چيت فوتوز
الطائرة الرئاسية المصرية الأولى برمز تسجيل SU-BTU في مطار ميونخ بألمانيا.

الطائرات الرئاسية الجديدة تظهر بالعلم المصري لأول مرة في ألمانيا

منشور الأحد 27 مايو 2018

 

هل تذكرون أزمة الطائرات الرئاسية الفاخرة من طراز "فالكون x7"؟ تلك التي نفت "مصادر رئاسية" عام 2016 أن القاهرة تعاقدت على شرائها؟ ها هي اثنتان منها تظهر ﻷول مرّة بالعلَم المصري وشعار الجمهورية.

بعلم مصر

ظهرت الصور اﻷولى للطائرتين الرئاسيتين على موقع Jet photos، بتاريخ 22 أبريل 2018، وهما من طراز Falcon 7X، خلال تواجد الطائرتين في مطار ميونخ الدولي بألمانيا، ونُشِرَت الصور مصحوبة بتعليق مفاده أن الحكومة المصرية حصلت على 4 طائرات من هذا الطراز، اثنتان منها نفّذت رحلات تدريبية من قاعدة ألماظة العسكرية بالقاهرة إلى باريس وميونخ.

موقع Jet photos، تأسس في نوفمبر 2002، ويُعد الأضخم بين مواقع أرشيف صور الطائرات، ويضم أكثر من 3 ملايين صورة، شكّلت له قاعدة بيانات مصوّرة ضخمة. ومنذ أغسطس2015، صار الموقع جزءً من خدمات موقع مراقبة حركة الطيران Flightradar 24.

الطائرة الرئاسية المصرية الثانية برمز تسجيل SU-BTV في مطار ميونخ. المصدر: موقع چيت فوتوز

والتقط صورة الطائرتين الرئاسيتين المصريتين المصور مارتين تيتز، وأرفق بهما البيانات الوصفية، مثل توقيت التقاط الصور، ونوع الكاميرا المستخدمة وفتحة العدسة وغيرها كدليل علي عدم التلاعب بأية بيانات. وصاحَب صور الطائرتين على الموقع، أيضًا، بعض البيانات، مثل رمز التسجيل الخاص بهما: SU-BTU،  والطائرة الثانية: SU-BTV. والاسم التجاري للطائرتين: فالكون 7X والجهة المالكة لهما: مصر- الحكومة المصرية. والرقم المُسلسل للطائرة الفالكون الأولى: 243، ورقم الثانية: 246.

جدل الصفقة

بدأت حكاية الطائرة الفاخرة مع مصر في الظهور للعلن، أغسطس 2016، حين كشفت صحيفة La Tribune الفرنسية أن شركة "داسو" لتصنيع الطائرات عقدت صفقة مع الحكومة المصرية، تبيع بموجبها للقاهرة 4 طائرات من طراز فالكون 7X، الخاصة بنقل كبار المسؤولين ورجال الأعمال، بقيمة 300 مليون يورو تقريبًا.

داسو هي الشركة نفسها التي اشترت منها مصر صفقة مقاتلات الرافال في فبراير 2015.

اقرأ أيضًا: تصريح سفر: الرحلة العصيبة لمواطن مصري من شمال سيناء إلى القاهرة والعكس

جاء خبر شراء الفالكون، بعد أسبوعين فقط من ضجة أثارتها مجلة The Economist، بسبب مقال رئيسي في عددها الصادر 6 أغسطس 2016، بصورة للأهرامات وعنوان رئيسي "بعد الربيع العربي.. تدمير مصر"، تحدث عمّا يمر به البلد من أزمات اقتصادية، وقبل 3 أشهر فقط من قرار الحكومة تحرير سعر صرف الجنيه، والذي أتبعه قرار رفع أسعار المواد البترولية.

أمام الحالة الاقتصادية التي كانت مصر تسعى للتغلب عليها بمعاونة قرض من صندوق النقد الدولي، قابلت وسائل إعلام مصرية تقرير La Tribune، بنفي أي تعاقدات بين الحكومة المصرية وشركة الطائرات الفرنسية، عبر أخبار مُقتضبة، نسبتها إلى "مصادر رئاسية وسيادية" مُجهّلة.

طائرة فاخرة

وفقًا لما يذكره المنشور الدعائي الخاص بها، فإن الطائرة فالكون X7 فرنسية الصنع، تتوسط طرازين آخرين من صُنع الشركة نفسها، هما 6X و 8X. وأٌعلن عنها للمرّة اﻷولى خلال فعاليات معرض باريس الجوي عام 2001. يبلغ طولها 23.2 مترًا، والعرض 2.34 مترًا، وبارتفاع 1.88 مترًا. يُمكنها حمل 8 ركاب بخلاف طاقم الطائرة، والطيران لمسافة 11 ألف كيلومتر تقريبًا. 

 

صورة من داخل صالون الطائرة فالكون 7X الرئاسية- المصدر: شركة داسو الفرنسية

 

وتأتي هذه الطائرات مجهزة بعدد من الخدمات مثل الهواتف المتصلة بالأقمار الصناعية، وماكينات صنع القهوة، وأفران الميكروويف لتسخين الطعام، فضلاً عن أماكن واسعة مخصصة للجلوس وأخرى للنوم.

للمفارقة؛ نشرت صحيفة "الأهرام" الحكومية، خبرًا عن صفقة طائرات الفالكون في أبريل 2016 استنادًا لمصادر إعلامية روسية وفرنسية، وذلك "لتحل محل أسطول الطائرات أمريكي الصنع ذو الاستخدامات الحكومية".

 

مطبخ الطائرة فالكون 7X الرئاسية- المصدر: شركة داسو الفرنسية

 

وكشف تقرير لموقع مدى مصر في ديسمبر 2016، أن مصر "حصلت بالفعل على طائرتين من الصفقة"، مشيرًا إلى أن "تقارير سابقة رجّحت انضمامهما للأسطول الخاص برئاسة الجمهورية"، على أن يتولى سلاح الطيران تشغيلها. وتتبّع كاتب التقرير حركة الطائرتين من مطار بوردو في فرنسا، يوم الثلاثاء 12 ديسمبر، الساعة 6:30، و6:42 صباحًا، ووصولهما إلى قاعدة ألماظة الجوية بالقاهرة الساعة 10:35، و10:40 من صباح اليوم نفسه، وذلك استنادًا لموقع Flightradar24.

ومنذ ذلك الوقت، لم تخرج أية جهة رسمية لنفي أو تأكيد خبر صفقة الطائرات الفاخرة، حتى ظهرت فالكون7X في ميونخ بألمانيا وعليها علم مصر وشعار الجمهورية.