صورة أرشيفية لأحد الأسواق في شمال سيناء. تصوير: المنصة.

كمين على الطريق: الرواية الكاملة لعملية استهداف العمال في سيناء

منشور الأربعاء 27 مارس 2019

ساعات قليلة فصلت بين نشر تنظيم ما يسمى ولاية سيناء تسجيلًا مصورًا يحمل عنوان "عهد وثبات" بث فيه لقطات لاستهداف "كمين جودة 3"، وتنفيذ عملية مسلحة استهدفت عمالًا مدنيين يعملون في إنشاءات الطرق الحكومية جنوب مركز بئر العبد بشمال سيناء، صباح أمس الثلاثاء.

ونظرًا لتحفظ المصادر الرسمية فى الإدلاء بالمعلومات عن طبيعة و تفاصيل الهجوم؛ فإن تضاربًا وقع في المعلومات بخصوص العدد النهائي للقتلى والمصابين، وتعددت الروايات بين أعضاء برلمان من سيناء، ومجموعة مسلحة متعاونة مع القوات المسلحة مثل اتحاد قبائل سيناء.

  • رواية المستشفى انتقلت المنصة إلى مستشفى العريش العام، للوصول إلى الرواية الأقرب، حيث سرد أحد أقارب المصابين تفاصيل واقعة استهداف العاملين "العمال كانوا في سيارة ربع نقل متجهين إلى موقع العمل عندما تفاجئوا بكمين أقامه عناصر من المسلحين الملثمين، وعندما رصد سائق السيارة التي تقل العمال الكمين حاول الالتفاف بسرعة كبيرة للرجوع إلى الخلف؛ انقلبت السيارة، وبعد لحظات وصل إليهم المسلحون".

يضيف المصدر الذي فضل عدم الكشف عن هويته "اطلّع المسلحون على هويات العمال، وتبيّن أن السيارة كان يستقلها مجند مرافق للعمال فقتلوه مباشرة، وقتلوا عاملين آخرين، فيما استعطفهم الباقي فتركوهم".

أمام مشرحة مستشفى العريش العام تجمع عدد من أقارب أحد العمال المقتولين منتظرين صدور إذن النيابة والتصريح بالدفن، مع تواجد لعناصر من قوات الشرطة.

وقال مصدر طبي للمنصة إن المستشفى استقبلت جثة واحدة من ضحايا هجوم وسط سيناء ويدعى محمد نعيم سالم أحمد، 40  عامًا من أبناء قبيلة الفواخرية في العريش مصابًا بأعيرة نارية في الرأس والساعد، بينما نُقل 6 مصابين إلى مستشفى الإسماعيلية العام، وعلاج 4 آخرين في مستشفى الجفجافة، ونقل جثتي المجند وعامل آخر إلى مستشفى الإسماعيلية.

وحددت المصادر منطقة الهجوم فى حيز الكيلو 4  "طريق جعل– الجفجافة"، جنوب مركز بئر العبد بحوالي كيلو متر. ويعمل في هذه المنطقة عمال مدنيون لإنشاء شبكات للطرق وتبطين حواف الطريق بالصخور "الدبش"، وهي أعمال تشرف عليها القوات المسلحة نظرًا لطبيعة المنطقة العسكرية.

  • رواية اتحاد القبائل صفحة اتحاد قبائل سيناء التي تنقل أخبار عناصر الاتحاد المتعاونين مع قوات الجيش والشرطة في قتال تنظيم ما يسمى ولاية سيناء، ذكرت فى خبر أن انفجار سيارة مفخخة أصاب سيارة نقل عمال مدنيين. قبل أن تحذف البوست وتنشر آخر يقول إن الهجوم كان عبارة عن استهداف مباشر بالأسلحة النارية للعمال المدنيين وإحراق سيارتهم. 

ونشرت الصفحة نعيًا لأحد عناصر الاتحاد يدعى "سالم الموانى" من قبيلة الترابين، قالت إنه قتل في انفجار لغم أرضي في منطقة العجراء جنوب رفح.

  • رواية نائب البرلمان نائب البرلمان جازي سعد، عن دائرة وسط سيناء، نشر تفاصيل أبعد في بوست على صفحته الشخصية على فيسبوك، إذ قال سعد إن ثلاثة قتلوا في الحادث منهم مجند بالقوات المسلحة ومدنيين، وأصيب 10، وأن الحادث وقع في السابعة صباحًا، وأن موقع الاستهداف يأتي بعد آخر كمين للقوات المسلحة على هذا الطريق.
  • الإصدار الجديد العملية الإرهابية ضد العمال تزامنت مع إصدار فيديو للتنظيم بعنوان "عهد وثبات"، يدعون فيه أنصارهم للثبات، بجانب عرض مصور لعمليات استهداف عربات أمنية بعبوات ناسفة، وعدد من لقطات استهداف كمين "جودة 3" مع مقتطفات من خطاب لأبي بكر البغدادي زعيم ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية، الذي باعيه تنظيم ولاية سيناء مجددًا في نفس الإصدار.

اقرأ أيضًا: ماذا يعني أن يتبنى "ولاية سيناء" هجوما على كمين جودة 3 في العريش

 

  • تاريخ من استهداف المدنيين بجانب عمليات التنظيم المسلح ضد قوات إنفاذ القانون من الجيش والشرطة؛ فإنه يستهدف المدنيين من العمال والمقاولين وذلك من خلال تحذيرهم بشكل مباشر عبر بيانات مكتوبة قبل أكثر من عامين، حمل أحدها عنوان "مناصحة وإعذار" يحذرهم فيه من التعاون والعمل مع القوات المسلحة والشرطة، وألحقه ببيان ثانٍ حمل نفس العنوان ولكنه موجه لعمال نقل الملح والمواد الخام.

عقب البيانات التحذيرية؛ بدأ التنظيم في الاستهداف المباشر لسيارات العمال والمقاولين. 

في 19 سبتمبر/ أيلول من عام 2017 أحرق عناصر تنظيم ما يسمى ولاية سيناء 5 شاحنات نقل وسيارة مياه ولودرين وخلاط أسمنت، بجانب الاستيلاء على 3 سيارات ربع نقل كانت تعمل في منطقة طريق جعل جنوبي بئر العبد. وعقب ذلك أحرق عناصر التنظيم سيارتي نقل ولودر في منطقة المغارة، وحادث ثالث أحرقوا فيه 4 سيارات نقل ولودر في منطقة نخل وفقًا لما ذكره موقع دوت مصر.

  • بداية قتل العمال بتاريخ 10 نوفمبر/ تشرين ثاني عام 2017، نشرت صحيفة الشرق الأوسط السعودية أن "مسلحين يشتبه بأنهم عناصر إرهابية، قتلوا 9 سائقين على الأقل في سيناء، بعدما استهدفوا شاحناتهم وأشعلوا فيها النار". وأضافت مصادر الصحيفة أن "المسلحين وضعوا حواجز عبارة عن إطارات سيارات وأخشاب كبيرة وسط طريق الحسنة– بغداد بوسط سيناء، لإيقاف سيارات النقل التي تسير بالطريق وإشعال النيران فيها، وتمكنوا من إيقاف 5 سيارات وأجبروا السائقين على النزول منها، وبدأوا في إشعال النيران بالسيارات، فاعترض السائقون وحاولوا منعهم؛ إلا أن المسلحين أطلقوا عليهم النار وقتلوا 9 منهم".

وفي 1 أكتوبر 2017 نشر موقع مدى مصر قوائم لأعمال استهداف العاملين في المشروعات من المدنيين تحت عنوان "استهداف مشروعات الجيش بوسط سيناء.. المدنيون يدفعون الثمن".