واجهة أحد المباني المميزة في مثلث ماسبييرو - تمت إزالته - تصوير ميشيل حنا

مثلث ماسبيرو: الجمال زائل بيد الدولة

منشور الجمعة 27 يوليو 2018

 

يخوض سكان العمارات الثماني الأخيرة في منطقة مثلث ماسبيرو معركة يائسة من أجل البقاء، بعد أن تحولت المنطقة بالكامل إلى أنقاض. تارة يستعينون بأعضاء مجلس النواب، وأخرى يستغيثون في الصحف موجهين نداءاتهم للمسؤولين، وتارة يهددون برفع قضايا بعدما قدموا استشكالات لوقف الهدم بالفعل. وبعدما أزالت الدولة عدد من العمارات القديمة المميزة في الحي، يقاوم السكان لحاق العمارات الباقية؛ بذاك التراث المعماري المهدر.   

يبدو مثلث ماسبيرو الآن كمدن أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية؛ سخام فوق ركام. ما أشبه المكان بوارسو بعد الاجتياح السوفيتي، أو برلين بعد دخول الحلفاء. هكذا صار الحي القديم بعد اجتياح جحافل البلدوزرات.  

منذ سنوات طويلة، يضع المطورون العقاريون أعينهم على هذه المنطقة لتميز موقعها، فهي تطل على النيل، كما أنها جزء من منطقة وسط البلد. تزعم السلطات أن المنطقة عشوائية خطرة، وأنها تفعل ذلك من أجل حياة كريمة للسكان، أولئك السكان الذين لا يرغبون في مغادرة بيوتهم و-طبعًا- لا يعرفون أين مصلحتهم كما تعرفها الدولة.

منذ عصر مبارك  جرت محاولات عديدة لإخراج السكان من المنطقة، لكنها لم تفلح إلا في العصر الحالي، حيث السلطة الراسخة التي لا يمكن مناطحتها أو مقاومتها.

كانت الحكومة قد استثنت ثماني عمارات تراثية من الهدم، وهي العمارات المطلة على شارع 26 يوليو، بغرض الحفاظ على ما تبقى من الشكل التراثي للمكان، وحتى لا يتناقض المنظر مع العمارات الشبيهة على الناحية الأخرى من الشارع. لكن فجأة غيرت الحكومة رأيها، وأُلصقت إعلانات تطالب السكان بالرحيل قبل الإزالة. فعلى طريقة أوكازيونات آخر الموسم؛ كل شيء يجب أن يختفي.

يمتد التفكير الآن إلى هدم منطقة بولاق أبو العلا التاريخية المقابلة للمثلث، وهناك العديد من المناطق القديمة الأخرى الموضوعة في خطة (التطوير). يبدو أن القاهرة كلها يجب أن تختفي.

فيما يلي مجموعة من الصور الملتقطة من داخل مثلث ماسبيرو. جميع المباني في الصور تم هدمها، عدا ما ذكر أسفله أن المبنى في انتظار الهدم، ويظل الحكم للقارئ للإجابة عن السؤال: هل كان مثلث ماسبيرو منطقة عشوائية حقا؟

 

سور لما يبدو أنه مبنى قديم جدا، ولعله بقايا اسطبلات الخاصة الملكية التي كانت موجودة في هذا المكان.

تكونت رملة بولاق ضمن المساحة التاريخية لجزيرة بولاق التي انحسر عنها فيضان النيل في القرن 14. ورغم ان المباني التراثية القائمة حديثة العهد نسبيًا؛ إلا أنها شاهد على التاريخ العريق للمنطقة. 

 

1926.. إنه تاريخ البناء أعلى المدخل.

 

مبنى تراثي تظهر فيه الشرفات والموتيفات المعمارية المميزة. تم هدمه 

تتمتع أغلب المنازل الثمانية المهددة بالهدم بواجهات لافتة. تتميز بالمقرنصات والشبابيك العالية. 

 

شرفات من الحديد المشغول وتفاصيل فنية من الجص. تم الهدم. 

 

 

واجهة بيت ينتمي لمدرسة الآرت نوفو ومهدد بالهدم أيضًا.

 

شرفات خشبية ومشربيات.

الباب الأيمن ينتظر دوره في الهدم، أما الأيسر فقد اختفى بالفعل.

 

هل يمكن أن يكون هناك باب أروع؟

                   

باب ينتمي لمدرسة الآرت نوفو.

 

الأبواب لا تحمل فقط قيمة جمالية مميزة؛ وإنما تحمل قيمة تاريخية كذلك 

 

 

مدخل واحدة من العمارات المهدومة مؤخرا.

  

بقايا مجد غابر 

  

 

    

مقرصنات في ركن واحدة من العمارات

 

 

ورشة سلامون هنهايات أشهر ساعاتي في مصر.. تنتظر الهدم.

 

تم الهدم.

 

كانت هنا حياة، لكنها تحولت إلى أنقاض.

 

في انتظار الهدم.

ثماني عمارات هي كل ما تبقى الآن من مثلث ماسبيرو. ومع إصرار الدولة على إزالتها؛ نتتظر أن تفقد القاهرة قطعة جديدة من تركيبتها السكانية والمعمارية الثرية.