تدمير واحد من مواقع ما يسمى بولاية سيناء. الصورة: المتحدّث العسكري- فيسبوك

العملية سيناء 2018| تم التدمير.. أسلحة ومواقع خسرها التنظيم 

منشور الاثنين 11 فبراير 2019

بحسب البيانات المنشورة على صفحة المتحدث العسكري الرسمية، فإن العتاد المضبوط والمتحفظ عليه من قبل القوات المسلّحة يتنوع بين وسائل حركة كالسيارات والدراجات النارية، وأسلحة خفيفة كالمسدسات والرشاشات والبنادق الآلية وبنادق القناصة، وصعبة التوفّر في السوق المحلي، كالكورنيت، ودانات الهاون، ومدافع الآر.بي.جي وداناته، بالإضافة إلى مواد متفجرة أغلبها من نوع TNT ونوع C4، إلا أن هناك أنواعًا رصدت بشكل أكبر من غيرها، بحسب المعلومات المتوفرة.

توضّح البيانات تحفّظ وتدمير قوات إنفاذ القانون 754 سيارة، منها سيارات دفع رباعي وسيارات مفخخة، وأخرى بها أسلحة وذخائر، إضافة إلى 1637 دراجة نارية بدون لوحات معدنية، تذكر البيانات إنها تستخدم كوسائل مواصلات للعناصر المسلّحة.

بجانب ذلك حرّز وفجّر سلاح المهندسين العسكريين 1925 عبوّة ناسفة، تذكر البيانات أن أغلبها زرع في مناطق تحرّك القوات المسلّحة وقوات الشرطة المشاركين في العملية الشاملة سيناء 2018، والبعض الآخر تم التحفظ عليه أثناء مداهمة مخازن ومواقع اختباء العناصر من التنظيمات المسلحة التي واجهتها القوات المسلّحة وقوات الشرطة خلال الفترة من التاسع من فبراير/شباط 2018 وحتى 22 يناير/كانون الأول 2019.

 

إنفوجراف يوضح العتاد والمركبات التي خسرتها التنظيمات المسلّحة خلال العملية الشاملة سيناء 2018. تصميم: المنصة

أسلحة خفيفة

على مستوى الأسلحة المتحفظ عليها وأنواعها، فإن المسدسات هي النوع الأكثر ظهورًا في البيانات بواقع 2607 مسدس، جزء كبير منها تم التحفظ عليه خلال إحباط عمليات تهريب أسلحة. 

يأتي بعدها البنادق الآلية، بواقع 894 بندقية، جزء كبير منها أيضًا تم التحفظ عليه خلال عمليات التهريب، لكنها كانت السلاح الذي ظهر في عدد أكبر من البيانات، فقد ذكرت لفظة بندقية آلية في 15 بيانًا من البيانات العسكرية، بينما ذكر المسدس سبع مرات.

تأتي بعد المسدسات والبنادق الآلية دوائر التفجير والمفجّرات التي تم التحفظ على أكثر من 345 دائرة ومفجّر خلال العام، إضافة إلى كميّات كبير من المتفجرّات تحددّها البيانات أحيانًا بأنها من نوع TNT وأحيانًا تحدد أنها من نوع C4، بينما لا تحدد نوع المادة المتفجرة المتحفّظ عليها في مرات أخرى، إلا أن البيانات المعلنة توضّح أن مادة الـ C4 ذكرت أكثر من مادة الـTNT.

.. وصواريخ أيضًا

في المركز التالي من حيث كمية الأسلحة المحرّزة قامت القوات بتحريز 294 بندقية خرطوش، 34 صاروخ متنوّع و19 بندقية قنّاصة، و10 ألغام، و7 رشاشات، إضافة إلى أكثر من 117 ألف طلقة من أنواع مختلفة.

وبشكل عام فإن البيانات في بعض الأحيان لا تذكر أعداد الأسلحة المرصودة بالتفصيل. إضافة إلى كميات غير محددة من أسلحة متنوعة لم تذكر البيانات أنواعها واكتفت بذكر أنها "أسلحة"، إضافة إلى دانات الهاون، ومدافع الآر.بي.جي، ورشاشات نصف بوصة، ودانات الآر.بي.جي، وأعداد من الأحزمة الناسفة، والقنابل اليدوية، دون ذكر أعداد.

وذكر أحد البيانات تحفظ القوات الناشطة في سيناء على جملين تستخدمهما العناصر الإرهابية للتنقل في المناطق الجبلية الوعرة.

 

مجموعة من أدوات الاتصال والأسلحة الخفيفة في سيناء. الصورة: المتحدث العسكري- فيسبوك

صنع في مصر

يقول الباحث في الإسلام السياسي والتطرف العنيف بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية أحمد كامل البحيري إن أغلب الأسلحة التي يمتلكها التنظيم  هي أسلحة خفيفة وبداية الأسلحة المتوسطة، وهي أسلحة تمتلكها كل التنظيمات الجهادية، بينما تتميز التنظيمات في سوريا والعراق، بامتلاكها أسلحة ثقيلة كصواريخ الأرض-جو، وصواريخ الأرض-أرض أو مدرّعات ومجنزرات.

أغلب الأسلحة المرصودة في البيانات العسكرية بحسب البحيري "صناعة مصرية حصل عليها التنظيم من عملياته ضد القوات المسلّحة والشرطة في السنوات السابقة، وهناك نسبة من الأسلحة المضبوطة وصل عن طريق التهريب مثل أسلحة القنص إيرانية المنشأ، وعادة يمكن للتنظيم شراءها من التنظيمات المسلّحة في غزّة مثل عزّ الدّين القسّام، إضافة إلى أسلحة مرتبطة بمخزون القذافي الذي دخل جزء منه الأراضي المصرية في عامي 2012، و2013"، وهما العامان اللذان وصفهما البحيري بـ "عاما الضعف الأمني"، وهي أسلحة أغلبها من روسية التصنيع.

تأمين الحدود

يقول البحيري إن الجيش استطاع بشكل كبير إحكام السيطرة على الحدود ما صعّب عملية نقل الأفراد والأسلحة على التنظيم "جزء مهم جدًا من عملية مكافحة الإرهاب هي عملية تأمين الحدود أصلا، يعني لو قدرت على تأمين الحدود عشان أمنع نقل السلاح ونقل الأفراد يصبح العنصر الإرهابي عنصر ضعيف لا يمتلك الأدوات لعمليات كبرى، فهو النجاح الحقيقي لمواجهة الإرهاب" على حد قوله.

 

إحدى المواقع التي استهدفها الجيش. الصورة: المتحدث العسكري- فيسبوك

تدمير مواقع "الولاية"

وعلى مستوى المواقع التابعة للتنظيم والتي اكتشفتها ودمّرتها القوات المسلّحة بالتعاون مع قوّات الشرطة، ففي أول شهر من العملية، دمّرت القوات المسلّحة 2479 موقع، وانخفض هذا العدد إلى 975 في مارس/آذار 2018، واستمر في الانخفاض حتى وصل إلى 49 موقعًا في أغسطس/آب 2018، لتعود وترتفع مرة أخرى في الشهور اللاحقة حتى وصلت إلى 348 موقعًا في ديسمبر/كانون الأول 2018، ثم انخفض الرقم مرّة أخرى في يناير/كانون الثاني 2019 إلى 6 مواقع.

على مستوى المواقع ذات الأهمية النوعية للتنظيم؛ فإن البيانات العسكرية سجّلت تدمير عدّة مواقع خاصة بإعلام التنظيم، منها مراكز إرسال واتصالات، فضلاً عن ورش تصنيع عبوات ناسفة، وورشة تدريع سيّارات تاربعة للتنظيم، وقد نشرت المنصّة قصّة صحفية في وقت سابق تشرح انهيار وتأثر إعلام ولاية سيناء وقدرته على إنتاج مواد فيلمية جديدة لعمليات أفراده.


اقرأ أيضًا: من الـ "جو برو" إلى الأرشيف: لماذا انهار إعلام "ولاية سيناء"؟


يقول البحيري إن "هذا الانخفاض طبيعي طالما إن العملية تتم في نطاق جغرافي محدد به عدد معيّن المواقع المحسوبة على التنظيم.. هدمر النهاردة جزء، وبعده الثاني، إلى أن يبقى القليل، لكن هذا لا يعني أن المواقع هذه ستنتهي".

 

إنفوجراف يوضح المواقع المدّمرة والمداهمات من خلال 31 بيانًا للمتحدث العسكري. تصميم: المنصّة

ليست أفلام عادل إمام

يشرح البحيري أن هناك صورة مغلوطة عن التنظيمات والمسلّحة وعناصرها "الصورة النمطيّة الموجودة في الأفلام المصرية زي أفلام عادل إمام دي صورة مش صحيحة"، في إشارة لفيلم الإرهابي من إنتاج 1994. يقول البحيري "التنظيمات الإرهابية تمتلك عناصر ذكيّة وعندها خبرات وتمتلك القدرة على تطوير أساليب الاختباء والتمويه".

وهو ما يجعل البحيري يرجّح في حديثه مع المنصة أن عملية اكتشاف وتدمير المواقع التابعة للتنظيمات المسلّحة ستظل مستمرة، ذلك إنها ستظل تبني غيرها وتغيّر في أساليب الإخفاء والتمركز الخاصة بها، لأن تدمير كامل هذه المواقع يعتمد على انتهاء التنظيم والتطرف نفسه.

نجحت.. ولكن

يضيف البحيري إن "العملية نجحت في إضعاف التنظيم لكنها ليست كافية لإنهائه، حيث إن هذا الهدف يتطلب تغييرًا كبيرًا في الظروف الإقليمية التي تشهدها المنطقة بأسرها، والخروج من حالة اللا دولة التي تعاني منها بعض الدول العربية،  واغلاق المجال السياسي في دول أخرى، فاستمرار هذه الظروف بالنسبة للبحيري هو ما يدفع أفراداً جدد للانضمام لهذه التنظيمات، وبالتالي فإن عتادهم مستمر في التدفّق وإن أضعفه الحصار، ومواقعهم مستمرة في التواجد والظهور وإن لاحقتها الضربات الجوية".


لقراءة الملف كاملًا: عام على العملية سيناء 2018.. ماذا حدث ومَن انتصر؟