إغلاق موقع OpenFile: دروس وعبر في صحافة المواطن

منشور الثلاثاء 11 سبتمبر 2018

نشر هذا التقرير بالإنجليزية في موقع الشبكة الدولية للصحافة الاستقصائية.

شهد العام 2010 تفاعلا حماسيًا من العاملين بالإعلام في كندا مع إطلاق موقع أوبنفايل OpenFile، وإن شاب حماسهم كثير من التشكك. مع انطلاق الموقع كتبت عنه صحف عريقة مثل جلوب آند ميل وناشيونال بوست، باعتباره موقع قادر على إحداث ثورة في صناعة الأخبار على الإنترنت، أو على الأقل، سيعيد تقديمها بشكل جديد. خلف عناوين الموقع الجديد لاحت فكرة ذكية؛ يطلب الموقع من القراء أن يقولوا ما يعتقدون هم أنه مهم، لكي تدور حوله السياسة التحريرية. بعد عامين، شاهد صناع الإعلام، بصدمة تكاد تتساوى مع الافتتان الأول بتجربة أوبنفايل؛ توقفه عن العمل. انتهى الأمر بإغلاق الموقع بعد صراع مرير على المستحقات المالية مع الكتاب (الصحفيين) المستقلين (freelancer).

عندما تجرب مؤسسة إعلامية فكرة جديدة ما، ثم تفشل؛ يتم اعتبارها مثالًا على عدم قابلية هذه الفكرة للنجاح. وعلى الرغم من ذلك، حررت مؤسسة أوبنفايل الكثير من الموضوعات الجادة عبر وضع الجمهور في مركز عملها، وهذا أثبت أن المواطنين الذين يتمتعون بالذكاء في استخدام وسائل الإعلام، والمنخرطين في العمل المجتمعي سيشاركون في صناعة المحتوى الصحفي إذا أفسح المجال أمامهم. لكن افتقد أوبنفايل لمعرفة كيفية تمويل مشاركات القراء، كي يكرس الصحفيون وقتًا أكبر للاتصال بشرائح أوسع في مجتمعهم؛ وهذا ما يعد ضوءًا أحمر لتنبيه الشركات الناشئة في مجال صناعة الإعلام اليوم.

القيمة الكبيرة للأخبار المحلية

فكرة فتح الملفات لها سحر خاص؛ الملفات الرقمية كان يفترض أن تُراكم المعرفة التي لدى الناس، عبر إضافتهم للروابط والتعليقات والصور ومقاطع الفيديو ومستندات حول القضايا في مجتمعاتهم، كانت هذه هي الفكرة التي اعتمد عليها موقع أوبنفايل. وعبر الرموز البريدية للمناطق الجغرافية، يمكن للقراء في تورنتو وفانكوفر وكالجاري ومونتريال وهاليفاكس وأوتاوا، إنشاء ملفاتهم (قصصهم) الخاصة، وأن يضيف من يعيشون في النطاق الجغرافي للحدث ما يملكوه من معلومات. وعندما تستوفي القصة الشروط اللازمة لتحولها إلى قصة صحفية صحيحة؛ يكلف رئيس التحرير محررًا بالعمل عليها.

يقول ويلف دينيك مؤسس أوبنفايل "على الفور، أدرك الموقع القيمة الكبيرة للأخبار المحلية، والتي غابت عن وسائل الإعلام التقليدية. وبدأت تقارير أخبار المُراسلين بالتطور، فقد كان لدينا المصادر ورسائل البريد الإلكتروني المباشرة وكمية كبيرة من المعلومات". 

 

من موقع أوبنفايل

بعد فتح الملف على الموقع، يقوم الصحفيون (المراسلون) على تحديث قصصهم باستمرار وإجراء تعديلات عليها بشكل مهني، وكان من الممكن نشر قصص قبل الانتهاء منها.

تقول لوراكس هورن صحفية بالموقع -عن مدينة هاليفاكس الكندية "كانت كل قصة يمكن اعتبارها حلقة وصل في سلسلة تستمر في التواصل زمنيًا فيما بينها، إلى أن يتم في نهاية المطاف بناء أرشيف للأخبار المحلية ينمو بشكل مستمر مع الوقت". 

القصص التي يبادر بها القارئ، تعطل النموذج الإخباري الذي تقدمه الصحافة التقليدية. في المرحلة الأولى يفتح شخص واحد ملفًا، وفي حالة أوبنفايل؛ فإن هذا الشخص غالبًا ما يكون منخرطًا في العمل المجتمعي بشكل كبير، بالإضافة لكونه متعلمًا ويملك ذكاءً في استخدام وسائل الإعلام، وهذا ما يشكل المرحلة الثانية حيث يكون لدى هذا الشخص حافز لمشاركة هذا الملف مع الآخرين؛ بما في ذلك الأفراد الأقل منه انخراطًا في العمل المجتمعي، لكنهم أصحاب مصلحة مباشرة، قد تدفعهم لإضافة ما يملكونه من معلومات إلى الملف (القصة).

أما إسهام أوبنفايل نفسه فيأتي في المرحلة الثالثة؛ حيث يتولى أحد محرري الموقع تحويل هذا الملف الذي يتناول خبر أو قضية محلية إلى قصة تتصل باهتمامات جمهور أوسع. 

لهذا يقول ويلف دينيك مؤسس الموقع؛ "الأمل يكمن في أن يبادر بعض من جمهور القصة في المرحلة الثالثة بالعودة إلى المرحلة الأولى؛ أي إنشاء ملفاتهم وقصصهم الخاصة. ومع استمرار عمل الثلاث مراحل معًا، يمكنا خلق نموذج فعال حقًا".

 

 

 

صورة لموقع أوبنفايل تبين التصنيفت التي يتواصل من خلالها القراء مع الموقع لإنشاء قصص جديدة.

 

في الممارسة الصحفية التقليدية، يقرر الصحفي أو المسؤول التحريري ما هي القصة التي تستحق الالتفات والعمل عليها، ثم يشاركها مع مجتمع القراء. أما في أوبنفايل فالهرم ينقلب؛ يقول دينيك "غالبا كانت القصة تصل للموقع في بداية اليوم مشابهة للقصة التي تصل إلى غرف الأخبار". لكن القصص التي ترفضها غرف الأخبار باعتبارها قصص سخيفة وغير مهمة، يتغير موقفها في أوبنفايل فالجمهور يطرح هو القصص التي يراها تستحق الالتفات، ويتبين فعلا أنها قصص مهمة. 

ينظر رواد أوبنفايل لقصة شاطئ 204 (204 Beech) على أنها علامة مبكرة على نجاح الموقع. حيث بدأت القصة في حي الشاطئ، بالجانب الشرقي - تورنتو، حيث يشغل منزل قديم عمره 100 عام مساحة كبيرة من الأرض.

كان جيف تيهان، الشريك المؤسس للوكالة الرقمية تيهان لاكس، وهو الآن مدير لتصميم المنتجات في الفيسبوك، كان قد اشترى الكوخ قبل عدة أشهر، وخطط لهدم المنزل وبناء آخر يمكن لزوجته العيش فيه بعدما تم تشخيص حالتها الصحية بإلتهاب أعصاب نادر، وهذا ما يجعلها في حاجة لإستخدام كرسي متحرك. وعندما هم بالحصول على تراخيص البناء والهدم؛ زعم الجيران أن هذا المنزل لا يمكن هدمه لما له من قيمة تاريخية.

 قام جون لاكس الشريك المؤسس للوكالة الرقمية "تيهان لاكس" بإنشاء ملف على أوبنفايل، وبعد أسبوع كان لديه في بريده الخاص إشعار بقصة 204 Beech. كات استجابة الموقع سريعة، يعلق عليها لاكس "كان من المطمئن أن نعرف أن هناك شخصًا ما يهتم، أن يشاركنا طرف ثالث المناقشة هذا أمر مهم، مهم للغاية".

قضى جوش أوكان -الصحفي الذي تم تعيينه لتحرير الملف- معظم أيام الصيف، لمتابعة كل المستجدات التي تحدث في قصة "Beech 204" والتي بلغت ذروتها مع قصة تم نشرها توضح مشكلة أكبر تخص إدارة التراث بالمدينة. حيث كشفت مراسلات لموظفي إدارة التراث حصل عليها جوش أن قسم التراث يعاني من نقص في العمالة، ولا يتواجد إلا باحث واحد، هو الذي كان يعمل في ذلك الوقت من أجل مراجعة المباني المتنازع عليها. وهذا ما يثبت وجهة نظر لاكس في أن إدارة التراث بتورنتو في حاجة ماسة إلى عملية تغيير.

 

بيت جيف وميليسا تيهان محل الخلاف 

ولأن فريق التحرير في أوبنفايل رفض أن تتوقف القصة عند هذا الحد، واستمروا في تكريس جهودهم وإمكانياتهم في متابعتها؛ تمكّن جوش أوكان من كتابة قصة عن مشكلة تجتاح المدينة كلها؛ مشكلة تمكن معها من تجاوز الجدل المعتاد القائل "ما دام بعيدًا عن بيتي فلا مشكلة لدي"؛ استطاع أوكان ان يثبت ان كل قصة لها اكثر من خيط، وهناك خيط آخر حتمًا سيتماس مع مصالح قطاعات أكبر من الناس. 

ينسب لاكس الفضل في تجربته الإيجابية مع أوبنفايل إلى تصميم الموقع وسرعة استجابة رئيسة التحرير "كاثي في".  يعتقد لاكس أنه لولا السلاسة التي تتم بها عملية إضافة القصص إلى أوبنفايل؛ لما عرف كيف يقنع صحفي تقليدي بقبول قصته. ومع أنه يعرف ان المؤسسات الصحفية الأخرى تتيح خاصية "اقتراح قصة" لقرائها على مواقعها؛ إلا أنه يعتقد أنه كان سيصعب عليه إيجاد هذه الخاصية، وأن قصته قد تذهب إلى صندوق بريد لا يفتحه أحد. وحتى لو كان هناك صحفي (في أوبنفايل) تعامل مع قصته بكيفية مختلفة؛ فستظل النتيجة إيجابية ما دامت الآلية الموضوعة لإضافة وتحرير القصص قد نجحت بالكيفية التي رآها.

كريج سيلفرمان الخبير في الصحافة الإلكترونية والذي ساعد في إطلاق أوبنفايل، يرى أن تجربة 204 Beech  مبهرة، فقد مثلت المرة الأولى التي يرى فيها موقع أوبنفايل إمكانياته تُستخدم بشكل كامل للغرض الذي بنيت من أجله.

الناس كانوا يركزون كل طاقاتهم في منطقة جغرافية بعينها، كلهم أرادوا أن يعرفوا أكثر ويسهموا بمعلومات أكثر في القصة الصحفية التي يجري صناعتها، وأرادوا أن يرووا حكايتهم لتنتشر خارج مجتمعهم الصغير إلى مجتمعات أكبر، أثبت هذا أنه كلما جعلت المزيد من الناس ينخرطون في عملية صناعة الصحافة؛ فسوف تتسع شبكة مصادرك وتصبح أكثر قوة ومصداقية. يقول سيلفرمان "شعرنا أنه لو كانت هناك عدد أكبر من هذه القصص الصحفية؛ فسيكون أوبنفايل شيئًا بالغ القوة والتأثير حقًا". 

 

ابحث- اكتب - صور - ابدأ قصتك - صورة من موقع أوبنفايل

قصة ناجحة أخرى

في عام 2012، كان أحد القراء وراء قصة ناجحة أخرى، قصة رون تايت Ron Tite، الذي صار الآن مخرجًا ورئيسًا تنفيذيًا لوكالة إعلان تشرش ستيت Church State.

عاش تايت بالقرب من ليبرتي فيليدج Liberty Village، وهو حي جديد على الجانب الغربي من تورنتو، مشهور بباراته ذات التصاميم العصرية وسكانه المبدعين. كانت المشكلة الوحيدة هي وجود المذبح، حيث تُذبح آلاف الخنازير كل يوم. كانت الرائحة الكريهة التي تتسرب من المبنى في أي يوم صيفي رطب كافية لجعل الناس يشعرون بالغثيان. تساءل تايت كيف يمكن للمدينة أن تعزز التنمية الحضرية في حي يضم شيئًا مروعًا كهذا. لذا؛ فتح ملفًا على أوبنفايل. تلقى تايت تايت اتصالا من صحفي في أوبنفايل، قام هذا الصحفي بالعمل على القصة واتصل بمايك لايتون عضو مجلس المدينة عن الحي الذي يسكن فيه رون، علم رون الإجابة عن تساؤله هو رفاقه "لماذا بقى هذا المسلخ هنا؟"، والإجابة هي أن المذبح يوفر فرص العمل الوحيدة في وسط المدينة، للعديد من الأشخاص الذين عاشوا في الحي منذ عقود - قبل وقت طويل من وصوله هو وجيرانه العصريين. شارك تايت القصة مع مجتمعه وأخذ يشرح قيمة المذبح كلما سمع أحدهم يشتكي من رائحته. والأهم من ذلك، يقول إن تجربة إنشاء القصة على أوبنفايل "أزالت الغمامة من عينيه"، وأعطته تقديرًا أكبر للمكان الذي عاش فيه. فهو لم يكن يعرف أي شيء عن أعداد المهاجرين الكبيرة التي كانت تعيش في المنطقة وتعمل في المذبح. لم يكن يعلم بوجود هذا القسم الكبير من المجتمع، الذي كان على وشك شطبه بسبب ضيقه من الرائحة.

مشكلات في الحصول على الأخبار 

أعلنت مؤسسة جيه سورس J-Source أن "دينك" مؤسس أوبنفايل هو رجل الصحافة لعام 2012  لأنه أشرك المواطنين في صناعة الأخبار المحلية والعامة في بيئة مستقلة، دون دعم أو شبكة أمان للعمل داخل مؤسسة إخبارية. بينما كان موقع أوبنفايل يحتفل بنجاحاته الصحفية، كانت الشركة لا تزال تحاول معرفة كيفية لكسب المال. بدأت أوبنفايل بعدة ملايين من الدولارات كإستثمار من مستثمر مجهول. ​وطبقًا لحسابات دينك، ​تتكلف الصحيفة ما يقرب من 1000 دولار لطباعة القصة الواحدة. حيث أعرب عن أمله في إنتاج قصص أقل وإعادة بيعها مرة أخرى إلى عدة صحف لتحقيق ربح. لكن لسوء الحظ، لم يتم هذا الأمر بسرعة كافية للحفاظ على التشغيل. في سبتمبر/ أيلول 2012 ، أوقفت أوبنفايل النشر. لم يعد هناك سوى صفحة رئيسية للموقع وحساب بـ Twitter متوقفين عن العمل في الوقت الحالي.

 

صورة من موقع أوبنفايل

خلاصة التجربة

اعرف نفسك

عليك أن تعرف بالضبط ما الذي تريده قبل أن تطلب لحظة من وقت شخص ما، سواء أكان مصدرًا أو متطوعًا أو زميلًا، ومن أجل هذا عليك أن تبني منظومة عمل محكمة التصميم.

يقول دينيك - قبل أن يجمع أي أموال - كنت أريد أن أقضي الأشهر القليلة الأولى من انطلاق العمل في التركيز على كيفية جذب مستخدمين للموقع والتعامل معه بسهولة، والتأكد من أن أي شخص يمكنه إنشاء قصة. ومن ثم أقوم ببيع ما يتم إنتاجه من قصص لشركات إعلامية أخرى.

سيرتكز الأمر كله هنا على كيفية جذب أوبنفايل لأكبر عدد ممكن من المواقع الإخبارية. بالنسبة إلى دينيك؛ هذا الفعل التجاري لا يعني أن المحررين والصحفيين لا يقدمون قيمة للموقع وللمجتمع. إلا أن تركيز الاهتمام على إنتاج قصص يمكن بيعها، أدى إلى الابتعاد عن الهدف الحقيقي لأوبنفايل، والذي يتمثل في تحسين مشاركة المجتمع وإيصال القصص إلى العالم بأكبر قدر ممكن من الكفاءة.

المجتمع هو مهمتك

جاهد الجميع من أجل تأمين دخل ثابت لأوبنفايل، عبر جذب الإعلانات مدفوعة الأجر. يقول نيل أوزن محرر أوبنفايل في مدينة هاليفاكس "كان أوبنفايل  شيئًا مختلفًا، فهو كيان مهتم بالمجتمع، لكن في الوقت ذاته يريد أن يتنافس مع وسائل الإعلام الأخرى. مما يعني ضخ محتوى يومي، وهذا لا يتناسب مع السرعة التي تتطور بها القصص المقترحة من أفراد المجتمع. فقد كان المحررون يبذلون قصارى جهدهم لجمع الأفكار من محيطهم، بالإضافة إلى كونهم مشغولين أيضًا بتحرير القصص والتفاعل مع القراء على شبكات التواصل".  في نهاية المطاف، صار من المستحيل تكوين صلات قوية مع المجتمع في ظل تواجد محرر واحد فقط لكل مدينة، لذلك، قام أوبنفايل بتوظيف محررين إضافيين لتغطية المدن، ورئيسًا لقسم المجتمع في تورنتو ليكون مسؤولاً عن التعامل مع وسائل التواصل.  يعلق سيلفرمان (أحد المؤسسين) "على الرغم من التعيينات الجديدة، ظل أوبنفايل يحتاج كثير من المحررين والكتاب حتى يفي بوتيرة النشر اليومية. أعتقد أن الكثير من المؤسسات الإخبارية قد أدركت أن مشاركة الصحفيين (أفراد المجتمع) في صناعة الأخبار تعتبر وظيفة بدوام كامل. حيث يتطلب تفاعل الصحفيين مع المجتمع (وسطهم المحيط) مجهود ومهارات معينة. كما يمكن الانتهاء من حجم العمل المطلوب عبر تشكيل فرق عمل تضم المحررين المطالبين بتقديم كل الوسائل للصحفيين (الأفراد المساهمين بقصص) لإنهاء عملهم". يضيف سيلفرمان "من المهم أيضًا أن يكون المحررون واقعيين بشأن إنتاج الموضوعات، فالتركيز فقط على عدد القصص التي ينتجها الصحفي المساهم، يعني أنهم يتجاهلون مؤشرات هامة أخرى، مثل مقدار تفاعل المجتمع مع القصص التي ينتجها هذا الصحفي. بالإضافة إلى أن الفكرة الأساسية التي يحتاج أن يدركها المدراء والمحررون هي كيفية إنشاء البنية الأساسية لإدارة ومكافأة المنخرطين في العمل المجتمعي بالشكل الملائم.

نصلك أينما كنت

حدد جمهورك، وتواصل معهم أينما يريدون؛ سواء عبر الإنترنت أو خلال مقابلات شخصية. ضع في اعتبارك أن هذا يستهلك الكثير من الوقت لهذا عليك أن تعرف جيدًا كيف تستخدم الموارد المتاحة لك.

يقول ديفيد توبينج محرر تورونتو "لقد وجدت أن وسائل التواصل الاجتماعي و الكلام الشفوي لم يكونا كافيين لما كنت أحاول القيام به في تورنتو، لقد قللنا من صعوبة مهمة اجتذاب قراء جدد، وإيجاد أفكار قصص جديدة". كما يضيف توبينج "قبل أن يصنع الناس قصتك، هناك إجراء عليك اتخاذه وهو أن لا تكون منقطعا عنهم". بينما يقول سيلفرمان "ليس الأمر أن الناس لا يرغبون في المساعدة أو ليس لديهم معلومات كافية ومفيدة. ولكن الأمر يكمن في بذل جهد للوصول إليهم أينما كانوا. الفكرة ليست بهذه الصعوبة لو عملت على إيجادها، فستأتي".

كان محررو أوبنفايل يأملون في جذب أشخاص متعلمين ومثقفين يملكون ذكاءً في التعامل مع  الإعلام، ويكون لديهم وقت واهتمام لإنشاء قصص، إلى جانب أشخاص عاديين متابعين للموقع على محرك البحث. ومن المرجح أن هذا ما جعل  أوبنفايل يتلقى نوعًا معينًا من الأفكار، وهذا مكنه من أن يكون موقعًا إلكترونيًا عصريًا ويغطي فئة أكبر من شرائح المجتمع  كمنصة خدمية. يشير توبينج إلى أن القصص التي عمل أوبنفايل على تحريرها عملت على تعزيز التفاهم وزيادة الاهتمام بالأماكن التي يعيش فيها الناس. وأدت هذه القصص لنشر التعاطف ولفت الإنتباه إلى أهمية المشاركة في الصناعة الإعلامية. كما يصف المحرر أوزانو الأمر بأنه كان هناك طوفان من القصص المقترحة، ثم بدأ الأمر يهدأ. وبدا أنه صار من السهل استخدام الموقع بشكل إخباري منتظم ودفع القراء من أجل صناعة المزيد من القصص عبر ملفاتهم الشخصية. لكن في النهاية، لم يستطع أوبنفايل الحفاظ على تدفق القصص المقترحة من القراء والتي كان يحتاج إليها من أجل إستمرار عمل الموقع. يقدم سيلفرمان نصيحة بسيطة للصحفيين الذين يرغبون في ضم مشاركات القراء الإجتماعية لعملهم "قدم نفسك إلى القراء بتواضع وأشعرهم بأنك تتفهمهم، وأن معرفتهم أكبر من حدود فعلك. وأنك تود أن تخوض معهم تجربة جديدة، فهل يمكنهم مساعدتك؟ لا يتوقف الأمر عند التقيد بنموذج للتعامل مع القراء المساهمين وتوقع حدوث معجزات، لكن في الواقع يتوقف الأمر على قدرتك بالخروج لهم واللقاء بهم دائمًا".  شكل غياب  أوبنفايل  فراغًا في الصحافة لم يتم ملؤه إلى الآن، كما يعتقد بعض من تحدثنا إليهم. لكن هناك آخرين أكثر تفاؤلًا بأن شركات جديدة مثل هيركن Hearken قد تشغل هذا الفراغ، حيث أصبح الصحفيون أكثر تفاعلًا مع جماهيرهم عبر وسائل التواصل ومن خلال الفعاليات على الأرض.

وبصرف النظر عن البصمة التي يتركها كل موقع؛ اثبت أوبنفايل أن أفراد المجتمع يملكون العديد من القصص غير المرغوب في نشرها من الصحافة التقليدية، وهم حريصون على مشاركتها والعمل مع الصحفيين على ذلك، وقتما يتم تزويد كل منهما بالوسائل اللازمة للتواصل فيما بينهم بشكل دائم.