدم مصطفى طلب للمنظمة للعمل معها وكان محظوظًا بالقبول وبدأ رحلته مع أطباء بلا حدود منذ تلك الفترة، قدم دعمًا للمرضى النفسيين ثم ترقى حتى أصبح مشرفًا.

كان أول مهمة له في سيراليون، غرب إفريقيا، عام  2018 لتطوير منظومة العلاج ومساعدة قرى البلد في توفير الطوارئ العلاجية لسكانها. تفتقر سيراليون إلى توافر بنية تحتية جيدة تمكن السكان من معيشة ملائمة. شارك في تخطيط الطرق التي تصل بين المستشفيات والقرى التي لا تتوافر فيها الرعاية الصحية، ونجح مع فريق أطباء بلا حدود في تحقيق قدر أكبر من التغير في عمل الوحدات الصحية في سيراليون الإسعاف والتمريض وتقديم الخدمات العلاجية.

العام الحالي ذهب مصطفى إلى موزمبيق التي ضربها إعصار إيدي وتسبب في وباء الكوليرا، استجاب مصطفى لطلب المنظمة منه الذهاب إلى موزمبيق والمشاركة في الطوارئ. "أسرع حد بياخد قرار الموافقة هو اللي بيروح، عندما تلقيت اتصال المنظمة وافقت فورًا، سافرت إلى القاهرة من محافظة شمال سيناء، وذهبت إلى سفارة موزمبيق لإنهاء أوراقي والحصول على تأشيرة، ثم ذهبت إلى موزمبيق.

يمكنك مشاهدة الفيديو لمعرفة ماذا فعل مصطفى الغول في موزمبيق