غلاف أحدث أعداد مجلة حُريتي- المصدر: الموقع الرسمي للمجلة

رئيس تحرير "حريتي": بنمارس الحرية اللي بيطالبوا بيها.. وعضو "الصحفيين": يشبه تحريات المباحث

منشور الثلاثاء 2 أبريل 2019

دافع الصحفي عصام عمران، رئيس تحرير مجلة حريتي، عن غلاف وعنوان عددها الأخير، وكذلك تقرير بداخله تضمّن هجومّا ضد الفنانين عمرو واكد وخالد أبو النجا وشيرين عبد الوهاب، مؤكدًا أن اﻷمر يأتي في إطار "حرية الصحافة"، بينما قال عضو بالمجلس الأعلى للإعلام "إنهم يتابعون الموقف"، في مقابل عضو نقابة الصحفيين الذي شبّه التقرير المنشور بـ "تحريات المباحث".

وأثار العدد اﻷخير من المجلة الصادرة عن دار التحرير للطبع والنشر، بسبب غلافه الذي تضمن صورة لوجهي واكد وأبو النجا مُركّبتين على جسديّ شخصين في حمام سباحة، وخلفهما صورة لشيرين عبد الوهاب، استياء وتعليقات سلبية من صحفيين ومستخدمي فيسبوك وتويتر.

وذكر تقرير المجلة أن تصدّر الفنانين للغلاف يأتي "بعد تفجّر حالة من الغضب ضدهما، إثر ظهورهما ضمن اجتماع ضم منظمات إخوانية بالولايات المتحدة"، حسب المنشور على موقعها.

مع "حرية الصحافة"

قال عصام عُمران، رئيس تحرير مجلة حريتي، عما نشرته المجلة سواء على الغلاف أو التقرير الداخلي "إحنا بنمارس الحرية اللي بيطالبوا بيها الناس اللي زعلانين دلوقتي من الغلاف"، مُشيرًا إلى أن ما ورد بالغلاف "متاخد من بعد موضوع الكونجرس".

وشارك واكد وأبو النجا، في مارس/ أذار الماضي، في ندوة نظمها أحد أعضاء الكونجرس بشأن التعديلات الدستورية؛ وهو ما عرّضهما لإجراءات عقابية كان من بينها قرار نقابة المهن التمثيلية إلغاء عضويتهما.

وأضاف عمران، في تصريحات للمنصّة "دول ناس بيستقووا بالخارج ضد بلدهم ودي حاجة مُشينة لهم، وأنا مقتنع إن اللي بيستقوى بالخارج يتحاكم وتُسقط عنه الجنسية. وبالإضافة لده، خالد أبو النجا بيدافع عن حقوق المثليين والشواذ وطالب بتشريع في الدستور لحريتهم".

وبرر عمران ما نشرته المجلة التي تصدر عن دار التحرير الحكومية "يعني التقرير والعنوان والغلاف من واقع كلماتهم وتصريحاتهم ومواقفهم، وبالتالي مفيش إهانة ولا حاجة خارجة، فنحن لم نوجّه اتهامات لأحد ﻷننا لسنا في محكمة، وما فعلناه يأتي في إطار حرية الصحافة. ومع العلم أنا مع حق الاختلاف والنقد، لكن ماتستقواش بالخارج".

واستنكر الصحفي الهجوم على المجلة، إذ اعتبر أنه "جزء منه من ناس بتتبنى مواقف ضد الدولة، والجزء الآخر من ناس مُتربّصة بيّا أنا شخصيًا".

وعن تواجد المغنية شيرين على الغُلاف، قال رئيس التحرير إن سببه كان قولها خلال حفلتها في البحرين إن "اللي يتكلم في مصر بيتحبس"، مُعقّبًا "وبالمناسبة العنوان كان "عملاء.. سفهاء.. وأشياء أخرى". العمالة خاصة بمواقف خالد وعمرو، والسفاهة خاصة بتصريحات شيرين، لكن غيّرنا العنوان وبقى عملاء.. وأشياء أخرى".

وفي تفسير "اﻷشياء الأخرى"، قال عُمران إن المقصود بها "سفاهة تصريحات شيرين، والدفاع عن المثلية"، مؤكدًا رضاه التام عن العدد بقوله "أنا فيه رقيب إنساني ومهني داخلي، ومش هعتذر، ﻷني لو كنت شايف إن العنوان أو الغلاف فيهم خطأ مهني ماكنتش نشرتهم من اﻷساس. والغلاف أنا اخترته بعد تفكير ومن بين اختيارات كتيرة".

وشدد رئيس تحرير المجلة القومية على أنه تقييم جودة الغلاف من عدمه "وجهات نظر"، وأن الانتقاد "لازم يكون بمهنية ومناقشة موضوعية"، واختتم بنفي تلقيه أية اتصالات من أي جهة رسمية إعلامية بشأن هذا العدد.

تقرير "ضد غرضه"

علّق هشام يونس، عضو مجلس نقابة الصحفيين، على تقرير حُريتي، بقوله إن هذا النوع من التقارير "لا يخدم الغرض الذي قُدِمَ من أجله، بل على العكس يُثير التعاطف والمشاعر ضد كاتبه، ﻷنه يعتمد على جُمل أشبه بما يرد في تحريات المباحث التي تقوم في معظمها على استنتاجات شفاهية".

وشدد يونس، في تصريحات للمنصّة، على أن الصحافة "يجب أن تبتعد عن تناول اﻷعراض، ما لم يكن هُناك حكمًا قضائيًا باتًا في قضية، ويجب أن تحرص على إعلاء قيم المصداقية والمعلومة الصحيحة الموثّقة والابتعاد عن الاتهامات الجزافية والتخوين والعمالة التي لا يجب النشر عنها إلاّ بحكم قضائي نهائي".

وأشار عضو النقابة إلى "بُعد آخر يجب أن يتنبه له القائمون بالاتصال خاصة في الصحف القومية"، إذ أكد ضرورة أنهم "يجب أن يكونوا مُعبّرين عن أطياف الشعب المصري بمختلف توجهاته، ودون الانقضاض على من يبدون رأيًا مختلفًا بإخراجهم من دائرة الوطنية أو السلوك القويم".

واختتم يونس بتأكيد تعاطي نقابة الصحفيين مع ما ورد في مجلة حريتي، في حال تقدّم لها شكوى لها، وذلك "وفقًا لصحيح القانون وميثاق الشرف الصحفي".

.. واللائحة ستحكم

عن موقف المجلس الأعلى للإعلام من عدد حُريتي، قال حاتم زكريا، عضو المجلس إنه بالتأكيد سيكون هناك رصد ومتابعة للأمر، نافيًا اجتماع المجلس لمناقشة اﻷمر حتى هذه اللحظة.

وعن الاتهامات التي وجهتها المجلة للممثلين، من قبيل "العمالة بأجر مع تنظيم إرهابي، ودعم الشذوذ"، قال "لابد من وجود حصافة وفهم وحُسن تقدير في تناول الأمور، فالتفريق مهم بين الانتقاد وبين توجيه الاتهامات المُرسلة والمطلقة دون أدلة وأسانيد، وحتى إذا ما وُجدت اﻷدلة فلابد أن يكون التناول مضبوط بقواعد مهنية".

وأكد زكريا، للمنصّة، أنه في حالة إدانة حريتي بارتكاب مخالفات مهنية؛ ستكون اللائحة التي أقرّها المجلس الأعلى للإعلام "هي الفيصل والحاكم، وسيتم تطبيقها على المخالف".


اقرأ أيضًا: تعالي المجلس في دورة تدريبية: كيف يكتب الصحفي خبرًا عاديًا دون أن يدفع ربع مليون جنيه غرامة؟