ميركاتو 2018: الكل يسعى إلى المجد باستثناء ريال مدريد

منشور الخميس 30 أغسطس 2018

 

خلال السنوات القليلة الماضية أصبح الميركاتو حدثًا مجنونًا يتمرد على كل التوقعات، ولم تعد تفاصيله تخضع لأي حسابات، تلك التفاصيل التي تبدأ مع تحويل وجهة أحد اللاعبين من نادٍ إلى أخر بصورة مفاجئة، ولا تنتهي عند عدد الأصفار التي تتضاعف بسرعة الصاروخ بين سعر صفقة وأخرى. 

ميركاتو 2018 يعد مثالًا واضحًا على ذلك، فبينما توجهت أنظار محبي كرة القدم خلال الصيف إلى متابعة جولات المونديال، كان آخرون يتنافسون في بطولة موازية بعيدًا عن دائرة الضوء. مدربون وكشافو مواهب ووكلاء كانوا جميعًا يحددون أهدافهم بعناية، ويجرون عشرات الاتصالات، ويتفاوضون حول بنود التعاقد، أما اللاعبون فكانوا يفاضلون بين العروض ويقررون ما يخدم مسيرتهم.   

في هذا التقرير نستعرض انتدابات أربعة من كبار أندية أوروبا خلال نافذة الانتقالات الصيفية، ونستطلع كيف ستنعكس حركة الانتقالات تلك على شكل كل فريق، وعلى خريطة المنافسة المحلية والأوروبية.

ليفربول.. لأن الوقت يداهمنا

تصريحان على قدر كبير من الأهمية أدلى بهما مدرب ليفربول، الألماني يورجن كلوب، خلال يوليو/تموز الماضي؛ الأول اعترف فيه بأن الوقت يداهم ليفربول وعليهم تحقيق البطولات في أسرع وقت، والثاني هو عندما أكد قبل غلق باب الانتقالات في إنجلترا أن فريقه بات مكتمل الصفوف.

فعلى الرغم من النقلة الفنية الكبيرة التي حققها كلوب مع ليفربول عبر المواسم الماضية، إلا أنه لم يفز بأي بطولة بعد. صحيح أنه تمكن من الصعود لثلاثة نهائيات محلية وأوروبية بإمكانيات أقل من منافسيه، لكنه خسرها جميعًا، ولعل خسارته الأخيرة أمام كتيبة زين الدين زيدان في نهائي دوري الأبطال، كانت مفتاح العبور لنافذة الانتقالات بأجندة واضحة.

خلال النهائي تأكد للجميع أن ليفربول بحاجة شديدة إلى حارس مرمى قوي، فالأداء الكارثي الذي ظهر عليه لوريس كاريوس أنهى احتمال بقاءه أساسيًا إذا أراد ليفربول تحقيق أي بطولة، وجعل من التعاقد مع حارس مرمى أولوية لدى لكلوب ورفاقه.

هنا ظهر اسم الحارس الأول لمنتخب البرازيل أليسون بيكر، وقد بدا ليفربول مستعدًا لدفع أي مقابل مالي في سبيل الحصول عليه، حتى أصبحت صفقة انتقاله من روما الإيطالي هي الأغلى في تاريخ حراس المرمى. لكن لماذا أليسون بالتحديد؟ ولماذا يتحمل النادي الإنجليزي عناء دفع أكثر من 60 مليون مقابل خدمات حارس مرمي؟

الإجابة ببساطة هي أن أليسون يتميز جدًا في نقاط ضعف حراس الريدز؛ يكفيك أن تعرف أنه يمتلك نسبة تصدِّ للتصويبات داخل منطقة الجزاء تتجاوز الـ 67%، كما أنه متميز للغاية في التعامل مع الكرات العرضية والهوائية بنسبة نجاح مع روما وصلت إلى 90%، أضِف لذلك أنه حارس شجاع لا يخشى الصراعات الثنائية، وكل هذه مميزات افتقدها ليفربول، سواء مع كاريوس أو بديله منيوليه.

محمد صلاح وسيرجيو راموس في نهائي أبطال أوروبا 2018

في نهائي كييف أيضًا أصيب نجم ليفربول الأول محمد صلاح. وهنا ظهر بوضوح ضعف دكة بدلاء ليفربول. إذ لم يجد كلوب أمامه سوى آدم لالانا الذي قضى أغلب فترات الموسم مصابًا، لذلك ظهر بأداء متواضع جدًا. وهنا قرر الألماني ضرورة التعاقد مع لاعب طرف جديد.

عودنا كلوب على الرهانات، فقد راهن على ماني وصلاح وتشامبرلين، ولم يخسر، والآن جاء دور شيردان شاكيري. يتميز الجناح السويسري بالسرعة والقوة البدنية، كما يجيد التسديد من مسافة بعيدة، والأهم من كل ذلك قدرته على التحوّل السريع من الدفاع للهجوم.

شاكيري لا يمتلك قدرات تهديفية جبارة، لكنه بارع في صناعة الفرص من أطراف الملعب، وقد تمكن من صنع 77 فرصة خلال الموسم الماضي رفقة ستوك سيتي، لهذا سيكون إضافة كبيرة لعمق تشكيل الريدز.

لم ينسَ الألماني أن وسط ملعبه يحتاج لجودة أعلى من المتاحة، فحدد مبكرًا أهدافه التي كان أولها بالطبع نابي كيتا والذي تناسب طريقة لعب كلوب المعروف بـالـ" Gegenpressing"، إذ يشرح الألماني أن لاعبه الجديد يجمع بين الابتكار والالتزام الذي يريده، حيث تعبر إحصائياته عما يقصده يورجن بدقة، فقد أكمل لاعب الوسط الغيني 83 مراوغة ناجحة واستخلص الكرة 82 مرة في موسم 2016/2017 رفقة لايبزيج الألماني.

https://www.youtube.com/embed/2eGq73tfa5M?rel=0&controls=0&showinfo=0

على دائرة ملعب الريدز سيعاون كيتا اللاعب الوافد من موناكو، فابينيو، الذي تبدو أكبر مميزاته في قدرته الكاسحة على عرقلة هجمات الخصم، واستخلاص الكرة سريعًا. يكفي فقط مقارنة أرقامه بتلك الخاصة بقائد ليفربول جوردان هندرسون الذي قام بخمسين عرقلة ناجحة عبر الموسم الماضي، فيما فابينيو نجح في 114 عرقلة.

عند توليه مسؤولية ليفربول، أخبر كلوب أنه يحتاج بعض الوقت للفوز بالألقاب، واليوم ربما يكون أقرب من أي وقت مضى لتحقيق ذلك، فهل يتمكن من قيادة ليفربول نحو لقب البريميرليج هذا العام؟

برشلونة...من المجهول إلى المجهول

إذا كنت مشجعًا لنادي برشلونة فلن تريد أن تتذكر ميركاتو 2017. ليس لأن البلوجرانا فقد نيمار، أو حاول ضم لاعب الوسط الإيطالي ماركو فيراتي من باريس سان جيرمان وفشل، ولكن لأن أسلوب إدارة السوق من مجلس جوسيب بارتوميو كان صادمًا وغريبًا.

بدا واضحًا أن أولوية الإدارة لا تخضع بالضرورة لاحتياجات الفريق الفنية، ولكن لحسابات أخرى. فمثلًا إذا تساءلت عن أسباب استقدام باولينيو من الصين علي حساب خيارات أفضل مثل تياجو ألكنتارا فلن تجد إجابة شافية، وإذا حاولت فهم المنطق من التعاقد مع كوتينيو بعد ضم عثمان ديمبيلي بكل تلك الملايين بينما كان وسط ملعب الفريق يعاني من قلة الخيارات، فسينتهي بك الحال وأنت تضرب أخماسًا في أسداس.

اسم واحد كفيل بإزالة كل هذا الغموض؛ هو كيا جورابشيان، وهو وكيل أغلب اللاعبين الذين ارتبط بهم برشلونة السنتين الماضيتين، من باولينيو وكوتينيو إلى ويليان ومالكوم. شبهة فساد إذن؟ ربما، هي كذلك على الأقل في عيون الصحفي المختص بشؤون برشلونة رافاييل هيرنانديز.

 

في ظروف مثل هذه، يصعب تحليل ميركاتو برشلونة بشكل دقيق، ومعرفة لماذا جرى التعاقد مع هذا اللاعب بالتحديد دون غيره، لأن المعادلة تحتوي على عوامل لا علاقة لها بالفنيات. عمومًا سنحاول التعرف على ثغرات الفريق، واستنتاج مدى قدرة الانتدابات الجديدة على سدّها.

كانت لدى برشلونة أزمة حقيقية في وسط الملعب، بدأت منذ وداع تشافي هيرناندز ولم تنتهِ مع تذبذب مستوي سيرجيو بوسكتيس ورحيل آندريس إنيستا، هذه المشكلة كانت بحاجة لحل جذري منذ البداية، لكنه لم يحدث.

في هذا الصيف، تعاقد الكتلان مع اسمين في هذا المركز هما أرتورو فيدال، وآرثر. الاسم الأول لا يختلف على إمكانياته اثنان. فيدال أحد أكثر لاعبي وسط الملعب الذين جمعوا بين القدرات البدنية والفنية، يمكنه في مباراة واحدة أن يسجل أو يصنع هدفًا، ويفوز بخمسة التحامات، ويستخلص الكرة سبع مرات أخرى، وتصل دقة تمريراته لـ89%. سيضيف قائد تشيلي حيوية لوسط ميدان برشلونة، لكن المشكلة تكمن في تقدم سنه بالإضافة لإصابة الركبة التي لحقت به الموسم الماضي، لذا لا يجب أن يرفع جمهور برشلونة سقف توقعاته أو ينتظر نفس نسخة فيدال مع يوفنتوس وبايرن ميونخ. 

أما الاسم الثاني فهو يمثل عنصر الشباب في وسط برشلونة، آرثر -صاحب الـ22 عام- يجيد خلق الفرص لزملائه والاحتفاظ بالكرة تحت ضغط، لكن يعيبه أحيانًا المبالغة في الاحتفاظ بها، وسيكون أمامه تحدِّ لإثبات جدارته في مستوى يختلف تمامًا عن الدوري البرازيلي.

ثالث الانتدابات كان مالكوم، الجناح الذي لفت الانتباه بموهبته الرائعة رفقة بوردو، حيث لعب كطرف عكسي يخترق دفاعات الخصوم ثم يطلق تسديداته الصاروخية التي سجل منها 12 هدفًا، يمتاز البرازيلي أيضًا باختراق الدفاعات ومراوغة الخصوم حيث يسجل له موقع سكوكا 93 مراوغة خلال الموسم الماضي.

الغريب في التعاقد مع مالكوم هو امتلاك البرسا أكثر من جناح، وهو ما يعني أن احتمالًا من اثنين قد حدث؛ عدم اقتناع المدرب فاليفردي بديمبيلي أو بكوتينيو أو بكليهما، أو أن فاليفردي لم يطلب مالكوم بل فرضته الإدارة عليه مستعينة برجلها المخلص كيا جورابشيان. 

هل ستحل هذه التعاقدات مشكلات برشلونة؟ لا يمكن الجزم بذلك، وهذا ببساطة لأن المدرب فاليفردي لم يستقر بعد على رسم تكتيكي معين، كما أنه ينتهج أسلوب لعب يناقض ما نعرفه عن برشلونة، لكنه مستمر لأن الإدارة تريد مدربًا مطيعًا لا يسبب لها الصداع حتى وإن قاد البلوجرانا إلى المجهول!

يوفنتوس.. حلم بـ 100 مليون

في يوفنتوس كل شيء يبدو على ما يرام. البيانكونيري يتربع على العرش المحلي بعد تحقيقه الدوري لسبعة مواسم متتالية، كما يغرد منفردًا في إيطاليا على مستوي القوة المالية والتسويقية، سوى أن هناك مشكلة أو بالأحرى معضلة عجزت أكبر عقول التكتيك الإيطالية عن حلها، وهذه المعضلة اسمها دوري أبطال أوروبا.

 

نهائي دوري أبطال أوروبا 2017، سابع نهائي يخسره يوفنتوس.

سمِّه ما شئت؛ فشل فني ذريع، سوء حظ استثنائي، أو حتى مؤامرة كونية، لكن تبقى هناك حقيقة واحدة صامدة عبر تاريخ اليوفي مع التشامبيونزليج، وهي أنه فاز ببطولتين فقط من أصل تسعة نهائيات تأهل لها. 

في الوقت ذاته، لا يمكن الادعاء بأن إدارة اليوفي لا تعير ذلك الأمر اهتمامًا، إذ ورد علي لسان الرئيس آندريا أنيللي نفسه أكثر من مرة أن هدفهم الأول هو الفوز بدوري الأبطال، لكن ظلت المشكلة في الإجابة علي سؤال "كيف؟". في هذا الصيف، بدت الإجابة على ذلك السؤال في أوضح صورها.

إدارة يوفنتوس تريد الفوز بالبطولة خلال الموسمين القادمين، ومن أجل تحقيق ذلك الهدف ارتكزت على عاملين؛ الأول هو ضم أكبر عدد ممكن من اللاعبين أصحاب الخبرة والجاهزية، والثاني هو الحصول على عامل حسم قوي قادر على تكليل جهود الفريق.

وبسبب العامل الأول رحبت الإدارة بعودة ليوناردو بونوتشي، بل وضحّت في سبيله بمدافع واعد مثل ماتيا كالدارا، قد يكون الأفضل في إيطاليا مستقبلًا. كما حسمت أمورها سريعًا مع إيمري تشان وسط ملعب ليفربول السابق الذي مر بفترة رائعة تحت ولاية كلوب تحول فيها إلى لاعب من طراز رفيع، خاصة مع توظيفه في مركزين؛ لاعب الارتكاز على دائرة الملعب، والمركز رقم 6، فحقق تطورًا هائلًا على كل المستويات، بداية من معدل التسديدات الذي اقترب من تسديدتين في المباراة الواحدة وحتى معدل الالتحامات البدنية الذي اقترب من 60%، تشان سيمثل إضافة نوعية رائعة لوسط اليوفي.

كما حافظ البيانكونيري علي الغالبية العظمي من عناصره الأساسية، وأقنع بعضهم بالتجديد مثل ميراليم بيانتش وباولو ديبالا وأليكس ساندرو وماريو ماندزوكيتش وخوان كوادرادو وقائد الفريق جورجيو كيلليني.

لكن ماذا عن عامل الحسم الهجومي؟

امتلك يوفنتوس خلال السنوات الماضية في خطه الأمامي، الثنائي الأرجنتيني جونزالو هيجواين إلى جانب ديبالا. قدم الأول موسمين رائعين تمكن فيهما من تسجيل 55 هدفًا، وكان عنصرًا فعالًا في أغلب مواجهات اليوفي الصعبة محليًا وأوروبيًا. ويعيش الثاني حالة من النضج الفني والانسجام مع مواطنه. لكن لم يكن ذلك كافيًا لتحقيق الهدف المنشود.

هناك قاعدة تقول إنه إذا لم تستطع هزيمة خصمك، فحاول أن تضمه لمعسكرك، وهذا تحديدًا ما يعبر عنه تصريح السيد أنيللي الذي أطلقه قبل خمس سنوات.

كريستيانو رونالدو لم يكن يومًا خصمًا عاديًا، بل عامل حسم هجومي مرعب يصعب إيقافه إذا كان في حالته الطبيعية، حيث كان سببًا رئيسًا في هيمنة الريال على البطولة الأوروبية خلال الأعوام الماضية، وقد أذاق يوفنتوس نفسه مرارة الهزيمة أكثر من مرة.

لذلك كله كان انتقال كريستيانو إلى تورينو عملية كبيرة للغاية. عملية كانت بحاجة لإقناعه بمشروع اليوفي، ولتمويل ضخم، وقدرة على تحقيق أكبر استفادة فنية ومالية من استقدامه.

ولتحقيق أكبر استفادة فنية، سيدفع مدرب اليوفي ماسيميليانو أليجري برونالدو كمهاجم صريح في أي رسم تكتيكي، إذ سيكون مسؤولًا عن اللمسة الأخيرة أمام المرمى وترجمة الفرص المتاحة، سواء جاءت تلك الفرص عن طريق عرضيات الجناحين كوادرادو ودوجلاس كوستا، أو من خلال تمريرات عمق الملعب.

هل بات اليوفي مستعدًا للفوز بالتشامبيونزليج أخيرًا؟

الحقيقة أنه بات يمتلك الجودة الكافية لتحقيق البطولة، لكن العبء الأكبر أصبح حاليًا على عاتق أليجري للوصول إلى أفضل تشكيل ممكن.

فرصة عمرك يا ماكس!

ريال مدريد. بيريز لديه كل الإجابات

ما هو الرابط المشترك بين الاستغناء عن ميكاليلي مطلع الألفية، ثم التراجع عن التعاقد مع رونالدينيو، والرغبة الجامحة في تكديس أكبر قدر من الأسماء اللامعة في تشكيل واحد، والسماح لمسعود أوزيل وإنخل دي ماريا بالرحيل في نفس الوقت؟ المشترك هو اسم واحد، إنه فلورنتينو بيريز رجل الأعمال الإسباني ورئيس نادي ريال مدريد.

ليس المقصود هنا هو شيطنة بيريز، فالنجاحات التي تحققت تحت رئاسته تعني أنه ناجح بكل تأكيد، لكن المقصود هنا هو لفت النظر لسياساته في سوق الانتقالات.

بيريز لا يحب أن يبتعد عن دائرة الضوء، ولا أن يبقى دوره بعيدًا عن فريق الكرة، اسأل صديقك الذي يشجع ريال مدريد وسيحكي لك عشرات القصص عن رغبة فلورنتينو في التدخل في تشكيل الفريق.  

لكن هذه الرغبة تراجعت منذ تولي زيدان القيادة الفنية، ليس لأن بيريز غيّر استراتيجيته، ولكن لأنه كان يتفادى الصدام مع شخصية لها ما لها من شعبية جارفة، رغم أنه في عدة مرات لم يقاوم فرصة حشر أنفه.

 

زين الدين زيدان بعد فوزه بدوري أبطال أوروبا 2018

تقول صحيفة الآس الإسبانية إن استقالة زيدان في مايو/أيار الماضي كانت بسبب رغبة فلورنتينو بالتعاقد مع حارس مانشستر يونايتد ديفيد دي خيا ونجم تشيلسي إيدن هازارد، عكس إرادة زيدان، وهو ما دفع الأخير للرحيل فورًا.

لكن بيريز لم يكن يعلم أن الأمر سيتطور لما هو أسوأ من استقالة زيزو، ولكن ما حدث هو توالي رغبات الرحيل بداية من نجم الفريق الأول رونالدو وحتي البدلاء كوفاسيتش وثيو، كل هؤلاء أرادوا خوض تجارب جديدة بعد تحقيق المجد رفقة زيدان.

المشكلة الرئيسية أن بيريز لا يمتلك تصوّرًا واضحًا لفترة ما بعد رونالدو، ربما نتوقع أنه كان سيفضل التعاقد مع نيمار، أو كيليان امبابي، أو حتى المضي قدمًا واستقدام هازارد. لكن بيريز فاجأ الجميع بتأجيل خططه تلك لأجل غير مسمى.

 لماذا؟ لا يوجد سبب واحد مقنع. فلورنتينيو صاحب فكرة الجلاكتيكوس صار يتحدث عن ضرورة الاستثمار في المواهب الشابة، بل وأبرم حزمة تعاقدات مع ناشئين تتراوح أعمارهم بين 16 إلى 20 سنة، حتى أن جمهور الريال بات اليوم يسخر من تحول ناديهم لقاعدة ناشئين أو روضة أطفال!

ريال مدريد كان بحاجة لتدعيم مركزين هما قلب الدفاع والمهاجم رقم 9. وهي مهمة لم تكن صعبة إطلاقًا على فلورنتينو بيريز، لكنه استقر علي عدم التعاقد مع أي مدافع رغم تذبذب مستوى قائد الفريق سيرجو راموس، ولم تستهوه فكرة ضم لاعب من طراز فريد في خط الهجوم لتعويض البرتغالي المغادر. 

بيريز يطلق تصريحات المديح في المهاجم كريم بنزيما واصفًا إياه تارة برونالدو البرازيلي، وتارة أخري بزين الدين زيدان، وقد يصفه لاحقًا بمارادونا وبيليه في آن، وكل ذلك يشير لأمر واحد وهو أنه يعوّل عليه كثيرًا في قيادة الهجوم. سيعاون بنزيما المهاجم الوافد من ليون مريانو دياز، لا غبار على قدراتهما، لكن هل يمتلك أي منهما إمكانيات الدون التهديفية؟ هل بإمكان أحدهما قيادة الملكي للفوز ببطولة كبيرة كالليجا أو الشامبيونزليج؟ أشك. 

المثير للتأمل هو أن بيريز يمتلك إجابات جاهزة على كل الاحتمالات، إذا فشل الفريق في تحقيق أي إنجاز هذا الموسم سيكون الحديث عن الإرهاق الذي ضرب الفريق بعد ثلاثة مواسم قوية مع زيدان. وإذا نجح لوبيتيجي في الفوز ببطولة سيكون سهلًا على بيريز الحديث عن صحة قراراته في الميركاتو.